السبت، 6 أغسطس 2016

فوضى البريد المصري !!..


الفوضى تعني الاختلال في أداء الوظائف الموكلة إلى أصحابها، يقال قوم فوضي علي من ليس لهم رئيس، كل منهم يتصرف في ما للآخر دون تمييز ... والكلمة ذاع صيتها بعدما أطلقها الرئيس المخلوع حسني مبارك أبان ثورة 25 يناير 2011 واعداً الشعب المصري بفوضى عارمة إذا ما أسقطوه !!.. 

هكذا طبيعة جميع المستبدين منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، سواء كان رئيس دولة أو مؤسسة، فأما الرضوخ والانحناء للظلم والقهر والاستبداد، وأما الوعد بتلك الفوضى العارمة التي تأكل الأخضر واليابس، وغالباً ما يدفع ثمنها الضعفاء والمقهورين...

وتلك الفوضى أصبح لها أسس ونظريات علمية تدرس، وما الفوضى الخلاقة التي وعدتنا بها الشابة السمراء كوندليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة ببعيد، ونري واقعها حولنا في العراق واليمن وسوريا وليبيا وقريباً في بلدان أخري مؤهلة وعلي وشك الانفجار والفوضى العارمة...

الملاحـظ أن تلـك الفوضى أو التهـديد بها لا تحــدث إلا في المجتمعات والمؤسسات التي تعـاني من نقـص العدالة والحـق في العيش المشترك، فالبلـدان الأوربية بعد فوضي الحرب العالمية الأولي والثانية استقرت، وتفهم حكامها غبــاء الاستبداد وخطـورة عـدم العدالة الاجتماعية والعيش المشترك، أما نحن فالغبــاء الاستبدادي من طبائعـنا الموروثة منذ الفراعنة الأوائل الذين أبدعــوا في الاستبداد حتى هلكـوا وهلـك من معهم من جنود ظالمين...

المقدمة السابقة كانت ضرورية ، ليس لإيضاح معني الفوضى وأسباب اندلاعها، بل لإيضاح غباء هؤلاء المستبدين ، فالمنصب والكرسي يجعلهم يرون من يطالب بحقوقه أو يعارض أوامرهم فوضوي يريد إغراق مركبهم المتهالك، فالمستبد لا يشعر بحقوق الآخرين أو مطالبهم المشروعة في العدالة والعيش المشترك...

وفي مصر الفوضى حدثت بالفعل منذ زمن، حدثت منذ أن نحـو القانون والعــدالة جانبــاً، وأصبحت الرشوة والواسطة وتوريث المناصب أمــراً واقعــاً وعاديـاً، فأصبح كل رئيس سواء في وزارة أو مؤسسة آله من دون الله، يفعل ما يريد بمرؤوسيه دون رقابة أو محاسبة من الجهات الرقابية أو القضائية التي أصابهما أيضاً حمي الفوضى !!..

فلا تتعجبوا أيها الزملاء البريديين من تصريحات رئيسكم الأخيرة باتهام بعضكم بالفوضويين أتباع 25 يناير،  فهو يسير بخطي سريعة على ضرب كل المستبدين، فالوقت وقت الاستبداد، وقت الشدة والابتلاء، وقت الهامات المنكسرة، والمشي جنب الحيط، والنهاية محتومة ولا مفر منها، ومزبلة التاريخ مازال بها متسع، والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!.. 

 وللحديث بقية أن شاء الله...


السبت، 16 يوليو 2016

حـاتم البريد المصري !!..



حـاتم هو أسم رجل الشرطة في آخر أفـلام المخرج الراحل يوسف شاهين، وتلميذه النجيب خـالد يوسف "هي فوضـي" والذي تم عرضه عـام 2007 وتنبه فيه كاتب قصته ناصرعبد الرحمن بسيناريو ما حـدث فعـلا في ثـورة 25 يناير 2011 ، كنتيجة طبيعية لقهر وفساد رجـال الشرطة ومن يساندهم ، بحكم أنهم فوق القانون والمساءلة ...

حاتم هذا الذي لم يعاقب أبداً رغم بطشه وغبائه الذي أدي في نهاية الفيلم إلى قيام جموع المواطنين باقتحام قسم الشرطة بحثاُ عن المعتقلين والمختفين قسرياً من ذويهم، عاد من جديد بعد انكسار وانزواء تلك الثورة التي شهد العالم أجمع لها بنبلها وسموها، عاد بوجه القبيح والمبتذل، ليطل علينا برأس أفعى صارخاً ، مفيش حاتم بيتحاكم !!..

ورغم أن الواقع كان أشد ألماً وحزناً من تلك المشاهد السينمائية، إلا أنه جعلنا ندرك حقيقة مجتمعنا الذي انغمس في الفساد لأذنيه، حتى أصبح لدينا العشرات بل المئات من حـاتم ، تجده في كل هيئة وكل وزارة، أصبح حاتم ومن يسانده أقوي من اللوائح والقوانين، بل أصبح هو من يضع اللوائح والقوانين، والدستور إذا لزم الأمر ليحكم قبضته ويزيد من بطشه وغبائه ، دون محاسبة أو مسائلة ، فشعاره المدوي مفيش حاتم بيتحاكم !!..

فمئات البلاغات والقضايا التي اكتظت بها مكتب النائب العام ونيابة الأموال العامة والكسب غير المشروع والمحاكم، أصبحت في ذمة التاريخ، فحاتم عاد ومازال شامخاً، هيبته من هيبة الدولة العميقة، وسلطته وقوته وكبريائه لا تؤهله لأن يقف مجرد الوقوف ليسأل عن جرائمه قبل 25 يناير أو ما يفعله الآن ومستقبلاً !!..

وهكذا تمكن حاتم البريدي هو الأخر بالتبعية كجزء من نظام الدولة الفاسدة المستبدة من الفكاك بفعلته، والحفاظ علي ما نهبه من أموال هيئته، وارتفعت وازدادت هيبته وقامته ، فحاتم البريدي ذا حصانة مانعة جعلته لا يقف موقف المساءلة والمحاسبة، رغم عظم ما ارتكب من جرائم وتزوير ونهب لأموال المودعين وأصول لتلك الهيئة المنكوبة !!..

فهل سمع أحد منكم يوماً مثول رئيس هيئة سابق أو حالي أمام النيابة، أو مثول أحد نوابه، أو حتى رئيس قطاع من ذوي الخبرات الخاصة !!.. مئات القضايا التي أظهرت بوضوح كيف نهبت أموال الهيئة علناً وبفجور غريب وفج ، مثل الذي سهل للشريك الهولندي سرقة 50 مليون جنية من شركة جيرونيل أو الذين زوروا الحساب الختامي ليمكن مجلس الإدارة من صرف مكافآت بالملايين دون وجه حق،  أو كالذي أعطي قرضاً لشركة اتصالات مصر بفائدة أقل من الأسعار المعلنة بالبنوك، وما فضيحة المشاركين في قرض صندوق البنك الدولي ببعـيد، عشرات القضايا ، بل مئات، والسبب واضح للجميع، مفيش حاتم بيتحاكم !!..

وإذا كان الفيلم السينمائي انتهي بمشهده الأخير بمقتل حاتم، طبقاً لرؤية الأستاذ المخرج الذي رحل عن عالمنا، فأن تلميذه النجيب استفاق من غفوته الوطنية وتعلم الدرس، وأصبح هو وحاتم أيد واحدة !!.. الله يخرب بيوت كل الحواتم بما فيهم حواتم البريد المصري .... 

وللحديث بقية أن شاء الله...

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

جمعية الحمير البريدية !!..



"جمعية الحمير البريدية" مقترح لرابطة تجمع جموع البريديين على غرار جمعية الحمير المصرية، التي أسسها رائد الفن والإخراج المسرحي الفنان زكي طليمات عام 1930، ولاقت قبولاً واهتماماً واسعاً من جمع غفير من الفنانين والأدباء، مثل الأستاذ/ عباس محمود العقاد والدكتور/ طه حسين، والمخرج والممثل المسرحي الرائع/ السيد بدير، والممثلة القديرة/ نادية لطفي وغيرهم....

وتلك الرابطة قد تكون فاتحة خير لتجمع العاملين بالبريد المصري على كلمة سواء، وبديـلاً حضارياً عن نقابة البريد التي ارتطمت في أحضان الإدارة العليا بالهيئة وأصبحت بوقـاً لقراراتها ومواقفها الظالمة لصغار العاملين، وكما كانت جمعية الحمير المصرية حصناً منيعاً للدفاع عن حقوق الحمير والرفق بهم، ستكون تلك الرابطة أن شاء الله حصناً منيعاً وسنداً للدفاع عن حقوق صغار البريديين...

سنوات عديدة يتم استحمار العاملين والضحك علي مقدراتهم وأرزاق أولادهم، دون أن يجدوا من يدافع عنهم أو يمنع تسخير مجهودهم وأعمالهم لصالح أفراد أو جهات أخري بالدولة، وبالتأكيد كان آخرها ما عرف بالهيكلة، والذي أصبح واضحاً للجميع قلة وضآلة ما ألقي للعاملين الصغار من برسيم ناشف وعليق حامض لا يسمن ولا يغني من جوع !!..

هذه دعوة عامة للتجمع ورص الصفوف برفثه واحدة ونهيق عالي، وتحت شعار حدوتنا هي قوتنا من أجل الكرامة والعيش الكريم وتأمين مستقبل الأجيال القادمة في الهيئة من الحمير الصغيرة، دعوة من أجل التوحد والاصطفاف لمواجهة كافة أنواع الاستحمار والتبعية، والتخلص من هؤلاء المستحمرين الطغاة الفاسدين !!..

أرجو إلا يستاء بعض الزملاء والأصدقاء، فقد ثبت بالدليل القاطع أن الحمير أكثر صدقاً وإخلاصاً وأمانة من بعض العاملين الحقراء بالبريد المصري، فهل رأيت يوماً حميراً تلقت رشوة لتمرير واستلام مشروع فاشل وغير صالح للتطبيق، أو رأيت حميراً سطت على شغل أو مشروع غيرها لسرقته وتشغيله بغية التلميع والترقي، وهل رأيت حميراً تركها أصحابها بدون عمل خمس سنوات تأكل وتشرب وتلهو باللعب على الكمبيوتر لا من أجل شئ إلا لقهرها وهضم حقوقها لأنها حمير محترمة ولديها ضمير وتريد العمل والإنتاج !!..

الأمل أن تلقي الدعوة قبول جموع البريديين، وفي انتظار مقترحاتكم، فما أكلت الذئاب إلا من الحمير القاصية، فتجمعوا أيها الحمير واصطفوا ، فما حك ظهرك إلا ظفرك ، رفع الله رآيتكم وسد ثغركم وسدد رميكم ونصركم على المستحمرين الجدد !!..      

وللحديث بقية أن شاء الله...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

السبت، 9 يوليو 2016

حمير البريد المصري !!..


بصدق ... أصبحت الآن من المتعاطفين بشكل كبير مع الحمير، فبعـد كل تلـك الخدمــات التي يؤديـها للإنسان، وتحمـله وصبره الدائم وبنعـته بالغبـاء والقبـح، يذبـح ويقــدم لحمه مع وجبـاتنا اليومية، وكأننـا نقـول له في بجـاحة منقـطعة النظير، آخـرة الغـز علقـة ، بل وذبحـة !!..

وكونها استراحت بعد ذبحها، من عناء ما تلاقيه من مشقة واستهزاء وتوبيخ ونعته بالغباء والقبح، على عكس الحقيقة التي لا نجدها في الأدبيات العربية المليئة بالسخف واللامعقول، وخلافاً لما أثبته العلم بما تتمتع به تلك الحمير من ذكاء وإخلاص وتحمل لظلم الإنسان وغـدره، فلا حرج من تنبيه الفصائل الشبيه التي تيسير على نهج تلك الحمير التعيسة !!..

فعالمنا الآن مع الأسف، اكتظ  بتلك الفصائل، الأشد غباءً وقبحاً واضمحلالاً للعقل والحيلة ، فأنواع جديدة من البشر ظهرت قابلة للذبح ليس مرة واحدة ، بل مرات ، تذبح وتسلخ جلودها، ويتكرر مأساتها مرة تلو الأخري وتعذب في حياتها ومعاشاها ، فأضحت وظيفتها الأساسية حمل الأسفار فحسب، بل وحمل الطين والسبخ، ومن يحمل منهم العنب فهو من الأخيار المميز بين أقرانه، كحمار العنب يحمله ولا يستطيع تذوقه !!..  

فصائل كثيرة من البشر، كل ما تتمناه الآن في حياتها أن يمر اليوم بسلام دون مشاكل أو أزمات أو منغصات، خاصة الزملاء الأعـزاء الذين يعملون في مكاتب البريد المصري، مع خالص تقديري واحترامي لأشخاصهم ممن عرفت وممن لم أعرف ، فأن حالهم ضاق بما أصف لواقعهم المرير ومعيشتهم الضنك !!..

أما عن بقية الحمير المميزة، أصحاب الياقات البيضاء، وأربطة العنق الحمراء، فلا يغرنك تلك الأناقة والوسامة، وحظائرهم المكيفة، وما يتناولونه من برسيم طازج وماء عذب، ففي نهاية الأمر هم أيضاً ممن يحملون الأسفار وأحياناً حقائب خاوية !!..

فالقطيع الغالب ممن يعملون في البريد المصري وظيفتهم الآن لا تختلف كثيراً عن وظيفة الحمير، التي لا تعرف ما تحمله ولا يحق لها مجرد معرفة أو السؤال مثلا عن :  
- تفاصيل الحساب الختامي للهيئة وقوائمها المالية، وتدقيق ما يرد فيها من أرقام، خاصة بعدما افتضح أمر تزويرها لعـدة سنوات...
- رواتب ومكافآت المستشارين والمتعاقدين من خارج الهيئة ، ومدي خبراتهم الفذة وما يقدمونه من قيمة مضافة لأعمال الهيئة...
- حجم استثمارات الهيئة ومسار نجاحها أو فشلها وما يتم سنوياً من إعادة تقييم لتلك الاستثمارات وتدني عوائدها المستمر ...
- الشركات المملوكة للهيئة والشركات التابعة والشقيقة، وحقيقة أنشطتها وخسائرها المتكررة وجدوى استمرارها ...
- تفاصيل اختيارات القيادات والوظائف الإشرافية وطرق شغلها، واللائحة التي تضمن حسن اختيار الكفاءات الحقيقية من بين العاملين...  
- حقيقة تلك المشاريع الفاشلة والتعاقدات المشبوهة مع بعض الشركات، والتي تتم دون تقييم أو حساب القائمين عليها...
- لوائح الهيئة وقوانينها المطروحة ومن يقوم بطبخها وسلقها لتلجيم وهضم حقوق العاملين...

وأشـياء كثيرة يصـعب سردها في واقـع البريد المصري المـر، وكــأن فكـرة استحمـار العامليـن أصبحت أمـراً واقعـــاً ، فالمطلـوب منـك الآن باختصـار أن تصبـح حمــاراً، تعمـل وتجتـهد وتبـذل قصارى جهـدك، تحمـل أسفاراً وطينـاً وسبخـاً، تنتظر فقـط ما يرمـي إليـك من برسيم، كـلا على قدر هيكـلته، حتى يأتي دورك للذبح، ولا عزاء للحمير!!..  

 وللحديث بقية أن شاء الله...

الأحد، 2 أغسطس 2015

البريد المصري وقانون الخدمة المدنية الجديد !!..

  
مع بدء العمل بقانون الخدمة المدنية الجديد اعتباراً من أول يوليو 2015 تضاربات الأقوال والتعليمات واختلط الحابل بالنابل بمعظم الجهات والهيئات الحكومية في كيفية تطبيق جداول الأجور والترقيات وغيرها مما ورد بنصوص القانون ولائحته التنفيذية... خاصة وأن القانون سيؤثر سلباً أو إيجاباً على نحو ستة ملايين موظف وعامل، باستثناء تلك الصفـوة المختارة التي تم استثنائها من القانون!!..

وبعيداً عما أثير عن مشروع القانون سلباً أو إيجاباً وسرعة إصدار لائحته التنفيذية والأمر بتطبيقه دون مناقشة مجتمعية أو وجود برلمان منتخب يعبر عن تلك الفئة العريضة من المواطنين العاملين بالدولة، واحتمالية عدم دستوريته، بسبب ما شابه من تمييز فئة من العاملين المدنيين بالدولة بعدم خضوعهم للقانون، فإن العجلة في إصداره وسرعة تطبيقه تكفي لأن تطفي عليه مزيداًُ من الشكوك حول تعمد الإضرار بتلك الفئة العريضة من المجتمع المصري، وإلا لما استثناء تلك الصفوة المختارة من القانون؟!..  

ومن تلك الهيئات التي تخبطت واختلط حابلها بنابلها هيئة البريد، والتي لم يتضمنها القانون المشار إليه بأي استثناء في التطبيق، بينما يتمسك مجلس إدارتها بكونها هيئة مستقلة ينظم شئونها القانون رقم 19 لسنة 1982، وتعمل دائماً خارج سرب قوانين الدولة، وحسب الأحوال والمتطلبات التي يراها مجلس الإدارة، فهو السلطة المهيمنة على شئونها وتصريف أمورها وله أن يتخذ ما يراه لازماً من قرارات لتحقيق الأغراض التي أنشئت من أجلها، دون التقييد بالقواعد والنظم الحكومية، طبقا للمادة السادسة عشر من القانون المشار إليه...  

وبين الحابل والنابل، وإمكانية تطبيق القانون الجديد من عدمه، يقبع العاملون في البريد المصري بين المطرقة والسندان، في انتظار قرارات مجلس إدارته وبما يجلبه من خسائر سنوية متتالية منذ سنوات، والآمال العريضة في انتظار تلك الجنيهات القليلة التي يتلهفون عليها كل عام، والتي بافتراض في حال إقرارها بحدها الأدنى رغم ما يعانيه البريد المصري من مشاكل هيكلية وخسائر مالية متتالية، سوف تتبخر من بين أيديهم العاجزة بموجات الغـلاء القادمة!!..       

الآمـال العريضة في تحسين أحـوال العاملين بالبريد المصري ماليــاً واجتماعيــاً والارتقــاء وتحسين بيئة العمل ورفع كفـاءته لن يتحقق أبداً في ظل تلك المنظومة الفاشلة التي لا تنفـك عن حماية الفساد والمفسدين، وتسير على ذات نهج سابقيها بالوعـود البراقة والكلام المعسول دون إنجــاز حقيـقي وشفافية وعـدالة مطـلقة، ودائماً ما نذكـر الزمـلاء والرؤساء بقـول الله سبحانه تعـالي "أن الله لا يصلح عمل المفسدين"...

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 18 يونيو 2015

أيام في البريد المصري !!...

 
أسابيع قليلة وسأصل لنحو ثلاثة عقود من الزمن بالعمل في البريد المصري، ثلاثة عقود بحساب الأيام تصل لنحو 10950 يوماً، أيام في الغالب كانت مرة وعصيبة ولم يتخلــلها إلا بضــع أيام سعيدة، فمعظمـها كانت في عهد المخلوع مبارك، وما إدراك ما شهد عهده من فساد وضلال وضياع للحقوق!!..
 
أعتقد كذلك أن معظم العاملين في البريد المصري يشاركونني في الضيق والمرارة، فالكل شاهد أينما كان موقعه كيف تردت الأحوال وتسلق المتسلقون والطبالون لإدارة دفة هذا المرفق العظيم، والكل يرقب تخلفه وتراجعه عاماً بعد عام مالياً وإدارياً رغم إمكانياته الضخمة وموارده المالية والبشرية الهائلة!!..  
 
ومرارتي تلك قد تختلف كثيراً عن مرارة وضيق معظم العاملين الكادحين المقهورين بالمكاتب البريدية ومراكز التوزيع أو حتى الأكثر ترفاً في الإدارات العامة والمناطق البريدية، فالمرارة التي أعاني منها مرارة بها من الراحة والترف ما تفوق ما يخطر على بال جموع الزملاء، حيث لا أعمل أي شئ منذ فترة ليست بالقصيرة، فالإدارة العليا لا تريد مشاركتي العملية أو إبداعاتي البريدية أو حتى تلك الكلمات التي أسطرها بتلك المدونة!!..
 
فالمرارة نابعـة من منعي من العمل والمشاركة والتجديد والابتكار، فهؤلاء لا يحبون الكفاءات المخلصة، بل أغلقوا منافذ الحجرات والمكاتب على ثلة قليلة من أتباعهم ومريديهم، رغم الثبوت اليقيني بأن هؤلاء أصحاب تجارب فاشلة وساقطة أدت بالبريد المصري للتراجع عاماً بعد عام وتردي أوضاعه وهروب عملائه وتخلف خدماته المتنوعة!!..   
 
نابعة كذلك من تلك المحاولات المتكررة مع رؤساء مجالس الإدارة واحد تلو الآخر ومعظم نوابهم الأفاضل بغية تكليفي بعمل ملائم يتناسب مع خبراتي وتاريخي البريدي الطويل لنحو ثلاث عقود، فما وجدت منهم إلا تلك الابتسامات الباهتة والوعود الزائفة، وكأن نوحاً عليه السلام عاد من جديد، نوحاً بريدياً "وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ "...
 
البريد المصري يحتاج إلى سفينة نجاة؛ كسفينة نوح عليه السلام، سفينة خالية من الجهلة والفاسدين، فالنجاة مرهون بالكفاءة والإخلاص وطهارة اليد والعمل الصالح وتعاون الجميع على متنها، وإلا فالطوفان قادم لا محالة، سنة الله في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلا !!.. 
 
وللحديث بقية أن شاء الله...
 

الأحد، 7 يونيو 2015

البريـدي المثـالي !!..


منذ أيام قليلة احتفل البريد المصري باختيـار الموظف المثالي، في الواقـع لم أهتم كثيراً بالموضوع سواء هذا العام أو الأعوام السابقة، لمعرفتي يقيناً رأي الإدارة العليا أو القائمين على تلك الاختيارات في مواقفي، فأنا بالنسبة لهم كمدير لمشروع الشباك البريدي الموحد "مدير مشاغب" لا يساير مواقفهم أو اتجاهـاتهم، وأيضاً مشروع الشباك البريدي الموحـد متوقف منذ أربعة سنـوات، دون حـل مع الشركة المنفـذة للمشروع، وعجـز الهيئة عن إيجـاد بديـل ملائم لميكـنة منظــومة الخدمات البريـدية بالمكاتب، وعدم وجود رؤية أو تبعية إدارية واضحة للمشروع!!..  

في الحقيقة ما يثير الانتباه هذا العام وربما الأعوام السابقة، طريقة الترشح والاختيار لبعض العاملين، من حيث تطبيق المعايير والشروط المعلنة من قبل الإدارة العليا، فإخفاء الجـزاءات الموقعة على البعض منهم، وعدم إظهار التقـارير السرية الضعيفة للبعض، جعل من اختيار الموظف المثالي بالبريد المصري كاختيار الراقصة "فيفي عبده" كأم مثالية!!..  

ولما لا ، فنحن في زمن انقلبت فيه كل المعايير واختلت فيه القيم والمبادئ والأخلاق حتى أصبح الموظف المثالي ذاك المهرج المنافق الكذوب، الذي يتجسس على زملائه وينقل أخبارهم للرؤساء، مع مساعيه الدائمة لتقديم العون والخدمات الشخصية لرؤسائه، حتى ولو وصل الأمر لتوصيل الطلبات للمنازل وغسل الصحون والملابس وتنظيف الشقق، فكلما كنت منافقاً راقصاً كذوباً كلما كنت مثالياً في البريد المصري!!..

وبالتأكيد لا يمكن إصباغ صفة العموم على كل من نال هذا اللقب وأخذ الجائزة الممنوحة لها، ولكن يبدو فيما أعتقد أن الراقصة "فيفي عبده" أصبحت المثل الأعلى في حياتنا وخاصة في البريد المصري الذي أصبح الرقص والطبل وهز البطن والإرداف من مقومات الترقي فيه للوظائف العليـا وحصد الجوائز والمكافآت وبدلات السهر وغيرها...

دائماً ما أتسأل، كيف يمكن أن يتقدم الإنسان المصري للأمام إنسانياً وحضارياً وتقنياً وفي مواقع إدارته العليا في الهيئات والمؤسسات تلك القدوة السيئة التي لا تنفك من اختيار أتباعها ومريديها من الراقصين والطبالين لاستكمال مسيرة ومثالية فيفي عبده؟!..    

اختيار الأجدر والأصلح مثل الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، أما اختيار من هم على شاكلة فيفي عبده مثل الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار... "أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ"

وللحديث بقية أن شاء الله...