الاثنين، 22 ديسمبر 2014

من يحمي أموال البريد المصري!!..



من يحمي أموال البريد المصري؟ سؤال لا تجـد له إجـابة !!..
فالبريد المصري هيئة قومية ذات شخصية اعتبارية بموجب القانون رقم 19 لسنة 1982، يدار بطريقة مركزية موحدة من قبل مجلس إدارة معين من وزير الاتصالات، وهذا المجلس يهيمن على شئونه وله سلطات واسعة لا معقب عليه  في إدارة أمواله وأموال مودعي صندوق التوفير..

هذه الهيمنة والسيطرة من مجلس إدارته، وقصور القانون المشار إليه، ورخوية الأجهزة الرقابية، جعلته ذا سلطة مطلقة، وبالطبع السلطة المطلقة مفسدة مطلقة!!.. حقيقة لا يمكن عبورها أو التغاضي عنها منذ أن تولي الدكتور/ علي مصيلحي رئاسة البريد المصري في عام 2002، وخلفه المهندس/ علاء فهمي، حيث أرسا الاثنان قواعد تلك السلطة المطلقة في اتخاذ القرارات دون معقب أو محاسبة !!..

فالكثير من القرارات المتعلقة بإدارة أموال البريد المصري أو أموال مودعي صندوق التوفير شابها الكثير من الانحراف والفساد، سواء كانت قرارات إيجابية (اتخاذ قرار) أو قرارات سلبية (عدم اتخاذ قرار)، والشركات المساهمة التي سواء ساهم البريد المصري في رأسمالها بنسب متفاوتة، أو التي أسسها منفرداً شاهدة على هذا الانحراف حتى تاريخه، فمجلس الإدارة الذي تم تغيير أعضائه أكثر من مرة تباعاً لا يجد غضاضة من  الاستمرار في التغطية على تلك الانحرافات وإهدار المزيد من أموال الهيئة في شركات خاسرة أو شركات وهمية لا وجود لنشاطها أو مقار إدارتها !!..

تفاصيل خسائر بعض تلك الشركات وضياع رأسمالها بالكامل أو إحياء بعضها للعمل من جديد بعد خسارة رأسمالها وتصفيتها، أمر يثير السخرية من منهجية وتعامل مجلس الإدارة منذ عام 2005 وحتى تاريخه بالإصرار في التغطية على استنزاف وإهدار المزيد من أموال الهيئة ومودعي صندوق التوفير!!.. خاصة فيما يتعلق بتلك المليارات التي تم ضخها في شركة اتصالات مصر للاستحواذ على نسبة الـ 20% كنموذج، حيث مازالت الشركة على موقفها من عدم الإعلان عن موقفها المالي بعد أكثر من ثماني سنوات من تاريخ إنشائها في أكتوبر عام 2006 !!..

قمة تلك السخرية تتجسد في كوميديا بعض جهات التحقيق العليا باعتبار أن تلك القرارات الصادرة عن مجلس الإدارة سواء كانت إيجاباً أو سلباً وما نجم عنها من خسائر فادحة تقدر بملايين الجنيهات بأنه اجتهاد كاجتهاد القاضي، إذا أخطأ فله أجر!!.. يعني فساد ونصب ونهب ومكافآت وله أجر في الجنة!!.. 
تحـيا مصر أم الفساد !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

الخميس، 4 ديسمبر 2014

البريد المصري المغلوب !!...



منذ 30 يونـيه 2013 وكلمة "المُتغلِّب" تتردد كثيراً خاصة من الجماعـات السلفية، فالبعض يري وجـوب طاعـة الحاكم المُتغلِّب، والبعض الآخـر يري العكس بوجوب مقاومته وخلعه، وفريق ثالث يري وجوب طاعته بشروط لم تتحقـق في واقعـنا المعاصر، وبعيـداً عن الاختــلاف الفقـهي والفكـري، فأن وجــود هذا المُتغلِّب القابـع في السلطة غصباً يستوجب بالمنطق والضرورة وجـود تلك الفئة المغلوبة على أمرها بالقوة والقهر والاستبداد...    

ويبدو أن البريد المصري منذ نشأته كالوطن الأم مغلوب دائماً على أمره، ويرفع شعاراً واحداً "يا بخت من بات مغلوب ولا بات غالب" فدائماً ما نجده مهزوماً مدحوراً، مغلوباً على أمره، تتهافت عليه تلك الفئة المُتغلِّبة لنهب أمواله وهدر طاقاته واستنزاف ثرواته وهضم حقوق العاملين فيه، وتيسير دفته دائماً للوراء، فلا رؤية مستقبلية ولا آمال منظورة...

فالبريد المصري دائماً مغلوب على أمره، في استجلاب العشرات ممن يزعمون أنهم من ذوي الخبرات الخاصة، ضارباً عرض الحائط بالقانون رقم (5) لسنة 1991 وتنبيهات النيابة الإدارية، دون إظهار لحقيقة تلك الخبرات، فرئيس قطاع المطابع فشل في إدارتها ورحل، ورئيس قطاع التفتيش أعتذر بعد فترة وجيزة وهرب، ورئيس قطاع مكتب رئيس مجلس الإدارة تم خلعه، ورئيس قطاع التجزئة المالية وبعد سلسلة من الفساد والقضايا تم نقله كرئيس لقطاع التسويق، وهكذا، فالكثير منهم تم جلبه للعمل بالهيئة بقوة وجبروت هذا المُتغلِّب، ومازال حتى يومنا هذا يجلب المزيد!!..   

وأيضاً فهو مغلوب على أمره في تلك التعاقدات المشبوه سواء مع هيئة الأبنية التعليمية التي تتولي تجديد ونمذجه المكاتب البريدية بإضعاف أضعاف ما تستحق من أموال، أو مع شركة الرعايا الصحية للعاملين التي تستنزف أمواله دون تقديم الخدمات الصحية المناسبة للعاملين، أو لتلك الشركات التي باعت الهوى للهيئة بحجة ميكنة المكاتب البريدية وتطوير أعمالها وهكذا، فالكثير من تلك التعاقدات المشبوه تمت بقوة وجبروت هذا المُتغلِّب، ومازال حتى يومنا هذا يتم منها المزيد!!..

المغلوب دائماً مهزوم مكسور لا يستطيع دفـع ظلمه وقهـره إلا بإرادة وعزيمة وصبر وبذل كل طـاقاته لرفع ظلم هذا الجبار المُتغلِّب، ثم الدعــاء وطلب العــون من الله العـلي القدير، كما فعل نبي الله نوح عليه السلام، حيث لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعـوهم حتى جاء النصر "فَـدَعَـا رَبَّـهُ أَنِّي مَغْـلُوبٌ فَانتَصِر"، اللهم أنصر كل مغلوب!!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله...