الاثنين، 30 ديسمبر 2013

قانون البريـد المصري !!...



قانون البريد المصري، ليس القانون رقم 16 لسنة 1970 الخـاص بنظـام البريد أو القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد، قانون البريـد المصري الآن هو قانـون ساكسونيا!!..

وقانـون ساكسونيـا، قانـون ظـالم كـان يطـبق في مرحـلة تاريخـية سابقة بولاية ساكسونيا الألمانية، حيث تم تقسيم المجتمع إلى طبـقة الأمـراء والأغنـياء وطبـقة الفقـراء الكادحـين، فإذا أرتكب الفقير جرمـاً أو أثمـاً تم قطـع رقبته أو جلـده علنـاً في ميدان عـام، أما إذا ارتكب الغني نفس الجرم، يعاقب بنفس العقوبة ولكن يتم قطـع رقـبة خيال ظله أو جلدها... فالقانون عند ساكسونيا هو القانـون، ويطـبق علي الجميع، ولكن بطريقـتهم المثـلي!!..    

ومن هنا كان قانـون ساكسونيا مضرب للمثل في الاستخـفاف بتطبيق العـدالة، واستهجـاناً لكافة قيـم الحـق والمساواة في العقوبة، والتي يستحسنها قيـادات البريد المصري واحـد تلـو الآخـر، حتى أصبح القانـون لديهم ذا طـابع ساكسوني مميز بطـعم الكاتشب أو الشطة أو الكباب، فالقانون في البريد المصري يطـبق على الفقـراء الكادحـين، أما الآخـرين فظـلهم أخـف من أن يطـبق عليهم القانون.

هذه المقدمة الطويلة، بسبب قيام المسئولين بالبريد المصري حالياً بالالتفاف بشتى السبل على توصية النيابة الإدارية الواردة بالعريضة رقم 89 لسنة 2011 والعريضة رقم 12 لسنة 2012، بمراجعة وتصويب القرارات الإدارية التي صدرت بحق من هم دون الدرجة الأولي لتكليفهم بالعمل كمديري إدارات، وكذلك توصية النيابة بالقضية رقم 24 لسنة 2012 بحظر شغل المناصب القيادية بالهيئة بطريقة التعاقد من خارج الهيئة أو بطريق التكليف بالقيام بالأعمال والالتزام بشغلها طبقاً لإحكام القانون رقم (5) لسنة 1991 والالتزام بشغل الوظائف الشاغرة بالطرق الأصلية المقررة قانوناً... وكل ما تفعله الإدارة الآن وبعد مرور نحو ثلاث سنوات على صدور تلك القرارات الظالمة، هو البحث في كيفية التنفيذ  طبقاً لقانون ساكسونيا.

وأمـام عـدم وجـود آلية جـادة وفعـالة للنيابة الإدارية إزاء عدم قيـام المسئولين بالبريد المصري بتنفيذ توصياته المتكررة على الجميع، وبالامتناع كذلك عن تطبيق القانون رقم (5) لسنة 1991 ولائحـته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الوزراء رقم 1596 لسنة 1991 والمعدله بالقرار رقم 781 لسنة 2010، والمواقف المخزية للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بغض الطرف عن ساكسونيا البريد المصري، فانتظروا أيها البريديون الكادحون، تطبيق قانون ساكسونيا بكامل نصوصه، ثم قانون سيكو سيكو، وما بعده، وكله بالسين!!..
 
وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

مواهب البريد المصري !!...


الموهبة هي القدرة الفطرية لدي الفرد واستعداده الطبيعي لامتلاكه ميزة غير عادية في مجال أو أكثر، ويستطيع من تجاربه المعرفية تنميتها وتوجيه مكنوناتها ليصبح عبقرياً أو فـذاً بين أقرانه، وقد تضيع تلك الموهبة دون إدراكها.

ولتلك الموهبة سمات وخصائص، تؤهل الفرد للإنجاز والابتكار في بعض المهارات الوظيفية، فالإبداع والتميز في الأفكار والرؤى والتفكير المنطقي والابتكار، فواتح لتلك الموهبة، وهذا ما لمسناه من العديد من مواهب شابة بالبريد المصري، التي يتعثر طريقها وتفطـر عزيمتها أمام نوعاً آخر من المواهب الكاذبة المضللة، التي لا دافع لها ولا مقصد إلا سرقة تلك الأفكار والرؤى والإجهاز عليها.

عن تلك المواهب الخادعة المضللة، شائع في أدبياتنا العربية نماذج عدة، اشتهرت بالمكر والفهلوة والإدعاء من أجل السطو على إبداعات وإنجازات غيرها، منها الثنائي، أبو العريف وأم سحلول!!..

فأبو العريف في البريد المصري، هو من يحشر أنفه فيما لا يعنيه، ولا يخصه، فتراه يتدخل في موضوعات لم يدرسها أو يعلمها، فتكون آرائه فجة غير ناضجة، وتحتاج دائماً إلى المراجعة والتنقيح، فتراه يتحدث في التنظيم وكأنه المنظم الأول، والتخطيط وكأنه المخطط الأوحد، وفي البريد السريع، وكأنه صاحب شركة دي أتش آل، وفي أنظمة الحاسب الآلي وكأنه مبتكر الويندوز، ولكنه بإدعائه الكاذب، وبمواهبته الخادعة، يصور للبعض معرفته ببواطن الأمور ودقائق الأشياء، فتراه متنقلاً من تلك اللجنة إلى تلك اللجنة، على اختلاف مسمياتها وموضوعاتها، فأبو العريف في البريد المصري كثر، ومن ثم كان الأمر لغير أهل الاختصاص، وإذا كان الأمر لغير أهله فانتظر الهاوية...      

أما أم سحلول فهي تلك الدلالة العجوز، التي تدخل البيوت بالحيلة والخبث، لتبيع بضاعتها الراكدة، فتعرف أسراره وعوراته، فيصبح أهل البيت أسري لأوامرها ومخططاتها، فأم سحلول في البريد المصري، ذات سلطة وسلطان ولكنها من خلف الستار، تحرك الأتباع والقيادات مثل الدمى والعرائس، وبالتأكيد أن كيد النسا هزم كيد الرجال، ولذلك كان لسحرها وخبثها آثار تفوق موهبة أبو العريف...

أبو العريف وأم سحلول أصـناف من البشر ابتـلي بها البريد المصري مؤخراً، ورغم كثرة الأول، وقلة الثانية، إلا إنهما أصبحـا نماذج يتطلـع إلى أفعالهما بعض الشباب الجدد، خاصة وأن تلـك الشخصيات الآن تتصدر المشهد البريدي!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 21 ديسمبر 2013

بريديون ضد الفساد !!...


البريديون وقد عرفناهم، منهم الصالح، صاحب الضمير الحر والخلق الرفيع، والخشية من الله القدير، ومنهم الطالح، صاحب المنفعة، سارق المصلحة، مؤيد المفسدة، فالبريديون بشر كسائر الجنس البشري منذ أن خلق الله آدم، وأنزله على الأرض، فتصارع أبنيه حتى قتل أحداهما الآخر.

وبين الصالح والطالح، الكثير الذي لا يستطيع تحديد موقفه أو اتجاهه، يترك أمر نفسه ومستقبله إلى غيره، لا يتصارع ولا يحرك للهواء ساكناً، ينظر وينتظر فإذا تغلب الصالح على الطالح ينعم بعدله وصلاحه، وإذا تغلب الطالح على الصالح، يغلب على أمره، ويرضي بالذل والهوان.

أما الفساد، فتلك الدولة العميقة، ذات الأطراف المتبادلة المصالح، الناهبة لثروات وخيرات مؤسساتها وهيئتها من خلال شبكة المنتفعين والمتسلقين والفاسدين، والتي أنهكت قوامها وقدرتها يوماً بعد يوم حتى أصبحت أسيرة وخاضعة لرغبات وأهواء هؤلاء المجرمين، دون استحياء أو خجل.

وإذا كانت الهيئات الفاسدة في مصر مائة، فأعظمها فساداً هيئة البريد، ذلك بسبب تلك التركة الثقيلة التي تحملها من أموال مودعي صندوق التوفير، فبدلاً من استثمارها وتنميتها وجني خيراتها، كانت مطمعاً ومغنماً لبعض هؤلاء الطالحين الفاسدين، الذين لم يتهاونوا في نهب تلك الأموال وهدرها في غيبة وتهاون من الأجهزة الرقابية، دون وازع من دين أو ضمير.

والكثير من البريديين وهم أصحاب المصلحة العليا في كشف ومحاربة هذا الفساد، لا يدركون الصالح من الطالح، فكلما جاءت إليهم إدارة جديدة، وما أكثرهم في السنوات الثلاثة السابقة، ورفعت شعارات محاربة الفساد وتطهير هيئتهم من هؤلاء الطالحين الفاسدين، إلا أنها سرعان ما يتكشف أمرها بالاستمرار على نهج سابقيها، حتى ولو كانت النوايا طيبة واستشعر البعض صلاح أمرها، فموجة الفساد عالية وطاغية، وبطانة السوء وأصحاب المصالح تسرع بنسج شباكها وشركها بخطوات محكمة وقابضة لإفشال أي خطي للإصلاح.

البريديون مثل جموع المصريين ضد الفساد، وضد هؤلاء القلة الطالحة الفاسدة المستبدة، ولكن ينقصهم أمراً هاماً، إلا وهو أن يكونوا جمعاً ضد هذا الفساد، إلا يكون من بينهم ناظر أو غافل أو ساكن، فالبريديون مثل جموع المصريين ينقصهم الاتحاد والإيمان بعزيمة القدرة على هزيمة تلك الدولة العميقة، وقهر تلك الشبكة  الفاسدة التي أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت علينا حياتنا وأوطاننا، فالذئاب لا تأكل إلا الغنم القاصية!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 19 ديسمبر 2013

نادي البريد المصري !!...


فجأة وبدون مقدمات خرجت علينا النقابة العامة للبريد بمطالبة الإدارة العليا بإنشاء نادي للبريد المصري، فبعد ربع قرن من الزمن أو أكثر والبريد المصري يقوم بخصم جنية واحد من أكثر من خمسين ألف موظف شهرياً لحساب هذا النادي، تبين أنه لا يوجد نادي!!..

هذه ليست دعـابة أو أضحـوكة أو مزحـة كالتي أطلـقها الفنـان "عـادل أمـام" في مسرحيته الشهيرة "شاهد ماشفش حاجة" حين هدده محصل مصلحة التليفونات برفع عـدة التليفون إذا لم يدفـع الفاتورة، رغم أنه غير مشترك بالخدمة!!.. بل هذه هي الحقيقة التي نتعايش معها، ليس البريديين فحسب، بل يعيشها كافة المصريين، فمنطـق الاستخفاف بالعقـول والاستغـفال بجبـاية المال من جيوبنـا دون منفعة مقابلة أو خدمة فعلية واقع يومي نعيشه، بدءاً من تحصيل رسوم النظافة على فاتورة الكهرباء جبراً، إلى ما يتم لصقه على نماذج الخدمات الحكومية من طوابع ودمغات!!..  

الدعابة في الموضوع ليست في اكتشاف عدم وجود النادي، أو طريقة استيلاء البعض على المبالغ التي تم تحصيلها من العاملين خلال تلك السنوات، بل الدعابة الحقيقية تكمن في أمرين:
الأول : أنه بالفعل تم تخصيص قطعة أرض شاسعة من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بمدينة العبور بغرض إنشاء نادي رياضي واجتماعي لجموع البريديين، إلا أن المسئولين بالبريد المصري والقائمين على أعمال هذا النادي المزعوم كان لهم توجه آخر، باستمرار فرض الجباية المقطوعة من رواتب العاملين دون المضي قدماً في بناء سور للأرض تمهيداً لإنشاء النادي، وكأن هؤلاء البريديين ليس لهم حظاً في الدنيا كبقية خلق الله، فهم أقل وأدني - من وجه نظرهم- من أن يحصلوا على جزء من الراحة والترفية والاستمتاع كبقية البشر، فتم سحب الأرض وبيعها بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعد إنذار البريد المصري عدة مرات بضرورة استغلال الأرض فيما خصصت له.

أما الثاني: الأكثر سخفاً هو قيام النقابة العامة للبريد والتي تطالب بإلغاء الخصم من رواتب العاملين في حالة عدم إنشاء النادي بالفعل، بتحصيل مبلغ 2 جنية من كافة العاملين بالبريد المصري، بخلاف 25ر1 جنيه للزمالة المركزية والمحلية، دون تقديم خدمات نقابية حقيقية أو معاش للمتقاعدين أو مساعدات معقولة لأعضائها في أوقات الضيق والشدة والمرض، وكل ما تقوم بها هو الدعاية لنفسها ولأعضائها، ومدح وتمجيد الإدارة العليا، ومن باب ذر الرماد في العيون الترويج لبعض الرحلات الترفيهية مقابل مبالغ تفوق تكلفتها الفعلية.

أيها الإخوة البريديين، الآن تبين مدي الاستخفاف واستغفال العقول، فالنقابة التي جاءت بقانون باطل واستمرت بالزور والبهتان، لا يمكن أن تخدم أعضائها، أو تجلب لهم خيراً أو المنفعة...      

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

أغــاني بريـدية !!...


الأغنـية هي مـا يتـرنم به من الكـلام المـوزون، مصحوباً في العادة بالعزف الموسيقي، وتختلف طبيعة الأغاني باختلاف مقاصدها، فمنها العاطفي ومنها الشعبي ومنها الوطني، وعادة تستخدم للتعبير عما بداخل الوجدان الإنساني في حالات الفرح والحزن، والفراق والحنين وغيرها...

والأغاني العربية عموماً كانت تمثل في معظمها نموذجاً للتعبير الشعوري عن حالات الحب والهجر والفراق، وما إلى ذلك مما ساقه الشعراء والأدباء العرب في أشعارهم وقصائدهم، والتي أمزجت تدريجياً بالعزف الموسيقي، وأنشدها فيما بعد أصحاب الأصـوات الرخيمة، فكانت في بعض الأحيـان كالقاطـرة تشد قطـاعاً كبـيراً من الناس لشوق الاستماع والاستحسان والمحـاكاة، فالكل كما يقولون يغني على ليله...

وهذا المعني من الحب والشوق والفراق، اقترن أيضاً في زمن ما، بالرسائل والخطابات البريدية، فكانت تلك الأغاني التي كانت تشير إلى البريد والمراسيل والجوابات، لإلقاء اللوم والعتاب على تأخر أو عدم رد الحبيب، فكثيراً ما كنا نسمع بعض تلك الأغاني التي أجد أهمها وضوحاً أغنية البوسطجية أشتكوا من كتر مراسيلي، للمطربة رجاء عبده.

أغاني كثيرة تعلقـت موضوعها بالمراسيل والجوابات، حيث كانت شأناً مهماً في التواصل العاطفي والوجداني بين العشاق والمحبين، منها على سبيل المثال: أغنية يا مرسال المراسيل للمطربة فيروز، وأغنية فاتت سنة حتى الجواب منه موصلش للمطربة ميادة الحناوي، وأغنية عاوز جواباتك للمطربة نجاح سلام، وجواب للمطرب عبد الحليم حافظ، وأغنية أكتبلك جوابات واستنى ترد عليه للمطربة ليلي مراد، وأغنية بعت لك جوابين وليه مجاش الرد للمطرب محمد عبد المطلب، ومراسيل لمحرم فؤاد، وجئت تأخذ رسائلها للمطرب محمد عبده، وغيرها ...

الأغاني البريدية المتعلقة بالحب والشوق والفراق متعددة وكثيرة، وكثيراً ما كان يلقي باللائمة على موظف البريد سواء بالتأخير أو ضياع الرد، حتى اضمحلت تلك الأغاني وزمنها الجميل، وبالتالي أصبح شكوى البوسطجية ليست من كثرة الخطابات بل من قلتها...

الآن انتظار الخطابات والمراسلات أصبح مصدر للقلق والخوف، فأما أنها قادمة من المحاكم، أو من مصلحة الضرائب، وأقلها إزعاجاً إشعارات البنوك، فالحب والعشق والفراق الآن أصبح إلكترونياً...    

وللحديث بقية أن شاء الله...

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

تناقضات البريـد المصري !!...



التناقـض هـو قــول الشئ وضـده، أو هو الإثبـات والنفـي في حـالة من الأحـوال، وفي علم المنطـق هو تلازم بين قضيتـين يوجــب صـدق إحـداهما وكـذب الأخـرى، وأهـم مـا يمـيز العقـل البشري قـدرته على إدراك هذا التناقـض، فالعـاقل وحـده هو الذي يستطـيع إدراك الشئ ونقضـيه.

أما منظومة البريد المصري، فأنها خارج هذا المنطق، وخارج العقل أيضاً، فلا أحد يستطيع فك طلاسم بعض تناقضاته، التي تزداد يوماً بعد يوم، وتتناقل عبر سياسات الإدارة من إدارة لأخرى، وتحتاج إلى عباقرة وجهابذة لتفسيرها وتوضيح مراميها وغايتها...

أهم وأخطر تلك التناقضات هو التزام البريد المصري بالفائدة التي يحددها البنك المركزي المصري على إيداعات صندوق التوفير، والتي خفضت مؤخراً من 9% إلى 5ر8%، دون خضوع أموال تلك الإيداعات لولاية أو مراقبة البنك المركزي، بينما فائدة مثيلتها بصناديق التوفير بالبنوك الحكومية والغير حكومية الخاضعة لمراقبته لا تصل إلى 6%، الأمر الذي يؤدي لاجتذاب صندوق توفير البريد لمزيد من إيداعات العملاء عاماً بعد عام، والتي ارتفعت بالفعل من 88 مليار جنية في 30/6/2010 إلى نحو 124 مليار جنيه في 30/6/2013، دون وجود رؤية واضحة وغموض بعض السياسات المالية للدولة لاستثمار تلك الأموال، تجعله عاجزاً عن تغطية الأعباء التمويلية تجاه الفائدة التي تدفع للمودعين، مما يخضع البريد المصري لضغوط هائلة ودائمة في إيجاد بدائل لتغطية الفارق بين ما تحققه تلك الاستثمارات وما يدفعه للمودعين، والذي بلغ لأكثر من 4 مليار جنيه خلال السنوات الأربعة الماضية، تكبدها البريد المصري دون مبرر!!..

وتناقض آخر، فيما يعلن من التوسع في منح الحوافز والبدلات والمكافآت للعاملين استرضاءً للبعض أو للكل، وبصورة  عشوائية وغير عادلة، لا تتناسب بما حققه البريد المصري من خسائر متلاحقة خلال السنوات الأربعة السابقة لتصل في مجملها لنحو 7ر2 مليار جنية، ودون وجود رؤية واضحة وقيمة مضافة لكثير من الخدمات التي يقدمها البريد المصري بأسعار زهيدة، تحت ضغوط الحكومات المتتالية، ويتكبد فحواها العاملون بالبريد المصري أيضاً دون مبرر!!..

تناقضـات البريد المصري كثـيرة ومتعـددة، وبقطـاعات عـدة تعمل في ظـل تلـك التناقضات، التي في نهاية المطـاف تجعـله في تلك الحالة الاهتزازية الارتجـالية التي لا تساعده على النهوض من كبوته...  

والحمـد لله الذي وهبـنا نعـمة العـقل الذي يجعــلنا نمـيز تلـك التناقضات!!..  
  
وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 7 ديسمبر 2013

حساباتـنا البريـدية !!...



حساباتـنا البريـدية مفعمة بالتراجيـديا، أو بالكوميـديا السوداء، التي تصـور المأساة من خـلال أحداث متلاحـقة، تجعل المشاهد يبكـي من كثرة الضحـك، ويضحـك من شدة المعـاناة والألم، تراجيـديا أبدعها الممثل الراحـل "نجيب الريحاني" بأحـد أفـلامه القديمة "أبو حلموس".  

فكان من أحد مشاهده، هذا التأثير البالغ على مفهوم الحسابات والمحاسبة، والتي تكاد تكون الآن نبراساً يهتدي بها في أساليب الغش والخداع والتضليل المحاسبي، وذلك حين أندهش نجيب الريحاني "شحاتة أفندي" أمام رئيسه الجديد ناظر الوقف "عباس فارس" من عظم المبلغ المقيد بالدفاتر كقيمة إجمالية لما تم صرفه لدهان غرفة، وأتهمه دون معرفة بالغباء واللصوصية، وأفاده بأنه يستطيع مضاعفة هذا المبلغ أضاعفاً مضاعفة لو تم القيد بطريقته الشيطانية، وذلك بتجزئة المبلغ: كشط الدهان القديم كذا...، سنفرة الحوائط كذا...، تنظيف الثقوب كذا...، تقطيب ومعالجة الثقوب كذا...، دهان أول وش كذا...، سنفرة دهان أول وش كذا...، دهان ثاني وش كذا...، وهكذا يتم ضبط الدفاتر، ونيل المراد بمضاعفة المبلغ المراد صرفه.  

وحساباتنا بالبريد المصري التي تجمع صنوف عدة من الأساليب المحاسبية، كالمحاسبة الحكومية والنظام المحاسبي الموحد والحسابات البريدية، والمحاسبة البريدية الدولية، بالإضافة لمعايير المحاسبة المصرية كإطار مكمل للنظام المحاسبي الموحد، ما هي إلا نتاج تطبيقي معقد لهذه الطريقة الشيطانية التي أبدعها الممثل الراحل نجيب الريحاني، مع الفارق في اختلاف الزمان والمكان.

الأمثلة عديدة، استطيع سردها في مجلد، بيد أن الخشية من المزيد من تلك التراجيديا المفعمة بالمأساة، قد تحول تجاربنا في البريد المصري لمادة خصبة لإنتاج المزيد من تلك الأعمال السينمائية الساخرة، والتي قد تفوق بمراحل إبداعات الممثل الراحل نجيب الريحاني وغيره، ومنها على سبيل المثال:
-  ما تم سداده بإقساط سنوياً بنحو 7ر17 مليون جنية للبنك الدولي التجاري الدولي، لحساب مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحديث البريد المصري، ضمن الاتفاقية الموقعة بقيمة 4ر6 مليون دولار تتحمل منه الهيئة 1ر6 مليون دولار تسدد على دفعات سنوية لمدة أربعة سنوات تبدأ من يوليو 2005 حتى يونيو 2009، ومازال الهيئة تقوم بإثبات تلك المبالغ بحساباتها الختامية حتى 30/6/2013 بما قيمته 4ر13 مليون جنيه، دون تفسير لاستمرار صرف تلك المبالغ سنوياً.
-  أو ما تم سداده لهيئة الأبنية التعليمية في يونيو 2012 بما قيمته 2ر18 مليون جنيه بشأن تطوير مبني الإدارة العامة، والكل شاهد على المبني الذي تم دهان حوائطه الخارجية، دون سنفرة أو تقطيب للثقوب أو حتى دهانه وش ثاني!!..

بالتأكيد البريد المصري في حاجة شديدة إلى بعض المحاسبين المبدعين، الأكفاء في الإخراج التراجيدي، حيث مازال الفنان الراحل نجيب الريحاني حاملاً لتلك الراية الإبداعية في الفنون المحاسبية !!..  

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأحد، 1 ديسمبر 2013

بريديون ضد الفكاكة !!...


بداية من هم البريديون؟!.. هم أنا وأنت، مهما كانت طبيعة العمل، سواء كانت بمكتب بريد أو منطقة توزيع أو إدارة عامة، ومهما كان المكان، من مرسي مطروح شمالاً حتى الأقصر وأسوان جنوباً، فنحن البريديون على اختلاف المعرفة الثقافة والعلمية والدرجة الوظيفية نمثل شريحة مهمة من شرائح الطبقة الوسطي بالمجتمع المصري، هذه الطبقة المناضلة التي لطالما دافعت عن حريتها وكرامتها وتماسك وضعها الاجتماعي من التآكل لسنوات عدة.

أما الفكاكة، ذلك المصطلح الجديد، فما هو إلا نتاج استخفاف تلك الطبقة الحاكمة المسيطرة المستأثرة بالسلطة والمال، بعقول الآخـرين، فالفكاكة كالفهـلوة والشطارة، التي تبيـح اغتصاب حقـوق الآخـرين، بالتدليس والتزييـف والغش، من أجـل الحفـاظ على وضـعها الاجتمـاعي ومكاسبها التي اغتصـبتها عبر سنوات، من قـائد إلى قـائد ومن رئيس إلى رئيس، فالفكاكة باختصـار تعـني بعـد قيـام ثورة 25 ينـاير، "لف وأرجـع تاني !!..".   

هكذا، بعد اللـف والرجـوع لنقـطة البدايـة، ستعاود أيها المسكين الكـره مـرات ومـرات، حتى لو قمت بثورة أو اعتصـام أو مظاهرة، ستظل مكانك ضمن تلـك الطبـقة الكادحة المقهـورة التي لا تستطيع أن ترفـع رأسها أو تحلـم بإلحـاق أبنـائها بالسلك الدبلوماسي أو القضـائي أو العسكري، وعظـيم حلمـها الحصـول على الحـد الأدنـى للأجــور، أو إيجـاد عمل بسيط لأحـد أبنائها، فتلـك قـواعد الفكاكة!!..   

تلك الفكاكة هي التي جعلت كل رؤساء مجالس إدارات البريد المصري منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن بالتوقف والعجز عن تصويب خـلل توزيع حافز التميز، ذلك أن تلك الطبقة المسيطرة المستأثرة، دائماً ما تمنح نفسها الأولوية والأفضلية في صرف تلك الحوافز، بغض النظر عن تدافع وتطاحن وعذابات بقية العاملين بالبريد المصري، وكذلك التوقف والعجز عن تصـويب تلك القـرارات الإدارية الباطـلة الظالمة التي صـدرت في 26/12/2010 والبالغة نحو 378 قـراراً بترقية ما يقـرب من ألف من العاملين لدرجـة مديـر إدارة ومديـر عـام، وما يتقاضونه من حوافز تميز تبلغ نحو مليون جنية شهرياً، دون استحقاق الكثير منهم، لمجرد أنهم من تلك الطبـقة المسيطرة المستأثرة أو من مريديهم، ناهـيك عن عشرات الوظائف التكرارية الغـير مدرجة بالهيكل التنظيمي من مساعد مدير عام ومساعد رئيس قطـاع، وكلها وظائف هامشية لا مبرر لوجودها إلا للتمتع بصرف الحافـز والمزايا الأخري، لإرضاء بعض العاملين ومن باب ذر الرماد في العيون.

البريديون بالتأكيد ضد تلك الفكاكة، وسيظلون كذلك لطالما طلت علينا لائحة الحوافز الجديدة بنفس خصائص وسيئات اللائحة القديمة، وكفاية فكاكة !!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 28 نوفمبر 2013

لعبة الأرقـام في البريد المصري!!...


تعد معرفة الأرقـام من الشواهد على العبقرية الإبداعـية لدي الجنس البشري، فتلك الأرقـام كانت المدخـل الأساسي لمعرفـة الكتـابة قبــل قـرابة ستة آلاف سنة، تغير أشكـالها وأنماطـها عبر إسهـامـات السومـريين، والبابلـيين، والمصريين القدمـاء، والصينـيين، واليونانـيين، والعرب المسلمين، حتى صـارت أساساً للعـديد من العـلوم الطبـيعية والتطبـيقية.   

إلا أن الفضل الكبير في تطوير منظومة تلك الأرقـام يرجع إلى محمد بن موسي الخوارزمي، مؤسس علم الحساب والجبر، بإضافاته الجوهـرية التي قـادت الغرب فيما بعد إلى استخدام الأرقـام العربية التسعة مع رمز الصفر، فجعلت من بدايات معرفـة علم الحساب والجبر وسيلة دفع  للأمام لأبعد من بداياتها الأولية، لحل كثير من المشاكل العلمية المعقدة.

هذه الأرقام وعمليات الحساب البسيطة التي نتعايش معها يومياً، تكاد تكون الحقيقة المنطقية الوحيدة في حياتنا، فهي ذات بناء صلب من المنطق والعقل، فلا يمكن أن تخدع أو تزيف أو تواري ما خلفها من دلالات واستنتاجات غير حقيقية... فالأرقام والأعداد لغة الحقيقة، ولا حقيقة سواها.

كل هذه النظـريات الحسابية العبقـرية التي اكتشفت منذ الخـوارزمي حتى جـون نابيير، ما كانت لتضاهي إبداعـات بعض العاملين بالبريد المصري بالتدليس والإيهـام باللامعقول بالإصـرار على نشر بعض الأرقـام الاقتصـادية عن الهيئة، كالأرقـام الوردية التي كانت تطلقـها دائماً حكـومات الرئيس المخلـوع، عن ارتفاع معـدلات النمو الاقتصادي المزعـوم، والذي لطالـما كان يصب في جيـوب حفنة من رجال أعماله وأصحاب المصالح المقربيـن منه.
 
فنجد التأكيد الدائم على ارتفاع معدل إيداعات صندوق توفير البريد عاماً بعد عاماً لتصل لنحو 7ر123 مليار جنيه، وارتفاع حساباتها لتصل إلى 5ر22 مليون حساب، للدلالة على الثقة في جذب العملاء، بينما يتم إغفال حقيقية عدم القدرة على استثمار تلك الأموال لتغطية الأعباء التمويلية تجاه المودعين، مما يزيد من الخسائر الهيئة سنوياً، وكذلك التأكيد على زيادة أعداد المكاتب البريدية سنوياً لتصل لنحو 4 آلاف مكتب، للدلالة على التوسع في النشاط البريدي وتقديم الخدمات المجتمعية، بينما لا تتم دراسة الجدوى الاقتصادية من تلك التوسعات، مما يزيد من الأنفاق والتكاليف دون مبرر، وأخيراً ما تم الإعلان عنه من زيادة حوافز العاملين لتصل إلى 90 مليون جنية سنوياً، دون معالجة خلل توزيع تلك الحوافز، حيث يستولي على معظمها فئة قليلة من العاملين، بالمكافآت والبدلات وخلافه، لتظل الشريحة الكبرى من العاملين بالمكاتب البريدية والتوزيع في انتظار الفتات...   

سحرة البريد المصري، لو علم الخوارزمي بقدومهم واستغلال إسهاماته الجليلة في علم الحساب والجبر، للتضليل والتدليس بالأرقام والأعداد، كسحرة فرعون الذي ألقوا حبالهم وعصيهم فخيل للناظرين من سحرهم أنها تسعي، لتوقف نادماً عن تلك الإسهامات والإبداعات التي غيرت مجري التاريخ!!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

حكاية بلتـون والبريد المصري!!...


حكـاية بلتـون والبريـد المصري، حكاية قديمة ولكنها متجـددة، كحكاية المرأة التي نقضت غزلها من بعد قـوة أنكـاثاً, وكشعب يعشق العبـودية والفساد والتخـلف، فبعـد أن قــام بثـورة شـهد لها العـالم، انقلـب عليـها أنكـاثاُ، ليعـود إلى فساده وضلاله القـديم!!..

أما بلتـون، فهـي شركة بلتـون القابضـة، والتي كانت ضمـن عـدة شـركات مالـية تعاقـد معـها البريـد المصري لإدارة محافـظه المالـية، فكـان نصيــبها مبـلغ 640 مليـون جنـيه، ضمـن حـزمـة مالـية لتلـك الشركات بلغــت نحـو 35ر3 مليار جنيه، ثم انتقــلت بمسمي آخـر "دلتـا رسمـلة 5"، لتضـاف إلى مبـلغ 365 مليـون جنـية "دالتـا رسمـلة 1"، لتصـبح محفـظة واحـدة مضـمـونة رأس المال بمبـلغ مليــار وخمسة مليـون جنـية، تحــت مسـمي "شـركة دلتــا رسمـلة".

هذه الشركات التي تديـر المحـافظ المالية للبريد المصري أصبحت مثار جـدل وشك، فمنذ التعـاقد معها من عـدة سنوات وهي في العـادة لا تغطي عوائـدها الأعبـاء التمويلية التي يتحملها البريد المصري تجـاه الفوائد المدينة عن أمـوال مـودعي صندوق التوفير، حيث بلغـت نسبة عوائـدها خـلال السنوات الثلاثة الأخيـرة على التـوالي: 36ر4% ،  92ر4 % ، 11ر4 % ، مما يعــني تحمـل البريد المصري النسبة الباقــية من الـ 9% التي تدفـع لمودعي الصندوق، بإجمـالي يقـدر بنحـو 457 مليون جنـية للسنوات الثلاثة فقـط ، بخـلاف التكـاليف الإدارية المتـرتبة على إدارة تلـك الأمـوال سـواء داخـل الهيئة أو خـارجها.

الحكاية تبدأ من هنا، حيث تم الإعلان مجدداً عن التعاقد مع الشركة المذكورة "بلتون المالية القابضة" في منتصف أكتوبر الماضي، لإدارة محفظة مالية تديرها الشركة لصالح البريد المصري بمبلغ 2 مليار جنيه (290 مليون دولار)، حيث تم اختيارها من خلال ممارسة من بين ثلاث شركات استشارات مالية هي: سي أي كابيتال وبلتون وهيرمس.  

والحكاية قد تكون غامضة، أو لها جوانب فنية واقتصادية معقدة تتعلق بإستراتيجية إدارة أموال مودعي صندوق التوفير، وقد تكون سياسية وذات أبعاد تتعلق بإطار الخطة الاقتصادية والاستثمارية للدولة، المهم أن يكون ضخ تلك الأموال في صالح البريد المصري، لتحقيق عائد يفـوق الأعبـاء التمويلية التي يتحملها تجاه الفوائد المدينة عن أموال مودعي صندوق التوفير، حيث فروق ما تحمله البريد المصري من تلك الأعباء من جـراء ضـخ أمـوال مودعي صندوق توفير البريد في محافظ مالية وسندات وأذون خزانة وأوراق مالية وشركات بعيـداً عن بنـك الاستثمار القومي خـلال السنوات الثلاثة الأخـيرة بلغ نحـو 2ر3 مليـار جنيه، بينما كانت مجـمل خسائر البريد المصري عن نفس تلك الفترة نحو 9ر1 مليـار جنية.

يعني الحكاية باختصار أن مجهـود العاملين في تعظـيم إيـرادات الخدمـات البريـدية المتنوعة، يذهب هبـاءً منثـورا في تغطية جـزء من خسائر تلـك الاستثمارات المالية الفاشلة، تمـاماً كالمـرأة التي نقضـت غـزلها من بعـد قـوة أنكـاثاً !!..
 
وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

فكاهة البريد المصري!!...


يعد أدب الفكاهة من أرقـي الآداب قديـماً وحديـثاً، فمثل هذا اللـون من الأدب يمتـاز بالإنسانية والشمول ويصلح لكل زمان ومكان، فالإنسان ليس حيــواناً ناطــقاً فقـط، بل ضاحـكاً أيضاً، ولديه رغـبة عـارمة في التخفيف بالضحك عن نفسه من أعبـاء الانفعـالات الوجـدانية والتأثيرات العاطفية.

واختلف الأدباء والباحثون في وضع تعريف دقيق للفكاهة لكثرة أنواعها واختلاف مقاصد كل منها، إذ تشمل السخرية والتهكم والهجـاء والنـوادر والطـرفة والدعـابة والمـزاح والنكـتة والقفـشة والتـورية والهـزل والتصوير الساخر... وإذا كانت السخرية هي أرقـي أنواع الفكاهة، وأكثرها تأثيراً لما تحتـاج من دهـاء وخفـاء ومكـر، إلا أن فكـاهة البريد المصري فاقـت كـل هذه الأنواع.

فكاهة البريد المصري هي فكاهة جديـدة من نوعـها، قائـمة على الاستغـفال والاستخـفاف بالعقـول، فهي فكـاهة تفـوق نـوادر جحـا، وبخـلاء الجاحظ، وحكـايات أبو الشمقمق ودعـابات أبو الرقعمق، وغيرهم من ظرفـاء وأذكيـاء العرب، فهي فكاهة ساخرة، ماجـنة بالعقـول، كالذي يقـتل القتـيل ويتـقدم جنـازته ثم يخـلد ذكـراه بنصـب تذكــاري!!..      

فكلما أطل علينا رئيساً جديداً لتلك المؤسسة العريقة، صـال وجـال بمنـع مـزايا من قبله، من مكافآت ومنـح وبـدل سهر لبعض العاملين استهـدافاً للعدالة، ثم ما يلبث أن يمنـح أضـاعفها لمريـديه ومؤيـديه والمقربيـن منه، استخـفافاً واستغـفالاً بالعقـول، لدرجـة أن بدل سهر أحـداهن حالياً يفـوق راتبـها الشهري الشامل، تماماً كفكـاهة شغل المناصب القيادية من خلال لجان حيادية وطبقاً لبطاقات الوصف الوظيفي المعتمدة، بينما يتم جلب بعض شاغلي تلك الوظائف من خارج الهيئة دون معايير أو اختبارات، وتصدر قرارات أخري لبعض العاملين في الخفاء لزوم الدعابة، ناهيك عن العشرات من تلك الوظائف القيادية التكرارية التي لا يوجد لها بطاقة وصف أصلاُ، ويمنح شاغلوها مميزات وحوافز مالية من باب المجاملة والتورية...   
  
كثيراً ما تكون تلك الفكاهات وسيلة للهزل والضحك، والتفريج عن القلوب، أما في عالم البريد المصري، فأنها تكون في العادة سبباً من أسباب ارتفاع ضغط الدم، وتورهم عضلة القلب، ومزيد من الدعاء على هؤلاء الساخرين الظالمين...

احذروا دعاء أبو الشمقمق وقنوت ليل أبو الرقعمق!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 16 نوفمبر 2013

حديث المدينة في البريد المصري!!...


حديث المدينة في البريد المصري هذه الأيام حديثاً غثـاً لا معني له ولا جدوى، فهو حديث متكرر ونمطي وممل، فكلما تولي قيادة الهيئة رئيس، وما أكثرهم خـلال السـنوات الثلاثة الماضـية، إلا وبدأت الصراعـات والشائعـات والتصريحـات التي تصـيب المـرء بالغثيـان...

من مع من ؟!.. ومن ضد من ؟!.. سؤال يتـردد مع إلصــاق تهمة العمل لحساب النظـام البائـد، ولا أدري ما هو النظـام البائـد؟!.. نظــام مبـارك وحزبـه، أما نظــام مرسي وجمـاعته، أمـا النظــام الجديــد وبيادته!!.. فأصحـاب المصالح كثـر، والمنافقـين والمطبلـين أكثر، والكـل يلعـب على حبـال منافـعه وذاتيـته، فهذا ما زرعه وخلـفه نظــام مبـارك وحزبـه خــلال ثلاثـة عقــود من الزمن، وحصـاده الآن كالصـريم...

فما أن تولي الرئيس الجديد مع مطلع شهر إبريل الماضي، إلا واكتظـت المصلي بالمصلين، واحتجبت النساء، وتم ترقية بعض الملتحين... ثم ما لبـث أن جـاء 30 يونيو، وتبدل الحال وتنصـل الجميع، فأصبح المصلي خاليـاً، إلا من رحم ربـي، والنساء عدن لسيرتهن الأولي، وصال وجال أتباع مبارك الطامعين بالعودة، باتهام الرجل في الصحف والمنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي بأنه من خلايا الإخوان النائمة، وجاء بأمر مكتب الإرشاد للترويج لبيـع الصكوك الإسلامية وإنشاء دفتر توفير إسلامي، فكان منه النفي المتكرر أمـراً طبيعياً تماشياً مع الموجة الجديدة، ورغبة النظام الجديد في إبادة كل ما قبل 30 يونيو، وإعادة نظام ما قبل 25 يناير في ثوبه الجديد...  

البعض يحاول الزج ببعض العاملين في صراعات ومعارك وهمية، من أجل مصالحه الذاتية، فالبريد المصري من الهيئات الاقتصادية ذات الطابع الحساس المرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام الدولة العميقة، فلا إخوان ولا غيرهم يستطيعون في عام تغيير تركيبة شبكة فساده ومصالحه من الداخل وجهات أخري خارجه أكثر فساداً، بيد أنه من يقرأ المشهد يعرف أن لكل مرحلة متطلباتها ورجالها الأوفياء، وإدوار الرؤساء الأربعة السابقين منذ ثورة 25 يناير شاهدة على ذلك.  

الاتهامات ونشر فضائح وفساد القيادة الحـالية بالصحف والمنتديات، سواء كانت صحيحة أو باطـلة، لن تعـفي من سبقـوه من تأسيس هذا الفساد، فمن تم ترقيـتهم ملتحـين أو غير ملتحـين، أبنــاء وتلاميـذ من سبقوه، وكذلـك من أبعـدهم، ومازالت هناك الأكثرية الفاسدة التي تلعب على كل الحبـال وتستطيع مسايرة الجميـع وتعمل في الخفـاء لخدمة مصالحها وأغراضـها الذاتية، سـواء بارتـداء الحجـاب أو المايـوه، حسب الطلب، فالفساد ليس له دين أو وطن...

المهم أن تعرف أين أنت من هؤلاء ؟!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

هيئـتي البريـدية !!...


ما كنت أظن يوماً أنني سوف أكون أسيراً لتأثير كلمات يلقيها شاعر أو كاتب، وما كان بخاطري تصديق تلك الحالة الشعورية والنفسية التي وصل إليها شاعرنا الكبير فاروق جويدة، حين ألقي قصيدته الرائعة "هذه بلاد  لم تعد بلادي"... فعندي يقين دائم بجنوح وغلو الشعراء في عواطفهم وأفكارهم، إلا أن واقع بلادنا الآن يشعرك بتلك الحالة، فضاقت بنا الأرض بما رحبت، وضاقت علينا أنفسنا، ولا ملجـأ من الله إلا إليه.

هكذا حين يصل الإنسان بالكفر ببلاده، حين يري الفساد والاستبداد، حين تكمم الأفواه، وتقصف الأقلام، وتسحب الأجساد، وتسجن النساء، ولا تسمع إلا نغمات الساقطين والمنافقين، من اخترناك حتى تسلم الأيادي... فيقول شاعرنا الكبير  في بعض أبيات متفرقة من قصيدته...  
كم عشت أسأل...أين وجـه بلادي
أيـن النخـيل.. وأيـن دفء الوادي
لا شيء يبــدو في السماء أمـامنا
غيــر الظــلام.. وصــورة الجــلاد
لم يبـق غيـر صـراخ أمس راحـل
ومقـابــر سئـمــت مـن الأجــــداد
وعصابة سرقـت.. نزيـف عيوننا
بالقـهــر والتـدليـــس والأحـــقـاد
شيء تكــسر في عيــوني بعــدما
ضــاق الزمـان بثورتـي وعنـادي
أحبـبــتها .. حتى الثمــالة بينــما
باعــت صباهـا الغــض للأوغــادِ

في تلك اللحظات تمنيت لو كنت شاعراً أو كاتباً لأسطر بعض الكلمات التي يضيق بها صدري ويعجز عنها لساني، تخيلت نفسي شاعراً، ولست كذلك، فالشعراء يتبعهم الغاوون، وفي كل واد يهيمون، ويقولون مالا يفعلون، إلا الذين أمنوا منهم... ولكني أعشق التجربة والمحاولة بتلك الكلمات التي أرثي بها حال هيئتي البريدية، والتي أعمل بها منذ أكثر من ربع قرن من الزمن، والتي هي بمثابة بلادي الصغيرة، فأقول ...     
أكلـها الذئـاب .. كاللحـم عنـد الحــاتي
فضــاع الحـق فيها وتبـددت حكــايـتي
بوعــود وأمـاني رؤسائها حتى الآتـي
وحصـاد أرضـها نفــاق كبـوار الوادي    
فلسـت مع راقصـــي تسـلـم الأيــــادي
أو من يهزؤون بالفيسـبوك والإيبـادي
ولكني أحببــتها مثــل أمــي وبنـــاتـي
ضقـت من ظلـمـها وتبــددت أحــلامي
هذه الهيـئة لم تعـــد هيئــتي كبـــلادي

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

ميكـانيكي البريـد المصري!!...


كل واحد منا له معلم أثر فيه خلال مراحل دراسته، وترك في داخله بصمة أو ذكري، تظل عالقة في ذهنه وذاكرته مهما تقدم في العمر، معلمي هذا رحمه الله كان من يلقي علينا دروس التاريخ في بدايات المرحلة الثانوية، حيث كنا ندرس تاريخ النهضة الأوروبية الحديثة.

كان رحمه الله مثقفاً عالماً بأصول التاريخ وحضارات الأمم، يدلل على أسباب تلك النهضة، لاعتمادها بالكلية على التخصص في أداء الأعمال، فالكل كان يعرف دوره ومهنته وتخصصه، وذلك من خلال دعابة ساخرة ومثل كان يردده "أنه إذا تعطلت سيارتك فلابد من الذهاب إلى الميكانيكي، أما إذا ذهبت إلى الجزمجي، فأنه سوف يربط الماتور بدوبارة"... هكذا لخص باقتدار سر النهضة الأوروبية الحديثة وتقدم حضارتها ثقافياً واقتصادياًً، وأسباب عجز وتخلف عالمنا العربي، حيث الفهلوة والفكاكة، وإدعاء المعرفة، وبسبب شخصيته وثقافته الواسعة ودعابته الساخرة، أصبحت مولعاً مثله بدراسة التاريخ وحضارات الأمم.

هذا بالضبط واقعنا وواقع البريد المصري، وسبب نكبته لأكثر من عشر سنوات ومازال، فغياب التخصص، وانتهاج مبدأ الفهلوة والإدعاء الدائم من بعض القيادات بالمعرفة بالإدارة والشأن البريدي، جعل إدارتنا في ذيل الإدارات البريدية، هذا الإدعاء كنا نسمعه ونجالس أصحابه خاصة في مجال العلاقات البريدية الدولية، حيث عملي لأكثر من ربع قرن من الزمن، فالحرص الشديد من تلك القيادات على المشاركة في مجلس الإدارة ومجلس الاستثمار التابعين للاتحاد البريدي العالمي لثلاث دورات متتالية، دون مساهمة فعالة أو تقديم دراسة واحدة أو مقترح واحد للمؤتمرات الثلاثة الماضية (بوخارست / نيروبي / الدوحة) لمجرد التمتع بالسفر إلى سويسرا مرتين في العام للنزهة والحصول على بدلات الإقامة والانتقال وخلافه، جعل إدارتنا أضحوكة بين تلك الإدارات، خاصة البلدان الأفريقية والتي تمتنع في العادة عن الترشح للمجلسين، فتشارك إدارتنا بحكم التوزيع النسبي لمقاعد القارة بالمجلسين.  

وواقع أخر مماثل حيث تم إغلاق شعبة البريد بكلية التجارة وإدارة الأعمال، بدل من تطوير دراستها واستغلال إمكانيات طلابها وتشجيع الدراسات البريدية التخصصية، لمجرد حرمان خريجيها من الالتحاق بالقافلة البريدية، لاستبدالهم بآخرين لهم تخصصات في الآداب والخدمة الاجتماعية والزراعة ، لمجرد الدعاية الانتخابية، ومجاملة أعضاء الحزب الوطني المنحل بتعيين أقاربهم ومعارفهم وأبناء دوائرهم الانتخابية.  

أما الواقـع الأمـر هو بدعـة أصحـاب الخبـرات الخاصة والقـرار الوزاري رقـم 99 لسنة 2007 وما خلـفـه من مجمـوعة فاسدين ومزوريـن، فكـان تخصصـهم الوحيــد في كيفــية نهــب وسـرقة أمــوال الهيئة بتعاقـدات مشبوه وصفقــات مريبـة، فأضـحي البريد المصري بخسائر متتالية لأربع سنوات بنحـو ثلاثة مليــارات من الجنيـهات، والتعاقـدات الجديـدة قد تكـون أشد قبحــاً ومـرارة...              

قاطرة البريد المصري في أشد الحاجة إلى ورشة  صيانة وفريق عمل ماهر،  يقودهم أسطى ميكانيكي، لأن ماتور تشغيلها مازال مربوط بدوبارة !!...

وللحديث بقية أن شاء الله...

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

طبائع الاستبداد البريدي!!...


يبدو أن طبائع الاستبداد تتصف بميزة الثبات في كل عصر وفي كل مكان، من الفراعنة حتى يومنا هذا، ومن المشرق للمغرب، ومن رؤساء الدول والحكومات حتى رؤساء المصالح والهيئات.

هذا الاستبداد وطبائعه سجله الشيخ الأمام عبد الرحمن الكواكبي، بكتابه الرائع "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، فهذا الأمام الذي ولد في مدينة حلب السورية عام 1854 من أسرة كريمة، لم يكتفي بتلقي دروس الشريعة والأدب والطبيعة بالمدرسية الكواكبية، بل واصل دراسته واجتهاده ونشر أفكاره التحريرية، حتى صار علماً من إعلام النهضة العربية الحديثة في الفكر والأدب والسياسة، تعرض للسجن والاضطهاد مراراً وصودرت أمواله وممتلكاته عدة مرات، وتتلمذ علي يديه كوكبة من العلماء والأدباء، حتى توفاه الله في القاهرة عام 1920 متأثراً بسم دس له في فنجان قهوة.

فالاستبداد لغة هو غرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة، وسياسياً هو تصرف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبلا خوف أو تبعة... وأشد مراتب الاستبداد هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية، فالمستبد عدو الحق، عدو الحرية، وقاتلهما، بينما هذا المستبد في سبيل استبداده يستعين فقط بحواريه وشيعته من المنافقين وأصحاب المصالح، يسمع منهم ما يعجبه، ويجزي لهم العطاء والسخاء...    

كلما جاء واقعاً جديداً في بلادنا أو بريدنا المصري عدت للكتاب لمطالعته، لأوجه اللائمة على هذا المستبد الغاشم، بينما أعذر دائماً المستبد بهم، المستعبدين المستضعفين في الأرض، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، الذين ظلموا أنفسهم في الدنيا والآخرة، بترك هذا الاستبداد ولم يصارعوا الاستعباد والفساد...

هذا واقعنا في تلك الأيام الصعبة، خاصة تكراره في البريد المصري، نلقي باللائمة دائماً على غيرنا، من واقع إلى واقع ومن قيادة إلى قيادة، فلا صوت يعلو في البريد المصري على صوت المنافقين وأصحاب المصالح، ومن ترقوا وتقلدوا إدارته ً في ظل الفساد والاستبداد، فالاستبداد صار الآن أكثر قبحاً وتطاولاً، ويفوق الاستبداد الذي وصفه الأمام الكواكبي رحمه الله في كتابه الرائع. 

فلو كان هذا الرجـل حيـاً الآن بين أظهـرنا لمات حـزناً وألمـاً من استبـداد المستبدين، وقبـح وتطـاول المنافقين، لا بجـرعة سم دست في فنجان قهوته!!..  

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

الإفصاح في البريد المصري !!...


الإفصاح كلمة خارج قاموس البريد المصري، فالكلمة التي تتردد في العادة بين أوساط المستثمرين وأسواق المال وأروقة البورصة، غيبت تماماً منذ نحو أكثر من عقد من الزمن بالبريد المصري، في ظل التلاعب والاستهانة بالقانون، وتهميش وغض طرف بعض الأجهزة الرقابية.

فإفصاح الإدارة عما تتخذه من قرارات سواء على المستوي التنظيمي والإداري أو المستوي المالي والاستثماري، يزيد من شفافية قراراتها، ويعزز من قدرتها على مواجهة المتنافسين، ويرسخ في الأذهان مفاهيم ثقافة الالتزام والقيم سواء تجاه المتنافسين أو العاملين بالمنشأة، فالدقة والشفافية والوضوح ضمانة أساسية لنجاح الإدارة الرشيدة.

أما إذا كانت إدارة غير رشيدة، كالإدارات المتعاقبة مؤخراً على البريد المصري، فإن نظرية الإفصاح تلك تكون في العادة غائبة بفضل السياسات المتخبطة والقرارات المتضاربة، وتغلغل شبكات المصالح الفاسدة، يجعل أسلوب الإخفاء والمراوغة نهجاً مستمراً من إدارة لأخرى للتغطية على فساد من سبقها.       

فالمتابع للقرارات الإدارية والتنظيمية بالبريد المصري، يجد قيام الإدارة بنشر وإعلان ما يحلو لها دون الآخر، رغم وجود موقع إلكتروني رسمي للبريد المصري، وموقع آخر بشبكته الداخلية، وقد لا يعرف أسبابها ومضمونها، فالبعض يتم ترقيته بدون مسابقة أو إعلان، والبعض الآخر بإعلان ومسابقة واختبارات شكلية، والبعض تخفض درجته الوظيفية دون معرفة الأسباب، وآخر يتم إرضائه لعدم إضراره مالياً وهكذا... ناهيك عن سرية ما يتم التعاقد معهم من خارج الهيئة من ذوي الخبرات الخاصة، وأعداد المستشارين الذين لا يعرف رواتبهم ومزاياهم المالية والعينية الأخري، مما يثير ريبة وغضب الكثيرين من العاملين.

أما الناحية المالية والاستثمارية ، فحدث عن الإفصاح ولا حرج، فأموال البريد المصري واستثماراته المتعددة بالمليارات تضخ في شركات سواء كانت تابعة أو شقيقة أو أوراق ومحافظ مالية وغيرها... وجميعها بالإضافة لقوائمها المالية وحساباتها الختامية هي داخل صندوق أسود، يتملك مفتاحه من فتح الله عليه من الهيئة.

عـدم الإفصاح عن تلك الاستثمارات والشـركات، رغم مخالفته الواضحة لمعايير المحاسبة المصرية وقانون سوق المال، ومخالفـته لمنشور وزارة الماليـة رقم (3) لسنة 2012 بشأن تعـزيـز مبـدأ الإفصاح والشفافية، مؤشـر على فساد الذمم والضمير، إلا أنه مفـيد للغاية لصحة من يعانون من أمراض القلـب وضغـط الدم!!..   
  
وللحديث بقية أن شاء الله ...

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

معايير البريد المصري !!...


معايير جمع معيار، وهو مقياس يقاس به غيره للحكم والتقييم، واللفظ دائماً ما يستدعي عند الحديث عن المعايير المزدوجة أو الكيل بمكيالين، كوصف للتحيز وعدم المساواة وغياب العدالة. 

لن أحدثكم عن تلك المعايير المزدوجة أو الكيل بمكيالين في اختيار المديرين والقيادات بالبريد المصري، فقد بحت الأصوات وجفت الأقـلام، من هول ما رأينا، واستمرار هذا النهج المقيت حتى بعد ثورة 25 يناير، حيث لم تستطع قيادة واحدة من تلك القيادات التي توالت على رئاسة البريد المصري بعد الثورة من تحريك ساكناً لتصويب تلك القرارات التي صدرت ظلماً بتلك المعايير المزدوجة، بل اتخذت من تلك المعايير نبراساً وأسلوب عمل للمضي قدماً نحو فساد أعمق وأكبر، وكأننا عندما ننادي بالعدالة والمساواة وتطبيق القانون، كأنما ننادي في أصحاب القبور.

إنما أقصد تلك المعايير التي انتقلت بفعل الوبـاء لأنشطة أخري بالبريد المصري مع التزامه بتطبيق معايير المحاسبة المصرية اعتباراً من العام المالي 2010/2011 كإطـار مكمل للنظام المحاسبي الموحد، والذي يؤسس لمنظومة الحسابات المالية وعرض القوائم المالية بالقطاعات والهيئات الحكومية عموماً.

فمعايير المحاسبة المصرية التي صدرت بموجب قرار وزير الاستثمار رقم 243 لعام 2006 والتي يبلغ عددها 39 معياراً طبقاً للمعايير الدولية الصادرة من الاتحاد الدولي للمحاسبين لإعداد التقارير والقوائم المالية، اتخذته إدارات الهيئة السابقة ستاراً لتسهيل تسجيل وتوثيق بعض الشركات التابعة والشقيقة بوزارة الاستثمار وهيئة سوق المال، ولإخفاء معالم القوائم المالية للهيئة بدلاً من الإفصاح والعرض الذي من أجله وضعت تلك المعايير.  

والدليل واضح، في عدم الإفصاح والعرض عن القوائم المالية للشركات التابعة والشقيقة، وباقي الاستثمارات المالية الأخرى، والتي يتم إثبات رأسمالها ثابتاً دون تغيير أو تقييم سنوي، الأمر الذي لا يخرج عن احتمالين لا ثالث لهما:   
الأول : أما أن تلك الشركات تحقق خسائر فعلية ومتتالية، ويتم إخفـاء حقيـقة تلـك الخسائر، وتدعـم بأمـوال من البريـد المصري للاستمرار، مما يثـبت فشل تلـك الإدارات المتعاقبة في إدارة تلـك الشركات وهو الأرجـح.   
والثاني: أن تلك الشركات تحقق أرباحاً، وتخشي إدارة البريد المصري أن تصب تلك الأرباح في القائمة المالية المجمعة للهيئة، فتظهر بها فائضاً من الأرباح السنوية، والذي سيتبعه بالضرورة مطالبات من العاملين بمزيد من الامتيازات والحوافز المالية...

عدم تطبيق تلك المعايير بشفافية ومصداقية، يعيد ذكري أيام تزوير القوائم المالية للبريد المصري، ولكن طبقاً لمعايير المحاسبة المصري!!..  

وللحديث بقية أن شاء الله ...