السبت، 21 فبراير 2009

أدب الرسائل البريدية ..


<ن والقلم وما يسطرون> ، <اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم> آيتان من كتاب الله الأولي صدر سورة القلم والثانية من سورة العلق تشيران إلى أهمية القلم والكتابة، فيروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: إن أول ما خلق الله خلق القلم، فقال له: أكتب، قال: يا رب وما أكتب ؟ قال: أكتب القدر فجري القلم في تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد... فالله أقسم بالقلم لإيضاح ما أنعم به على خلقه من فضل ، وعلمه الكتابة التي لولاها ما دونت العلوم ولا عرف أخبار الأولين ومقالاتهم ولا حفظ إنتاج الإنسان الفكري ولا ميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار .
.
فالكتابة وقف من الله تعالي، علمها آدم عليه السلام ومنحها للإنسان، فعرفها الإنسان وتعلمها واهتدي بها كلغة يتعايش بها مع غيره من بني البشر... فقبل 5000 عام قبل الميلاد ابتدع الإنسان في بلاد الرافدين الكتابة على الألواح الطينية والحجرية بما عرف باللغة المسمارية، حيث استخدمها السومريون للتعبير بها عن لغاتهم السومرية القديمة، وكانت ملائمة ومتوافقة لكتابة اللغة الاكادية والأشورية التي كان يستعملها البابليون والآشوريون، وظهرت كذلك اللغة الهيروغليفية لأول مرة في مصر القديمة مستخدمة الرموز والصور المستوحاه من الطبيعة ككتابة متداولة على المقابر والتماثيل والألواح الحجرية... ثم ما لبث أن ظهرت الأبجديات المكتوبة ببعض الحضارات القديمة كالأبجدية الفينيقية والأبجدية الإبيلاوية ببلاد الشام.
.
أما العرب فلم يعرفوا الكتابة إلا حين كان لهم اتصال بالمدنية، وذلك نتيجة هجرتهم من قلب الجزيرة العربية إلى إطرافها المتحضرة، وفي هذه البقاع خرج العرب عن طبيعتهم البدوية وسلكوا سبل الحضر في العيش ومظاهر العمران، حيث نشأت الكتابة أول ما نشأت بمدينة البتراء عاصمة مملكة النبط، حيث ابتدعوها بأنفسهم اشتقاقاً من الكتابة الآرامية أو النبطية، والتي كانت تتألف من 22 حرفاً هجائياً صامتاً، والتي سرعان ما تعلمها الأعراب النازحون من أقصي شمال الجزيرة حتى حضرموت اليمن... ثم مرت هذه الكتابة بمراحل عديدة حتى تحولت من صورتها النمطية الخالصة إلى صورتها المعروفة الآن، وذلك بإدخال ستة أحرف عرفت بحروف الروافد وهي ث خ ن ض ظ غ، فصارت أبجديتهم 28 حرفاً زادت من إثراء اللغة العربية بقيمتها الشكلية والصوتية، ثم ما لبثت أن تم ترتيب الحروف الأبجدية على النحو المعروف، وذلك بجمع الحروف المتشابهة في الرسم مع بعضها، على يد نصر بن عاصم الليثي المتوفى عام 89 هجرية، ويحيي بن يعمر الوسقي العدواني المتوفى عام 129 هجرية.
.
وظلت الكتابة العربية على حالة من البداوة الشديدة ولم يكن لدي العرب من أسباب الاستقرار ما يدعو إلى الابتكار والتجديد إلا عندما أصبحت لهم دولة فيها مراكز ثقافية تنافس بعضها البعض على نحو ما حدث بالكوفة والبصرة والشام ومصر، حيث فرغ العرب بعد أن فتح الله عليهم البلاد أثناء العصر الأموي للابتكار والإبداع، فظهرت الكتابات على الآنية والتحف وأعتني بكتابة المصاحف، ثم ما لبث أن ترسخت الكتابة في العصر العباسي وازدهرت الكتابات وتنوعت أشكالها ومقاصدها، وظهرت الأدبيات من شعر ونثر وقصص وغيرها من ألوان الأدب العربي .
.
وأدب الرسائل شكل رافداً مهماً في تراثنا الأدبي، ويعد من أقدم الأنواع الأدبية النثرية وأعرقها عند الأمم القديمة والحديثة على السواء، ولعب بما احتوي من أفكار ورؤى ومشاعر وجدانية دوراً مؤثراً في الكشف عن جوانب مهمشة وخفية في تراثنا العربي، كما عرفه الأدب العربي لوناً فنياً بديعاً يتضمن خواطر وأفكار، فالرسالة الأدبية تتوج بأدوات فنية لفظياً وإيقاعياً وصورياً تشد الانتباه وتوجه العقل وتحرك المشاعر... أن أدب الرسائل له نكهة خاصة متميزة يبوح فيها المرء عن مكنونات القلب بعفوية وبساطة، دون تحفظ أو مواربة .
.
ويجب أن نذكر أن تلك الرسائل صنفت على أشكال ثلاثة، فالأول: عرف بالرسائل الديوانية التي تتم بين مختلف دوائر الدولة أو بين الدول المختلفة، وأشهرها رسائل الرسول صلي الله عليه وسلم إلى ملوك زمانه التي دعاهم فيها إلى الإسلام، حيث كانت رسائل صريحة وموجزة خالية من فضول الكلام، والثاني: الرسائل الأخوانية، والتي يكتبها الأدباء والمحبين والعشاق وأشهرها رسائل بديع الزمان الهمذاني بمقاماته المعروفة، ورسائل العشاق لابن حزم الأندلسي في طوق الحمامة، والثالثة الرسائل العلمية والفكرية كالرسالة التدميرية لأبن تيمية.
.
والآن لماذا أختفي أدب الرسائل من حياتنا الأدبية ؟!.. لماذا أصبحت الرسائل الأدبية البريدية مهمشة ؟!.. الإجابة الظاهرة ترجع هذا الانحسار إلى التطور في سرعة الاتصال، فقد حل الهاتف والفاكس والكمبيوتر والانترنت محل الرسائل البريدية بأسلوبها القديم، وأضحي من السهل تبادل الكلمات والرسائل القصيرة دون عناء أو مشقة، أما باطنها فهو ضعف اللغة العربيـة والكتـابة بوجـه عـام، والوتيرة السريعة لحيـاتنا اليومـية التي تخطـف الرؤية والتأمـل، فلم يعـد يتـاح للمرء أن يجلس ويكتب كمـا كان يفعـل القدمـاء، كمـا أن واقعنـا الثقافـي والأدبي أصبح أكثراً ركـوداً من اقتصـادنا وسط ما يحيط المبدعين والكتـاب من ضغـوط وضروريات الحياة.
.
فالتقدم التكنولوجي بات نقمة، فقدنا معه الشعور بالعواطف وما يجيش به الصدر من كلمات بين السطور ومشاعر فياضة تدمع لها العين فرحاً وحزناً ... فالرسائل البريدية التي كانت طريقة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، وذات رونق خاص في التعبير عن المحبة والاشتياق بما فيها من خطوط ورسم للحروف والكلمات، يتعايش معها القارئ بتواصل وجداني وأدبي مع مرسلها، وربما يعود لقراءتها مرات ومرات لتؤنس وحدته وتخفف عنه عزائه وحنينه، أصبحت الآن كشيء مضي، نحدث عنه أبنائنا وأحفادنا الذين سيسألون بدهشة واستغراب عن ماهية الرسائل البريدية !!..
.
وللحديث بقية ...
ashraf_mojahed63@yahoo.com

رسائل بريدية إلى الله !!..


صـدق أو لا تصـدق !!… عندما قرأت وسمعت هذا الخبر، ظننت على الفور أنها نكتة من نكت هذا الزمان، ولم أهتم به كثيراً إلا بعد تصفح بعض المواقع الإلكترونية، خاصة موقع التلفزيون الإسرائيلي وصحيفة هاأرتس الإسرائيلية، والتأكد من صحته، حيث تبين بالفعل أن إدارة البريد الإسرائيلي تتلقي آلاف البعائث البريدية المرسلة إلى الله من داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه، وتقوم بتحويل تلك الرسائل بحشرها داخل حجارة الحائط الغربي للمسجد الأقصي والمعروف بحائط البراق، والذي يسميه اليهود الحائط المبكي… وتلك المهمة يقوم بها حاخام الحائط الغربي شموئيل رابينوفيتش بنفسه استجابة لطلبات مرسلي تلك البعائث ظناً منهم أن رسائلهم وما تحمله من طلبات وأمنيات سيقرأها الله بعد حشرها دخل هذا المكان !!..
.
وأضافت صحيفة هاأرتس نقلا عن الناطق بلسان سلطة البريد الإسرائيلي، إسحاق راف، قوله تصل إلينا رسائل من اليهود في جميع أنحاء العالم موجهه إلى الرب، معظمها من الشباب وتلاميذ المدارس، حيث يتم فصل الرسائل المعنونة إلى الرب في كومة خاصة، وتركز غالبية تلك الرسائل على طلبات من اليهود للرب بحل مشكلاتهم، كطلب الشفاء من الأمراض، أو إرسال الأموال، أو التوفيق بين المحبين، ثم يأتي طلب المغفرة للذنوب في المرتبة الأخيرة، ونقـوم بختمها بخـاتم البريد، ومن ثم نضعها بين أحجـار الحـائط الغربي، وتشير إحصائيات من داخل البريد الإسرائيلي بارتفاع معدل تلك الخطابات خلال مايعرف برأس السنة العبرية يوم كيبور(عيد الغفران)، إذ وصلت في اليوم الواحد لنحو أكثر من ألف رسالة موجهة إلى الرب…وأعلن أحد الحاخامات اليهود أنه أصبح بالإمكان الآن إرسال الرسائل إلى الرب مباشرة عبر البريد الالكتروني حيث يتم طبع تلك الرسائل ثم حشرها في شقوق الجدار ليستجيب الرب لمطالب رعاياه !!..
.
وقصة هذا الحائط غير معروفة على وجه الدقة تاريخياً، حيث تعود أحجاره إلى عصور مختلفة، فالأحجار المنحوتة التي في أسفله تعود إلى زمن هيرودوس، تعلوها أحجار غير منحوتة تعود إلى العصر الروماني، أما الطبقات العلوية من الحجارة فبنيت منذ نحو خمسمائة سنة فقط ، حسب رأي أغلبية علماء الآثار… ويتنازع علي أحقيته كل من المسلمين واليهود، فيسميه المسلمون حائط البراق تيمناً إلى قيام الرسول محمد صلي الله عليه وسلم بربط براقه في حلقة صغيرة بتجويف بالحائط وذلك أثناء رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ويعد جزء من الحرم القدسي الشريف، بينما يسميه اليهود الحائط المبكي، ويزعم غالبية حاخامات اليهود أن هذا الحائط هو الأثر الأخير الباقي بعد خراب هيكل سليمان، ومحظور على اليهود الدخول إلى الحرم القدسي منذ خراب الهيكل، وأنه أقرب نقطة من الهيكل يمكن لليهود الصلاة فيها حسب الشريعة اليهودية، ويسمونه الحائط المبكي نسبة إلى طقوس يؤديها اليهود قبالة الحائط حدادا على خراب هيكل سليمان… ثم بفضل الدعاية اليهودية أصبح مصلي يهودياً مشهوراً في بداية القرن السادس عشر يحج إليه اليهود من إنحاء العالم، ثم ازدادت أهميته بعد قيام الدولة العبرية منذ عام 1948.
.
أما تاريخ هذا النزاع فيرجع إلى زمن الفتح الإسلامي لبيت المقدس، حيث حول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إدارة الحرم القدسي بما فيها حائط البراق للمسلمين، وظلت كذلك حتى في فترات الاحتلال الصليبي لبيت المقدس، إلى أن سمح أمراء الدولة العثمانية لليهود المقدسين فقط من أداء بعض الطقوس الدينية أمام الحائط ، ولكنها حظرت عليهم وضع أية مقاعد أو ستائر تجعل من المكان مصلي دائماً لليهود… ومن خلال محاولات عديدة لشراء الحائط وجعله ملكاً لليهود، أو بالتأثير السياسي لوعد بلفور الذي يعد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، واستغلال الحالة الراهنة بعد الحرب العالمية الأولي بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، أستغل اليهود ما أسموه الحائط المبكي في الترويج والدعاية لجذب أكبر عدد ممكن من المهاجرين اليهود إلى فلسطين، لربطهم بأثر مقدس لهم يجمعهم فوق أرض الميعاد، شرع اليهود في اغتصاب بعض الحقوق كوضع مقاعد ومصابيح وحصر وستائر للفصل بين الرجال والنساء والسعي للاحتفال والتجمهر أما الحائط يوم السبت وغيرها… حتى انتفض المسلمون بما عرف بانتفاضة البراق عام 1929 محتجين علي تراخي سلطة الانتداب البريطاني أمام الاغتصاب اليهودي لجزء من الحرم القدسي الشريف.
.
وفي هذا الجو المتوتر بين المسلمين واليهود صدرت قرارات المؤتمر السادس عشر لليهود الذي عقد في مدينة زيورخ السويسرية أغسطس 1929 والتي كان أهم مطالبها فتح أبواب فلسطين على مصراعيها للهجرة اليهودية وبذل كل الجهود من خلال لجنة الدفاع عن الحائط المبكي بنداء لإثارة كافة يهود العالم لإعادة الحائط المبكي لليهود… وإزاء تلك المساعي اليهودية للاستيلاء على حائط البراق وإثارة حفيظة المسلمين والعرب يومياً بإساءة استعمال الحقوق التي تسامح المسلمون معهم في شأن أداء عباداتهم، زادت الاضطرابات وبلغت ذروتها عام 1929 حيث اضطرت سلطة الانتداب البريطاني آنذاك بالتدخل لوضع حد لتلك المشاكل، فطلبت من عصبة الأمم الموافقة على تشكيل لجنة دولية للنظر في حق ملكية الحائط بين العرب واليهود، وفي أول ديسمبر عام 1930 أعلنت اللجنة قرراها ورفعته لعصبة الأمم وسلطة الانتداب بأحقية المسلمين في ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لأنه جزء لا يتجزأ من ساحة الحرم القدسي الشريف والتي هي من أملاك الوقف الإسلامي، وإن أدوات العبادة وغيرها من الأدوات التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الحائط يتم بالاتفاق بين الطرفين ولا يجوز بأي حال أن يكون من شأنها أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له المعروفة بحلة المغاربة… ويعتبر هذا التقرير أول وثيقة دولية تثبت حق المسلمين وحدهم في ملكية حائط البراق.
.
وبالرغم من تلك الحقائق من كون حائط البراق المسمى زوراً بحائط المبكى ليس مكانا يهوديا مقدسا، وذلك بكافة المعطيات التاريخية ونتائج التنقيبات عن الآثار، فالموسوعة اليهودية ذاتها تقول أن اليهود لم يصلوا أمام هذا الحائط إلا في عهد الدولة العثمانية، ولا يوجد أي سند علمي بوجود حائط المبكي أو هيكل سليمان، فان الدولة العبرية ظلت تنادي بوجود الهيكل، وزعمت أنه أن لم يكون الحائط الغربي هو الهيكل فمن المؤكد أنه مدفون تحته، أو ربما تحت جزء أخر من المسجد الأقصى.
.
ومنذ احتلال القدس عام 1967 سيطر اليهود على المسجد الأقصى بجميع مداخله وحوائطه، وقام بالتهجير القصرى للسكان المقدسين مسلمين ومسيحيين دون مراعاة لأي حقوق دولية تفرضها المعاهدات والمواثيق الدولية، وبحنكة العقلية اليهودية في نهج الاغتصاب والاستيلاء على ملكية الغير، ومنها حائط البراق، واستغلال حتى الخدمات البريدية للترويج لهذا الحائط ونشر أكاذيب وحكايات عما يقدمه من معجزات الشفاء والتقرب بين المحبين واستجابة الرب لمرسلي تلك الرسائل عند حشرها داخل جدران الحائط، فالرسائل البريدية ترد بالآلف، وبتشجيع ومجاوبة من الإدارة البريدية الإسرائيلية بحسن تأدية الخدمة على الوجه الأكمل، حتى لو كانت رسائل إلكترونية حيث يتم طباعتها وحشرها بالجدار، كل هذا يصب في مصالح الدولة العبرية، ويصب في صالح العقيدة اليهودية الفاسدة لاغتصاب أراضي الغير وصبغها بالصبغة اليهودية الخالصة …
.
أما نحن العرب فنقف عاجزين حتى عن إصدار طابع بريدي موحد لشعبنا الفلسطيني، عاجزين عن إصدار طابع بريدي يسجل تاريخ مسجدنا الأقصى الأسير ومداخله وحوائطه المنتهكة، طابع يعيد ذكري أمجاد عمر بن الخطاب الفاتح الأول لبيت المقدس وصلاح الدين الإيوبي محرره من أيدي الصليبيين…
.
وللحديث بقية ..
ashraf_mojahed63@yahoo.com

البريد الذكي GPS ..



مصطلحات كثيرة ظهـرت في عالمـنا البريــدي، اقتباســاً من ابتكــارات تكنولــوجية ظهــرت حـديثــاً، فالقنـابل الذكيـة، علي سبــيل المثـــال تعتـمد على نظـــام يعـرف بالنظـام العالـمي لتحـديــد إحداثـيـــات المواقــع The Global Positioning System والتي ظهرت على استحياء أواخر الحرب الأمريكية على فيتنام، ثم انتشرت في بادي الأمر كمشروع عسكري أمريكي ضمن ما يعرف بمبادرة الدفاع الاستراتيجي أبان عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، وذاع صيتها أثناء الحرب الأمريكية على ما يسمونه بالإرهاب في كل من أفغانستان والعراق، فالجيش الأمريكي أستعمل تلك القنابل بشكل كبير ومكثف في قصف المدن والقرى الأفغانية والعراقية للتمييز بين المدنيين والعسكريين، على حد زعمهم، فهي قنابل ذكية!!… ثم ما لبثت أن انتشرت في العديد من التطبيقات ذات الطبيعة المدنية.
.
هذه التقنية الحديثة والتي يتم من خلالها تحديد الأهداف على سطح الكرة الأرضية بتحديد إحداثيات خطوط الطول والعرض بواسطة الأقمار الصناعية، وذلك عبر التكامل بين وحدات الإرسال والاستقبال بهذه الأقمار ومثيلاتها على الأرض وبمعاونة الخرائط الإلكترونية التي يتم تغذية وحدات الأقمار الصناعية بها خلال المرسل الأرضي … نجدها قد شاع استخدامها مدنياً، فمدينة شيكاغو الأمريكية تستخدمها لضبط شبكة مواصلاتها الداخلية في تعقب الحافلات للتأكد من سيرها وفق المواعيد المحددة، وكذلك تستخدمها شرطة المدينة لمتابعة الدوريات الأمنية، كما أن شركة كاديلاك الشهيرة بصناعة السيارات بدأت في دمج تقنية GPS لإنتاج سيارة ذكية تقلل بصورة كبيرة من حوادث الطرق من خلال إطلاع السائق مسبقاً بالطريق الأقل ازدحاما والأيسر في وصوله لهدفه النهائي، وتبعتها في ذلك شركات عملاقة كشركة نيسان اليابانية وشركة بيونج لصناعة الطائرت.
.
والبريد كذلك أصبح الآن ذكياً بفضل هذه التقنية الحديثة، فضمن مشروع ضخم سوف يبدأ تنفيذه في الولايات المتحدة الأمريكية مطلع العام القادم 2009 سيتمتع المواطن الأمريكي بمزايا بريدية في فرز واستلام البريد عبر شرائح إلكترونية موحدة قياسياً تثبت بالصناديق البريدية والتي سيكون من السهل بواسطة هذه التقنية تحديد مواقعها إلكترونياً… كما أن البريد السعودي قد بدأ بالفعل خطوات متعاقبة في هذا المجال بطرحه برنامج المحدد السعودي للمعلومات الجغرافية الذي يعتمد بالأساس على تكنولوجيا GPS إلى جانب تكنولوجيا CM الذي يمكن المستخدم من الوصول إلى المكان المستهدف بمجرد البحث وتحديد مكانه بالضبط من خلال الشريحة المثبتة على جهازه المحمول أو على الكمبيوتر الشخصي.
.
وهنــاك تقنــية أخــري تطـــورت بريديــاً بشـكل كبـير خــلال السنـوات القليلة الماضــية وتستـخـدمها العــديـد من البلــدان مثـل: أسبــانـيا وألمــانيــا والبـرازيــل، وتجـربهـا حـاليــاً بنجاح دول الخلـيج العربي وهي التعــرف بواســطة التـــرددات الراديــــوية Radio Frequency Identification Device وتتم بوضع رقائق إلكترونية صغيرة تحل محل طابع البريد، تحتوي على عنوان الراسل والمرسل إليه وأية معلومات إضافية كالوزن ونوع الإرسال (مستعجل أو جوي)… ويتولى جهاز الكمبيوتر قراءة تلك المعلومات بواسطة التعرف على الهوية لاسلكياً بموجات الراديو، وتوزيع الرسائل والطرود على خطوط إلكترونية متحركة تقود إلى محل تجميع الرسائل الموجهة إلى المرسل إليه، وهذا يعني أن البريد لن يحتاج إلى موظفين لفرزه، ولن تكون هناك حاجة إلى تجميعه في مخازن كبيرة، بل ويمكن قيادته إلكترونيا إلى السيارة أو القطار أو الطائرة التي ستحمله.
.
وليس هناك أدني شك في أن أستخدام تلك التقنيات الحديثة سوف يتنامي ويجتاح عالمنا البريدي، ويحدث ثورة تكنولوجيا به خلال السنوات القليلة القادمة، ولا عزاء للأغبياء !!..
.
وللحديث بقية …
ashraf_mojahed63@yahoo.com

الجمعة، 20 فبراير 2009

البريديـــات ...


منذ القدم وعلى مر العصور سمعنا عن ساعي البريد، ولم نسمع عن ساعيات للبريد، شاهدنا البوسطجي، ولم نشاهد البوسطجية… فمهنة القيام بالمهام البريدية انتسبت دائماً بالرجال دون النساء، على الرغم من أن التاريخ يذكر لنا قيامها بهذه المهمة قديماً وحديثا …فتحكي لنا كتب السنة والتفاسير واقعة شهيرة قامت بها امرأة استعملها الصحابي حاطب ابن أبي بلتعة في القيام بمهمة توصيل رسالة إلى بعض أقاربه من قريش يخبرهم فيه بعزم وموعد قيام النبي صلي الله عليه وسلم بفتح مكة… ورغم انتفاء الصبغة الوظيفية لتلك المهمة، إلا أنها تعد السابقة الأولي لقيام امرأة بالعمل كبريدية…
.
والقصة سردت بمعظم كتب السنة والتفاسير عند شرح بداية سورة الممتحنة، حيث كانت سبباً لنزول السورة، وذلك أن حاطباً هذا كان رجلاً من المهاجرين وكان ممن شهد غزوة بدر، وكان له بمكة أولاد ومال ولم يكن من قريش أنفسهم، بل كان حليفاً لعثمان، فلما عزم الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فتح مكة لما نقضت قريش عهدها معه، فأمر النبي المسلمين بالتجهيز لهذا الفتح وقال: اللهم عم عليهم خبرنا… فعمد حاطب فكتب كتاباً وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة يعلمهم فيه بما عزم عليه الرسول الكريم ليتخذ بذلك عندهم يداً يساعده على حفظ ماله وولده بمكة… فأطلع الله تعالي رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم استجابة لدعائه، فبعث رجالاً في أثر المرأة التي أعطاها حاطب الرسالة، فأخذت الرسالة منها، وعلم النبي صلي الله عليه وسلم بأمر حاطب فقال: يَا حَاطِب مَا هَذَا ؟ قَالَ لا تعجل علي إني كنت إمراً ملصقاًَ في قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قربات يحمون أهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يداً يحمون بِهَا قرابتي وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه صدقكم، فقال عمر دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إِنَّهُ قد شهد بدراً ما يدريك لعل الله أطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فأنزل الله السورة (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحق) http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=060 .
.
أما حديثاً فالبريديات ذاع صيتهن وظهرن كموزعات للبريد بإدارات بريدية رائدة مثل البريد الألماني والبريد الفرنسي، وحتى بالبلدان الأفريقية ظهرن مؤخراً يحملن الحقائب البريدية والقيام بتلك المهمة الشاقة، ففي جيبوتي كما نشرت مجلة البريد الصادرة عن الاتحاد البريدي العالمي بعددها يونيه 2007 أنه تم تعيين ثلاث موزعات للبريد كجزء من وحدة جديدة للتوزيع بمحل الإقامة للبريد الموجه إلى كبار العملاء مثل الوزارات والسفارات والمنظمات الدولية، حيث يقمن بالانتقال بواسطة الدراجات النارية.
.
كما شاهدنا بعض الرائدات في العمل البريدي يقمن بأعمال نقابية جليلة بالدفاع عن حقوق البريدين والبريديات على السواء، كالسيدة/ نجية عبد الغفار بإدارة بريد البحرين والسيدة/ عتيقة سمراح بإدارة بريد المغرب، حيث اعتصمت الأخيرة أكثر من مرة احتجاجاً على خصخصة البريد المغربي… وفي البريد السعودي لابد أن نذكر مجهودات السيدة/ مرفت الكيالي رئيسة القسم النسائي بإدرة بريد جدة وريـادتها للتجربة الفريدة التي يقوم بها البريد السعودي منذ عام 1989 وذلك بافتتـاح العديـد من المكاتب البريدية المخصـصة للخدمة البريدية النسائية، والاستعانة بالعديد من الجامعيـات في أعمال الفـرز ومختلف الوظـائف البريدية بتلك المكاتب.
.
أما إدارة بريد مصر فلا يسعني إلا أن أشهد وأذكر بكل خير ثلاث رائدات قدمن للبريد المصري العديد من الخدمات الجليلة وتقدمن بالعمل البريدي في تخصصاته المختلفة إلى مستويات عالية من الكفاءة والرقي، وشغلن مناصب عليا… وهن السيدة/ سوزان خليل، رئيس قطاع التخطيط والتنظيم والسيدة/ نازك عبد الحليم، مدير عام الخدمات المركزية والسيدة/ وفاء حسين، مدير عام العلاقات العامة والتسويق.
.
أما الآن فنجد بعض البريديات قد قطعن شوطاً مهماً باعتلاء وظائف هامة كرئيس قطاع أو مدير عام ويتقدمن بالعمل بتخصصاته المختلفة نحو مزيد من التقنية والإداء الرائع، بينما نجد الكثيرات منهن قد خرجن صفر اليدين ولم يتكلفن إلا مشقة الحضور للعمل صباحاً…
.
وللحديث بقية ..

التاريخ البريدي ..


التاريخ هو الأب الشرعي لكافة العلوم الإنسانية، وواحد من أقدم المجالات التي شغلت العقل الإنساني، فالتاريخ يمكن وصفه بأنه التعبير عن الاهتمام الإنساني بالماضي البشري واهتمام كل جماعة إنسانية بماضيها سواء كان يجمعها مجتمع واحد أو دولة واحدة أو لا يجمعها… يبحث عن ماضيها، كيف ولماذا نشأت ؟ وكيف تطورت وعاشت وأنتجت ثقافتها وحاجاتها المادية والمعنوية ؟ وكيف كانت علاقاتها بالآخرين وحراكها الداخلي بين أفراد مجتمعها وأجيالها وطبقاتها ؟ … ومن الطبيعي اختلاف هذا الوصف باختلاف الأزمنة وتغير نظرة البشر إلى الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية لمجتمعاتهم.
.
ويقول مؤرخو علم التاريخ أنه بدأ على يد المؤرخ الرحالة اليوناني القديم هيرودتس وخليفته ثيوسيديديس في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، فالأول كتب عن الحروب الإغريقية والفرس وكتب الثاني عن الحروب الأهلية بين المدن الإغريقية، ومن المحقق أنهما كانا يستوحيان كتابتهما من سجلات ورسومات وما كتب على جدران المعابد والمقابر… وفي مصر وبلاد الرافدين وفارس والهند كان التاريخ يمثل مرحلة من تطور الاهتمام الإنساني ذاته بتسجيل الماضي والإشادة بالذات الجماعية للقبيلة أو للأمة والمتمثلة في أبطال وملوك وقادة تلك الأمة في صورة الملاحم أو الأساطير والحكايات الشعبية القديمة مثل أسطورة حورس في مصر أو أنشودة جلجامش في بلاد الرافدين أو حكايات الهجرة والمعارك التي شهدها حوض السند والتي أدمجت في الجيتا الهندية… كل هذه السجلات المحفورة أو المكتوبة أو الشفهية كانت بلا شك الجذور الأولي لعلم كتابة التاريخ.
.
وإذا كان اليونانيون أول من بدأ علم التاريخ، فالعرب الأمويين أول من وضعوا أصوله وقواعده، وذلك خلال تأسيس علم الحديث الشريف حيث تطلب التحقق من صحة الحديث التحقق من سلامة إيمان الرواة بما يعرف بعلم الجرح والتعديل، والتحقق من صحة الواقعة التي قيل الحديث بشأنها… وكان لكتابة السيرة النبوية والحديث الشريف دوراً كبيراً في تأسيس علم التاريخ ومناهجه التي قامت على المقارنة والفحص أو النقد العقلي للمصادر والرواة والأزمنة… ويعتبر عبد الرحمن بن خلدون صاحب مقدمة ابن خلدون أول من سعي إلى تطوير منظور وضعي لفهم التاريخ مستفيداً بما حققه الفكر الإسلامي عامة في محاولة فهمه للظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية… وفي العصر الحديث بدأ تطور علم التاريخ في القرن السادس عشر منذ كتب جيبون تاريخ روما، والفليسوف ديفيد هيوم تاريخ إنجلترا… ولكن التاريخ ظل محتضناً بالأدب لا ينفك عنه يسعى إلى السرد المسلي للأحداث الكبرى، كما يسعى لاستخلاص العبر الأخلاقية والتوجيه السياسي لتجنب أخطاء الماضي، حتى أضحي الآن ذا تكريس ثقافي للأمم للحفاظ على الهوية القومية.
.
والتاريخ البريدي جزء من هذا التاريخ، فالبريد أرتبط دائماً بالتجمعات البشرية منذ عرف الإنسان الاتصال ببني جنسه، مرتبط بالمدنية ومعانق للحضارات أينما وجدت… فنجد في مصر أول وثيقة جاء بها ذكر للبريد يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة الثانية عشر قبل 2000 سنة قبل الميلاد وهي وصية كاتب لولده يطلعه فيها على أهمية صناعة الكتابة والمستقبل الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة، ويتحدث فيها عن بؤس أصحاب الحرف والصناعات الأخرى، فقد قال هذا الكاتب ضمن ما قال: أما ساعي البريد فأنه يحمل أثقالا فادحة، ويكتب وصيته قبل أن ينطلق في مهمته توقعاً لما قد يصيبه من الوحوش والأسيويين، ولعل أقدم وأهم مجموعة تدل على أن الفراعنة كان لديهم نظاماً للبريد، مجموعة رسائل تل العمارنة المكتوبة بالخط المسماري وهي عبارة عن سجل للمراسلات السياسية نقلها أمينوفيس الرابع سنة 1364 قبل الميلاد من طيبة إلى تل العمارنة، وقد تبودلت العديد من الرسائل بين أمينوفيس الثالث والرابع فيما بين عام 1405 و1352 قبل الميلاد وبين ملوك الحيثيين وأشور وبابل وقبرص وصقلية… وفي وادي الرافدين تم العثور على رقع طينية سومرية وبابلية تشير إلى وجود رسائل تحمل أختاما مدون عليها بريد مستعجل، كما كانوا يستخدمون الدواب في نقل تلك الرقع من مدينة لأخرى… وفي الصين كان البريد في عهد أسرة تشو فيما بين 1122 و222 قبل الميلاد يستخدم لمقتضيات البلاط الإمبراطوري وكان تحت تصرف إدارة تلك الخدمة نحو 80 رسولاً موزعين على المحاور الكبرى للبلاد ، وفي حكم تانج فيما بين 905 و618 قبل الميلاد كانت تستخدم عربات للبريد عرفت باسم البريد الطائر حيث كانت تقطع نحو 250 كيلومتر في اليوم الواحد… وفي بلاد فارس يبدو أنهم أول من استخدم الفرسان لتبليغ الأنباء، فكان قيروس الأكبر فيما بين 558 و528 قبل الميلاد يريد أن يكون على اتصال مستمر مع حكام الأقاليم فحسب بنفسه المسافات التي يستطيع أي فارس أن يقطعها في اليوم الواحد وأمر بإنشاء مرابط للخيول يبعد الواحد منها عن الآخر مسافة يوم سفر… وفي اليونان القديمة ومع اتساع الإمبراطورية الرومانية تطلب تنظيم تبليغ الأنباء وملاءمته الدائمة قبل كل شئ لمقتضيات الدولة الرومانية فأنشئت محطات عديدة على طول الطرق وعلى مسافات محددة حيث كان رسل البريد يتناوبون بتلك المحطات، وكان رسائل الرومان تصنع من لوحات من خشب مجوفة قليلا في أحد أوجهها وتغطي بالشمع ويكتب عليها بمرود من العظم أو المعدن.
.
وهكذا كتب البريد تاريخه منذ العصور القديمة متأثراً بالحضارات وبزوغ نجم الإمبراطوريات قديماً وحديثاً، حتى صار هو ذاته مدوناً للتاريخ، يروي له ويسجل إحداثه من خلال طوابعه ونوادره… وهذا ما لمحه القائمون على مكتبة الإسكندرية مؤخراً، فمن خلال موسوعة ذاكرة مصر تم الإشارة إلى نحو 400 طابع مصري دون من خلالها تاريخ البريد الحديث في مصر وتطوره على يد محمد علي باشا حتى انتقاله إلى بدء استخدام الطائرات في نقل البريد المصري عام 1932، وهو ما يعرف بالعصر الذهبي للبريد المصري حيث تم انتقال ملكيته من الأجانب إلى الحكومة المصرية ونقل مقره الرئيسي من الإسكندرية إلى القاهرة، كما تم عقد المؤتمر العاشر للاتحاد البريد العالمي بالقاهرة عام 1934، وافتتح أول متحف للبريد يذخر بالعديد من القطع الآثرية والطوابع النادرة، وهو جهد مشكور للقائمين على مكتبة الإسكندرية… بيد أن ماينقصنا استكمال هذا التاريخ، تاريخ طويل منذ نشأة البريد وتطوره في مصر على يد سلاطين الدولة الإيوبية مروراً بنشأة البريد حديثاً علي يد محمد علي واستكمالا لتاريخ البريد حتى يومنا هذا… فمنذ قيام ثورة يوليو 1952 ولم نشعر أن هناك بريداً يدون له رغم آلاف الطوابع والنوادر والحكايات التي لا تؤرخ البريد وحده ولكن تؤرخ لحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية …
.
وللاستفادة يرجي تصفح موضوعي تاريخ البريد الجوي المصري وتاريخ البريد في العصر النبوي بتلك المدونة ...
.
وللحديث بقية …
ashraf_mojahed63@yahoo.com

صينية البريد بالدجاج ..


خلال الشهر الماضي وصلني العديد من الرسائل عبر بريدي الإلكتروني، البعض معجب جداً بما أكتبه، ويشجعني ويتمني لي التوفيق، ويطلب مني المزيد من المعلومات البريدية، والبعض الآخر يعاتب ويتمني أن أغير نظرتي المتشائمة بعض الشئ، وأن أنظر للأمور نظرة إيجابية ومتوافقة مع الواقع، وأن أنظر لنصف الكوب المليان بدلا من النظر لنصف الكوب الفارغ… البعض الآخر خاصة من الرؤساء تجاهلني وقابلني متجهماً، ومنهم من عاتبني، وتلقيت بعض اللوم من بعضهم على ما أكتبه بتلك المدونة المتواضعة من أفكار ومعلومات بريدية، ومن ثم واجهت مزيد من العزلة والتجاهل.
.
فالاختلاف في وجهات النظر قد يكون نقمة على صاحبه خاصة إذا ما كان صاحبة من أصحاب الأدمغة التي لا تلين بسهولة وتساير مجريات الحياة، فبعض رؤساء العمل يحبون دائماً أن تزين الأمور بالتمام، ولا يحبون طرح ومناقشة المشاكل وما يعيق العمل… كل ذلك جعلني امتنع بعض الوقت عن الكتابة حتى اهتديت مؤخراً لطريقة جديدة واسعة الأفق أستطيع منها إلقاء الضوء على المزيد من المعلومات البريدية وبعيدة عما يعتبره البعض تلميحاً عن شئ ما، فشرعت في البحث عن الحضارة الصينية وتاريخها البريدي، حيث يعتبر البريد الصيني من أقدم الأنظمة البريدية منذ عرف الإنسان أهمية الاتصال مع بني جنسه من البشر..
.
شرعت في البحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بالبريد الصيني من وسائل البحث المعروف من كتب ونشرات ومواقع إلكترونية عبر الانترنت… وبدأت في تجميع المعلومات وترتيب الأفكار حتى أظهر عظمة وتطور البريد الصيني عبر تاريخ طويل يمتد من القرن الحادي عشر قبل الميلاد..
.
وإذ بي وأنا أداوم البحث عبر الانترنت أجد عنواناً يعتقد أنه متعلق بالبريد الصيني إلا وهو صينية البريد بالدجاج، وعلى الفور فتحت الموقع فوجدت أنها طريقة عمل طبخة ولا علاقة لها بالبريد الصيني، وهي كالتالي:
المقادير: نصف دجاجة مسلوقة ومنزوعة الجلد والعظم/ خبز بريد (توست)/ بيضة/ ملح وفلفل/ بصلة كبيرة + طماطم + جزر/ مبشور قشطة.
طريقة التحضير: نزيل حواف البريد ونصفه في صينية مدهونة بالزيت/ نحمص البصل ثم نضيف الطماطم والجزر المبشور وبعدها نضيف الدجاج ونضع الملح والفلفل ونضيف القشطة/ نضع الخلطة السابقة فوق البريد وبعدها نصف طبقة بريد أخرى وعندها نضع فوقه البيض/نضع الصينية في الفرن لمدة ثلث ساعة ثم تقدم ساخنة.
.
ولعل الحديث عن الطبخ أكثر ملائمة هذه الأيام من الحديث عن البريد ومشاكله، وقد يكون أكثر فائدة خاصة للأخوات اللاتي يطلعن على المدونة..
.
وبالهناء.. وللحديث بقية ..

شرف فتح الباب البريدي ..



شهر رمضــان يمـثل للتلفزيون المصري مهرجاناً لتقديم العديد من الأعمال الدرامية على أختلاف أنواعها، اجتماعية كانت أو تاريخية… هذه الأعمال تتناول في الغالب الواقع والحياة المصرية ومايلاقيه هذا الشعب من هموم ومشكلات وقضايا… وكثرة تلك الأعمال والمسلسلات تجعلك تفقد التركيز والاهتمام في كثير من الأحيان، حيث لا تستطيع أن تتابع وتشاهد هذا الكم الهائل من الأعمال على مدار اليوم، اللهم إذا وجد عملاً أو مسلسلاً تنجذب إلى مجريات إحداثه أو تمس قصته واقعة عايشت مثلها بنفسك، وهو ما جعلني أتابع باهتمام شديد مسلسل شرف فتح الباب.
.
وقصة المسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان القدير يحيي الفخراني عن قصة الكاتب المبدع محمد جلال عبد القوي تدور حول موظف بسيط يعمل كأمين مخازن بإحدي شركات المقاولات الحكومية وراتبه وراتب زوجته يكفي أسرته بالكاد، ويشتهر بأمانته وشرفه وتفانيه في العمل وإخلاصه لبيته وعائلته وحرصه على تربية وتعليم أبنائه، وإذ فجأة وهو في الثالثة والخمسين من عمره ونتيجة لخصخصة تلك الشركة يتم الاستغناء عن خدماته، ويجد نفسه بلا عمل أو مورد رزق له ولأبنائه، فيستغله رؤسائه في سرقة ما قيمته عشرة ملايين جنيه من مخازن الشركة من حديد وأسمنت، يكون نصيبه منها نحو مليونين من الجنيهات… وتستمر الأحداث ليحاكم بتهمة تبديد المال العام، ويحكم عليه بخمسة عشر سنة، ثم يتم القبض على رؤسائه، ويخرج شرف فتح الباب من السجن معتقداً أن ما حصل عليه من مال هو تعويضاً عن تركه لعمله وأن الله سترعليه ورزقه من حيث لا يحتسب !!..
.
وقصة شرف فتح الباب تلك جعلتني استرجع واقعة شهيرة حدثت بالبريد المصري عام 1996 واقعة خلف عبد الحي الذي كان يعمل محاسباً بقسم الحسابات الخارجية بالشئون المالية، والذي تمكن من سرقة عدد من الشيكات الواردة للهيئة من الخــارج سـداداً لمستحقاتها من بعض البلــدان الأجنـبية، وقــام بتزويرها باتقـان وحصـوله على صـحة توقيـعات بعـض المختـصين بالهيئة، واستطـاع صـرف نحـو مليـون جنــية من البـنـوك… وتم اكتشـافه بالصـدفة وتمـت محـاكمته وحـده وعوقـب بالأشـغال الشـاقة المـؤبدة (صحـيفة الأهـرام 11/10/1997)… وأوجه التشابة بين شخصية شرف فتح الباب وخلف عبد الحي هو سبب الربط بين القصتين، إذ أن الأخير كان يتمتع بشخصية ملائكية بلحيته السوداء المتناسقة وبحديثه العذب عن الأخلاق وفضائل الأعمال، والمسبحة التي لا تفارق يده ومحافظته على صلاة الجماعة أماماً، ودروسه المستفيضة لزملائه عن الحلال والحرام !!..ومن عاصره من العاملين بالهيئة يشهد بذلك، مثلما يجسده ببراعة الفنان يحيي الفخراني في دور شرف فتح الباب… والاختلاف الوحيد بين القصتين أن خلف عبد الحي تحمل القضية بمفرده ولم يخرج من السجن كما حدث للسيد شرف فتح الباب.
.
فقضية استباحة المال العام أو استنزافه بطرق قانونية وغير قانونية في ظل ما يحدث من خصخصة للقطاع العام والاستغناء عن بعض العاملين دون ضمانات اجتماعية، وكذلك ما نسمعه ونشاهده من تفاوت صارخ بين رواتب وحوافز العاملين بالدولة دائمين أو بعقود، واختلال المفاهيم الأخلاقية والدينية لدي البعض، خاصة ضعاف النفوس، فتح الباب لتأويل تلك السرقات والاختلاسات والنظر إليها على أنها حق يرد لصاحبه !!..
.
فغياب مفاهيم الأمانة والشرف الوظيفي تقلص وغاب واحتضر وانفصل عن تعاليمنا الدينية والأخلاقية، وأصبح استباحة المال العام مسار شك في كونه مالا حرام بتأويلات مختلفة وعبارات مطاطة كالتي يرددها السيد شرف فتح الباب، فلا غضاضة الآن من الحصول على مكافأت أو بدلات وحوافز دون عمل، أو قبول هدايا وإكراميات لتمشية الحال، خاصة ممن يدعون الالتزام بالتعاليم الدينية والشرعية !!.. ناهيك عما ما نشاهده اليوم من عدم الاكتراث بالعمل والتقاعس عن أدني الإداء الوظيفي…
.
كل ذلك يطالبنا بإعادة النظر في حياتنا ونظرتنا في إداء الأمانات التي أمرنا الله بها أن نؤديها، تجاه أعمالنا وتجاه الآخرين رؤساء ومرؤسين، دون تحايل أو تأويل… أمانات سوف نسأل عنها جيمعاً يوم القيامة رؤساء ومرؤسين..
.
وللحديث بقية...
ashraf_mojahed63@yahoo.com

الإدارة البريدية العاصية ..



هذا العنوان اقتبسته من عنـوان الرسـالة القـيمة التي قدمـها الأستاذ الدكتـور/ أحمد عبـد الونيس، أسـتاذ القـانون الدولـي بكلـية الاقتصاد والعلـوم السياسـية بجـامعة القاهرة… والتي بمقتضاها حصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف، حيث كانت بعنوان (الدولة العاصية، بالتطبيق على إسرائيل وجنوب أفريقيا)… فقد كان يسكن بجوار منزل والدي رحمة الله عليه منذ نحو أكثر من عشرين عاماً، وكنت دائم الجلوس معه لفترات طويلة أثناء إعداده لتلك الرسالة القيمة.
.
كان يقصد بالدولة العاصية ، الدولة التي لا تنصاع لقرارات الأمم المتحدة مشيراً بنماذج عديدة لهذا العصيان تطبيقاً على دولة جنوب أفريقيا وما أتبعته في السابق من سياسة الفصل العنصري على أساس الجنس أو ما يعرف بسياسة الأبارتيد Apartheid بين السكان السود الأصليين والسكان البيض المستعمرين، وكذلك ما تقوم به حالياً إسرائيل من تلك السياسة على أساس المعتقد الديني بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
.
تذكرت كل ذلـك والأوقـات الطـويلة والممتعة التي كنت أجالسه فيها يشرح لي بعض تلك النماذج، وهممت أبحث عن رسـالته التي أهداني نسخة منها بمكتبتي المتواضعة، حين أطلعـت على المستند Congres-Doc34C الصـادر عن مؤتمر الاتحــاد البريدي العالمي الرابـع والعشرون/ جنـيف 2008 والخـاص ببيـان البلـدان التي تم انتخـابها بمجلس الاستثـمار البريدي للدورة القـادمـة 2008/2012 حيث تم انتخاب دولة إسرائيل ضمن المجلس !!… الأمـر الذي أدهشني !! فكيف يتم انتخابها بالمحافل الدولية ومازالت تلك الدولة تمارس أبشع الجرائم الإنسانية ضد شعب أعزل حرم من حق الحياة بالعزل والاضطهاد والعقاب الجماعي، حرم من حق التراسل البريدي مع نحو أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون بالشتات من الاتصال بذويهم داخل الأراضي المحتلة !!.. كيف تنتخب في وجود هذا العدد الهائل من البلدان العربية والإسلامية ومجموعة البلدان السبعة والسبعون، وهي لا تعترف بأبسط الحقوق الفلسطينية حتى في المجال البريدي رغم الحكم C115 الصادر عن مؤتمر بكين 1999، الذي منح السلطة الفلسطينية حق التبادل البريدي مع كافة بلدان العالم.
.
فالسلطة الفلسطينية عجزت منذ مؤتمر بكين 1999عن القيام بالتبادل البريدي مع بلدان العالم بسبب الحصــارالإسرائيلي الخانـق وتعنته في هضـم الحقــوق الفلسطينية المشروعة، وبعدم تنفــيذ الحكم المشار إليه، والسلطة الفلسطينية بوضــعها الحــالي كمراقب بالاتحاد البريدي العالمي أبدت مخــاوفها أثنــاء المؤتــمرالحــالي من التقسيم الجــديد للبلــدان والأقاليم لأغراض النفقات الختامية Congres-Doc51 بعــدم إدخــالها ضمن هذا التصــنيف، ورغم ما أعلن من التفاهمات التي حدثــت على هامش المؤتـمر، وما أتبـعه من بيـان السـيد/ ادوار ديــان، من ضـرورة التنفـيذ الفـوري بتمكـين السلطة الفلسطينية بالتبادل البريدي مع كافة بلدان العالم عبرالمملكة الإردنية ttp://www.upu.int/press/en/2008/palestinian_authority_to_exchange_mail_directly_with_upu_member_countries_en.pdf إلا أنني على يقين أن هذا البيان كان خدعة أو بمثابة زر الرماد في العيون لتمرير انتخاب الدولة العبرية ضمن المجلس.
.
فالدولة العبرية كانت ومازالت تطلب التطبيع الاقتصادي والسياسي مع البلدان العربية والإسلامية قبل التفاوض لحل القضية الفلسطينية، تطلب حقوقاً تزعم تاريخيتها قبل النطق بوعد سرعان ما تنكص عنه للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، يدها العليا دائماً على البلدان العربية والإسلامية بفضل المساندة الأمريكية والأوروبية… تأخذ دائماً ولا تعطي والبلدان العربية والإسلامية تعطي دائماً وتأخذ وهماً !!
.
أنني على يقين بأن السلطة الفلسطينية لن تستطيع أن ترسل بعيثة واحدة، دون أن تمر على الإدارة البريدية الإسرائيلية، لن تستطيع أن تتبادل الإرساليات البريدية مع بلدان العالم حتى عبر هذا التبادل المنقوص بتوسط إدارة بريد الأردن، والحصارعلى غزة والضفة خير شاهد… والأيام سوف تثبت مقالتي.
.
تذكرت كذلك تلك المعايير المزدوجة في العملية الانتخابية بهذه المحافل الدولية، وما تلعبه السياسة الدولية من تأثير في تلك العملية الانتخابية، فالإدارة البريدية الإسرائيلية العاصية تنتخب بأصوات تفوق بلداناً عربية وإسلامية كإيران وسوريا اللتان لا تجدان من يدعمهما بالانتخاب… فإيران أصبحت الآن دولة مارقة لأنها تأخذ بسنة الترقي بالاعتماد على مواردها الاقتصادية وببرنامجها النووي السلمي الذي سوف يحقق لها تقدماً لا تريده إسرائيل ولا الغرب، فهي دولة لا تنصاع للحوافز الغربية أو للتهديدات العسكرية… أما سوريا فهي أيضاً من الدول المارقة التي تعادي الدولة العبرية ولا تقبل بسلام الشجعان… معايير مزدوجة حتى أمام صناديق الانتخابات !!..
.
وللحديث بقية …
ashraf_mojahed63@yahoo.com

الحلم البريدي ..


أكثر من ثلاث سنوات، وهذا الحلم يروادني صباح مساء، في نومي ويقظتي، حلم المشاركة في أعمال المؤتمر البريدي العالمي/جنيف 2008، حلم جعلني عاكفاً لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة على وثائق الاتحاد البريدي العالمي من اتفاقيات ونشرات واستقصاءات، متصفحاً مئات المرات لنصوص تلك الاتفاقيات، متابعاً لأخبار ونشرات الاتحاد البريدي العالمي وموقعه الإلكتروني يومياً والمواقع ذات الصلة من إدارات بريدية أو منظمات ترتبط أعماله بأعمال الاتحاد البريدي العالمي… حلم أوقفت نفسي بجهد وصبر من أجله لأكثر من ثلاث سنوات بالدراسة والبحث والتدقيق في كل ما يقع تحت يدي من وثائق ومستندات ونشرات تخص الشأن البريدي.
.
هذا الحلم تبخر الآن وأصبح خيالاً بسبب بعض الواشين الكاذبين، أو بعض أصحاب المصالح الشخصية الحاقدة، وما أكثرهم في عالمنا اليوم… هذا الحلم ذهب لأفاق واسعة ليس لتحقيق آمنية شخصية أو منفعة وظيفية، بل لتحقيق منفعة أكبر، ليست فقط لإدارتنا ولكن لكافة الإدارات البريدية الأعضاء بالاتحاد، فتلك الاقتراحات التي قمت بصياغتها وقدمت بعضها لإدارتنا أصبحت حبيسة الإدراج أو تم إعادة صياغتها… وأورد أمثلة لبعض تلك الاقتراحات التي عكفت عليها ولم تتناولها الأقتراحات النهائية التي وردت بالإرسالية السادسة والأخيرة المؤرخة 23 يونية 2008، ريثما يلتفت إليها بعض المهتمين بالشئون البريدية مستقبلاً..
.
* إدخال تعديل على نص المادة 232بند 7 من نظام بريد الرسائل كالآتي (يجب أن تتم تسوية حسابات النفقات الحتامية سنوياً لكل من البريد الجوي والبريد السطحي المنقول جواً بإدراج أوزان كل منهما معاً بالنماذج المخصصة CN64,CN61)… حيث تلاحظ قيام بعض الإدارات البريدية بإعداد تلك الحسابات بطريقة منفصلة، ولا يصل مبلغ كل حساب منهما حد الإعفاء البالغ سنوياً 70ر326 وحدة سحب خاصة طبقاً لنص المادة 234/8 ، مما يؤدي لإدراج الرصيد بحساب السنة التالية من قبل الإدارة الدائنة لكل حساب، في حين أن دمج الحسابين الجوي والسطحي معاً سوف يعجل من تصفية المديونية سنوياً إذا ما تخطت الرصيد المشار إليه.
.
* إدخال تعديل على نص المادة 174 بند 6/3 من نظام بريد الرسائل كالآتي (يجب أن يقيد في الجدول 2 من بيان الإرسالية الوزن الخاضع للنفقات الختامية والوزن الغير خاضع وأوزان الأكياس الخاص الأقل والأكبر من 5 كيلوجرام، وكذلك الوزن الإجمالي للإرسالية)… حيث تلاحظ قيام بعض الإدارات البريدية بإثبات الوزن الإجمالي القائم للإرسالية من واقع قائمة التسليم CN38 دون إثبات أوزان البريد المعفي المحدد بالمادة 203/4… وهذا الاقتراح يتكامل مع الاقتراح المقدم من روسيا البيضاء بشأن تحديد البعائث المعادة لمصدرها ببيان الإرسالية.
.
* إدخال تعديل على نص المادة 238 بند 3/1 من نظام بريد الرسائل كالآتي (توضح الأوزان على حدة بالنسبة لكل مجموعة من بلاد المورد على القوائم CN65، وتخضع هذه القوائم لترقيم خاص تبعاً لمجموعتين متتابعتين أحداهما للبعائث غير المسجلة والأخرى للبعائث المسجلة ، ويدرج عدد القوائم CN65 في الخانة المقابلة من الجدول 4 ببيان الإرسالية CN31 مع إثبات إعداد المسجلات المرسلة داخل أكياس العبور المكشوف ضمن العدد الإجمالي للمسجلات بالجدول 3 ببيان الإرسالية ، ولإدارات العبور الخيار …. )… حيث تلاحظ عدم قيام الإدارات البريدية بالقيام بتحصيل الأجرة الإضافية للبعائث المسجلة المرسلة بالعبور المكشوف أسوة بالبعائث المسجلة التي ترسل ضمن الإرساليات المغلقة.
.
* إدخال تعديل على نص المادة 266 بند 1 من نظام بريد الرسائل ونص المادة 233 بند 1 من النظام الخاص للطرود البريدية كالآتي (يجب أن تلتزم كافة البلدان الأعضاء أو المستثمرين المعينين باستخدام النماذج المطابقة للأشكال المرفقة بدء من سريان تنفيذ الاتفاقية)… حيث تلاحظ قيام العديد من البلدان الأعضاء باستخدام نماذج قديمة لا تتناسب مع التغييرات الحالية أو حسب نظام خاص بها، مما يصعب معه في كثير من الأحيان إجراء التدقيق الملائم لهذه المستندات سواء عند تبادل الإرساليات أو عند إجراء إعداد الحسابات أو تدقيقها.
.
* إدخال تعديل على نص المادة 30 بند 1/3 من الاتفاقية البريدية كالآتي (تحصل أجرة إضافية من 5ر0 وحدة من حقوق السحب الخاصة لكل من البعائث المسجلة ومن وحدة واحدة من حقوق السحب الخاص لكل بعيثة من البعائث بقيمة مصرح بها، وكذلك لكل بعيثة من البعائث بالتوزيع السريع)… حيث تلاحظ رغم أن خدمة توزيع البعائث بالبريد السريع من الخدمات الإضافية لبريد الرسائل، إلا أنه لم يحدد لها أجرة إضافية أسوة بالبعائث المسجلة أو البعائث بقيمة مصرح بها.
.
هذه بعض الاقتراحات التي لم تناقش، رغم الإلحاح في عرضها ومناقشتها… ورغماً من انقضاء الحلم وتحطمه على صخرة بعض الواشين الكذابين، إلا أنني مازالت مستمراً في البحث والتدقيق والدراسة وتقديم العون لمن يطلبه، حالماً بمؤتمر 2012 فالحلم لم ولن يتوقف ما أستمر قلبي ينبض وأنفاسي تتردد ، والأمر لله وحده، وحسبنا الله ونعم الوكيل..
.
وللحديث بقية ..

ashraf_mojahed63@yahoo.com

مقترحات نظام بريد الرسائل ..


نظام بريد الرسائل هو الأجندة أو المحتوي الذي يشمل القواعد والأسس الإجرائية لتطبيق الاتفاقية البريدية الدولية، سواء في مجال البيع والعلاقات مع الجمهور أو في مجال المحاسبة وتسوية الحسابات فيما بين الإدارات البريدية، بغية تسهيل تأدية الخدمات البريدية الدولية… حيث قرر مجلس الاستثمار البريدي عام 2001 إعادة صياغة نظام بريد الرسائل عوضاً عن النظام التنفيذي للاتفاقية البريدية، دون إدخال تعديلات جوهرية، وذلك اتساقاً مع الصياغة الجديدة للاتفاقية البريدية الدولية… ونظام بريد الرسائل يعد من الوثائق الإجبارية لكافة البلدان الأعضاء في الاتحاد طبقاً لنص المادة 22 من الدستور.
.
ويتكون نظام بريد الرسائل من سبعة عشر فصلاً متضمنة نحو مائتين وسبعون مادة، يمكن تقسيمها حسب المحتوي في الآتي، الجزء الأول: من المادة مائه وواحد حتى المادة مائتين وواحد يتضمن أحكام عامة لحرية العبور والوحدة النقدية والأمن البريدي وأجور التخليص والإعفاء منها وفئات بعائث بريد الرسائل وخصائص وشروط قبولها، ويتضمن كذلك الخدمات الإضافية لبريد الرسائل، والبعائث الخطرة والبعائث المقبولة خطأ ومايتعلق بالاستعلامات والمسائل الجمركية، ومسؤولية الإدارات البريدية ودفع التعويضات، وأيضاً يوضح طرائق توجيه الإرساليات البريدية وما يتعلق بإجراءات تسلمها… والجزء الثاني: من المادة مائتين واثنين حتى المادة مائتين واثنين وخمسون ويتضمن طرق إعداد وتسوية حسابات نفقات العبور والنفقات الختامية ونفقات النقل الجوي، وإجراءات الدفع والسداد فيما بين الإدارات البريدية… والجزء الثالث: من المادة مائتين وخمسة وثلاثون حتى المادة مائتين وواحد وستون ويتضمن البريد العاجل الدولي والبريد الإلكتروني والاتصالات المعلوماتية… أما الجزء الرابع والأخير: من المادة مائتين واثنين وستون حتى المادة مائتين وسبعون فيتضمن أحكام متنوعة كمهلة حفظ المستندات واستخدام النماذج البريدية وتنفيذ النظام ومدة العمل به.
.
وقد بلغت الاقتراحات المقدمة للمؤتمر القادم/ جنيف 2008 بشأن تعديل بعض مواد نظام بريد الرسائل نحو خمسة وتسعون اقتراحا معظمها ذا طابع صياغي، يمكن التعليق على أهم تلك الاقتراحات في الآتي:
.
* الاقتراح المقدم من السويد/سويسرا بشأن إدخال تعديل على المادة 132 (البعائث المسجلة) والذي يدعو الإدارات البريدية التي سوف تشغل نظام التتبع وتحديد موقع البعيثة المسجلة وإثبات تسلمها إلكترونياً، أن يتم ربط مبلغ العلاوة الذي يصل إلى 5ر0 وحدة سحب خاصة بمستوي النوعية الذي توفر قدراً موثوقاً من الخدمة، قياساً بالمادة 188 من نظام الطرود البريدية… وهو أمر جيد يتوافق مع أسس ومبادئ الاتحاد البريدي العالمي، ويتكامل مع الاقتراحات المقدمة لتعديل المادة 29/2 و30/3 من الاتفاقية البريدية لرفع أجرة التعويض للبعائث المسجلة من 5ر0 إلى 1 وحدة سحب خاصة.
.
* الاقتراح المقدم من هولندا بشأن إدخال تعديلات على المواد 171، 195، 209، 246 وهي جميعهاً تصب في طريقة معالجة البريد الموجه خطأ، حيث لا توجد بوثائق الاتحاد البريدي العالمي مواد مخصصة لمعالجة البريد المرسل خطأ ما عدا المادة 195 والتي توضح إعادة التوجيه، وهذه الاقتراحات الأربعة سوف تسهم بإيجابية في الحد من عدم استخدام توجيه البريد بالعبور المكشوف دون اتفاق مسبق مع إدارة العبور.
.
* الاقتراح المقدم من بريطانيا والصين وأذربيجان والاتحاد الروسي ومؤيد من بعض البلدان الأسيوية بشأن إدخال تعديل على المادة 229 (إرسال كشوف الإرساليات CN55 وCN56 وقبولها) وذلك بهدف تحديد العنوان الذي تحدده الإدارة المدينة كحجة قانونية لإدارة المصدر، عندما ترفض تلك الكشوف بسبب انقضاء الفترة القانونية، حتى لاتتذرع بعض الإدارات المدينه بعدم ورود تلك الكشوف إليها خلال الفترة القانونية، وكذلك خفض مهلة تدقيق تلك الكشوف من ثلاثة شهور إلى شهرين… وهي اقتراحات جيدة جداً وتصب في إنهاء الإجراءات المحاسبية للنفقات الختامية بين البلدان، كما أن خفض مدة المراجعة سوف يساعد على الانتهاء من الحساب السنوي CN64 و CN61 بصورة أفضل تمكن الإدارات من الإسراع في إنهاء عملية السداد والتحصيل بصورة أفضل.
.
* الاقتراح المقدم من أذربيجان وسويسرا والاتحاد الروسي ومؤيدة من بعض البلدان الأسيوية بشأن إدخال تعديل على المادة 232 (إعداد حسابات نفقات العبور والنفقات الختامية وإرسالها وقبولها) والمادة 234 (قبول حسابات نفقات العبور والنفقات الختامية) وذلك بهدف التأكيد خطياً أو إلكترونياً على استلام تلك الحسابات في المدد المقررة، وكذلك خفض المدة التي تقبل فيها تلك الحسابات بعد انقضاء الفترة المعنية من أثني عشر شهراً إلى عشرة شهور.. جميعها تصب في إنهاء الإجراءات المحاسبية للنفقات الختامية بين البلدان، ومن ثم سوف تزيد من سرعة التعجيل في سرعة تحصيل مبالغ صندوق نوعية الخدمة للبلدان النامية المستحقة.
.
* الاقتراح المقدم من السويد بشأن إدخال تعديل على المادة 263 (نشرات المكتب الدولي) وذلك بهدف تحديد كيفية وموعد تحيين القائمة CN68 يعد أمراً هاماً لدر مخاطر اختلافات الأسعار والمجموعات عند إعداد ومراجعة بعض الحسابات بين البلدان الأعضاء، كما أن من الضروري أيضاً تحديد كيفية وموعد تحيين قائمة المسافات الجوية، حيث تعمد بعض شركات الطيران بحساباتها إدراج أسعار مسافتين جويتين مختلفتين في وجود خط جوي مستثمر من إحدى شركات الطيران الناقلة للبريد.
.
وللحديث بقية ..
ashraf_mojahed63@yahoo.com

مقترحات دستور الاتحاد البريدي العالمي والنظام العام ..

.
دستور الاتحاد البريدي العالمي هو الوثيقة الأساسية المشتملة على القواعد التنظيمية للاتحاد، وهو وثيقة دبلوماسية تصادق عليها السلطة المختصة في كل بلد عضو بالاتحاد… حيث تم صياغته واعتماده بمؤتمر فيينا عام 1964 بعد دراسات مستفيضة بغية ضمان استمرارية الاتحاد بموجب وثيقة ثابتة ودائمة ومماثلة لوثائق المنظمات الدولية الأخرى… ومن أجل ضمان استقرار الدستور وعدم إدخال عليه تعديلات تم إنشاء وثيقة جديدة هي النظام العام كوثيقة إجبارية تتضمن الأحكام التي تضمن تطبيق الدستور وسير عمل الاتحاد يمكن تجديدها وتعديل بنودها في كل مؤتمر… كما تم الموافقة على إنشاء برتوكولات ختامية إضافية تلحق بالدستور في حالة ضرورية ما يطرأ عليه من تعديل، كان أولها بمؤتمر طوكيو 1969 وأخرها البرتوكول الختامي الإضافي السابع بمؤتمر بوخارست 2004.
.
ويتكون الدستور من ديباجة افتتاحية وثلاثة أجزاء رئيسية تتضمن ثلاثة وثلاثون مادة، فالديباجة تظهر رسالة الاتحاد وأهدافه في تحفيز التنمية المستمرة للخدمات البريدية الشمولية ذات النوعية الفعالة بغية تسهيل الاتصالات بين سكان العالم من خلال خمس مبادئ رئيسية تضمن النهوض بالخدمات البريدية، أما الأجزاء الثلاثة، فالجزء الأول: من المادة الأولي إلى المادة الحادية والعشرون يتضمن عموميات عن الاتحاد وأهدافه ولغته الرسمية ووحدته النقدية وعلاقاته بمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وسبل الانضمام والخروج من الاتحاد، وتنظيم أجهزة الاتحاد المختلفة كالمؤتمر والاجتماعات الدورية ومجلس الإدارة ومجلس الاستثمار والمكتب الدولي، كما يتضمن مالية الاتحاد من مصاريف ومساهمات الأعضاء، والجزء الثاني: من المادة الثانية والعشرون إلى المادة الثانية والثلاثون تتعلق بوثائق الاتحاد وتطبيقها وعلاقاتها بالتشريعات القومية للبلدان الأعضاء وقبولها ونقضها وطرق تعديل تلك الوثائق وما يتعلق بها من اقتراحات وتحكيم وتسوية الخلافات بين البلدان الأعضاء، أما الجزء الثالث: فيتضمن المادة الثالثة والثلاثون لبيان تنفيذ الدستور ومدة العمل به، كما أن الموافقة على الاقتراحات المتعلقة بتعديل الدستور حددته المادة 30 بضرورة موافقة ثلثي البلدان الأعضاء في الاتحاد على الأقل والتي لها حق التصويت، على أن توضع تلك التعديلات ببرتوكول إضافي يبدأ تطبيقه في نفس الوقت مع الوثائق التي تجدد خلال نفس المؤتمر.
.
وقد بلغت الاقتراحــات المقـدمة للمؤتمر القــادم/ جنيـف 2008 بشأن تعــديل الدستور تسعة عشر اقتراحــاً يمكن تقسيــمها إلى ثــلاث تعديــلات رئيســية :
.
فالتعديل الأول : يشمل الديباجة الافتتاحية بإضافة أمرين مهمين للغاية، الأول: يتعلق بإثبات كون الاتحاد البريدي العالمي كوكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وهو أمر تأخر كثيراً حيث انضم الاتحاد كوكالة متخصصة تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة منذ عام 1947، والثاني: يتعلق بتوسعة نطاق نشاط الاتحاد ليصبح معززاً للنهوض بالتجارة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية على النطاق العالمي، بالإضافة إلى رسالته الأساسية في تنمية المواصلات بين الشعوب. والتعديل الثاني : ويشمل نحو تسعة اقتراحات مقدمة من مجلس الإدارة للاستعاضة عن مصطلح إدارة بريدية إلى بلد عضو و/أو مستثمر معين… وقد أشرنا إليها بمقالنا السابق مقترحات الاتفاقية البريدية الدولية وبرتوكولها الختامي. أما التعديل الثالث : فيشمل نحو عشرة اقتراحات وجميعها يتعلق بإدخال تعديلات طفيفة على بعض المواد، أهمها الاقتراحات الإيرانية بشأن إضافة بعائث الطرود البريدية بالمادة الأولي مع بعائث بريد الرسائل، وهو يتماشى مع مفهوم توسعة نطاق الاتحاد للنهوض بالتجارة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية، وأيضاً إضافة اللجنة الاستشارية بالمادة الثالثة عشر كمكون خامس لأجهزة الاتحاد الأساسية، ممثلاً للمنظمات الغير حكومية العاملة في المجال البريدي… أما باقي الاقتراحات فتتعلق بتعريف بعض المعطيات الجديدة كتعريف المستثمر المعين، والتحفظ، واللجنة الاستشارية وتحديد مهام المؤتمر.
.
أما النظام العام فيتكون من ستة أجزاء رئيسية تتضمن خمسة وثلاثون مادة، فالجزء الأول: من المادة مائه وواحد حتى المادة مائه وعشرة تتضمن تفاصيل عمل أجهزة الاتحاد من تنظيم اجتماعات دورية وغير دورية وتكوين مجلس الإدارة وأوجه نشاطه وتكوين مجلس الاستثمار وأوجه نشاطه بالإضافة إلى عمل اللجنة الاستشارية، والجزء الثاني: من المادة مائه وإحدي عشر إلى المادة مائه وواحد وعشرون وتتضمن تفاصيل عمل المكتب الدولي، والمهام الوظيفية لكل من المدير العام ونائبه وأمانة الاتحاد، بالإضافة لمهام المكتب الدولي في نشر الوثائق والتدخل في تصفية الحسابات ونشر البيانات والمعلومات على البلدان الأعضاء وما يعده من تقارير دورية عن أوجه نشاط الاتحاد، والجزء الثالث: من المادة مائه وأثنين وعشرون حتى المادة مائه وسبعة وعشرون ويتعلق بكافة إجراءات تقديم الاقتراحات وفحصها عرضها وإجراءات التصويت عليها بالمؤتمر، والجزء الرابع: من المادة مائه وثمانية وعشرون حتى المادة مائه وواحد وثلاثون فيتعلق بالشئون المالية للاتحاد من تحديد وتسوية مصاريف الاتحاد ومراتب مساهمات البلدان الأعضاء والعقوبات التلقائية، أما الجزء الخامس: المادة مائه وأثنين وثلاثون وتختص بإجراءات التحكم، وأخيراً الجزء السادس: من المادة مائه وثلاثة وثلاثون إلى المادة مائه وخمسة وثلاثون وتتضمن أحكاماً ختامية لشروط الموافقة على الاقتراحات المتعلقة بالنظام العام والمتعلقة بالاتفاقات مع منظمة الأمم المتحدة وتنفيذ النظام العام ومدة العمل بها…كما أن الموافقة على الاقتراحات المتعلقة بتعديل النظام العام حددته المادة 133 بضرورة موافقة أغلبية البلدان الأعضاء الممثلة في المؤتمر والتي تملك حق التصويت، ويجب حضور ثلثي البلدان الأعضاء في الاتحاد على الأقل عند التصويت.
.
وقد بلغــت الاقتراحــات المقدمة للمؤتـمر القــادم/ جنيـف 2008 بشأن تعديــل النظــام العــام سبعة وأربعــون اقتراحــاً يمكن تقسيمها إلى ثـلاث تعديــلات رئيسية:
.
فالتعديل الأول : يشمل سبعة اقتراحات مقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية متعلقة بطلب الترخيص بإنشاء مجموعات تمول تمويلا طوعياً من المؤتمر أو مجلس الإدارة أو مجلس الاستثمار البريدي للمستثمرين المعينين، وذلك بغية المضي قدماً في انجاز تعاونيات على غرار تعاونية الاتصالات المعلوماتية وتعاونية البريد العاجل الدولي، وتكون تلك المجموعات ذات قدرة على إرساء قواعد الإدارة الرشيدة الخاصة بها، حيث ستمول ذاتياً وبعيداً عن ميزانية الاتحاد المدعومة من مساهمات الأعضاء، كما أنها ستكون أكثر قدرة على تحديد أولوية إنفاق تلك الأموال لتحقيق مصالحها المشتركة. والتعديل الثاني : ويشمل نحو تسعة عشراقتراحا مقدمة من مجلس الإدارة للاستعاضة عن مصطلح إدارة بريدية إلى بلد عضو و/أو مستثمر معين… وقد أشرنا إليها بمقالنا السابق مقترحات الاتفاقية البريدية الدولية وبرتوكولها الختامي. أما التعديل الثالث : فيشمل نحو واحد وعشرون اقتراحاً يتعلق معظمها بإدخال تعديلات طفيفة على بعض المواد، وأهمها على الإطلاق ثلاث اقتراحات مقدمة من مجلس الإدارة، الأول: لإضافة المادة 101 مكرر لتحديد وظائف المؤتمر، حيث سيساعد علي وصف المهام الوظيفية للمؤتمر بالدقة المطلوبة البلدان الأعضاء خاصة البلد المستضيف إلى فهم أشمل وأوسع لتلك المهام، وذلك أسوة بغالبية المنظمات الدولية المتخصصة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. والثاني: يتعلق بالمادة 102/3 حيث يقترح إلغاء قاعدة الحد من عدد الولايات المتتالية بولايتين وتخفيض عدد المقاعد الواجب تجديدها خلال كل مؤتمر من النصف إلى الثلث مع الالتزام بالتوزيع الجغرافي للمقاعد المعمول به حاليا، الأمر الذي سيفتح المجال لهيمنة بعض البلدان باستمرارية الانتخاب لعضوية مجلس الإدارة دون انقطاع وحرمان البعض الآخر. أما الثالث: فيتعلق بالمادة 130 بتحديد مراتب مساهمات البلدان الأعضاء بغية تغطية الزيادة المضطردة في ميزانية الاتحاد دون زيادة قيمة وحدة المساهمة.
.
وللحديث بقية ..
ashraf_mojahed63@yahoo.com

مقترحات الاتفاقية البريدية وبروتوكولها الختامي ..

.
الاتفاقية البريدية تمثل عصب التعاون البريدي الدولي، فهي معاهدة تقنية تقدم القواعد المشتركة المطبقة على الخدمات البريدية الدولية والأحكام الخاصة بخدمتي بريد الرسائل والطرود البريدية… وقد أعيدت هيكلتها بصورة أساسية في مؤتمر بوخارست 2004، حيث تضمنت 38 مادة مقابل 65 مادة باتفاقية بكين 1999، وكان الهدف الأساسي من إعادة صياغة الاتفاقية على هذا النحو هو ضمان أكبر قدر من الوضوح في التمييز بين الدور الحكومي والدور التنفيذي الخاص لكل من الاتحاد ولجانه، وكذلك لتحديد الكيان أو الكيانات المسؤولة عن التقيد بالالتزامات النابعة من الانضمام والتوقيع على تلك الاتفاقية.
.
وتتكون الاتفاقية من أربعة أجزاء رئيسية، فالجزء الأول: من المادة الأولي إلى المادة الحادية عشر يتعلق بالقواعد المشتركة للخدمة البريدية الدولية، والجزء الثاني: من المادة الثانية عشر إلى المادة السابعة والعشرون يتعلق بالقواعد التي تسري على خدمة بريد الرسائل والطرود البريدية، أما الجزء الثالث: من المادة الثامنة والعشرين إلى المادة الخامسة والثلاثون يتعلق بالأجور البريدية وما يتصل بها من نفقات ختامية وصندوق نوعية الخدمة والأحكام المتعلقة بنفقات النقل الجوي، والجزء الرابع والأخير: من المادة السادسة والثلاثون إلى المادة الثامنة والثلاثون يتضمن أحكام ختامية تتعلق بشروط الموافقة على الاقتراحات والتحفظات وتنفيذ الاتفاقية… وتعد الاتفاقية من الوثائق الإجبارية الملزمة لكافة البلدان الأعضاء بالاتحاد البريدي العالمي منذ مؤتمر فيينا 1964، كما أن الموافقة على الاقتراحات المتعلقة بتعديل بنودها حددته المادة 36 منها، بضرورة موافقة أغلبية البلدان الأعضاء الحاضرة والمقترعة بالمؤتمر والتي تتمتع بحق التصويت، ولابد من حضور ما لا يقل عن نصف البلدان الأعضاء الممثلة في المؤتمر.
.
وقد بلغت الاقتراحــات المقـدمة للمؤتمـر القــادم/ جنــيف 2008 بشأن تعديـل بعض مــوادها نحــو 104 مقترحــاً يمكن تقسيمها نوعيــاً إلى ثــلاث مجمـوعات :
.
المجموعة الأولي : وتشمل نحو 32 اقتراحاً مقدمة من مجلس الإدارة للاستعاضة عن مصطلح إدارة بريدية إلى بلد عضو و/أو مستثمر معين… وترجع فكرة تغيير مصطلح إدارة بريدية منذ مؤتمر سيول 1994 حيث أقر بالحكم C29 بوجود هياكل متنوعة في البلدان الأعضاء تقوم بإداء الخدمات البريدية، وهو ما أكده مؤتمر بكين 1999 في الحكم C110 على ضرورة التمييز بوضوح بين الأدوار والمسؤوليات الحكومية والتشغيلية لأجهزة الاتحاد فيما يخص توفير الخدمات البريدية الدولية … وبالفعل تم إدراج المادة الثانية بإتفاقية بوخارست 2004حيث أقر بوجود كيانين وطنيين مسؤولين عن استيفاء الواجبات الناشئة عن اتفاقية الاتحاد البريدي العالمي وهما الهيئات الحكومية المسؤولة عن الإشراف عن الشؤون البريدية والمستثمرون المعينون الذين يقدمون الخدمات البريدية … وعرف مصطلح بلد عضو بأنه بلد يستوفي شروط المادة الثانية من الدستور ويقصد به كل سلطة حكومية أو كل خدمة حكومية مسؤولة عن إدارة الشئون البريدية، ومصطلح مستثمر معين بأنه أي كيان حكومي أو غير حكومي يعينه رسمياً البلد العضو لاستثمار الخدمات البريدية ويستوفي الواجبات ذات الصلة النابعة عن وثائق الاتحاد داخل أراضيه.
.
ويبدو أن الوصول لإدخال الكيانات الغير حكومية أو المستثمرون الخواص كان الهدف المتدرج والحقيقي الذي سعي إليه من خلال جملة الدراسات والاستقصاءات التي أجراها مجلس الإدارة بهذا الشأن منذ مؤتمر سيول 1994 فالاندفاع نحو العولمة والسوق الحر واستثمار الخدمات البريدية أصبح قاب قوسين أو أدني من البلدان النامية والفقيرة، بعدما تم الاتفاق الأوروبي على تحرير السوق البريدية بحلول عام 2011… وما يثير القلق هو بزوغ شركات ضخمة، شركات كارتل أو متعددة الجنسية، تسعي منذ فترة ليست بالوجيزة للسيطرة على الأسواق البريدية للبلدان النامية، بتكوين كيانات بريدية ضخمة تخطط للسيطرة وإبتلاع السوق البريدي الدولي… ولن تستطيع الكيانات البريدية الصغيرة الوقوف طويلا أمام تلك الكيانات الضخمة لتقديم خدمات بريدية لمواطنيها بأسعار مخفضة ومناسبة، وستضطر في النهاية للخضوع للمستثمرين الجدد.
.
المجموعة الثانية : وتشمل نحو 24 اقتراحاً مقدمة من مجلس الاستثمار وبعض البلدان أهمها الإمارات العربية وفرنسا، وجميعها يتعلق بإدخال تعديلات على الجزء الثالث من الاتفاقية الخاصة بالنفقات الختامية وصندوق تحسين نوعية الخدمة… ويرجع الاهتمام المتزايد بالنفقات الختامية منذ مؤتمر فيينا 1964 حيث كلف المجلس التنفيذي بموجب الحكم C13 بإجراء دراسة عن سعر تكلفة توجيه ونقل وتوزيع بعائث بريد الرسائل ليتسني وضع طريقة أكثر عدالة تستعيض به البلدان عن مبدأ أيلولة الأجور .. ثم بمزيد من المتابعة خلال مؤتمر طوكيو 1969 ولوزان 1974 تم أقرار الحكم C53 الذي أرسي طريقة تعرفة تطبق على حساب النفقات الختامية يجب أن يراعي ليس فقط وزن الإرسالية، ولكن باقي عناصر تلك النفقات كنفقات النقل والمعالجة وفقاً لعدد البعائث المتضمنة في الإرساليات البريدية… ثم أضفي مؤتمر واشنطن 1989 التوصية C78 التي تدعو حكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد لأن تخصص بالكامل إيرادات النفقات الختامية لخدمتها البريدية حتى يتسني لهذه الخدمة في آن واحد تغطية تكاليف معالجة البريد الوارد من الخارج وتشكيل الصناديق الاحتياطية اللازمة لتغيير بنيتها الأساسية.
.
والاقتراحات المعروضة جميعها وليدة رحم الحكم C46 الصادر من مؤتمر بوخارست 2004 والذي يضمن انتقالاً تدريجياً لجميع البلدان إلى النظام المستهدف، فهي تحدد بنسب مختلفة أسعار المراحل الانتقالية بلوغاً للنظام المستهدف، كما تحدد بتفاوت النسب الممنوحة للبلدان المستفيدة من صندوق نوعية الخدمة، في ظل اتفاق عام على ضرورة الانتقال للنظام المستهدف عاجلاً أم آجلاً، وبضرورة الالتزام بمعايير نوعية الخدمة كمعايير التوزيع وبلوغ أهداف الأداء، وبمعايير الالتزام بقواعد تضمن تخفيز الاشتراك في نظام قياس نوعية الخدمة الذي أعتمده الاتحاد البريدي العالمي.
.
ويبدو أن معظم البلدان النامية لم تكن على يقين من جدية تلك المشاريع، حيث ظلت لسنوات عديدة ومنذ أقرار مبدأ تعويض النفقات الختامية في انفاق ما تحصل عليه في تغطية ما لديها من عجز مالي، ومشاريع وتجارب فاشلة دون إدخال تحسينات حقيقية لرفع كفاءة وتحسين نوعية خدماتها البريدية، ولم يعد في استطاعة البلدان الصناعية والمتقدمة دفع المزيد دون الحصول على رفع كفاءة واستكمال خدماتها البريدية ببلد المقصد… ولم يعد باستطاعة البلدان النامية الآن رفض أو تأجيل التنفيذ …
.
أما المجموعة الثالثة : وتشمل نحو 48 اقتراحاً جميعها تتعلق بصياغات بعض المواد وبعض التعديلات الطفيفة المقدمة من مجلس الاستثمار وبعض البلدان، وأهمها التعديلات الخاصة بالمادة الثامنة الخاصة بطوابع البريد، والمادة الخامسة عشر الخاصة بالممنوعات، والمادة الواحدة والعشرين الخاصة بمسئولية الإدارات البريدية والتعويضات والمادة السابعة والعشرين الخاصة بإيداع بريد الرسائل في الخارج…
.
أما المقترحات الخاصة بالبروتوكول الختامي للاتفاقية فتبلغ نحو 23 مقترحاً منها أثني عشر مقترحاً متعلق بالاستعاضة عن مصطلح إدارة بريدية إلى بلد عضو و/أو مستثمر معين، والباقي تحفظات غير جوهرية من عدة بلدان على بعض بنود الاتفاقية.
.
وللحديث بقية …
ashraf_mojahed63@yahoo.com