السبت، 14 أبريل 2012

فلـول البريـد المصري !!..



فلـول تعني القـوم المنهزمون، وفي اللغة كلمة فـَـلٌّ تعني الثــَّلــْم في السيف، أي أنه فقد حـدته ويحتاج للصقل والسن، وبالعامية المصرية نطقت الثاء تاءاً، فيقال سكينة تلمه، ومعاني اللفظ في عموم معاجم اللغة العربية تتمحور حول الانكسار والهزيمة...
.
واللفـظ شاع وانتشر استخدامه في السياسة لوصف نظام الرئيس المخلوع، بعد ثورة 25 يناير المجيدة، حيث أطلق علي أتباع وبقايا النظام البائد من أعضاء الحزب الوطني المنحل ولجنة السياسات وشلة المنتفعين وأصحاب المصالح المتسلقين على كل الحبال...
.
والمشهد السياسي العام يثير العجب والسخرية، في أن يتقدم بعض أركان النظام البائد وفلوله للترشح لرئاسة الجمهورية من جديد، بتلون يشبه تلون الحرباء لاصطياد فريستها، وكأن عقارب الساعة عادت للوراء لاستغفال هذا الشعب الطيب بشعارات الأمن والاستقرار وغيرها من شعارات الحزب الوطني المنحل البراقة، ومن أجلك أنت!!.. ليست ببعيد.
.
فلــول النظـام السابق يراهنـون على الطـابـور الخامس من أعــوان النظـام البائـد بالمصـالح الحكـومية والهيئـات العامـة، وحـلفـائهم من أصحـاب المصالح من رجـال الأعمـال، وبعض القضاة ورجـال الشرطة والجيـش، طابـور يجمـعهم المصـالح المشتركة والمائـدة العفنة التي تربوا عليها، طابور من الفاسدين، ومن المتسلقين المنتفعين وأصحـاب الذمـم الخـربة الذين مازالـوا يتمسكون بمقـاعدهم ووظـائفهم المغتصـبة في عهـد ضــاعت فيه الحقــوق ولم يعــرف فيه معني للعدالة والمساواة.
.
ومشهد البريد المصري لا يختلف كثيراً عن المشهد السياسي العام في مصر، فالفلول يحكمون قبضتهم على مقاليد الوظـائف العلـيا، وكل ما نشاهده ونسمعه من تصريحـات صحفية رنانة لتخـدير وتسكـين آلام المتظاهرين والغاضبين، مع ثبات الوضـع دون تغيير، فاللـف والدوران والعـودة من جديد لنقطة البداية لتثبيت أوضاع خاطئة ومجحفة، بغية إبقـاء هؤلاء الفلـول في مقاعدهم ومناصـبهم القيادية، لإدارة هذا الصرح العظيم بذات السياسة وبنفس الأسلوب الذي أوصـله لتحقـيق خسائر فادحـة بلغـت أكثر من 700 مليـون جنـيه بالعـام المـالي 2010/2011.
.
والمشهد الأخير ما هو إلا لتكرار هذه السياسة ومواصلة النهج السابق، فالإعلان عن وضع معايير لشغل الوظائف القيادية والإشرافية يتناقض مع شغل العديد من تلك الوظائف بإفراد غير مؤهلين لشروط شغلها من الأساس، والإحجام عن عدم الإعلان عن تلك الوظائف طبقاً للقانون، أو الإعلان عن مسابقات لشغل بعض تلك الوظائف داخلياً يتناقض مع بعض ما صدر من قرارات تكليف مؤخراً لبعض المقربين... والمشهد لا يخلو من التناقض كذلك في مطالبة العاملين بزيادة الإنتاج وتعظيم الإيرادات، في ظل وجود قيادات فاشلة واستمرارها في القيادة، دون أفكار وابتكارات جديدة ومستجدات تنعش بيئة العمل، وتغذي فيه روح الجدية والمنافسة، مما يزيد المشهد بؤساً ويأساً...
.
الفلـول في البريـد المصـري، وأتبـاع الحـزب الوطـني المنحـل، وأنصـار رؤسـاء مجالس الإدارة السابقين، الذين اعتلـوا الوظائـف القيـادية ظلـماً وزوراً سبب نكبة هذا الصـرح العظيم، سبب خسـارته وضيـاع أمـواله في شركات فاشـلة، واستثمارات هابـطة، ومشروعات نافـقة، هم الآن ذا أيادي مرتعشة وقلوب وجلة، وقـاب قوسين أو أدنـي لرحيلهم عن المشهد...
.
وللحديث بقية أن شاء الله ...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com