الاثنين، 22 ديسمبر 2014

من يحمي أموال البريد المصري!!..



من يحمي أموال البريد المصري؟ سؤال لا تجـد له إجـابة !!..
فالبريد المصري هيئة قومية ذات شخصية اعتبارية بموجب القانون رقم 19 لسنة 1982، يدار بطريقة مركزية موحدة من قبل مجلس إدارة معين من وزير الاتصالات، وهذا المجلس يهيمن على شئونه وله سلطات واسعة لا معقب عليه  في إدارة أمواله وأموال مودعي صندوق التوفير..

هذه الهيمنة والسيطرة من مجلس إدارته، وقصور القانون المشار إليه، ورخوية الأجهزة الرقابية، جعلته ذا سلطة مطلقة، وبالطبع السلطة المطلقة مفسدة مطلقة!!.. حقيقة لا يمكن عبورها أو التغاضي عنها منذ أن تولي الدكتور/ علي مصيلحي رئاسة البريد المصري في عام 2002، وخلفه المهندس/ علاء فهمي، حيث أرسا الاثنان قواعد تلك السلطة المطلقة في اتخاذ القرارات دون معقب أو محاسبة !!..

فالكثير من القرارات المتعلقة بإدارة أموال البريد المصري أو أموال مودعي صندوق التوفير شابها الكثير من الانحراف والفساد، سواء كانت قرارات إيجابية (اتخاذ قرار) أو قرارات سلبية (عدم اتخاذ قرار)، والشركات المساهمة التي سواء ساهم البريد المصري في رأسمالها بنسب متفاوتة، أو التي أسسها منفرداً شاهدة على هذا الانحراف حتى تاريخه، فمجلس الإدارة الذي تم تغيير أعضائه أكثر من مرة تباعاً لا يجد غضاضة من  الاستمرار في التغطية على تلك الانحرافات وإهدار المزيد من أموال الهيئة في شركات خاسرة أو شركات وهمية لا وجود لنشاطها أو مقار إدارتها !!..

تفاصيل خسائر بعض تلك الشركات وضياع رأسمالها بالكامل أو إحياء بعضها للعمل من جديد بعد خسارة رأسمالها وتصفيتها، أمر يثير السخرية من منهجية وتعامل مجلس الإدارة منذ عام 2005 وحتى تاريخه بالإصرار في التغطية على استنزاف وإهدار المزيد من أموال الهيئة ومودعي صندوق التوفير!!.. خاصة فيما يتعلق بتلك المليارات التي تم ضخها في شركة اتصالات مصر للاستحواذ على نسبة الـ 20% كنموذج، حيث مازالت الشركة على موقفها من عدم الإعلان عن موقفها المالي بعد أكثر من ثماني سنوات من تاريخ إنشائها في أكتوبر عام 2006 !!..

قمة تلك السخرية تتجسد في كوميديا بعض جهات التحقيق العليا باعتبار أن تلك القرارات الصادرة عن مجلس الإدارة سواء كانت إيجاباً أو سلباً وما نجم عنها من خسائر فادحة تقدر بملايين الجنيهات بأنه اجتهاد كاجتهاد القاضي، إذا أخطأ فله أجر!!.. يعني فساد ونصب ونهب ومكافآت وله أجر في الجنة!!.. 
تحـيا مصر أم الفساد !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

الخميس، 4 ديسمبر 2014

البريد المصري المغلوب !!...



منذ 30 يونـيه 2013 وكلمة "المُتغلِّب" تتردد كثيراً خاصة من الجماعـات السلفية، فالبعض يري وجـوب طاعـة الحاكم المُتغلِّب، والبعض الآخـر يري العكس بوجوب مقاومته وخلعه، وفريق ثالث يري وجوب طاعته بشروط لم تتحقـق في واقعـنا المعاصر، وبعيـداً عن الاختــلاف الفقـهي والفكـري، فأن وجــود هذا المُتغلِّب القابـع في السلطة غصباً يستوجب بالمنطق والضرورة وجـود تلك الفئة المغلوبة على أمرها بالقوة والقهر والاستبداد...    

ويبدو أن البريد المصري منذ نشأته كالوطن الأم مغلوب دائماً على أمره، ويرفع شعاراً واحداً "يا بخت من بات مغلوب ولا بات غالب" فدائماً ما نجده مهزوماً مدحوراً، مغلوباً على أمره، تتهافت عليه تلك الفئة المُتغلِّبة لنهب أمواله وهدر طاقاته واستنزاف ثرواته وهضم حقوق العاملين فيه، وتيسير دفته دائماً للوراء، فلا رؤية مستقبلية ولا آمال منظورة...

فالبريد المصري دائماً مغلوب على أمره، في استجلاب العشرات ممن يزعمون أنهم من ذوي الخبرات الخاصة، ضارباً عرض الحائط بالقانون رقم (5) لسنة 1991 وتنبيهات النيابة الإدارية، دون إظهار لحقيقة تلك الخبرات، فرئيس قطاع المطابع فشل في إدارتها ورحل، ورئيس قطاع التفتيش أعتذر بعد فترة وجيزة وهرب، ورئيس قطاع مكتب رئيس مجلس الإدارة تم خلعه، ورئيس قطاع التجزئة المالية وبعد سلسلة من الفساد والقضايا تم نقله كرئيس لقطاع التسويق، وهكذا، فالكثير منهم تم جلبه للعمل بالهيئة بقوة وجبروت هذا المُتغلِّب، ومازال حتى يومنا هذا يجلب المزيد!!..   

وأيضاً فهو مغلوب على أمره في تلك التعاقدات المشبوه سواء مع هيئة الأبنية التعليمية التي تتولي تجديد ونمذجه المكاتب البريدية بإضعاف أضعاف ما تستحق من أموال، أو مع شركة الرعايا الصحية للعاملين التي تستنزف أمواله دون تقديم الخدمات الصحية المناسبة للعاملين، أو لتلك الشركات التي باعت الهوى للهيئة بحجة ميكنة المكاتب البريدية وتطوير أعمالها وهكذا، فالكثير من تلك التعاقدات المشبوه تمت بقوة وجبروت هذا المُتغلِّب، ومازال حتى يومنا هذا يتم منها المزيد!!..

المغلوب دائماً مهزوم مكسور لا يستطيع دفـع ظلمه وقهـره إلا بإرادة وعزيمة وصبر وبذل كل طـاقاته لرفع ظلم هذا الجبار المُتغلِّب، ثم الدعــاء وطلب العــون من الله العـلي القدير، كما فعل نبي الله نوح عليه السلام، حيث لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعـوهم حتى جاء النصر "فَـدَعَـا رَبَّـهُ أَنِّي مَغْـلُوبٌ فَانتَصِر"، اللهم أنصر كل مغلوب!!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

البريد المصري المنكوب !!...



"أنه لا فائـدة تُرجـى من أي جهدٍ ثقافي يُبـذل في هذا الوطن المنكوب المسمّى مصر..." بتلـك الكلمات المحبطة كانت نهاية تدوينه الدكتور والروائي المعروف/ يوسف زيـدان، بصفحته على شبكة التواصـل الاجتماعي، على أثر خـلاف بينه وبين الدكتور إسماعيل سراج الدين، مديـر مكتبة الإسكندرية، بعـدما أصـدر السيد المهندس/ رئيس مجـلس الوزراء قـراراً بتعـين الأخـير مستشاراً ثقافيـاً لرئاسة مجـلس الوزراء!!.. 

كلمات تعبر بصدق عن واقع مؤسسات الدولة وهيئاتها الاقتصادية والثقافية، فنظام ما قبل ثورة 25 يناير مازال يمسك بتلابيب الدولة العميقة، فالدكتور/ إسماعيل سراج الدين تم إحالته للنيابة في نحو 107 قضية، أشهرها بالتأكيد الحساب الشخصي باسم السيدة/ سوزان مبارك والذي كان مصب لجمع أموال التبرعات لمكتبة الإسكندرية، وتم التصالح في بعضها ومازال البعض يتداول بين النيابة والقضاء!!..

الآن فقط شعر البعض أن هذا الوطن منكوب، فبعد الممثل خالد أبو النجا وتصريحاته الجرئية، والكاتب وحيد حامد وانتقاده الحاد، فالدكتور يوسف زيدان وإحباطه، وهم جميعاً من أبناء نظام مبارك تربوا فيه وتعايشوا مع فساده وقيمه الزائفة، فكانوا على غرار "وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ"... 

وعلى غــرار الوطن المنكـوب، كان البريد المصري المنكـوب، فعشرات القضـايا والتحقيـقات ومليـارات من الجنيـهات نهبـت وسرقت منه علـناً وتحت سمع وبصر كافـة الأجهـزة الرقـابية، فما وجــدنا إلا هؤلاء السارقين يخرجـون لنا ألسنـتهم، ويعتـلون من جـديد أرفـع المناصب في الدولة، فبعد تلـك النكبـات والسرقات والتعاقـدات المشبوه، والأمـوال المهدرة مازال هؤلاء وأتباعهم في البريد المصري يمسكون بدفـته ويقـودون مسيرته الفاشلة !!.. 

أكثر من خمسة عشر قضية قدمتها منفرداً للنائب العام ونيابة الأموال العامة والنيابة الإدارية خلال السنوات الثلاثة الماضية، بحجم مخالفات مالية تقدر بالملايين، بل بالمليارات من الجنيهات، ومازال التحقيقات مستمرة، فمازال الوطن منكوب!!..  

فالوطن أصبح منكوباً برأي الدكتور يوسف زيدان، وبالتبعية فالبريد المصري أكثر نكبتاًً، وسيظل الوطن والبريد المصري بالتبعية كذلك طالما كانت تلك الوجوه من نظام مبارك وأتباعه هي من تقود المشهد !!..  

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

اللامعقول في البريد المصري!!...



المعقول اسم مفعول من عقل، وهو كل ما يمكن تصوره أو إدراكه وتصديق أمره، أما اللامعقول فهو كل ما لا يقبله العقل أو تصوره أو إدراكه وتصديق أمره، ومن العجب أنه عندما تتحدث عن اللامعقـول يتشوق الجميع للاستماع لإكمال القصة ربما تصـل بنا لأمـر معقـول قـد نصدقـه !!..

وهذا اللامعقول أصبح الآن يتداول في المجتمع المصري كأمر واقع وكأنه حقائق ثابتة لا تستطيع حتى التفكير فيه أو مناقشة مضمونه أو معقوليته، فتغيب العقل وجره إلى اللامعقول أصبح من متطلبات الدولة المصرية، خاصة في مؤسسة عريقة مثل البريد المصري، وشهرتها في دقة حساباتها وتعقيدات إجراءات أعمالها المالية والإدارية المتشابكة...

فبعد الإعلان عن تحقيق فوائض مالية كبيرة خلال الأعوام الثلاثة قبيل ثورة يناير 2011 تكشف حالها المزور بغرض صرف مكافآت غير مستحقة لأعضاء مجلس الإدارة، بحجة لامعقولة في كشفها ببدء تطبيق معايير المحاسبة المصرية من أول يوليو 2010، فتحولت تلك الفوائض إلى خسائر، هكذا قالوا !!.. 

ومن ثم أتبعها لامعقول آخر، وهو تحقيق خسائر متتالية خلال الأعوام المالية 2010/2011، 2011/2012، 2012/2013 بمبالغ بلغت على التوالي 2ر716 ثم 7ر856 وأخيراً 3ر436 مليون جنية !!..

وكما أسلفنا بأن الحديث عن اللامعقول يتشوق إليه الجميع للاستماع لإكمال القصة، فكان ما أظهرته قائمة المركز المالي في 30/6/2014 بصافي خسائر بلغ نحو 97ر89 مليون جنيه، ثم ما لبث عن الإعلان عن تحقيق فائض مالي بنحو 150 مليون جنيه، على خلاف ما أظهرته قائمة المركز المالي المشار إليها والمعتمدة من رئيس قطاع الشئون المالية ورئيس مجلس إدارة الهيئة، وزيادة في اللامعقول تم الإعلان مؤخراً عن ارتفاع هذا الفائض لنحو 216 مليون جنيه !!..

اللامعقول لم يستكمل بعد، والقصة ستكون أكثر أثارة  في البريد المصري وكما بدأت بلا معقولية تحول الفائض إلى خسارة مع بدء تطبيق معايير المحاسبة المصرية، ثم تحول الخسارة إلى فائض، ستزداد تشوقاً بقدوم رئيس مجلس إدارة جديد ومطالبته في استكمال مسيرة النجاح في تحقيق فائض يفوق ما تم الإعلان عن تحقيقه في العام المالي 20013/2014، والعاقل فقط هو من يستطيع أن يميز من المعقول واللامعقول !!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله... 

السبت، 8 نوفمبر 2014

حكاية الأرنب والبريـد المصري!!...



يحكي أن أرنباً مغروراً يعيش في الغابة، كان يفتخر دائماً بأنه الأسرع ولا أحد يستطيع أن يتغلب عليه في القفز والجري، وفي يوم من الأيام شاهد سلحفاة مسكينة تمشي ببطء شديد وراح يستهزأ بها ويقول لها أنك مسكينة بطيئة، فقالت له السلحفاة: ما رأيك أن نتسابق أنا وأنت وسوف نرى من سيفوز؟!..  

وبدأ بالفعل السباق، والأرنب يقول في غرور لن تغلبني هذه البطيئة، ونظر خلفه فوجد بينه وبينها مسافة بعيدة، فتوقف للاستراحة فغلبه النعاس، ثم ذهب في ثبات النوم العميق، ولكن السلحفاة البطيئة تابعـت المشي بإصرار وعزيمة ولم تتوقف حتى وصلـت لخـط النهاية وفازت بالسباق، حينها فقط نهض الأرانب من نومه وتفـاجأ بالخسارة!!..

حكاية رغم طفولتها وبساطتها، ولكنها تتكرر يوميا، فدائماً نحن المصريون ما صدقنا أنفسنا أننا الأسرع والأحسن والأفضل، فنحن نعيش في أم الدنيا، وجندنا خير أجناد الأرض، وأصحاب حضارة قديمة ممتدة، ويشهد علي ذلك الأهرامات وأبو الهول، وتاريخنا مكتظ بالأمجاد والفتوحات والانتصارات، والواقع أننا نغط  في نوم وثبات عميق!!..

وسبب سرد تلك الحكاية، ما نشرته مجلة الاتحاد البريدي العالمي بعددها الثاني لعام 2014، عن محاولات متكررة للبريد الألماني DHL من إطلاق طائرة بدون طيار تحمل علبة أدوية صغيرة كتقنية حديثة قد تستخدم قريباً لتحل محل العاملين البريديين في التوزيع!!..

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه عملية توزيع البريد والرزم الصغيرة بتلك الطائرات من الناحية القانونية والفنية وبعض العقبات المالية، إلا أن مجرد التفكير والمحاولات المتكررة في إيجاد وسائل أسرع لنقل وتوزيع المواد البريدية، جعل من حكاية الأرنب والسلحفاة أمراً ذا مغزي!!..

فمازال البريد المصري يغط في نومه العميق والثبات المقيت، يقارن أيهما أفضل في الاستخدام، القطارات البطيئة أم السيارات ومشاكلها المرورية وحوادثها المتكررة، يتتبع توزيع الرسائل آلياً أم يتركها لضمير وأخلاقيات الموزعين، يعالج المرتد منها أو يلقي باللوم على سوء تخطيط المنازل وعشوائية العناوين!!..

حكاية الأرنب والبريد المصري متشابهة بدرجة كبيرة إلا في أمر واحد، أن الأول يتم طبخه وأكله مع الملوخية "ملوخية بالأرانب"، والثاني تم نهشه دون طبخ !!..  
  
وللحديث بقية أن شاء الله...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

السبت، 1 نوفمبر 2014

رئيس جديد للبريد المصري!!..



مع تكرار الإعـلان بيـن الحين والآخر عن قـدوم رئيس جديد لمجلس إدارة البريد المصري، أتذكر بعض الأمثال الشعبية التي كانت دائمـاً ما ترددها أمي - رحمة الله عليها - في مناسبات عدة، أهمها المثل القائل "قالوا الجمل طلع النخلة، قلنا آدي الجمل وآدي النخلة !!.." ومثل آخر "قالوا أبو فصاده بيعجن الزبدة برجليه، قالوا كان بان على عراقيبه !!.." وغيرها من الأمثال الشعبية في ذات السياق..

فالرئيس الجديد، مع كامل الاحترام والتقدير لشخصه، سيكون الرئيس السابع لتلك المؤسسة العريقة في أقل من أربعة سنوات بعد ثورة يناير 2011، حيث الرؤساء الستة السابقين - دائماً كان أو مؤقتاً- لم يستطع أحد منهم أن يصعد النخلة لجني ثمارها أو أن يظهر لنا نتاج ما عجنه من الزبدة !!..  

فالبريد المصري منذ ثورة يناير 2011 وهو يسير بالدفع الذاتي وبطريقة تشغيل تلقائية، ولا أحد يعرف تحديداً أن كان يستطيع بكل طاقته المالية والبشرية وبرئيسه الجديد أن يصعد نخلة أو حتى يعجن ما لديه من زبد!!.. مثله في ذلك كباقي مؤسسات الدولة التي يشوبها الارتبـاك والتخبـط وعـدم وضـوح التخطيط والرؤية المستقبلية !!..

فالرئيس الجديد القادم سيكون في الغالب مثل الجمل المقيد الأرجل، لا يستطيع أن يعود للخلف بضعة مترات محاولاً القفز لصعود النخلة، أو مثل أبو فصاده لا يستطيع رفع قدميه من طين الحقول وتنظيفها لعجن تلك الزبدة!!.. سيكون مقيد القرارات كسابقيه، استمراراً لمسلسل الفساد الطويل الذي شاب أعمال البريد المصري منذ أكثر من عقد من الزمن ومع قدوم رجال الحزب الوطني ولجنة السياسات، فأمواله نهبت، أما في استثمارات نافقة، أو شركات خاسرة أو تعاقدات فاسدة!!.. فالتغطية على ما سبق وعدم المساس بما تم نهبه هو الأساس الأول عند الاختيار لتولي المنصب!!..

ورغم حالة التفاؤل والاستبشار بكل رئيس جديد قادم، سواء كان السابع بعد ثورة يناير 2011 أو الثامن الذي يليه، فالعاملون في البريد المصري يحلمون بقليل من رطب النخل أو حتى قطعة كيك بالزبد!!.. والأحلام قد تتحقق بقدوم الرئيس السابع أو الثامن أو التاسع، وقد تكون أضغاث أوهام ونكتفي بقطعة من الخبز!!..
  
وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

ورطة البريد المصري!!..



فيما بينما كانت الأفراح والاحتفالات والإعلام الصاخب بمناسبة الإعلان عن مشروع توسعة قناة السويس وتمويله من خـلال شهادات استثمار مصرية باسم المشروع، كانت ورطة البريد المصري!!..

ورطة حقيقية حيث أضحت معظم المكاتب البريدية على تكالب العديد من عملاء صندوق التوفير بسحب مدخـراتهم من البريد المصري لشراء الشهادة الجديدة الأكثر عائـد من عائـد البريد أو مثيلتـها من الشهادات الأخـرى بالبنـوك المصرية، فكان سحب تلـك الأمـوال بصـورة نقـدية من بعض المكاتب البريدية الرئيسية مربكاً للغـاية وأظهر تلـك الورطـة التي لم يشهدها البريد المصري منذ عقـود!!..

هذه الورطة رغم حقيقتها إلا أن ثمة حلول سريعة اتخذت للتخفيف من آثارها، بضخ أموال نقدية كبيرة بالمكاتب، ثم القيام بالتنسيق مع بنك القاهرة لبيع الشهادة مباشرة من مكاتب البريد، غير أن الورطة الأكبر والطامة الكبرى التي لحقت بالبريد المصري، تكمن في غل يديه بالالتزام بسعر الفائدة المعلن من البنك المركزي بنسبة 5ر8% سنوياً، والتي جعلت هذا التزاحم على المكاتب من عملاء صندوق التوفير للاستفادة من فروق أسعار الفائدة للشهادة الجديدة، حيث عائدها يبلغ 12% سنوياً...

فالورطة الكبرى والطامة الأكبر أضحـت واضـحة وضوح الشمس في عجز القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد، حيث الضغـوط الهائلة التي تمارس علي مجلس إدارته في استثمار أموال مودعـي صندوق التوفير، فيما بين بنك الاستثمار القومي ذا العائد المنخفض واستثماراته الأخـرى في بعض الشركات والودائع البنكـية ومحافـظ الأوراق المالية الأكثر فشلاً بضغـوط من أسواق المـال وشركات إدارة الأمـوال وتقلبات البورصة المستمر، مع عـدم وجـود الكفاءات والخبرات المالية المؤهلة بالهيئة والأدوات اللازمة لتحسين مناخ استثمار تلك الأمـوال...

هذه الورطة تذكرنا بقصة حمار العنب – مع الاعتذار للتشبيه – فحمـار العنـب هذا هو الذي يحمـل العنب ولا يستطيع أن يمـد فـمه لعنقـود واحـد منـه، هكـذا البريـد المصري يحمـل في طيــاته مليـارات الجنيـهات من أمــوال مودعـي صندوق التوفـير، ولا يستطيع الخـروج عن تعليمــات البنـك المركــزي ومصـالح واتجاهــات مجلس إدارته عبر أكثـر من عـقـد من الزمـن، والذي جعــل البريـد المصري مازال عاجــزاً عن قطــف عنقــود واحـد من عنـبه!!..  
  
وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

أموال البريد المصري !!..



أموال البريد المصري أمـوال عـامة، مصادرها حددته سبعة بنود بالمادة الرابعة من القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد، أهمها وأكثرها حجماً استثمارات ودائع صندوق التوفير، حيث تبلـغ الآن نحو 134 مليـار جنيه، يتم استثمار الجـزء الأكـبر منها ببنـك الاستثمار القومي من أجــل تمـويل الخطـة الاستثمارية للدولة، والجـزء الآخـر يتم استثماره في شركـات وأوراق مالـية وودائـع بنكية وأذونـات خـزانة وغيـرها من المصـارف المـالية المتعارف عليها...

هذه الاستثمارات كانت ومازالت محل اهتمام بالغ لما تمثله للدولة من أهمية حيث يضخ  الجزء الأكبر منها بإيداعه ببنك الاستثمار القومي الذي يقع على عاتقه مهام تغطية خسائر شركات ومصانع قطاع الأعمال العام المتوالية عاماً بعد عام، بإعادة هيكلتها وسداد ديونها وصرف رواتب وحوافز موظفيها، حيث ارتفعت تلك الإيداعات في نهاية العام المالي الحالي 2014 لتبلغ 6ر91 مليار جنية مقارنة بنحو 4ر86 مليار جنيه بنهاية العام المالي الماضي 2013، بينما ارتفع كذلك الجزء الآخر المستثمر في بعض الشركات والأوراق المالية والودائع البنكية بنهاية العام المالي الحالي لتبلغ 4ر42 مليار جنيه مقارنة بنحو 6ر37 مليار جنيه بنهاية العام المالي الماضي...

ما يثير الدهشة والاستغراب الآن، تلك البيانات والتصريحات الصحفية للسيد الدكتور رئيس مجلس الإدارة بعد استقالته بشأن نجاح تلك الاستثمارات، فبعد تصريحاته الصحفية لصحيفة المصري اليوم بتاريخ 23/4/2013 بأن تلك الاستثمارات تحقق خسائر 5ر1 مليار جنية سنوياً بسبب قرارات الاستثمار السيادية، على حد قوله، أصبحت بفضل عباقرة ونوابغ الاستثمار بالهيئة تحقق عوائد مكنت الهيئة من تحقيق فائض قدره 150 مليون جنية بنهاية العام المالي الحالي 2014، فالاستثمارات خارج بنك الاستثمار القومي البالغة 4ر42 مليار جنية حققت عوائد بنسبة 8ر13% بنحو 85ر5 مليار جنيه، طبقاً لصحيفة البورصة بتاريخ 26/8/2014، بينما لم تحقق تلك الاستثمارات البالغة 6ر37 مليار جنية بالعام الماضي سوي 6ر6% فقط بنحو 49ر2 مليار جنية...

التلاعب بالأرقام بالصحف والمواقع الإلكترونية وإخفاء نشر الحساب الختامي ونتائج أعمال الهيئة المالية بشفافية ووضوح يجعلنا نتذكر تجربة بعض رؤساء مجالس الإدارة السابقين، حيث كان التضليل والتدليس بتلك النتائج عاماً بعد عام لمصالح شخصية لاعتلاء بعض المناصب القيادية والوزارية بالدولة، حيث ما لبث أن افتضح أمر تلك الخسائر بتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والتي بلغت نحو 2ر3 مليار جنية في آخر أربع سنوات مالية متتالية، وما خفي كان أعظم!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

سفينة البريد المصري !!..



سفينة البريد المصري أصبحـت بلا ربـان أو قـائد، بعد أن فقـدت بوصلتـها واضطـربت دفتـها وتعالـت عليها الأمـواج ولاطمـتها العواصـف والأعاصير، ومصيرها الآن بيـد الله وحـده، أما النجـاة وأما الغـرق الممـيت!!..

فالسفينة منذ اكتشاف عيبوها وثقوبها وهشاشة هيكلها بعد ثورة 25 يناير وهي تبحر دون مرسي أو ميناء معلوم، تبحر في دوامة من التخبط والتفكك، تتجاذبها الأمواج ويتخطفها القراصنة واللصوص!!..

فالأخبار الأخيرة الواردة باستقالة رئيس مجلس إدارتها بعد انتهاء العام المالي 2013/2014 ومن قبله نائبه لشئون الاستثمار يثير الكثير من علامات الاستفهام والدهشة بالقفز المتوالي من تلك السفينة التي اتسعت ثقوبها وترهلت جوانبها وأشرفت على الغرق والضياع، فقفز ربانها وقائدها وبعض أعضاء طاقمها منها ينذر بكارثة أنه لا نجاة لأحد!!..

وبعيداً عن تفاصيل وتحليل أسباب اهتزاز تلك السفينة واختلال دفتها خـلال العقد الماضي، وما آلت إليه من إهمال متعـمد لوظيفتها الأساسية من تأدية الخدمـات البريدية بأنواعها والتوجـه لأداء الخدمـات الماليـة، حيث واجهـها فشل بعـد فشل، ولأسباب معلـومة للجمـيع وتفحـص الآن وتحقــق من قبـل جهـات رقابيـة عـدة، حيث سنوات من الفساد المتراكم والمتفاقم والمتواري من إدارة إلى إدارة ومن رئيس إلى رئيس، خاصة فيما يتعلـق بكيفية إدارة أموال مودعي صندوق التوفير وضخـها في شركات فاشلة واستثمارات هابطة جعـلتها الآن في مهب الريح!!.. 

سفينة البريد المصري كسفينة الوطن، لن تكون سفينة نوح الناجية إلا بإلقاء الفاسدين السارقين أصحاب المصالح من على متنها، فالنجاة مرهون بالإخلاص وطهارة اليد والعمل الصالح وتعاون جميع من على متنها، هكذا وصلت سفينة نوح لبر الأمان، وكل سفينة على مر العصور "وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 25 يونيو 2014

إشكالية البريد المصري !!..




إشكالية البريد المصري الآن لا تختلف كثيراً عن إشكالية باقي مؤسسات الدولة، إلا وهي إشكالية تجزر منظومة الفساد، والتي بلغت الأعناق لا الركب كما قيل قبل ثورة يناير!!..

فالإشكالية وهي من المصطلحات الوافدة على اللغة العربية وتعني مجموعة من المشاكل المترابطة بموضوع واحد لا يمكن حلها منفردة، إذ أن نتائجها المتشابكة في الغالب ما تثير الارتياب والشك بعدم الإقرار بالثبات أو النفي على حد سواء...

ففي الوقت الذي ترفع فيه الدولة شعارات الإصلاح والتنمية ومطالبة المواطنين ببذل المزيد من الجهد والعمل وإعلاء مصلحة الوطن، لا تستطيع من جانبها كبح تلك المنظومة الفاسدة التي انتشرت رائحتها، وصارت منهجاً لمؤسسات وهيئات عريقة، ومنها بالقطع البريد المصري!!..

تلك الإشكالية تكمن في الضغط المستمر لتغييب عقل ووجدان المواطن البسيط  في محاولات مستميتة لإقناعه بالصورة المزيفة والفاضحة، ولإدخال ذهنه ووجدانه في تناقض بين ما يراه من فساد واقع من قياداته وهدر لحقوقه الإنسانية البسيطة وتلك الضغوط الهائلة عليه للاستسلام للأمر الواقع وتسليم زمام حياته ومستقبل أبنائه لهؤلاء الفاسدين!!..

وتجسيداً لتلك الإشكالية كمثال، ففي الوقت الذي نري فيه السيد وزير الاتصالات مؤخراً يحاول إقناع بعض العاملين بضرورة توفير مصابيح الكهرباء المستخدمة نهاراً، نجده في ذات الوقت يغض الطرف عن استخدام السيد رئيس مجلس الإدارة لثلاث سيارات من ماركة تويوتا ومرسيدس بمفرده، ونجدها أيضاً في إصرار الإدارة العليا بإخضاع العاملين المخالفين للتحقيق من قبل محققين يتم اختيارهم من قبل رؤسائهم، في حين نجدهم لا يخضعون للتحقيق حتى من قبل الجهات الرقابية الخارجية!!..

تلك هي الإشكالية التي وصف بها الله بني إسرائيل موبخاً "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" إشكالية قديمة وحديثة وفي كل العصور والأزمنة، بغياب القدوة الحقيقية والمثل العملي الواقعي، والتي ضربه لنا النبي صلي الله عليه وسلم حين كان يربط حجرين على بطنه الشريفة من الجوع أثناء حفر الخندق..

تلك هي إشكالية البريد المصري، وإشكالية المجتمع المصري ومؤسساته، ولن يتقدم البريد المصري ولا المجتمع المصري بمؤسساته المختـلفة إلا بحل تلك الإشكالية بشئ من العدالة الاجتماعية والصدق والواقعية لا بالكذب والنفاق والدعاية الزائفة... 

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 2 مايو 2014

البريد المصري الشامخ !!..



شمخ الجبـل ، أي عـلا وارتفع، فالجبال الشوامخ هي الشاهقة الارتفاع، ومنها قول الله تعالي "وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًاوقيل كذلك للمتكبر المتغطرس شامخ، أي الرافع أنفه عزاً وتكبراً...

هكذا نحن المصريون تربينا منذ نعومة أظافرنا على الشموخ، فبلادنا شامخة ذات حضارة عريقة تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة، وجيشنا شامخ فهو خير أجناد الأرض، وقضائنا شامخ لا معقب لإحكامه، والأزهر الشريف شامخ فهو حامل لواء الإسلام، والأجهزة الرقابية شامخة تدحر الفساد والمفسدين، وجامعاتنا شامخة فهي منارات للعلوم والتكنولوجيا، وحتى لعبة كرة القدم شامخة رغم ما تعانيه من فشل بعد فشل وخسارة بعد خسارة!!..

فجميع مؤسسات الدولة راسخة كالرواسي الشامخات، أذن المشكلة ليست في تلك المؤسسات الشامخة، بل في هذا الشعب الهزيل الكسول الذي لا يحب الشموخ، ويأبى إلا أن يستعذب الدنو والذل والاستدانة من الغير، رغم ما تبذله كل تلك المؤسسات الشامخة للنهوض به، ولكنه نائم في العسل لا يحب الشموخ!!..

كذلـك في البريد المصري الشامخ، الذي يستمد شموخه من باقي مؤسسات الدولة، ففيه عـدد من المستشارين من جيشـنا الشامخ، ومستشارين قانونيين آخـرين من قضـائنا الشامخ، ويعـرف كل يتكيف ويتعامل مع الأجهزة الرقـابية الشامخة، ويستعين ببعض أساتذة الجامعات الشامخة، فلكي تستمر شامخاً لابد أن تبحث عمن يساعـدك ويسند قواعدك الراسية لترفع أنفـك عـزاً وكبـراً في وجـه العاملين فيه!!..

ومن هنا نجـد البريد المصري الشامخ، يعطي ظهـره للقانـون، ولا يقبـل بتوصيات وقرارات النيـابة الإدارية، ويضـع تقاريـر الجهاز المركـزي للمحاسبات في الإدراج، ويرمي بتعليمـات الجهاز المركـزي للتنظيم والإدارة في سلة المهملات، والنيابة العامة ونيابة الأمـوال العامة لا تستطيع إجـراء تحقيق مع مسئول فيه سابقاً أو لاحقاً، وقرارات رؤساء مجالس إدارته سواء الحالية أو السابقة نافذة قاطعة، لا تـرد ولا تراجـع، فهي قرارات لا نقـض فيها ولا إبرام، فهو شامخ مثله مثل باقي مؤسسات الدولة!!..    

أكذوبة وإدعاء هذا الشموخ، أسقطت أمم وحضارات من قبل، حيث كانت كالجبال الرواسي التي تمخضت فولدت فأراً، بعدما تبين لها بعد فوات الأوان أنها شامخة ولكن في الضلال والفساد!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 24 أبريل 2014

السخرية في البريد المصري!!..



السخرية هي مرحلة متقدمة بعد الاستغفال والاستخفاف بالعقول، حيث تنتج بالتبعية بعد استفحالهما، فالسخرية تعني الاستهزاء بالغير وفعل أو ذكر ما يقتضي امتهان الآخر وتحقيره، يقال سخرت من فلان أي هزئت به، ومنها قول الله تعالي بقصة نوح عليه السلام" وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ"...

ملامح تلك السخرية بدأت تظهر بشدة في الأفق قبل أقل من عام على مرور 30 يونيو، وما أنتجه من انقسام وتشرذم وتراجع في كافة مناحي الحياة، فالأحلام الوردية والوعود البراقة تبخرت مع مزيد من الكبت وتقييد الحريات ومستقبل غامض يتواري خلفه مزيد من التبعية والاستبداد والفساد...

بدأت كذلك تلك السخرية تظهر في البريد المصري، حيث يدور عجلته مع منظومة مؤسسات الدولة، ظهرت مؤخراً من خلال قرار ومنشور...
فالأول القرار الإداري رقم 934 بتاريخ 6/4/2014 بمجازاة السيد/ محمد عبد القادر عبد القادر، والتابع لمنطقة بريد وسط وشمال القاهرة، بخصم عشرة أيام من راتبه مع النتائج لأنه خلال يوم 14/7/2012 سلك مسلكاً لا يتفق والاحترام الواجب لكرامة الوظيفة بأن "أشترك في مظاهرة دعا فيها زملائه بالهيئة بالتجمهر من أجل المطالبة ببعض الحقوق المقررة لهم والمسلوبة منهم لوجود فساد مالي وإداري قبل قيادتها، وفي غير الحدود المصرح بها"... 
أما الثاني فالمنشور رقم 291 بتاريخ 22/4/2014 "بشري سارة لجميع العاملين بالهيئة" والمتعلق باتفاق الهيئة مع بنك ناصر الاجتماعي على منح قروض للعاملين بحد أقصي 50 ألف جنيه بفائدة سنوية 7% ، حيث بمراجعة المستشار القانوني بالهيئة تبين أن القانون قد أجاز استثمار فائض أموال المودعين ولم يجز القيام بنشاط الإقراض كأحد آليات استثمار هذه الأموال، بخلاف البنوك المرخص لها بتلقي ودائع ومنح قروض وتخضع لرقابة البنك المركزي المصري، ومن ثم لا يجوز استخدام إيداعات المودعين بصندوق التوفير في منح قروض بأي حال من الأحوال لعدم وجود سند قانوني يجيز ذلك...

السخرية الأولي تكمن في تاريخ الوقعة، حيث أنه لم يكن قد صدر بعد قانون التظاهر المعيب، وأن الرجل خرج كبقية الملايين من شعب مصر بعد ثورة 25 يناير يطالب بحقوقه المقررة والمسلوبة له ولزملائه من العاملين بسبب الفساد المالي والإداري بالهيئة، فيتم مجازاته بعد نحو عامين!!..

أما الثانية الأكثر تهكماً هو قيام الهيئة من قبل بمنح قروضاً لبعـض الشركات الشقـيقة لها كشركة اتصالات مصر، التي تساهم فيها بنسبة 20% حيث منحتها قرضاُ بقيمة 3ر1 مليار جنية عام 2006، وتم إعادته وفوائده بداية عام 2013 بعدما تم التحقـيق في الموضـوع بمعـرفة نيــابة الأمـوال العـامة العلـيا بالقضية رقم 10 لسنة 2013، وأيضاً منحـت قرضـاً آخـر لشركة جيرونيـل التي تساهم فيها بنسبة 27% بقيمة 6ر1 مليون جنية عـام 2006 وتم إعـادته وفوائـده في 29/3/2011، بعد ضيـاع رأسمال الشركة بالكـامل وهـروب الشريك الهولندي خارج البلاد أعقاب ثورة 25 يناير .

يبدو أننا على أعتـاب من المزيـد من الاستغـفال والاستخـفاف بالعقـول والسخرية والاستهـزاء، وبكـرة تشـوفوا البريد المصري!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 19 أبريل 2014

أضحك أنت في البريد المصري!!..


الضحك سمة بشرية مشتركة، بانبساط الوجه وانفراج الشفاه، وإحداث صوتاً متقطعاً كرد فعل طبيعي لبعض المواقف الإنسانية، والضحك في عمومه يعد نوعاً من أنواع التعبير عن التفاهم المتبادل بين البشر وإحدى وسائل التواصل على مر التاريخ...

فالضحك يعد أعقد ظاهرة نفسية إنسانية لما يحمله من تناقضات ومفارقات،  وجاء في اللغة العربية على معاني عدة، منها الاستبشار والفرح، كقوله تعالي "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ" وقوله تعالي"وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ"، ومنها الاستهزاء والسخرية، كقوله تعالي " فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ" وقوله تعالي "إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ"...

أما الضحك في البريد المصري فنوع ثالث جديد ومتميز في المفهوم واللغة أيضاً، ويحتاج لمزيد من البحث والدراسة الإنسانية والنفسية، ذلك لأن سمات هذا الضحك، تمتزج فيه الكوميديا بالتراجيديا، خليط لا يمكن أن تعرف سبباً للضحك منه عندما تسمعه!!..

فعندما تقرأ أنه تم سرقة مكتب بريد وادي حوف بجنوب القاهرة للمرة التاسعة عشر على التوالـي بمعرفة مجهـولين، حيث دأب هؤلاء المجهولون باقتحـام المكتـب وتهـديد مديـر المكتب والموظفين بالسلاح بنفس الطـريقة ونفس السيارة للمرة التاسعة عشر دون أن يتم القبـض عليهم، والغريب المضحـك أن هؤلاء المجهولين توجهـوا في الشهر الماضي لسرقة المكتب، إلا أنهم لم يعثروا سوي على 180 جنيهاً، مما دفعهم لتأجـيل عملية السطو لصباح اليـوم التالي وقامـوا بسرقة مبلغ 75 ألف جنيه!!..  

وضحكة أخري، تلك الأحاديث المتكررة لقيادات البريد المصري بأن العاملين هم الثروة الحقيقية، وعليهم الاعتماد الأول لتحقيق طموحات وآمال التنمية، وما شابه ذلك من العبارات المسكنة على غرار "من أجلك أنت" و"أنتم نور عيننا"، والحلول الأمنية  بالقهر وتلفيق القضايا وغيرها بات أمراً واقعاً لا نستطيع الفكاك منه، والغريب المضحك أيضاً أن تلك القيادات مازالت تسير على خطي القيادات السابقة في جلب مزيد من المستشارين، وإنشاء لهم وظائف هلامية لا معني لها، والحديث الذي لا ينقطع بأوهام التطوير والتحديث، مع استمرار التغطية على بعض الفاسدين السارقين!!..  

أضحك أنت في البريد المصري، فنوادره وحكاياته تفوق نوادر جحا أو ما سطره الجاحظ في كتبه، أفكر في جمعها مستقبلا بكتاب مستقل، ونسأل الله أن يخلصنا مما نحن فيه "َوأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ"..

وللحديث بقية أن شاء الله...