السبت، 28 يونيو 2008

مقترحات مؤتمر البريد/ جنيف 2008


سيعـقد بمدينـة جنـيـف السـويسرية فيـما بيـن 23 يوليو و 12 أغسطس القادم مؤتمر البريد العالمي/ جيف2008 حيث كان من المقرر سلفاً انعقاده بمدينة نيروبي العاصمة الكينية، ولوقوع بعض الاضطرابات السياسية والأمنية بسبب الانتخابات الأخيرة هناك تقرر نقل المؤتمر لمدينة جنيف السويسرية...
.
هذا المؤتمر هو الرابع والعشرون منذ تأسيس الاتحاد البريدي العالمي في عام 1874، ويعقد كل أربعة سنوات، حيث يمثل عرس لممثلي الإدارات البريدية لأكثر من مائه وتسعون دولة يناقشون أهم القضايا البريدية الدولية، وينتخبون أعضاء مجلس الإدارة ومجلس الاستثمار، كما يتم التصويت على الدراسات والمقترحات المقدمة سواء من مجلس الإدارة ومجلس الاستثمار أو المقترحات المقدمة من البلدان الأعضاء.

بيـد أننــا نجــد تطــوراً ملحـوظـاً قــد أضــفي مــزيـداً من المعــلوماتــية على مقـترحـات ذلــك المؤتـمر، فبـعد أن كاـنت تلـك المقتـرحـات ترسل للبلــدان الأعضــاء بـوسائل البريــد التقلــيدية ويستغرق ذلــك وقتــاً طـويلاً، أصبــحت تنشر على الموقــع الإلكتــروني للاتحــاد، وبعد أن كانت مغلقة وحكراً على بعض العاملين بالإدارات البريدية، أصبحت متاحة للمهتمين والباحثين والدارسين، وفي متناول الجميع للتدقيق والتعليق ومعرفة كل ما هو جديد في مجال البريد الدولي...

هذه المقترحات تقدم وفق منظومة خاصة ينظمها بدقة متناهية دستور الاتحاد البريدي العالمي بالمادة 29 (تقديم الاقتراحات) والمادة 122 من النظام العام (إجراءات تقديم الاقتراحات للمؤتمر) وتنشر تباعاً على البلدان الأعضاء قبل انعقاد المؤتمر حتى يتسنى تدقيقها ودراستها تمهيداً للتصويت على محتواها بالمؤتمر العام... هذه الاقتراحات أوردت إرساليتها السادسة المعدلة من المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي بتاريخ 23 يونيو 2008 متضمناً آخر تعديلات واقتراحات أرسلت من البلدان الأعضاء، حيث بلغت تلك الاقتراحات نحو خمسمائة اقتراح تقريباً مصنفة على هذا النحو:
اقتراحات ذات طابع عام ( 80 اقتراح بالكود P00-0000-00 )
اقتراحات الدستور ( 19 اقتراح بالكود P10-0000-00 )
اقتراحات النظام العام ( 47 اقتراح بالكود P15-0000-00 )
اقتراحات النظام الداخلي للمؤتمرات ( 6 اقتراح بالكود P19-0000-00 )
اقتراحات الاتفاقية ( 103 اقتراح بالكود P20-0000-00 )
اقتراحات الاتفاقية / البرتوكول الختامي ( 23 اقتراح بالكود P23-0000-00 )
اقتراحات نظام بريد الرسائل ( 95 اقتراح بالكود P25-0000-00 )
اقتراحات نظام بريد الرسائل/البرتوكول الختامي ( 5 اقتراح بالكودP27-0000-00 )
اقتراحات نظام بريد الرسائل / النماذج ( 11 اقتراح بالكود P29-0000-00 )
اقتراحات نظام الطرود البريدية ( 36 اقتراح بالكود P35-0000-00 )
اقتراحات نظام الطرود البريدية / النماذج (1 اقتراح بالكود P39-0000-00 )
اقتراحات خدمات الدفع البريدية / الاتفاق ( 50 اقتراح بالكود P40-0000-00 )
اقتراحات خدمات الدفع البريدية/ النظام المالي ( 20 اقتراح بالكودP45-0000-00 )

ولأن الكثيرين من العاملين بالحقل البريدي بالعديد من البلدان العربية لايتسنى لهم الإطلاع على تلك المقترحات أو معرفة نوعياتها وأقسامها والهدف منها، ولمزيد من نشر المعلومات البريدية الدولية، وكذلك بطلب من بعض الزملاء بالإدارات البريدية العربية، وددت إيضاح بعض المعلومات وتقييم بعض تلك الاقتراحات بشئ من التعليق والشرح المبسط، ضمن سلسلة متتالية من المقالات القادمة أن شاء الله، بما يحقق الإفادة للجميع، ويسعدني أن أتلقي تعليقاتكم وملاحظاتكم على العنوان الإلكتروني التالي بشأن تلك التعليقات..

وللحديث بقية ... عن الاتفاقية البريدية وبروتوكولها الختامي ..

الجمعة، 20 يونيو 2008

الكفاءات البريدية الدولية ..

.
كثير من العاملين بالحقل البريدي اليوم خاصة الشباب منهم لا يعرفون الكثير عن بعض الرجال الأفذاذ الذين صنعوا تاريخ البريد المصري والدولي، رجال حققوا نجاحات كبيرة وتفوق فاق كل تصور في مجال البريد سواء على الصعيد المحلي أو الصعيد الدولي، فالكثير منا لا يعرف محمد بك شرارة أو محمد إبراهيم صبحي أو ميشيل الراعي ...
.
التذكير بهؤلاء الرجال جعلني أسترجع تاريخاً طويلاً من تاريخ البريد المصري والبريد العربي... أسترجع قمم بريدية حقيقية لم يستطع أحد من الجيل السابق أو الجيل الحالي أن يلحق بهم، تذكرت هؤلاء القمم وأنا أتصفح موقع الاتحاد البريدي العالمي لمعرفــة آخر الأخبــار عن الاستعـدادات الخاصة بمـؤتمر البريــد العالــمي في يوليـو القــادم/ جنـيف 2008، فعندمـا وقعــت عيني على المذكــرة الرابعـة/المـؤتمر، الصــادرة بتاريـخ 20/5/2008 والخاصة بتشكيل الأمانة العامة للمؤتمر الرابع والعشرون، وبأسماء القائمين على مهام الأمانة العامة للمؤتمر لم أجد أسماء عربية إلا السيد/ عبد الإلة بوسته، أمين اللجنة الثامنة (التعاون من أجل التنمية) والسيد/ لحسن شويطر أميناً مساعدا لذات اللجنة ..
.
ودون الإسهـاب في التفـاصـيل التاريخـية أذكــر سـريعاً بهــؤلاء العظــماء الثــلاثة... فـالأول: محمـد بـك شــرارة، مـديـر مصـلحة البريــد اعتبــاراً مـن 10/1/1930 حـتى 1/6/1936، الذي استطاع بعبقريته الفذة وحكمته الفائقة أن يترأس ويدير أعمال المؤتمر العاشر للاتحاد البريدي العالمي بالقاهرة عام 1934، والذي من خلاله لفت انتباه العالم أجمع للتقدم التقني والحضاري للبريد المصري وتطور مشاريعة بصورة مضطردة وسريعة تواكب التقدم الأوروبي في هذا المجال، كما عمد إلى افتتاح متحف البريد المصري. والثاني: محمد إبراهيم صبحي، مدير عام هيئة البريد خلال الفترة من 4/7/1968 حتى 31/12/1974والذي حظي بتقدير كبير لحسن إدارته لهيئة البريد محلياً ودولياً فانتخب مديرا عاماً للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي خلال مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي / لوزان 1974 ... أما الثالث: ميشيل الراعي، فكان أول مصري انتخب عام 1967 كأجنبي مديرا عاما للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي، حيث كان المنصب مقصوراً على المواطنين السويسريين فقط ..
.
هذه الكفاءات النادرة لم تكن وليدة الصدفة أو من رحم صناعي، بل كانت كفاءات نابعة من التوجه العام للإدارات البريدية العربية، التي كانت تعمل بجد واقتدار من أجل تفريغ باحثين بريديين وكفاءات دولية تستطيع التواصل مع العالم المتقدم ومسايرة ما يقدمونه من دراسات فنية وتقنية في مجالات الخدمة البريدية... أما الآن فالكفاءات في مجال البريد الدولي أصبحت محدودة للغاية، خاصة على المستوي العربي، ولا نجد إلا القليل جداً وباجتهادات فردية وشخصية، تحارب في كثير من الأحيان من عقول بالية ومتحجرة تزيد من تقوقعها، وانعزالها عن كل تطور وجديد في المجال البريدي.
.
فالبحث الفني والتقني في مجال الدراسات البريدية الدولية أصبح مهمشاً في كثير من البلدان العربية، رغم أهميته الكبري وحاجتنا إليه أصبحت ضرورة ملحة في ظل هذا الفيض الهائل من التحولات التقنية والاقتصادية للمنتج والسوق البريدي.. والتدليل على هذا التهميش تعزوه أسئلة كثيرة، مؤلمة أحياناً، والإجابة عليها قد تكون أكثر ألماً... فماذا قدم العرب خلال ثلاث أو أربع مؤتمرات بريدية سابقة؟ وأين هي الدراسات الفنية والمشاركات الإيجابية لمنظومة البريد الدولي ؟
.
ولا يسعنا إلا أن نشيد بكل من السيد/ عبد الإله بوستة، مدير إدارة التعاون من أجل التنمية، والسيد/ لحسن شويطر، رئيس برنامج تنمية الموارد البشرية والتدريب بالاتحاد البريدي العالمي، على جهودهما الرفيعة والمتميزة سواء على المستوي العربي أو المستوي الدولي كمديرين أكفاء بالاتحاد، ممثلين لكل العرب، رافعين للراية العربية في هذا المحفل الدولي الهام، ونتمني أن نشاهد مستقبلاً تقدماً عربياً في المجال البريدي الدولي يشارك ويسهم اسهاماً إيجابياً في المنظومة البريدية الدولية ..
.
وللحديث بقية ..
ashraf_mojahed63@yahoo.com