الاثنين، 30 ديسمبر 2013

قانون البريـد المصري !!...



قانون البريد المصري، ليس القانون رقم 16 لسنة 1970 الخـاص بنظـام البريد أو القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد، قانون البريـد المصري الآن هو قانـون ساكسونيا!!..

وقانـون ساكسونيـا، قانـون ظـالم كـان يطـبق في مرحـلة تاريخـية سابقة بولاية ساكسونيا الألمانية، حيث تم تقسيم المجتمع إلى طبـقة الأمـراء والأغنـياء وطبـقة الفقـراء الكادحـين، فإذا أرتكب الفقير جرمـاً أو أثمـاً تم قطـع رقبته أو جلـده علنـاً في ميدان عـام، أما إذا ارتكب الغني نفس الجرم، يعاقب بنفس العقوبة ولكن يتم قطـع رقـبة خيال ظله أو جلدها... فالقانون عند ساكسونيا هو القانـون، ويطـبق علي الجميع، ولكن بطريقـتهم المثـلي!!..    

ومن هنا كان قانـون ساكسونيا مضرب للمثل في الاستخـفاف بتطبيق العـدالة، واستهجـاناً لكافة قيـم الحـق والمساواة في العقوبة، والتي يستحسنها قيـادات البريد المصري واحـد تلـو الآخـر، حتى أصبح القانـون لديهم ذا طـابع ساكسوني مميز بطـعم الكاتشب أو الشطة أو الكباب، فالقانون في البريد المصري يطـبق على الفقـراء الكادحـين، أما الآخـرين فظـلهم أخـف من أن يطـبق عليهم القانون.

هذه المقدمة الطويلة، بسبب قيام المسئولين بالبريد المصري حالياً بالالتفاف بشتى السبل على توصية النيابة الإدارية الواردة بالعريضة رقم 89 لسنة 2011 والعريضة رقم 12 لسنة 2012، بمراجعة وتصويب القرارات الإدارية التي صدرت بحق من هم دون الدرجة الأولي لتكليفهم بالعمل كمديري إدارات، وكذلك توصية النيابة بالقضية رقم 24 لسنة 2012 بحظر شغل المناصب القيادية بالهيئة بطريقة التعاقد من خارج الهيئة أو بطريق التكليف بالقيام بالأعمال والالتزام بشغلها طبقاً لإحكام القانون رقم (5) لسنة 1991 والالتزام بشغل الوظائف الشاغرة بالطرق الأصلية المقررة قانوناً... وكل ما تفعله الإدارة الآن وبعد مرور نحو ثلاث سنوات على صدور تلك القرارات الظالمة، هو البحث في كيفية التنفيذ  طبقاً لقانون ساكسونيا.

وأمـام عـدم وجـود آلية جـادة وفعـالة للنيابة الإدارية إزاء عدم قيـام المسئولين بالبريد المصري بتنفيذ توصياته المتكررة على الجميع، وبالامتناع كذلك عن تطبيق القانون رقم (5) لسنة 1991 ولائحـته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس الوزراء رقم 1596 لسنة 1991 والمعدله بالقرار رقم 781 لسنة 2010، والمواقف المخزية للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بغض الطرف عن ساكسونيا البريد المصري، فانتظروا أيها البريديون الكادحون، تطبيق قانون ساكسونيا بكامل نصوصه، ثم قانون سيكو سيكو، وما بعده، وكله بالسين!!..
 
وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

مواهب البريد المصري !!...


الموهبة هي القدرة الفطرية لدي الفرد واستعداده الطبيعي لامتلاكه ميزة غير عادية في مجال أو أكثر، ويستطيع من تجاربه المعرفية تنميتها وتوجيه مكنوناتها ليصبح عبقرياً أو فـذاً بين أقرانه، وقد تضيع تلك الموهبة دون إدراكها.

ولتلك الموهبة سمات وخصائص، تؤهل الفرد للإنجاز والابتكار في بعض المهارات الوظيفية، فالإبداع والتميز في الأفكار والرؤى والتفكير المنطقي والابتكار، فواتح لتلك الموهبة، وهذا ما لمسناه من العديد من مواهب شابة بالبريد المصري، التي يتعثر طريقها وتفطـر عزيمتها أمام نوعاً آخر من المواهب الكاذبة المضللة، التي لا دافع لها ولا مقصد إلا سرقة تلك الأفكار والرؤى والإجهاز عليها.

عن تلك المواهب الخادعة المضللة، شائع في أدبياتنا العربية نماذج عدة، اشتهرت بالمكر والفهلوة والإدعاء من أجل السطو على إبداعات وإنجازات غيرها، منها الثنائي، أبو العريف وأم سحلول!!..

فأبو العريف في البريد المصري، هو من يحشر أنفه فيما لا يعنيه، ولا يخصه، فتراه يتدخل في موضوعات لم يدرسها أو يعلمها، فتكون آرائه فجة غير ناضجة، وتحتاج دائماً إلى المراجعة والتنقيح، فتراه يتحدث في التنظيم وكأنه المنظم الأول، والتخطيط وكأنه المخطط الأوحد، وفي البريد السريع، وكأنه صاحب شركة دي أتش آل، وفي أنظمة الحاسب الآلي وكأنه مبتكر الويندوز، ولكنه بإدعائه الكاذب، وبمواهبته الخادعة، يصور للبعض معرفته ببواطن الأمور ودقائق الأشياء، فتراه متنقلاً من تلك اللجنة إلى تلك اللجنة، على اختلاف مسمياتها وموضوعاتها، فأبو العريف في البريد المصري كثر، ومن ثم كان الأمر لغير أهل الاختصاص، وإذا كان الأمر لغير أهله فانتظر الهاوية...      

أما أم سحلول فهي تلك الدلالة العجوز، التي تدخل البيوت بالحيلة والخبث، لتبيع بضاعتها الراكدة، فتعرف أسراره وعوراته، فيصبح أهل البيت أسري لأوامرها ومخططاتها، فأم سحلول في البريد المصري، ذات سلطة وسلطان ولكنها من خلف الستار، تحرك الأتباع والقيادات مثل الدمى والعرائس، وبالتأكيد أن كيد النسا هزم كيد الرجال، ولذلك كان لسحرها وخبثها آثار تفوق موهبة أبو العريف...

أبو العريف وأم سحلول أصـناف من البشر ابتـلي بها البريد المصري مؤخراً، ورغم كثرة الأول، وقلة الثانية، إلا إنهما أصبحـا نماذج يتطلـع إلى أفعالهما بعض الشباب الجدد، خاصة وأن تلـك الشخصيات الآن تتصدر المشهد البريدي!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 21 ديسمبر 2013

بريديون ضد الفساد !!...


البريديون وقد عرفناهم، منهم الصالح، صاحب الضمير الحر والخلق الرفيع، والخشية من الله القدير، ومنهم الطالح، صاحب المنفعة، سارق المصلحة، مؤيد المفسدة، فالبريديون بشر كسائر الجنس البشري منذ أن خلق الله آدم، وأنزله على الأرض، فتصارع أبنيه حتى قتل أحداهما الآخر.

وبين الصالح والطالح، الكثير الذي لا يستطيع تحديد موقفه أو اتجاهه، يترك أمر نفسه ومستقبله إلى غيره، لا يتصارع ولا يحرك للهواء ساكناً، ينظر وينتظر فإذا تغلب الصالح على الطالح ينعم بعدله وصلاحه، وإذا تغلب الطالح على الصالح، يغلب على أمره، ويرضي بالذل والهوان.

أما الفساد، فتلك الدولة العميقة، ذات الأطراف المتبادلة المصالح، الناهبة لثروات وخيرات مؤسساتها وهيئتها من خلال شبكة المنتفعين والمتسلقين والفاسدين، والتي أنهكت قوامها وقدرتها يوماً بعد يوم حتى أصبحت أسيرة وخاضعة لرغبات وأهواء هؤلاء المجرمين، دون استحياء أو خجل.

وإذا كانت الهيئات الفاسدة في مصر مائة، فأعظمها فساداً هيئة البريد، ذلك بسبب تلك التركة الثقيلة التي تحملها من أموال مودعي صندوق التوفير، فبدلاً من استثمارها وتنميتها وجني خيراتها، كانت مطمعاً ومغنماً لبعض هؤلاء الطالحين الفاسدين، الذين لم يتهاونوا في نهب تلك الأموال وهدرها في غيبة وتهاون من الأجهزة الرقابية، دون وازع من دين أو ضمير.

والكثير من البريديين وهم أصحاب المصلحة العليا في كشف ومحاربة هذا الفساد، لا يدركون الصالح من الطالح، فكلما جاءت إليهم إدارة جديدة، وما أكثرهم في السنوات الثلاثة السابقة، ورفعت شعارات محاربة الفساد وتطهير هيئتهم من هؤلاء الطالحين الفاسدين، إلا أنها سرعان ما يتكشف أمرها بالاستمرار على نهج سابقيها، حتى ولو كانت النوايا طيبة واستشعر البعض صلاح أمرها، فموجة الفساد عالية وطاغية، وبطانة السوء وأصحاب المصالح تسرع بنسج شباكها وشركها بخطوات محكمة وقابضة لإفشال أي خطي للإصلاح.

البريديون مثل جموع المصريين ضد الفساد، وضد هؤلاء القلة الطالحة الفاسدة المستبدة، ولكن ينقصهم أمراً هاماً، إلا وهو أن يكونوا جمعاً ضد هذا الفساد، إلا يكون من بينهم ناظر أو غافل أو ساكن، فالبريديون مثل جموع المصريين ينقصهم الاتحاد والإيمان بعزيمة القدرة على هزيمة تلك الدولة العميقة، وقهر تلك الشبكة  الفاسدة التي أهلكت الحرث والنسل، وأفسدت علينا حياتنا وأوطاننا، فالذئاب لا تأكل إلا الغنم القاصية!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 19 ديسمبر 2013

نادي البريد المصري !!...


فجأة وبدون مقدمات خرجت علينا النقابة العامة للبريد بمطالبة الإدارة العليا بإنشاء نادي للبريد المصري، فبعد ربع قرن من الزمن أو أكثر والبريد المصري يقوم بخصم جنية واحد من أكثر من خمسين ألف موظف شهرياً لحساب هذا النادي، تبين أنه لا يوجد نادي!!..

هذه ليست دعـابة أو أضحـوكة أو مزحـة كالتي أطلـقها الفنـان "عـادل أمـام" في مسرحيته الشهيرة "شاهد ماشفش حاجة" حين هدده محصل مصلحة التليفونات برفع عـدة التليفون إذا لم يدفـع الفاتورة، رغم أنه غير مشترك بالخدمة!!.. بل هذه هي الحقيقة التي نتعايش معها، ليس البريديين فحسب، بل يعيشها كافة المصريين، فمنطـق الاستخفاف بالعقـول والاستغـفال بجبـاية المال من جيوبنـا دون منفعة مقابلة أو خدمة فعلية واقع يومي نعيشه، بدءاً من تحصيل رسوم النظافة على فاتورة الكهرباء جبراً، إلى ما يتم لصقه على نماذج الخدمات الحكومية من طوابع ودمغات!!..  

الدعابة في الموضوع ليست في اكتشاف عدم وجود النادي، أو طريقة استيلاء البعض على المبالغ التي تم تحصيلها من العاملين خلال تلك السنوات، بل الدعابة الحقيقية تكمن في أمرين:
الأول : أنه بالفعل تم تخصيص قطعة أرض شاسعة من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بمدينة العبور بغرض إنشاء نادي رياضي واجتماعي لجموع البريديين، إلا أن المسئولين بالبريد المصري والقائمين على أعمال هذا النادي المزعوم كان لهم توجه آخر، باستمرار فرض الجباية المقطوعة من رواتب العاملين دون المضي قدماً في بناء سور للأرض تمهيداً لإنشاء النادي، وكأن هؤلاء البريديين ليس لهم حظاً في الدنيا كبقية خلق الله، فهم أقل وأدني - من وجه نظرهم- من أن يحصلوا على جزء من الراحة والترفية والاستمتاع كبقية البشر، فتم سحب الأرض وبيعها بمعرفة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعد إنذار البريد المصري عدة مرات بضرورة استغلال الأرض فيما خصصت له.

أما الثاني: الأكثر سخفاً هو قيام النقابة العامة للبريد والتي تطالب بإلغاء الخصم من رواتب العاملين في حالة عدم إنشاء النادي بالفعل، بتحصيل مبلغ 2 جنية من كافة العاملين بالبريد المصري، بخلاف 25ر1 جنيه للزمالة المركزية والمحلية، دون تقديم خدمات نقابية حقيقية أو معاش للمتقاعدين أو مساعدات معقولة لأعضائها في أوقات الضيق والشدة والمرض، وكل ما تقوم بها هو الدعاية لنفسها ولأعضائها، ومدح وتمجيد الإدارة العليا، ومن باب ذر الرماد في العيون الترويج لبعض الرحلات الترفيهية مقابل مبالغ تفوق تكلفتها الفعلية.

أيها الإخوة البريديين، الآن تبين مدي الاستخفاف واستغفال العقول، فالنقابة التي جاءت بقانون باطل واستمرت بالزور والبهتان، لا يمكن أن تخدم أعضائها، أو تجلب لهم خيراً أو المنفعة...      

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

أغــاني بريـدية !!...


الأغنـية هي مـا يتـرنم به من الكـلام المـوزون، مصحوباً في العادة بالعزف الموسيقي، وتختلف طبيعة الأغاني باختلاف مقاصدها، فمنها العاطفي ومنها الشعبي ومنها الوطني، وعادة تستخدم للتعبير عما بداخل الوجدان الإنساني في حالات الفرح والحزن، والفراق والحنين وغيرها...

والأغاني العربية عموماً كانت تمثل في معظمها نموذجاً للتعبير الشعوري عن حالات الحب والهجر والفراق، وما إلى ذلك مما ساقه الشعراء والأدباء العرب في أشعارهم وقصائدهم، والتي أمزجت تدريجياً بالعزف الموسيقي، وأنشدها فيما بعد أصحاب الأصـوات الرخيمة، فكانت في بعض الأحيـان كالقاطـرة تشد قطـاعاً كبـيراً من الناس لشوق الاستماع والاستحسان والمحـاكاة، فالكل كما يقولون يغني على ليله...

وهذا المعني من الحب والشوق والفراق، اقترن أيضاً في زمن ما، بالرسائل والخطابات البريدية، فكانت تلك الأغاني التي كانت تشير إلى البريد والمراسيل والجوابات، لإلقاء اللوم والعتاب على تأخر أو عدم رد الحبيب، فكثيراً ما كنا نسمع بعض تلك الأغاني التي أجد أهمها وضوحاً أغنية البوسطجية أشتكوا من كتر مراسيلي، للمطربة رجاء عبده.

أغاني كثيرة تعلقـت موضوعها بالمراسيل والجوابات، حيث كانت شأناً مهماً في التواصل العاطفي والوجداني بين العشاق والمحبين، منها على سبيل المثال: أغنية يا مرسال المراسيل للمطربة فيروز، وأغنية فاتت سنة حتى الجواب منه موصلش للمطربة ميادة الحناوي، وأغنية عاوز جواباتك للمطربة نجاح سلام، وجواب للمطرب عبد الحليم حافظ، وأغنية أكتبلك جوابات واستنى ترد عليه للمطربة ليلي مراد، وأغنية بعت لك جوابين وليه مجاش الرد للمطرب محمد عبد المطلب، ومراسيل لمحرم فؤاد، وجئت تأخذ رسائلها للمطرب محمد عبده، وغيرها ...

الأغاني البريدية المتعلقة بالحب والشوق والفراق متعددة وكثيرة، وكثيراً ما كان يلقي باللائمة على موظف البريد سواء بالتأخير أو ضياع الرد، حتى اضمحلت تلك الأغاني وزمنها الجميل، وبالتالي أصبح شكوى البوسطجية ليست من كثرة الخطابات بل من قلتها...

الآن انتظار الخطابات والمراسلات أصبح مصدر للقلق والخوف، فأما أنها قادمة من المحاكم، أو من مصلحة الضرائب، وأقلها إزعاجاً إشعارات البنوك، فالحب والعشق والفراق الآن أصبح إلكترونياً...    

وللحديث بقية أن شاء الله...

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

تناقضات البريـد المصري !!...



التناقـض هـو قــول الشئ وضـده، أو هو الإثبـات والنفـي في حـالة من الأحـوال، وفي علم المنطـق هو تلازم بين قضيتـين يوجــب صـدق إحـداهما وكـذب الأخـرى، وأهـم مـا يمـيز العقـل البشري قـدرته على إدراك هذا التناقـض، فالعـاقل وحـده هو الذي يستطـيع إدراك الشئ ونقضـيه.

أما منظومة البريد المصري، فأنها خارج هذا المنطق، وخارج العقل أيضاً، فلا أحد يستطيع فك طلاسم بعض تناقضاته، التي تزداد يوماً بعد يوم، وتتناقل عبر سياسات الإدارة من إدارة لأخرى، وتحتاج إلى عباقرة وجهابذة لتفسيرها وتوضيح مراميها وغايتها...

أهم وأخطر تلك التناقضات هو التزام البريد المصري بالفائدة التي يحددها البنك المركزي المصري على إيداعات صندوق التوفير، والتي خفضت مؤخراً من 9% إلى 5ر8%، دون خضوع أموال تلك الإيداعات لولاية أو مراقبة البنك المركزي، بينما فائدة مثيلتها بصناديق التوفير بالبنوك الحكومية والغير حكومية الخاضعة لمراقبته لا تصل إلى 6%، الأمر الذي يؤدي لاجتذاب صندوق توفير البريد لمزيد من إيداعات العملاء عاماً بعد عام، والتي ارتفعت بالفعل من 88 مليار جنية في 30/6/2010 إلى نحو 124 مليار جنيه في 30/6/2013، دون وجود رؤية واضحة وغموض بعض السياسات المالية للدولة لاستثمار تلك الأموال، تجعله عاجزاً عن تغطية الأعباء التمويلية تجاه الفائدة التي تدفع للمودعين، مما يخضع البريد المصري لضغوط هائلة ودائمة في إيجاد بدائل لتغطية الفارق بين ما تحققه تلك الاستثمارات وما يدفعه للمودعين، والذي بلغ لأكثر من 4 مليار جنيه خلال السنوات الأربعة الماضية، تكبدها البريد المصري دون مبرر!!..

وتناقض آخر، فيما يعلن من التوسع في منح الحوافز والبدلات والمكافآت للعاملين استرضاءً للبعض أو للكل، وبصورة  عشوائية وغير عادلة، لا تتناسب بما حققه البريد المصري من خسائر متلاحقة خلال السنوات الأربعة السابقة لتصل في مجملها لنحو 7ر2 مليار جنية، ودون وجود رؤية واضحة وقيمة مضافة لكثير من الخدمات التي يقدمها البريد المصري بأسعار زهيدة، تحت ضغوط الحكومات المتتالية، ويتكبد فحواها العاملون بالبريد المصري أيضاً دون مبرر!!..

تناقضـات البريد المصري كثـيرة ومتعـددة، وبقطـاعات عـدة تعمل في ظـل تلـك التناقضات، التي في نهاية المطـاف تجعـله في تلك الحالة الاهتزازية الارتجـالية التي لا تساعده على النهوض من كبوته...  

والحمـد لله الذي وهبـنا نعـمة العـقل الذي يجعــلنا نمـيز تلـك التناقضات!!..  
  
وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 7 ديسمبر 2013

حساباتـنا البريـدية !!...



حساباتـنا البريـدية مفعمة بالتراجيـديا، أو بالكوميـديا السوداء، التي تصـور المأساة من خـلال أحداث متلاحـقة، تجعل المشاهد يبكـي من كثرة الضحـك، ويضحـك من شدة المعـاناة والألم، تراجيـديا أبدعها الممثل الراحـل "نجيب الريحاني" بأحـد أفـلامه القديمة "أبو حلموس".  

فكان من أحد مشاهده، هذا التأثير البالغ على مفهوم الحسابات والمحاسبة، والتي تكاد تكون الآن نبراساً يهتدي بها في أساليب الغش والخداع والتضليل المحاسبي، وذلك حين أندهش نجيب الريحاني "شحاتة أفندي" أمام رئيسه الجديد ناظر الوقف "عباس فارس" من عظم المبلغ المقيد بالدفاتر كقيمة إجمالية لما تم صرفه لدهان غرفة، وأتهمه دون معرفة بالغباء واللصوصية، وأفاده بأنه يستطيع مضاعفة هذا المبلغ أضاعفاً مضاعفة لو تم القيد بطريقته الشيطانية، وذلك بتجزئة المبلغ: كشط الدهان القديم كذا...، سنفرة الحوائط كذا...، تنظيف الثقوب كذا...، تقطيب ومعالجة الثقوب كذا...، دهان أول وش كذا...، سنفرة دهان أول وش كذا...، دهان ثاني وش كذا...، وهكذا يتم ضبط الدفاتر، ونيل المراد بمضاعفة المبلغ المراد صرفه.  

وحساباتنا بالبريد المصري التي تجمع صنوف عدة من الأساليب المحاسبية، كالمحاسبة الحكومية والنظام المحاسبي الموحد والحسابات البريدية، والمحاسبة البريدية الدولية، بالإضافة لمعايير المحاسبة المصرية كإطار مكمل للنظام المحاسبي الموحد، ما هي إلا نتاج تطبيقي معقد لهذه الطريقة الشيطانية التي أبدعها الممثل الراحل نجيب الريحاني، مع الفارق في اختلاف الزمان والمكان.

الأمثلة عديدة، استطيع سردها في مجلد، بيد أن الخشية من المزيد من تلك التراجيديا المفعمة بالمأساة، قد تحول تجاربنا في البريد المصري لمادة خصبة لإنتاج المزيد من تلك الأعمال السينمائية الساخرة، والتي قد تفوق بمراحل إبداعات الممثل الراحل نجيب الريحاني وغيره، ومنها على سبيل المثال:
-  ما تم سداده بإقساط سنوياً بنحو 7ر17 مليون جنية للبنك الدولي التجاري الدولي، لحساب مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحديث البريد المصري، ضمن الاتفاقية الموقعة بقيمة 4ر6 مليون دولار تتحمل منه الهيئة 1ر6 مليون دولار تسدد على دفعات سنوية لمدة أربعة سنوات تبدأ من يوليو 2005 حتى يونيو 2009، ومازال الهيئة تقوم بإثبات تلك المبالغ بحساباتها الختامية حتى 30/6/2013 بما قيمته 4ر13 مليون جنيه، دون تفسير لاستمرار صرف تلك المبالغ سنوياً.
-  أو ما تم سداده لهيئة الأبنية التعليمية في يونيو 2012 بما قيمته 2ر18 مليون جنيه بشأن تطوير مبني الإدارة العامة، والكل شاهد على المبني الذي تم دهان حوائطه الخارجية، دون سنفرة أو تقطيب للثقوب أو حتى دهانه وش ثاني!!..

بالتأكيد البريد المصري في حاجة شديدة إلى بعض المحاسبين المبدعين، الأكفاء في الإخراج التراجيدي، حيث مازال الفنان الراحل نجيب الريحاني حاملاً لتلك الراية الإبداعية في الفنون المحاسبية !!..  

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأحد، 1 ديسمبر 2013

بريديون ضد الفكاكة !!...


بداية من هم البريديون؟!.. هم أنا وأنت، مهما كانت طبيعة العمل، سواء كانت بمكتب بريد أو منطقة توزيع أو إدارة عامة، ومهما كان المكان، من مرسي مطروح شمالاً حتى الأقصر وأسوان جنوباً، فنحن البريديون على اختلاف المعرفة الثقافة والعلمية والدرجة الوظيفية نمثل شريحة مهمة من شرائح الطبقة الوسطي بالمجتمع المصري، هذه الطبقة المناضلة التي لطالما دافعت عن حريتها وكرامتها وتماسك وضعها الاجتماعي من التآكل لسنوات عدة.

أما الفكاكة، ذلك المصطلح الجديد، فما هو إلا نتاج استخفاف تلك الطبقة الحاكمة المسيطرة المستأثرة بالسلطة والمال، بعقول الآخـرين، فالفكاكة كالفهـلوة والشطارة، التي تبيـح اغتصاب حقـوق الآخـرين، بالتدليس والتزييـف والغش، من أجـل الحفـاظ على وضـعها الاجتمـاعي ومكاسبها التي اغتصـبتها عبر سنوات، من قـائد إلى قـائد ومن رئيس إلى رئيس، فالفكاكة باختصـار تعـني بعـد قيـام ثورة 25 ينـاير، "لف وأرجـع تاني !!..".   

هكذا، بعد اللـف والرجـوع لنقـطة البدايـة، ستعاود أيها المسكين الكـره مـرات ومـرات، حتى لو قمت بثورة أو اعتصـام أو مظاهرة، ستظل مكانك ضمن تلـك الطبـقة الكادحة المقهـورة التي لا تستطيع أن ترفـع رأسها أو تحلـم بإلحـاق أبنـائها بالسلك الدبلوماسي أو القضـائي أو العسكري، وعظـيم حلمـها الحصـول على الحـد الأدنـى للأجــور، أو إيجـاد عمل بسيط لأحـد أبنائها، فتلـك قـواعد الفكاكة!!..   

تلك الفكاكة هي التي جعلت كل رؤساء مجالس إدارات البريد المصري منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن بالتوقف والعجز عن تصويب خـلل توزيع حافز التميز، ذلك أن تلك الطبقة المسيطرة المستأثرة، دائماً ما تمنح نفسها الأولوية والأفضلية في صرف تلك الحوافز، بغض النظر عن تدافع وتطاحن وعذابات بقية العاملين بالبريد المصري، وكذلك التوقف والعجز عن تصـويب تلك القـرارات الإدارية الباطـلة الظالمة التي صـدرت في 26/12/2010 والبالغة نحو 378 قـراراً بترقية ما يقـرب من ألف من العاملين لدرجـة مديـر إدارة ومديـر عـام، وما يتقاضونه من حوافز تميز تبلغ نحو مليون جنية شهرياً، دون استحقاق الكثير منهم، لمجرد أنهم من تلك الطبـقة المسيطرة المستأثرة أو من مريديهم، ناهـيك عن عشرات الوظائف التكرارية الغـير مدرجة بالهيكل التنظيمي من مساعد مدير عام ومساعد رئيس قطـاع، وكلها وظائف هامشية لا مبرر لوجودها إلا للتمتع بصرف الحافـز والمزايا الأخري، لإرضاء بعض العاملين ومن باب ذر الرماد في العيون.

البريديون بالتأكيد ضد تلك الفكاكة، وسيظلون كذلك لطالما طلت علينا لائحة الحوافز الجديدة بنفس خصائص وسيئات اللائحة القديمة، وكفاية فكاكة !!..   

وللحديث بقية أن شاء الله...