الأربعاء، 28 يوليو 2010

باتيستا البريدي !!..

.
أصبح يوم الثلاثاء من كل أسبوع يوماً مميزاً بالنسبة لي، ذا معني وقيمة، انتظره وارتقبه من كل أسبوع، والسبب ما أتصفحه في ذلك اليوم لمقال الكاتب والروائي المعروف الدكتور علاء الأسواني بصحيفة الشروق... أتابعه عن كثب منذ أكثر من عام تقريباً، أجد نفسي شغوفاً بما يكتبه من رؤي أدبية وسياسية واجتماعية تصف واقعنا بكل ما فيه من مرارة، يجعلك تشعر كأنك تقف أمام مرآة أو بللورة تري فيها نفسك من داخلها، وما يجيش به صدرك وعقلك في هذا الزمن الجاثم فيه عشرات المشاكل والهموم على صدرك، وصدري، وصدر كل مصري... أشعر بصدق حديثه، وصدق تجاربه، وأن ما يكتبه ليس إلا وحي أديب وسياسي يشعر بآلام الناس وهمومهم المتعددة.
.
سبـب تلـك المقدمة إعادة قـراءة ما كتـبه الدكتور علاء الأسواني بتاريخ 2/3/2010 بصحــيفة الشـروق تحـت عنــوان "الطريقة الوحيدة لإخراج باتيستا"
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=187868 والتي يروي فيها قصة الدكتور جــلال أمين، التي أوردها بكتــابه "رحـيق العمر" عندما سافر مع أسرته إلي بيروت في مهمة عمل لمدة عام، وقام بتأجير بيته لرجل دبلوماسي يسمي باتيستا لمدة عام، وعندما أنهي مهمته وعاد لأرض الوطن، ماطله هذا الدبلوماسي بحجة أنه لم يخطره بخطاب مسجل كما ينص العقد... حاول معه الدكتور جلال أمين مرات عديدة وبكل الأساليب لإخراجه بالطرق الودية فلم يفلح، مما اضطره لاقتحام بيته بالقوة، ورغم تدخل الشرطة لصالح الدبلوماسي وتعرضه للاصابة بجروح في يده ووجهه، إلا أنه ظل مستلقيا مستميتا في بيته حتى أدرج باتيستا أنه لا مفر من الاستسلام والرحيل عن البيت وتركه لأصحابه... وقياساَ واسقاطاً على تلك القصة قارن بالمقال بين ما حدث مع الدكتور جلال أمين وما يحدث الآن في مصر كلها.
.
هذا القياس شعرت به عند عودتي من رحلة عمل دامت أكثر من ثلاثة سنوات بدولة الكويت منتصف عام 2005 والعودة لعملي بالهيئة القومية للبريد، لأجد عشرات من هذا الباتيستا... إدارة جديدة قادمة من خارج السلم الوظيفي للهيئة، ومجموعة من الخبراء والمستشارين أعتلوا المناصب القيادية، وأضحت هيئة البريد كبيت الدكتور جلال أمين، الفارق الوحيد أن بيت الدكتور جلال أمين ملكية خاصة، وهيئة البريد ملكية عامة، ومن ثم لا يمكن الدفاع عنها والوقوف أمام من يمثلون السلطة المختصة، ومن بيدهم الحل والعقد ووضع وتفسير اللوائح والقانون.
.
الدكتور جلال أمين استطاع ببعض الجهد والدماء التمسك بحقه من إعادة بيته، أما نحن فلم نستطع، فالقيادة الجديدة لم تخرج إلا بعد أن سلمتها لقيادة أكثر تشبثاً وقوة وبإعداد أكبر من هذا الباتيستا، بشبكة من المستشارين والكوادر المجهزة، تدار عبر علاقات وصداقات ومصالح وانتماء حزبي، مع ضرورة الإبقاء على تلك الشبكة معلقة بعقود عمل سنوية، أو كعمالة مؤقتة حتى تضمن ولائها لقيادتها، وإنجذابها الدائم للأوامر والتعليمات واستمرار وضعية الاستعداد لتنفيذ ما يطلب منها، وإلا فالفصل والإبعاد سيكون مصيرها... وهكذا أستمر الوضع حتى ضاقت الأرض بما رحبت بأصحاب الدار، فكان قرار ارتحالي للعمل مرة أخري بمملكة البحرين في منتصف عام 2009.
.
الدكتور علاء الأسواني يري أنه ثمة طريقة وحيدة لأخراج باتيستا، هو أن نفعل كما فعل الدكتور جلال أمين لتحرير بيته، وأن ثمة ثمن يجب أن ندفعه إذا عقدنا العزم على استرداد حقوقنا مهما تكن التضحيات، لكن المشكلة أن باتيستا البريدي هدم البيت وأقام بيتاً جديداً أركانه ونوافذه وبوابته إلكترونية ومن الحديد الفولاذ لاتفتح إلا لفئة أصحاب المصالح وأذنابهم وذويهم وأقاربهم ومدعي الوطنية وحب الوطن... وأصبح لا بيت لنا لكي ندافع عنه أو نستميت من أجله!!..
.
مع خالص التقدير لكل من الدكتور علاء الإسواني والدكتور جلال أمين ....
وللحديث بقية ...

الأحد، 25 يوليو 2010

البريد الأمريكي.. إلى أين ؟!..

1. 68100000000 دولار -- حجم الإيرادات الكلية.
2. 71800000000 دولار -- حجم التكاليف التشغيلية.
3. 177100000000 -- العدد الإجمالي للرسائل والطرود المعالجة.
4. 584000000 -- متوسط عدد الرسائل والطرود المعالجة يومياً.
5. 596000 -- عدد العاملين في مكاتب البريد ومراكز الفرز والتوزيع.
6. 218684 -- عدد المركبات المستخدمة في نقل البريد والطرود.
7. 1100000000 دولار -- حجم الإنفاق على الوقود والطاقة المستخدمة.
8. 36400 -- عدد مواقع البيع بالتجزئة على الصعيد الوطني.
9. 1100000 -- عدد الأشخاص الذين يزورون usps.com كل يوم.
10. 135100000 -- عدد الحوالات الصادرة.
.
هذه الأرقام الصادرة عن عام 2009 تعبرعن ضخامة البريد الأمركي... فالبريد في الولايات المتحدة الأمريكية يعد ركيزة أساسية من ركائز ودعائم الاقتصاد القومي، ويعد من الوكالات الحكومية القليلة التي أنشئت بموجب دستور الولايات المتحدة، حيث تم إنشاء أول مكتب بريد حكومي في فلادليفيا في يوليو عام 1775 بقرار من الكونجرس القاري الثاني، واسندت إدارته لبنيامين فرانكلين، ومنذ إعادة تنظيمه عام 1970 وهو يعمل بطريقة مستقلة وبتمويل ذاتي ولم يتلق دولارا واحداً بطريقة ًمباشرة من دافعي الضرائب، ويعتمد على إيرادته من مبيعات المنتجات والخدمات البريدية.
.
التقارير الأخيرة الواردة عن البريد الأمريكي تدعو للدهشة والاستغراب، فمن المعروف أن البريد الأمريكي له تجارب متعددة ومتقدمة عن الإدارات البريدية الأخري، ويقوم بإجراءات انتقائية لتجنب الأزمات والخسائر المالية... إلا أن للمرة الأولي ومنذ عقود يسجل البريد الأمريكي عجزاً مالياً عام 2008 يقدر بنحو 8ر2 مليار دولار، ارتفع خلال عام 2009 لنحو 8ر3 مليار دولار بسبب تنامي استخدام الانترنت والتراجع السريع في صفوف المستخدمين الكبار للبريد مثل قطاعات الإعلانات وخدمات المال والقطاع العقاري... كما أن كافة التوقعات بالنسبة لعام 2010 تزيد الصورة قتامة أيضاً، فرغم زيادة الرسوم البريدية، فالتقارير تشير إلى توقع زيادة العجز لنحو 13 مليار دولار (صحيفة الشرق الأوسط 6/8/2009)...
.
ديوان المحاسبة الأمريكي أشار في تقرير له أن التراجع البالغ 7ر13% في عام 2009 هو التراجع الأكبر للبريد الأمريكي منذ فترة الكساد الكبير في الثلاثينات من هذا القرن، وتم وضعه على لائحة الوكالات الحكومية التي تعاني من وضع مالي خطير... حيث تدهــورت الإيــرادات التشغــيلية في العــام المــالي 2009 إلى 1ر68 ملـيـار دولار بانخفــاض قــدره 9% عن العــام الذي سبـقه، بيـنما انخفضـت كذلــك التكـالــيف التشغـيـلية إلى نحــو 8ر71 مليــار دولار بانخـفــاض 7% عن عــام 2008.
.
هذه التقارير الدقيقة ذكرتنا بتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات عن البريد المصري، عشرات المخالفات المالية والإدارية التي توجب المسائلة، متضمنة أرقام وبيانات توضح الخسائر الفادحة والسلبيات والأهمال والفساد أحياناً، كما ورد بتقرير الجهاز المنشور بصحيفة المصري اليوم بتاريخ 24/2/2009، ومع ذلك نجد المسئولين بالبريد المصري ينشرون بيانات وأرقام وردية عن تحقيق أرباح وإنجازات ضخمة، لدرجة أوصلت كاتباً كبيراً كالدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام من التغني في عشق التجربة البريدية المصرية، باعتباره قاطرة لتحولات اجتماعية مهمة في مصر.
.
أيهما أصدق تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات وإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (صحيفة اليوم السابع 30/3/2010)، أم تلك التصاريح الصحفية الوردية عن إنجازات البريد المصري (صحيفة اليوم السابع 29/5/2010، 19/6/2010) ؟!... شخصياً أنا لا أصدق الاثنين معاً، لسبب بسيط أن كلاهما لديه محاسبين على درجة عالية من الكفاءة المهنية والخبرة العملية والإجادة، يستطعون معها اللعب بالأرقام والبيانات، وتكييف وتظبيط الميزانيات والحسابات الختامية طبقاً للمعايير الملائمة، وحسب الأحوال...
.
نصحيتي للبريد الأمريكي العريق بدلا من إرهاق نفسه في التدابير والإجراءات الاحترازية لتقليل النفقات وضغط خطوط التوزيع وإعادة دراسة الجدوي الاقتصادية للمكاتب البريدية، وخفض نفقات النقل وغيرها، الاستعانة بخبراء المحاسبة لدينا سواء في البريد المصري أو بالجهاز المركزي للمحاسبات، حتى يمكن تفادي تلك الخسائر في المستقبل، والاستفادة من تجربة البريد المصري، لعله يحقق بعض الإنجازات التي حققها البريد المصري!!..
.
وللحديث بقية ...
ashraf_mojahed63@yahoo.com

الأربعاء، 21 يوليو 2010

رئيس البريد المصري... رقم 30 !!..



الجــدل والجلــبة التي أثيــرت حـول شغل منصب رئيس مجلس إدارة البريـد المصـري خـلال الفتـرة القليـلة المـاضـية، لم تكن إلا نتـاجــاً لضـيـاع بوصـلة هذا المرفـق... فالمتـتـبــع للأخبــار والتســريبات الصحفــية خــلال ستة أشـهر ماضـية يكتـشف هذه الحـالة المضـطربة، تتـأكـد من هـذه الحــالة من صيــغة القــرار الصــادر بتعـيــين الدكتـــور/ أشــرف زكــي في 6/1/2010 بصــورة مؤقــتة لمـدة سـتة أشهر، وبالتجـــديـد له لمــدة ســتة أشـهر إضــافية طبــقاً للقـــرار الــوزاري رقــم 158 لسـنة 2010 بتـاريـخ 7/7/2010 للقيام بأعمــال رئـيس مجلس إدارة الهيـئة القـومية للبريـد على أن يرأس لجنــة تسـيـير الأعمــال إعتبـــارا من 27/6/2010 (المـوقع الإلكتروني للبريد المصري).

هذه التسريبات والتلميحات الصحفية، جعلت من رئيس مجلس إدارة البريد المصري التاسع والعشرون غير مستبشر بالتجديد له لفترة أخري، وكان التجديد له من الاحتمالات الغائبة وخارج توقعاته وحساباته تماماً، طبقاً لحديثه الأخير مع صحيفة الجمهورية... هذه التسريبات والتلميحات الصحفية تناقلتها بشكل مكثف ثلاث صحف لها مواقع إلكترونية، ولها اهتمام خاص بالبريد المصري، صحيفة الدستور، اليوم السابع، وروزاليوسف، بينما تقلص أخبار البريد المصري بصحيفة المصري اليوم والشروق والصحف القومية الثلاثة الأهرام والأخبار والجمهورية بعد أن تولي المهندس/ علاء فهمي وزارة النقل.

فصحيفة الدستور نشرت :
بتاريخ 9 /1/2010 ... أشرف زكي.. طقوس الانتقال.
وبتاريخ 9/3/2010... نائـب فوادفــون العالـمية يرفـض منصـب رئـيـس هيئـة البريــد في مصر.
وبتاريخ 6/6/2010... نظيــف يعـين محمـود الجويـني رئيســاً لهيـئة البريـد لمــدة 3 سنـوات.
وبتاريخ 2/7/2010... رئيس البريـد المؤقـت يقــرر ترقـية مسئولين مقربيـن له قبــل تسلم الرئيس الجديـد.
وصحيفة اليوم السابع :
بتاريخ 5/1/2010 ... قرار بتعيين أشرف زكي رئيساً مؤقتً لهيئة البريد.
وبتاريخ 8/3/2010 ... تعيين رئيس جديد لهيئة البريد في مايو المقبل.
وبتاريخ 7/4/2010 ... اتجاه للتجديد لأشرف زكي رئيسا لهيئة البريد لمدة عام.
وبتاريخ 2/6/2010 ... يونـيـو الجـــاري يشهد إنهــاء الجــدل على منصـب رئيس البريــد.
وبتاريخ 7/7/2010 ... نظيف يمد خدمة رئيس البريد 6 شهور.
أما روزاليوسف :
بتاريخ 6/1 /2010 ... أشرف زكي رئيساً مؤقتاً للبريد.
وبتاريخ 11/1/2010 ... أشرف زكي دوبلير البريد.
وبتاريخ 5/3/2010... اختــيار رئيس هيئة البريــد الأســبوع المقبــل واستبــعاد زكــي من الترشيحـات.
وبتاريخ 3/6/2010 ... تغيـيرات في البريــد تفـتـح باب التكهنــات حــول رئاســة الهيـئة.
وبتاريخ 8/7/2010 ... زكي رئيساً للبريد.

هذه التسريبات والتلميحات، وجميعها بالقطع مصدرها وزارة الاتصالات، تثير العديد من التساؤلات حول بوصلة البريد المصري وخططه المستقبلية، واستشراق هذا الرئيس الجديد القادم صاحب الرقم 30 !!... وهل سيكون من رحم وزارة الاتصالات أم من أبناء المؤسسة العسكرية؟!.. فالتعيين المؤقت لمدة ستة أشهر، والتجديد لفترة مماثلة للرئيس التاسع والعشرون، ورفض بعض الشخصيات كالمهندس هاني محمود، نائب رئيس فوادفون العالمية، والمهندس محمود الجويني مستشار وزير الاتصالات للمنصب - طبقاً للتقارير الصحفية- يثير تساؤلات وتكهنات عديدة، خاصة بعد الإعلان عن فتح المجـال للشركات الخاصة العاملة في مجـال الخدمـات البريدية، والتصريح باتجـاة وزارة الاتصالات لإنشـاء جهـاز لتنظيم السوق البريدي أسوة بجهاز تنظيم الاتصالات (اليوم السابع 16/5/2010)..

مخاوف وتكهنات واستنتاجات لا يجب التسرع بالدخول في مضمونها، والقفز عبر الأحداث لاستشكاف ما يخبئ للبريد المصري والعاملين فيه.... ستظهر بالقطع تلك النوايا والمقاصد عند قدوم الرئيس رقم 30 !!..

وللحديث بقية ...

الأحد، 18 يوليو 2010

رئيس البريد المصري... عودة إلى الوراء!!..


عــودة إلى الـوراء... ليست تحديداً لشخص ما من هؤلاء الرؤساء، إنما عودة للوراء بمنهجية الدولة في إهمال البريد، والتدخل في شئونه ومجريات أعماله، في نزع مكانته وحصانته، فما تحقق من إنجازات على يد البعض من هؤلاء العظماء. هذه المنهجية أرجعته متدهوراً على يد آخرين بالتضيق والتدخل، والإهمال المتعمد لهذا المرفق الشامخ، بكل تاريخه وأمجاده وسوابقه التي ساعدت كثيراً في نمو الاقتصاد القومي، وتطور الحياة الاجتماعية في مصر...

فالنموذج الأول، الذي ذكرناه، يوسف سابا باشا ، وما أنجزه من إنشاء وتطوير لصندوق دفتر توفير البريد، والذي ظل داعماً للنشاط الاقتصادي للدولة في ظل احتكار خانق للبنوك الأجنبية، ناشطاً في جمع المدخرات الصغيرة من المصريين، وتمـويل خطط الدولة الحديثة، كان ذروة نتاجه هو استثمار تلك المدخـرات ببنك مصر الذي أسسه طلعــت حــرب عــام 1920 وما أتبـعه من إنشــاء العـديـد من الشـركـات الوطنـية الداعـمة للاقتـصـاد الوطــني، إلا أن رضــوخ فـــؤاد حســيب (22/1/1938- 13/2/1944) مدير مصلحة البريد في ذلك الحين لأوامر وزير المالية حسين سري باشا بسحب ودائع صندوق توفير البريد من البنك، استجابة للاحتلال البريطاني، للضغط على طلعت حرب لوقف نشاط البنك الداعم للاقتصاد المصري، أدت لتعرض البنك لأزمة كبيرة، مما أدي لتسارع آلاف المودعين بسحب أموالهم من البنك، وكان الشرط الوحيد لحل الأزمة هو أن يقوم طلعت حرب بتقديم استقالته، وهو ما تم بالفعل في سبتمر عام 1939، وحل محله حافظ عفيفي مديرا للبنك، فأعديت الودائع مرة أخري.

ولم تكن هذه المرة الأخيرة، ففي عام 1954 صدر القانون رقم 86 باعتبار صندوق توفيرالبريد هيئة مستقلة، بعيداً عن هيئة البريد، بغية السيطرة على تلك المدخرات لتمويل خطط الدولة ومشروعاتها، ثم ما لبث أن تم إلحاق صندوق توفير البريد للهيئة مرة أخري بقرار جمهوري رقم 1853 الذي ألزم هيئة البريد بإيداع حصيلة التوفير في صندوق الاستثمار وفقاً للقانون رقم 45 لسنة 1966 الذي أضحي بعد ذلك بنك الاستثمار القومي... ومن ثم أصبحت تلك المدخرات تحت يد الدولة لتمويل مشروعاتها وخططها الاستثمارية، بيد أن كل المؤشرات كانت تدل علي أنها كانت تلك المدخرات أداة لتغطية العجز العام في الموازنة، وتغطية أجور العاملين بالدولة، ولم تسير في هدفها الأساسي الذي من أجله أنشئ هذا الصندوق عبر تجميع أموال صغار المودعين.

وأخيراً ومع بزوغ الفكر الجديد تم إدخال بعض أموال الصندوق في استثمارات لا هي للتنمية الزراعية ولا للتنمية الصناعية، بل للتنمية الكلامية، وتكنولوجيا المعلومات والانترنت، بالدخول في شراكة مع شركة اتصالات الامارات، وفي شراء أوراق مالية حكومية بالية، والدخول في شراكة مع العديد من الشركات الأجنبية لا تخدم اقتصادنا القومي.... ولم يبقي من سيرة سابا باشا وطلعت حرب إلا الحي السكني المسمي بأسم الأول بالإسكندرية وتمثال الآخر في ميدانه بالقاهرة!!...

والنموذج الثاني، محمد بك شرارة ، فيكفينا الإشارة إلى الإعلان الذي تم عن استضافة دولة قطر لمؤتمر البريد عام 2012، وترأس دولة الإمارات لوفود البلدان العربية بمؤتمر البريد العالمي المنعقد في جنيف 2008، وحالياً تشغل منصب نائب رئيس مجلس الاستثمار، للدلالة على إنحسار دور البريد المصري عربياً ودولياً... أما القول بتواجدنا المستمر بمجلس الاستثمار ومجلس الإدارة، فهو أمر من قبيل الدعاية والفكاهة أيضاً، فالبريد المصري انتخب بالدورة الحالية بمجلس الاستثمار البريدي مع ستة بلدان أفريقية أخري هي: جنوب أفريقيا، الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، نيجيريا، ضمن أربعين بلداً، وانتخب كذلك بمجلس الإدارة مع أحد عشر بلداً أفريقية هي: الجزائر، بنين، الكاميرون، بواتسونا، الكونغو، ليبيا، كينيا، نيجيريا، السنغال، تنزانيا، تونس، ومن المعروف أن تلك الانتخابات تتم عبر توزيع جغرافي وحصص قارية، وبتوزيع متباين بين البلدان النامية والبلدان المصنعة، وأن هناك بلداناً أفريقية عديدة عازفة عن المشاركة في تلك الانتخابات لعدم جدوي أعمالهما، وليس تفرداً أو نشاطاً مميزاً في كلا المجلسين!!..

كما أن هذا النموذج الوطني الرائع، ما غمض له جفن حتى إزاح آخر مكتبي للبريد الفرنسي في الإسكندرية وبورسعيد، ليصبح البريد المصري صاحب السيادة دون تدخلات أجنبية، حيث أعلن الملك فؤاد الأول بخطابه في مناسبة افتتاح الدورة البرلمانية عام 1931 "بأن الحكومة المصرية توصلت إلى إلغاء مكتب البريد الفرنسي بالإسكندرية وبورسعيد وهما آخر المكاتب الأجنبية التي تعمل داخل القطر المصري كشهادة جديدة على نجاح مصلحة البريد في إداء دورها الوطني تحت إدارة أبنائها الوطنيين، التي عملت دائماً على الاحتفاط بما لهذه المصلحة من السمعة الطيبة"... أما حالياً فالبريد المصري وبضغوط دولية أقام احتفالية لتوقيع عقود التصاريح الجديدة لسبعة عشر شركة أجنبية وعربية للعمــل داخــل الســوق البريدي المصري، وبذلــك قضــت نهــائياً على كــافة أنواع الاحتكــار للخدمة (صحيفة اليوم السابع 21/4/2010).

أما النموذج الثالث، محمد إبراهيم صبحي ، فمن الواضـح أن البريـد المصـري لم ينجـب بعـده من يشـغل أي منصـب بالاتحــاد البريـدي العالـمي، اللـهم إلا واحـداً فقـط - على حد علمي - عملاً مترجماً اعتماداً على إجادته وتفوقه في اللغة الفرنسية، ورغم النشرات العديدة التي ترد من الاتحاد الدولي عن الإعلان عن شغل وظائف فيه، لم نجد من يحاول التقدم لشغل تلك الوظائف، دليل دامغ على تدني مستوي الكفاءات البريدية في البريد المصري، وإنعدام المعلومية لدي موظفيه بالنواحي الفنية والتقنية واللغوية التي تؤهله لشغل تلك المناصب... أضف عدم وجود رؤية واضحة نابعة من البريد المصري عن دراسات أو مقترحات جديرة بالنقاش ضمن المشاركة بفعاليات مؤتمرات البريد العالمية أو مجالسه المتخصصة...

إعادة التذكير بتلك النماذج ومناقشة أسباب اختفائها وتراجعها يفتح الباب لمزيد من النقاش والحوار، لمحاسبة الذات، وتصحيح المسار، واللحاق بالركب... فالريادة والتطوير أمل يراود كل العاملين بالبريد المصري، حلماً يبغوا تحقيقه، وهدفاً يداعب قلوبهم وعقولهم...

وللحديث بقية ...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

الخميس، 15 يوليو 2010

رئيس البريد المصري... ريادة وتطوير!!..

ليس بالصور والتاريخ فقط يمكنك التعرف على رؤساء البريد المصري، بل بالأعمال الرائدة، الابتكارات، التطوير، كلها تسجلها الذاكرة، يسجلها التاريخ مهما طال الزمن، مهما طويت صفحاته، ومرت لحظاته، فالأعلام هم من يجب ذكرهم، وما سواهم لا ذكر لهم.

ثلاث شخصيات بارزة فارقة في تاريخ البريد المصري، علامات بارزة وقمم شامخة، نري أنه من واجبنا ذكرهم، وتسجيل جهدهم، وتذكير الأجيال القادمة بما قدموا من خدمات جليلة، ومواقف رفيعة في خدمة البريد المصري...

الأول : يوسف سابا باشا (3/1/1887 - 15/9/1907)... المدير الرابع للبوسته الخديوية، التحق بالعمل بها في عام 1871 وهو أول مصري تقلد هذا المنصب، وقيل أن والده قدم من سوريا إلى مدينة الإسكندرية، ومنح الجنسية المصرية، ويرجع له الفضل في إنشاء صندوق توفير البريد عام 1901، حيث قام بإرسال خطابات إلى جميع الإدارات البريدية في العالم وإلى بعض المصارف العالمية طالبا أن تطلعه على النظم المتبعة في صندوق التوفير، وعلى القوانين المتعلقة به، وكتب أيضا إلى نظارة المالية المصرية خطابا مسهبا فصّل فيه المشروع، ودلل على أهميته في إنماء ملكة الادخار بين أفراد الشعب المصري، ثم وضع مشروع صندوق توفير البريد، مستعينا في ذلك بما أكتسبه من دراسة قوانين صندوق التوفير في البلدان الأجنبية، وكان من أهـم ملاحظـات سـابا باشـا - وهو مسيحي الديانة - التي أوردها في مشروعه أن بعض مسلمي الهند يودعون أموالهم في صندوق التوفير ولا يقبلون ربحا لأسباب دينية، فنص في مشروعه على أن للمودعين حرية إيداع أموالهم بغير ربح، كما رأى من باب التشجيع أيضا أن يجعل من حق المودع أن يشترط استثمار ودائعه في الأعمال المقبولة شرعا؛ فاستصدر في ذلك فتوى شرعية من المرحوم الشيخ الأمام محمد عبده مفتي الديار المصرية في ذلك العهد، وكان لهذه الفتوى أثرها العظيم في تشجيع المسلمين على إيداع أموالهم بصندوق التوفير، ثم ما أن لبث أن قام بمقابلة الخديوي عباس، الذي أظهر ارتياحا كبيرا لهذا المشروع، وأبلغه أنه سيكون أول من يشارك في هذا الصندوق تنشيطا للأهالي على هذا العمل المفيد، وكانت البداية لذلك المشروع من خلال عشرين فرعًا تم افتتاحها فى القاهرة والإسكندرية ومدن القناة الثلاث... كما أنه خلال فترة توليه المسئولية نجح في القضاء بشكل كبيرعلى منافسة مكاتب البريد الأجنبية المنتشرة على سواحل مصر، وله الفضل كذلك في إنشاء نظام الخطوط الطوافة، التي ساعدت بشكل كبير على إنتشار مكاتب البريد في ربوع القطر المصري، كما كان له الفضل أيضاً في إدخال بعض الأعمال الإضافية للبريد مثل بيع طوابع الملح والصودا وبيع تذاكر سفر الحجاج بالبواخر، وبيع سندات وقسائم السندات والدمغات الحكومية وأشغال التلغراف والتليفون نظير أجر تدفعه مصلحة التليفونات، كما أنه أشرف على نقل مبني البوستة إلى مقرها الحالي بميدان العتبة في ديسمبر 1888، ومع هدم مبني الضبطية المجـاور لها توسع مرفـق البوستة وتم افتتـاحه عام 1902... ومكأفاة له على مجهوداته البالغة في خدم الاقتصاد المصري، عين وزيراً للمالية في فبراير عام 1910، وتخليداً لذكراه تم إطلاق أسمه على إحدي الإحياء الكائنة بمدينة الإسكندرية مسقط رأسه.

والثاني : محمد بك شرارة (10/1/1930 - 10/6/1936)... المدير السابع لمصلحة البريد، تخرج من مدرسة التجارة العليا في ليون بفرنسا عام 1913، والتحق بالعمل بالبريد المصري فور عودته، قالت عنه الصحف المصريين إنه من نوابغ المصريين الأفذاذ، وبعبقرية فذة وحكمة فائقة ترأس المؤتمر العاشر للاتحاد البريدي العالمي المنعقد بالقاهرة عام 1934 بمشاركة 93 دولة، والذي من خلاله لفت انتباه العالم أجمع للتقدم التقني والحضاري للبريد المصري وتطور مشاريعه بصورة مضطردة وسريعة... حيث شهد البريد المصري نهضة حقيقة في التوسع في المكاتب البريدية حتى وصلت 4566 مكتباً في جميع أنحاء القطر المصري، كما أضاف طابق أضافي بمبني البريد الكائن بميدان العتبة، وبحلول عام 1934 تم نقل كافة أعمال الإدارة البريدية من مدينة الإسكندرية إلى القاهرة، كما تم إنشاء وافتتاح متحف البريد المصري، ويرجع له الفضل كذلك في إصدار قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريـد عام 1932. أضف أنه قضي تماماً على كافة المكاتب البريدية الأجنبية بإلغاء مكتبي البريد الفرنسي بالإسكندرية وبورسعيد... ومن يطالع الكتاب التذكاري "تاريخ البريد في مصر" الذي كتبه حضرتا إبراهيم جرجس أفندي رئيس قلم المحفوظات وعمر عبد العزيز أفندي الموظف بالإدارة العامة بمناسبة انعقاد مؤتمر البريد العالمي العاشر بالقاهرة عام 1934 يدرك النهضة التي شهدها البريد المصري في عهد هذا الرجل..

أما الثالث : محمد إبراهيم صبحي (4/7/1968 - 31/12/1974)... المدير الثامن عشر، تم تعينه مديراً عاماً للبريد بعد فترة تعاقب للعديد من المديرين منذ ثورة يوليو 1952 والتي صاحبها فكر المؤسسة العسكرية في ذلك الوقت بتكليف الثقات منهم، دون النظر للخبرة أو الكفاءة في إدارة هذا المرفق الحيوي، حيث حظي محمد إبراهيم صبحي بتقدير كبير لحسن إدارته للهيئة في تلك الفترة الحرجة والتي أعقبت نكسة يونيو 1967، حيث ساهم بشكل فعال في إعادة بناء وترميم العديد من المكاتب البريدية، وفي إصدار القانون رقم 16 لسنة 1970 الذي جعل من الهيئة العامة للبريد كياناً مستقلاً ، إلا إن بزوغ نجمه في المحافل الدولية وطموحه الجارف، أنتخب بمؤتمر البريد العالمي المنعقد بمدينة لوزان السويسرية مديرا عاماً للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي عام 1974 وظل في منصبه حتى مؤتمر هامبورج عام 1984... تلك الفترة شهدت متغيرات عديدة للمنظمة الدولية، فكان على عاتقها إيجاد العديد من الحلول للمشاكل العالقة مع بعض المنظمات الدولية المتخصصة الأخري، كمنظمة الطيران المدني، والصليب الأحمر، ولجنة مكافحة المخدرات، ومجلس التعاون الجمركي... قضايا كثيرة ومتشابكة فتحت الطريق أمام الاتحاد البريدي العالمي للتعاون والتنسيق مع تلك المنظمات المتخصصة، هذا التعاون أثمر عن استمرارية هذا الاتحاد بوضعه الشامخ الحالي...

ثلاث قمم ستظل شامخة في ذاكرة البريد المصري، رواد في أعمالهم، قدوة ومنارة لأجيال قادمة، نتمني أن تكون تلك الأجيال على قدر هؤلاء من الكفاءة والمسئولية.

وللحديث بقية ... عن رئيس البريد المصري... عودة إلى الوراء!!..
Ashraf_mojahed63@yhoo.com

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

رئيس البريد المصري... صور وتاريخ!!..


من حالفه الحظ وقام بزيارة متحف البريد المصري، الكائن بالدور الثاني من المبني الرئيسي للبريد بميدان العتبة بالقاهرة، يجد عن يمينه بالممر المؤدي للمتحف صور لشخصيات تاريخية منذ نحو قرن ونصف من الزمن لرؤساء هذا المرفق منذ أن تأسس في عام 1865، هذه الصور تزداد عندما يحل الدور على الرئيس الأخير لتوضع صورته مع أقرانه السابقين، أما بالترقية لوظيفة أخري أو بالتقاعد لبلوغ سن المعاش أو لقدر الله بانتهاء الأجل...

هذه الشخصيات البارزة في تاريخ البريد المصري، أذكرها بترتيب وتواريخ تقلد المنصب من أعلي ومن اليسار إلى اليمين:
جيـاكو موتسي ( 1/1/1865 - 18/8/1876 ).
الفريد كليار باشا ( 18/8/1876 - 25/12/1879 ).
ف هالتون باشا ( 25/12/1879 - 20/1/1887 ).
يوسف سابا باشا ( 3/1/1887 - 15/9/1907 ).
يورتون باشا ( 16/9/1907 - 15/11/1923 ).
حسن مظلوم باشا ( 18/11/1923 - 31/12/1929 ).
محمد بك شرارة ( 10/1/1930 - 10/6/1936 ).
عبد الحميد الصحن ( 25/6/1936 - 9/11/1937 ).
فؤاد حسيب ( 22/1/1938 - 13/2/1944 ).
أحمد زكي سعد ( 23/2/1944 - 14/12/1944 ).
محمد أمين فكري ( 15/12/1944 - 23/4/1946 ).
أحمد ممدوح مرسي ( 24/4/1946 - 1/2/1948 ).
عزيز زكي ( 19/11/1948 - 21/6/1950 ).
محمد خيرت ( 18/11/1950 - 28/9/1952 )
محمد أمين حافظ ( 2/10/1952 - 26/10/1953 ).
مصطفي البغدادي ( 16/1/1954 - 28/11/1957 ).
عبد العزيز شاكر ( 17/2/1958 - 3/7/1968 ).
محمد إبراهيم صبحي ( 4/7/1968 - 31/12/1974 ).
كمال الدين فيظي ( 1/1/1975 - 27/8/1982 ).
حسين عبد العظيم سكر ( 28/8/1982 - 29/9/1988 ).
محمد صبحي الملاح ( 30/9/1988 - 13/7/1989 ).
خيري عبد الهادي ( 14/7/1989 - 4/4/1993 ).
عمر عامر متولي ( 10/4/1993 - 25/12/1994 ).
محمد مختار الصباغ ( 26/12/1994 - 27/8/1996 ).
رأفت خلوصي حسن ( 29/8/1996 - 7/3/1998 ).
أحمد السيد الصولي ( 11/3/1998 - 10/10/2002 ).
علي السيد المصيلحي ( 11/10/2002 - 1/2/2006 ).
علاء الدين فهمي ( 2/2/2006 - 3/1/2010 ).
أشرف زكي ( 5/1/2010 ... حتى تاريخه )...

صور وتاريخ طويل، قمم ورجال، بعضهم كان له تأثيراً واضحاً في تاريخ وتطور البريد المصري، بل وفي تطور النشاط الاقتصادي للمجتمع المصري، وبعضهم لا تاريخ له... ملاحظات كثيرة يمكن ذكرها عند مطالعة تلك الصور أهمها:
* اختلاف المدد الزمنية التي قضاها كل واحد من هؤلاء، فمنهم لم يكمل عاماً مثل: أحمد زكي سعد، ومحمد صبحي الملاح، وبعضهم جاوز الخمسة عشر عاماً في منصبه مثل يوسف سابا باشا، ويورتون باشا ...
* أنه لا توجد سيدة واحدة شغلت هذا المنصب منذ إن تأسس البريد المصري عام 1865...
* جميع هؤلاء الرؤساء انتهت مدة خدمتهم بطريقة عادية، أما بالترقي أو بالإحالة للمعاش أو بانتهاء الأجل، إلا حسن مظلوم باشا، الذي قدم استقالته طوعاً عام 1929 لتأسيسه شركة مع مجموعة من الممولين، يعتقد أنها قامت ببناء وتشيد ضاحية المعادي.
* ثلاثة فقط من هؤلاء الرؤساء تركوا رئاسة البريد المصري لشغل منصب وزاري، يوسف سابا باشا أصبح وزيراً للمالية، على السيد المصيلحي أصبح وزيراً للتضامن الاجتماعي، علاء الدين فهمي أصبح وزيراً للنقل.
* واحد فقط من هؤلاء الرؤساء ترك منصبه ليشغل منصباً دوليا رفيعاً عام 1975، محمد إبراهيم صبحي أصبح مديرا عاماً للاتحاد البريدي العالمي لدورتين متتالتين.
* واحد فقط من هؤلاء الرؤساء مثل البريد المصري في ثلاث مؤتمرات بريدية دولية متتالية، يوسف سابا باشا، بينما واحد آخر كان الوحيد الذي ترأس مؤتمر البريد العالمي المنعقد في القاهرة عام 1934 هو محمد بك شرارة...
* واحد فقط استطاع أن يكون عضواً في مجلس الشعب المصري، علي السيد مصيلحي عام 2005 ...

وللحديث بقية ... عن رئيس البريد المصري... ريادة وتطوير!!..

الأربعاء، 7 يوليو 2010

نوادر وطرائف بريدية ...


* ساعي بريد بريطاني قام بحرق آلاف الرسائل البريدية المتعلقة بدفع أموال للضرائب وفواتير للمياه والكهرباء وانذارات بالحجز على ممتلكات بحديقة منزله، وجلس أمامها يتعاطـي المخـدرات... تم الحكـم عليه بالسجن لمـدة 12 شهراً فقــط رغـم الخسـائر الماليـة الفادحــة التي سببـها للعـديد من الشركـات.(صحـيفة الحيـاة 23/6/2009)... الخبر لم ينقل لنا ماهية تلك المخدرات، عادية أم ذات قيمة!!..

* ذكرت صحيفة هاأرتس الإسرائيلية أن إدارة البريد الإسرائيلي تتلقي آلاف الرسائل المعنونة باسم الرب، والتي يتم تجميعها في كومة وإرسالها لمختص لحشرها في الحائط المبكي "حائط البراق"، وتركز غالبية هذه الرسائل على طلبات للرب لحل المشكلات المالية أو التوفيق بين حبيبين أو طلب الشفاء من الأمراض... الطريف أن أحد الفقراء أرسل رسالة توسل يطلب مساعدة من الرب بمبلغ 5000 شيكل، وعندما فتحت الرسالة من قبل موظفي البريد جذبتهم رسالة هذا الفقير وتعاطفوا معه، فقرروا أن يجمعوا له مبلغ من المال قدر بنحو 4300 شيكل وارساله له عبر البريد، إلا أنهم فوجـئوا برسـالة أخـري من نفـس الرجـل بعـد أسـبوعين يقــول فيـها " شـكر من الفقـير إلى الرب، أنا ممـتن جـداً لأنـك أجبـت دعــائي، ولكني أرجــو إلا ترسل لي أمـوالاً بالبريـد في المـرات القادمـة، حيـث أن موظفـي البريـد قد سرقـوا مبلـغ 700 شيكل... (صحيـفة هاأرتس 27/11/2005).

* تقاعدت عن العمل أقدم موظفة في البريد البريطاني، خلال شهر أكتوبر الماضي بعد أن أمضت أكثر من 60 عاماً من العمل المتواصل، الموظفة آن غيليس (84 سنة) والتي عينت نائبه لمدير مكتب بريد في جزيرة سكاي بغرب اسكوتلندا بعد الحرب العالمية الثانية لم يمنعها التقدم في السن من مواكبة التقدم التكنولوجي في التعامل مع الكمبيوتر والتي امتدحها آندي بايفيلد مدير هيئة البريد في اسكوتلندا قائلاً "بأنها أسهمت في الكثير من التغييرات في قطاع البريد، إلا أنه كان في رأس أولوياتها دائماً هدف هو تقديم أفضل خدمة للعملاء".(صحيفة الشرق الأوسط 17/12/2009)...

* استغرب موظفو البريد في مدينة لاايرادورا الإسبانية من طرد بريدي وكأنه يهتز، وبعد فحصه ظاهرياً شكوا بأن في داخله حيواناً، فأسرعوا واتصلوا بالشرطة التي حضرت ولكنها رفضت فتح الطرد دون حضور صاحبه، وعندما حضر صاحبه في اليوم التالي أعترف أنه كان يريد إرسال أفعي طولها 3 أمتار ووزنها 10 كيلوجرامات لأحد أصدقائه بمدنية برشلونة فوضعها في كيس ثم أدخل الكيس في صندوق بغيه إرساله، ولما طلبت الشرطة منه فتح الصندوق لمشاهده ما فيه قـام بفتح الصندوق والكيس فوجـد الأفعـي قد فارقت الحياة... علل إرسالها بأن الأفعـي كانت صغيره تعيش معه بمنـزله وكان يطـعمها لحـم الأرانب ولكن ضجـر منها لأنها أصبحت كبـيرة وخطـرة (صحـيفة الشرق الأوسط 27/11/2009).

* مواطن من اليمن قام بحرق نحو خمسة آلاف طابع بريدي من مقتنياته الخاصة لثلاث دول اسكندنافية، هي الدنمارك والسويد والنرويج، وذلك احتجاجا على نشر رسوم تسخر من الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، وتعود الفترة التاريخـية لتـلك الطـوابع بين عامي 1841 و2006، بعض تلك الطـوابع المحروقة مجموعة طـوابع سويدية نادرة وباهـظة الثمن لكونـها من الإصـدارات الأولي في السـويد، كما أبـدي استـعداده بحـرق طـوابع أي دولة أخري تصـدر فيها صحـف تسئ للبني محمد صلي الله علـيه وسـلم (موقـع CNN العربية 10/3/2006).

* بدأت دور السينما البريطانية هذا الأسبوع بعرض فيلمين، أحدهما من إنتاج استوديوهات هوليوود وآخر صناعة بيتية، هذا الفيلم البيتي قدرت تكاليف إنتاجه بنحو 70 دولار أمريكي بينما الآخر تكلف نحو 230 مليون دولار... الفيلم البيتي قام بإخراجه وتصويره موزع بريد بريطاني يعمل في شركة لتوزيع الرسائل البريدية والطرود من خلال كاميرا كومكوردا قديمة خلال تأدية واجباته وظيفته بالتوزيع بمنطقة توتينغ جنوب لندن، أطلق على الفيلم، الذي أخرجه مارك برايس، 30 عاماً، أسم "كولين"، وقام بدور الشخصية الرئيسية أحد أصدقائه مع بعض الهواة من أصدقائه وبعض جيرانه، وتدور أحداثه حول تحول تلك الشخصية إلى وحش آثر شجار تم مع صديقه الذي يعيش معه، وقد نال الفيلم إعجاب النقاد الذين أثنوا عليه وقدم ضمن قائمة من الأفلام انتجت حديثا في البرنامج الأسبوعي لمراجعة الأفلام لهيئة البث البريطاني بي.بي.سي. (صحيفة الشرق الأوسط 29/10/2009) .

* بيع أغلي طابع بريد في العالم بقاعة مزادات ديفيد فيلدمان، وهو الطابع السويدي "تريسكلينج الأصفر" الذي يعود تاريخ طباعته لعام 1857، ولم يفصح عن هوية المشتري أو ثمن الشراء، إلا أن نفس القاعة سبق لها بيعه في عام 1996 بسعر 875 مليون فرنك سويسري أي ما يعادل ثلاثة ملايين دولار أمريكي... ويشار إلى أن هذا الطابع قيمته 3 قروش ودائماً كان يطبع باللون الأخضر، غير أن الطابع محل المزاد طبع على سبيل الخطأ باللون الأصفر خلال طباعة طوابع من فئة 8 قروش (صحيفة اليوم السابع 23/5/2010).

* البريد الأمريكي قام بدفع 103 مليون دولار زيادة في رواتب موظفيه بسبب خطأ بالكمبيوتر!!..حيث تبين حصول نحو 41 ألف موظف على زيادة في رواتبهم بواقع 2500 دولار، وقد تبين أن المشكلة نجمت إثر اتخاذ الإدارة قراراً بصرف حوافز لمجموعة منتقاه من الموظفين، بيد أن جهاز الكمبيوتر عمم هذا الحافز على جميع الموظفين... ولتصحيح الأوضـاع طلبت الإدارة من الموظفين تحـرير صكـوك لإعـادة تلـك المبـالغ التي أضيفت بالخطـأ إلى رواتبـهم، مع وضـع ترتيبات تلائم ظروفهم بما لا يقـع لأحدهم مشكـلات مـالية.(موقع المؤتمر نت 20/6/2004).

وللحديث بقية ...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

الخميس، 1 يوليو 2010

الملتقي الإبداعي للبريد المصري!!..


جميل أن يحتفل البريد المصري بالأدباء والمثقفين، وجميل أن يكون لدينا من الثقافة ما يدعو لتكريم الإبداع والمبدعين... فبحضور نخبة من أدباء ومثقفي مصر تم انعقـاد ملتـقي الإبداع الأول للبريد المصري في مايو 2009 تحت أسم الأديب الراحـل "يحيي حقي" تكريماً له، حيث شارك فيه نحو عشرون من النقاد والروائيين الذين بحثوا العلاقة بين الإبداع والبريد من خلال بعض المحاور منها : البريد .. تاريخ وتوثيق، البريد في العصر الإسلامي، يحيي حقي في البوسطجي، قمم ورموز على طوابع البريد، رسول التواصل الإنساني... واستمرار للنهج نفسه تم عقد ملتقي الإبداع الثاني للبريد المصري في يونيو 2010 تحت أسم الأديب الراحل "توفيق الحكيم" تكريماً له، وشارك فيه أيضاً عدد من الأدباء والروائيين من خلال مائدة مستديرة بعنوان "البريد في خيال المبدعين"...

الموضوع في شكله العام يدعو للفخر أن يقوم البريد المصري بتكريم تلك النخب من المبدعين والمثقفين، ولكن أهم ما يدعو للدهشة العلاقة المضطربة التي تربط البريد المصري تحديداً بهؤلاء الأدباء والمثقفين، والأعمال التي تتقاطع أو تتشابك مع البريد وأثره في الإبداع الفني والأدبي... ذلك أنه لم يكن للبريد المصري في أدبيات من كرموا مرتكزاً لرؤية واضحة لأهمية البريد ودوره الاجتماعي والثقافي، بل جاء في العادة بصورة سلبية ومهمشة بدرجة يصعب معها الإحتفاء والإشادة بدور هؤلاء الكتاب والمثقفين في إحياء ثقافة احترام هذه المؤسسة والعاملين بها.

فالملتقي الأول والذي انعقد تحت أسم الأديب الراحل يحيي حقي، والذي لا ينكر أحد إبداعاته الإدبية والفنية، كان واضحاً بسبب قصته "دماء وطين" والتي حولها المخرج الراحل "حسين كمال" لفيلم سينمائي عام 1968 بعنوان "البوسطجي"، مصوراً شخصية البوسطجي "شكري سرحان أو عباس افندي" والذي ينتقل من العمل بالقاهرة إلى العمل بقرية بصعيد مصر تسمي كوم النحل بصورة مخجلة بملابسه الحكومية الرثه، وأخلاقياته المنعدمة بالتلصص على الخطابات، ومعاقرة الخمور، واقتناء المجلات الإباحية، واستباحة النساء... والتي بسببه أضحت صورة رجل البريد متجزرة بالعقل العربي بتلك الشخصية الغير مؤتمنه... كما أن الرواية الإدبية ما قصد منها تصوير حال هذا البوسطجي، بل كانت مرتكزة على إيضاح حال المرأة الصعيدية وكيف كانت تنتهك حقوقها وآدميتها، وتصويرها على أنها مكمن الرذيلة والعار والفضيحة في تلك المجتمعات القبلية، فالبوسطجي لم يكن محورياً بالقصة، وأضحي في الفيلم رمزاً للرذيلة والفساد وانحطاط الأخلاق، فعلاما التكريم أذن؟!.. كما أن تكريماً آخر تم للكاتب المبدع إبراهيم أصلان الذي ارتبط أسمه بالبريد لكونه بدأ حياته موظفاً للبريد!!..

أما الملتقي الثاني والذي انعقد تحت اسم الأديب الراحل توفيق الحكيم، كان بسبب قصته القصيرة "موزع البريد" والتي عرفت أيضاً "بموزع الحظ"، والتي تم تحويلها لفيلم تسجيلي قصير، للمخرج الشاب محمد الشهابي ولا ترتبط بشخصية ساعي البريد إلا من خلال ملابسه، فالقصة منصبة على فلسفة توزيع الحظ والعطايا، ولاعلاقة لها بالبريد المصري لا من قريب أو بعيد...

فالبريد رغم رسالته السامية، ومهامه الإنسانية والحضارية لم يكن يوماً مناص اهتمام الأدباء والمثقفين المصريين، بل كان البريد المصري دائماً محط سخرية وازدراء في تلك الأدبيات - اللهم ما ندر- والقصص والروايات والأدبيات العربية شاهده على هذا التجني الغير مبرر، فساعي البريد لم يظهر بتـلك الأدبيات يومـاً بطـلاً أو منقذاً أو بصـورته الحقيقية التي تدعــو للفخـر وامتزاجـه بروح الوطنـية، كمـا صـورته الروايـة الأمريكـية الفائـزة بأدب الخيـال العلـمي لديفـيد برين عــام 1985 والتي تحـولت لفيلم سينمائي باسم ساعي البريد "The Postman"بطولة كيفين كوستنر، حيث صورته الرواية والفيلم معاً معبراً عن الاتحاد الأمريكي التي يجمعها شبكة من الاتصالات التي إذا سقطت جميعها بفعل الحروب فإن البريد سوف سيظل ليعيد اتحادها ويبعثها من جديد... أو ذلك الشاعر بابلو نيرودا الذي يروي سيرته الذاتية في المنفي ممتزجاً بتاريخ وطن وشعب مع ساعي البريد، والذي تحولت لفيلم سينمائي عام 1994 "ساعي البريد" سيظل عالقاً في الأذهان لفترة طويلة، حيث نال أكثر من 18 جائزة عالمية ورشح لخمس مرات لجوائز أوسكار...

والواقع الذي نراه أن تلك الاحتفالات واللقاءات ما هي إلا نوعاً من الدعاية والإعلان وديكوراً لتجميل صورة البريد المصري يساير هوي بعض الأدباء والمثقفين بالحصول على جوائز مادية وليس له علاقة بالأدب والإبداع، وإلا فأين تلك الدراسات والأدبيات والإبداعات المتعلقة بالبريد المصري ودوره الثقافي والحضاري؟!..، ومتي وأين تم نشرها خلال السنوات الماضية؟!.. فالشكوي التي أرسلها رئيس اتحاد الكتاب محمد سلماوي لوزير الإتصالات ورئيس البريد المصري متضمنة توقيعات أكثر من أربعين كاتباً بسبب تأخر هيئة البريد في عقد "المؤتمر الإبداعي الأول" لأكثر من عام وعدم حصول الأمانة العامة للمؤتمر والذي بذلت جهداً كبيرا -على حد قوله- في كتابة الأبحاث والدراسات والشهادات على حقوقها المادية والمعنوية، مطالباً بالحقوق المادية لأعضاء اللجنة في حالة عدم انعقاد المؤتمر، خير شاهد على ما ذكرناه (صحيفة اليوم السابع 27/2/2009).

ومـا أعتـبره تأكيـداً على هـذا الواقــع ، ما نشـرته صحـيفة اليـوم السـابع بتـاريخ 26/6/2010 عن قيام هيئة البريد المصري بالإعلان عن أول جائزة للإبداع، حيث صرح الشاعر حزين عمر سكرتير عام اتحاد الكتاب والأدباء عن أربعة مجالات لتلك الجوائز هي: الشعر الفصيح والعامي، القصة القصيرة، فن الكاريكاتير، البحث العلمي ويحصل فيها الفائز الأول فقط على جائزة قدرها عشرون ألف جنية، بينما يمنح الثلاثة الفائزون في مجالات الفروع الثلاثة الأول جائزة قدرها عشرة آلاف جنية للأول، وخمسة آلاف للثاني، وثلاثة آلاف للثالث... وأوضح أن الجائزة ستكون سنوية وسوف يتم تبديل فروعها في كل دورة جديدة مشيراً ألي أنه في العام المقبل ستكون الرواية بدلا من القصة القصيرة، والفن التشكيلي بدلا من الكاريكاتير، على أن تكون هناك جائزة خاصة للموهوبين من موظفي هيئة البريد...

جوائز مالية واحتفالية وتكريم سيقام لأدباء وشعراء ومثقفين لن يستفيد منه العاملون أو الكادحون في هذا المرفق وما يعانونه من مشاكل جمة وظروف عمل قاسية، ولك أن تتصور أن عشرات بل مئات المكاتب البريدية تم إنشائها بدون دورات مياه، والبعض الآخر به دورات مياه رثة وضيقة وغير آدمية، مكاتب عديدة لا يوجد بها عامل للنظافة، وأخري ضيقة ولا توجد بها تهوية مناسبة أو آثاث مناسب أو أجهزة تساعد علي إنجاز العمل المثقل به موظف البريد... مشاكل وهموم يومية لا يعرفها إلا العشرات بل المئات من العاملين بالمكاتب البريدية ومناطـق التوزيع الذين يواجهـون سيلا وزحـاماً يوميـاً من جمهـور المتعـاملين، هذه المشاكل والهمـوم أجـدر بأن تبحـث وتناقش وتحـل... أما الأدبـاء والشعـراء والمثقفـون فجـوائز الدولة وعطـايا وزارة الثقـافة ورجـال الأعمال أولي بهم من أمـوال البريد، مع كامل الاحتـرام للأدب والإبـداع!!..

وللحديث بقية ...