الأربعاء، 27 أغسطس 2014

أموال البريد المصري !!..



أموال البريد المصري أمـوال عـامة، مصادرها حددته سبعة بنود بالمادة الرابعة من القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد، أهمها وأكثرها حجماً استثمارات ودائع صندوق التوفير، حيث تبلـغ الآن نحو 134 مليـار جنيه، يتم استثمار الجـزء الأكـبر منها ببنـك الاستثمار القومي من أجــل تمـويل الخطـة الاستثمارية للدولة، والجـزء الآخـر يتم استثماره في شركـات وأوراق مالـية وودائـع بنكية وأذونـات خـزانة وغيـرها من المصـارف المـالية المتعارف عليها...

هذه الاستثمارات كانت ومازالت محل اهتمام بالغ لما تمثله للدولة من أهمية حيث يضخ  الجزء الأكبر منها بإيداعه ببنك الاستثمار القومي الذي يقع على عاتقه مهام تغطية خسائر شركات ومصانع قطاع الأعمال العام المتوالية عاماً بعد عام، بإعادة هيكلتها وسداد ديونها وصرف رواتب وحوافز موظفيها، حيث ارتفعت تلك الإيداعات في نهاية العام المالي الحالي 2014 لتبلغ 6ر91 مليار جنية مقارنة بنحو 4ر86 مليار جنيه بنهاية العام المالي الماضي 2013، بينما ارتفع كذلك الجزء الآخر المستثمر في بعض الشركات والأوراق المالية والودائع البنكية بنهاية العام المالي الحالي لتبلغ 4ر42 مليار جنيه مقارنة بنحو 6ر37 مليار جنيه بنهاية العام المالي الماضي...

ما يثير الدهشة والاستغراب الآن، تلك البيانات والتصريحات الصحفية للسيد الدكتور رئيس مجلس الإدارة بعد استقالته بشأن نجاح تلك الاستثمارات، فبعد تصريحاته الصحفية لصحيفة المصري اليوم بتاريخ 23/4/2013 بأن تلك الاستثمارات تحقق خسائر 5ر1 مليار جنية سنوياً بسبب قرارات الاستثمار السيادية، على حد قوله، أصبحت بفضل عباقرة ونوابغ الاستثمار بالهيئة تحقق عوائد مكنت الهيئة من تحقيق فائض قدره 150 مليون جنية بنهاية العام المالي الحالي 2014، فالاستثمارات خارج بنك الاستثمار القومي البالغة 4ر42 مليار جنية حققت عوائد بنسبة 8ر13% بنحو 85ر5 مليار جنيه، طبقاً لصحيفة البورصة بتاريخ 26/8/2014، بينما لم تحقق تلك الاستثمارات البالغة 6ر37 مليار جنية بالعام الماضي سوي 6ر6% فقط بنحو 49ر2 مليار جنية...

التلاعب بالأرقام بالصحف والمواقع الإلكترونية وإخفاء نشر الحساب الختامي ونتائج أعمال الهيئة المالية بشفافية ووضوح يجعلنا نتذكر تجربة بعض رؤساء مجالس الإدارة السابقين، حيث كان التضليل والتدليس بتلك النتائج عاماً بعد عام لمصالح شخصية لاعتلاء بعض المناصب القيادية والوزارية بالدولة، حيث ما لبث أن افتضح أمر تلك الخسائر بتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات والتي بلغت نحو 2ر3 مليار جنية في آخر أربع سنوات مالية متتالية، وما خفي كان أعظم!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

سفينة البريد المصري !!..



سفينة البريد المصري أصبحـت بلا ربـان أو قـائد، بعد أن فقـدت بوصلتـها واضطـربت دفتـها وتعالـت عليها الأمـواج ولاطمـتها العواصـف والأعاصير، ومصيرها الآن بيـد الله وحـده، أما النجـاة وأما الغـرق الممـيت!!..

فالسفينة منذ اكتشاف عيبوها وثقوبها وهشاشة هيكلها بعد ثورة 25 يناير وهي تبحر دون مرسي أو ميناء معلوم، تبحر في دوامة من التخبط والتفكك، تتجاذبها الأمواج ويتخطفها القراصنة واللصوص!!..

فالأخبار الأخيرة الواردة باستقالة رئيس مجلس إدارتها بعد انتهاء العام المالي 2013/2014 ومن قبله نائبه لشئون الاستثمار يثير الكثير من علامات الاستفهام والدهشة بالقفز المتوالي من تلك السفينة التي اتسعت ثقوبها وترهلت جوانبها وأشرفت على الغرق والضياع، فقفز ربانها وقائدها وبعض أعضاء طاقمها منها ينذر بكارثة أنه لا نجاة لأحد!!..

وبعيداً عن تفاصيل وتحليل أسباب اهتزاز تلك السفينة واختلال دفتها خـلال العقد الماضي، وما آلت إليه من إهمال متعـمد لوظيفتها الأساسية من تأدية الخدمـات البريدية بأنواعها والتوجـه لأداء الخدمـات الماليـة، حيث واجهـها فشل بعـد فشل، ولأسباب معلـومة للجمـيع وتفحـص الآن وتحقــق من قبـل جهـات رقابيـة عـدة، حيث سنوات من الفساد المتراكم والمتفاقم والمتواري من إدارة إلى إدارة ومن رئيس إلى رئيس، خاصة فيما يتعلـق بكيفية إدارة أموال مودعي صندوق التوفير وضخـها في شركات فاشلة واستثمارات هابطة جعـلتها الآن في مهب الريح!!.. 

سفينة البريد المصري كسفينة الوطن، لن تكون سفينة نوح الناجية إلا بإلقاء الفاسدين السارقين أصحاب المصالح من على متنها، فالنجاة مرهون بالإخلاص وطهارة اليد والعمل الصالح وتعاون جميع من على متنها، هكذا وصلت سفينة نوح لبر الأمان، وكل سفينة على مر العصور "وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ

وللحديث بقية أن شاء الله...