السبت، 20 أبريل 2013

ساب وسابا وسبوبه البريد المصري !!..


ثلاث كلمـات قـد يعتـقد البعـض حين سردها بالتتـالي أننا نبحث عن جـذر من جـذور اللغـة العربيـة، بينـما هي ذات مدلـول بعلاقـة مترابطـة في البريـد المصري وحـده.

فالكلمة الأولي: وهي كلمة ساب (SAP) أسم شركة عالمية، اختصـاراً Systems Applications and products تأسست عام 1972 من مجموعة من مهندسين يحملون الجنسية الألمانية بعد أن استقالوا من شركة (IBM) الأمريكية، ويكمن نشاط تلك الشركة الرئيسي في إصدار مجموعة من البرمجيات تساعد المنشآت على الارتقاء بأعمالها وربطها بنظـام واحـد يكفــل لهـا الترابـط وكفـاءة الأداء دون الحاجـة إلى استخدام عـدة برمجيـات وأنظمـة من شركـات مختـلفة، والتي ستؤدي حتماً إلى وجــود اختــلاف في البيــانات المدخـلة والمخرجــة وبالتالـي إلى الحاجــة لمـا يسمي الدمج أو الربـط  Integration ، وأهـم برامج تلك الشركة ما يطــلق عليــه (ERP) اختصـاراً Enterprise Resource Planning وتعني تخطيط موارد الشركات.

ولأهمـية تلـك التطبيقـات الحديثة، وما نشاهده من حـرص القائمين على البريـد المصري خــلال الفــترة السابقـة من تطـوير تكنـولوجـي هائل وتحديـث لأنظمته العتيدة، تم التعـاقد مع تلك الشركة لتنفيذ تلك التطبيقـات نظير مبلغ 73 مليـون جنيه خـلال الفترة من 2008 حتى 30/6/2011، لم يتم الاستفادة منها في ميكنة أعمـال الهيـئة، ناهيـك عما يتم دفعـه سنوياً بما يقـدر بأكثــر من 11 مليـون جنيـه لاستمـرار التعاقـد والقيـام بأعمـال الصيـانة والدعـم الفني، وذلـك حسبما ورد بتقـرير الجهـاز المركـزي للمحاسبـات.

والكلمة الثانية: سابا فهي أشارة إلى، يوسف سابا باشـا، الذي تولـي إدارة البوستة العمـومية خـلال الفترة من أول عـام 1887 حتى عـام 1907، ويرجـع له الفضل في إنشاء صندوق توفير البريـد عـام 1902، حيث أراد جـذب المدخـرات الصغيرة من المصريين بعيــداً عن استغـلال البنوك الأجنبيـة، بحيـث يأمـن فيه العامـل والموظـف والفـلاح على فائـض إيـراده، لاستغلاله وقت الحاجـة، وخاصة بعد ما أكتسبه نظـام البريـد من رسوخ في التربة المصرية في الريـف والحضر، فكان سبباً مباشراً في تجميـع تلـك المدخــرات الهائلة التي وصـلت الآن لأكثر من 112 مليــار جنيه.

أما الكلمة الثالثة: فهي سبوبه، وهي العلاقـة السببية بين الكلمـة الأولي والكلمـة الثانية، فلو لم يكـن صندوق توفير البريـد، وجذبه لتلك المدخرات الهائلة من أمــوال المودعين المصريين، لما كان للقائمين على البريد المصري القـدرة على الإدعــاء بتطــويره وتحديـثه بضـخ تلـك الملايين من الجنيهات في التعاقـد على تطبيـقات (ERP) وتركها ثلاث سنوات متتالية دون الاستفادة منها، بالإضـافة إلى التعاقـد مع العديد من الشركات التي تنتج تطبيقـات أخـري مماثلة، بينما من المعروف بالأساس أن تطبيقات شركة ساب هي تطبيقات متكاملة لإدارة المنشآت والشركات وتغـني عن كافـة التطبيقات الأخرى.

هذه السبوبه، ترتفـع وتنخفض حدتهـا بين الحيـن والآخـر بمزيد من التعاقـدات مع شركات أخـري، وصرف بدلات وحـوافز ومكافآت تدريب لبعض العاملين المختارين، ومنه لله سابا باشا، وحسبي الله ونعم الوكيـل فيه، الذي تسبب لنا في كل هذا العناء بإعطـائه إشارة البدء في تجمـيع تلك المدخـرات لتمكين أدعيـاء التطـوير التكنـولوجي والتحـديث من تلـك الحجـة الشيطـانية المتطـورة في إهـدار أمـوال الهيئة وأموال المودعين، ورزق الهبل على المجانين!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 18 أبريل 2013

حوافز تميز البريد المصري !!..


من المؤكد أن لائحة حوافز تميز البريد المصري ما هي إلا قنبلة زمنية مفخخة، سوف تنفجر سواء تم تعديلها الآن أو تركها بوضعها الرث الحالي، ذلك لأنها بنيت في الأساس على مصالح شخصية واجتهادات ذاتية لبعض قيادات الهيئة السابقين وأتباعهم من القيادات الحالية في محاباة وتثبيت أوضاع سياسية تخدم مصالحهم بالدرجة الأولي، انتهت نظرياً بقيام ثورة 25 يناير.

تلك القنبلة المفخـخة يتم شحنها وتجهيزها كلـما قـدم إلى البريد المصري رئيساً جديـداً يتوسم فيه العاملون إنقـاذ ما يمكن إنقـاذه مما أفسده النظام السابق، وهذا الرئيس الجديد عليه أن يختـار أما مسايرة ما هو كائن باستمرار انتفاع أصحاب المصالح والأقارب والمتسلقين في الحصول على أكبر فائدة وتميز، أو مواجهة جموع العاملين الذين يتطلـعون إلى يوم الخلاص من هؤلاء القوم الذين أفسدوا الحـرث والنسل.

هذا تحديداً ما واجهه المهندس/ هاني محمود، حين تولي رئاسة البريد المصري قبل ثورة 25 يناير بأيام معدودة، حين اضـطر بعد مواجهة العاملين الغاضبين بسبب الفساد وخاصة فساد تلك اللائحـة، برفع نسبة الحافز 10% لكـافة العاملين وإلغـاء التقييم، ودون تعديل لهيكلها، ثم استقال، بسبب ما واجهه من ضغوط، وتابعه الدكتور/ طارق السعدني، حين أصدر القرار الإداري رقم 1445/1 بتاريخ 28/7/2011، تعديلاً للائحة حافز التميز الصادرة بالقرار الإداري رقم 1226 بتاريخ 1/7/2007، فما لبث أن تواصـلت مظاهـرات وإضـرابات العـاملين بالعـديـد من المكـاتب البريـدية، بسبب إعـادة تقيـيم الحـافز، حتى استقـال أيضـاً تاركـاً الوضـع إلى ما كان عليه في السـابق.

القنبلة الآن أكثر من كونها مفخخة، ويحاول البعض من قيادات الهيئة الإسراع في تفجيرها، بإعادة التقييم، والذي يعد سبباً رئيساً في إثارة العاملين، ذلك أن معظم من بيدهم هذا التقييم تم ترقيتهم أما بالغش أو التدليس أو الرشوة ودون معايير لكفاءة أو أقدميه، سوى كفاءة السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر وتوصيل الأولاد للمدارس وقد تصل لغسيل الملابس في البيوت...

هذا الكلام قد يصيب البعض من الزملاء بالاستياء والغضب، ولكن عليهم أن يبحثوا أولاً كيف تم ترقيتهم؟!.. وكثير منهم يعرف جيداً كيف ترقي لدرجة رئيس قطاع أو مدير عام وهو لا يستحق راتبه الأساسي، ناهيك عما يتقاضاه من حوافز وبدلات ولجان ومزايا عينية أخري، وإلا فلما وصل الحال لتتابع خسائر الهيئة للعام الثالث على التوالي، لو كان لديهم الكفاءة المطلوبة للتميز.   

القنبلة سوف تنفجر عاجلاً أم آجـلاً، ذلك سواء بتعديل اللائحة أو عدم تعديلها بسبب ما فيها من ظلم وإهدار لحقوق العاملين الكادحين بالمكاتب البريدية وخطوط التوزيع وغيرهم، وتميز البعض الآخر دون عمل أو إنجاز حقيقي، أو شغل وظائف وهمية لا قيمة لها، وترفض الإدارة العليا بإصرار وبشدة المساس بتلك الوظائف، رغم تنبيهات النيابة الإدارية وتوصياتها بتصويب تلك القرارات ونقض الوعد أكثر من مرة بتقييم تلك الوظائف وتصويبها.

كل ما أخشاه أن نعـيد الكـره مرة أخـري بتجربة الدكتـور/ طـارق السعدني، وخلـفه الأستاذ/ مسعد عبد الغني، في حلـقة مفرغة من اللـف والدوران إلى المجـهول، مجهـول سيدفع ثمنه حتماً العاملون بالبريد المصري وحدهم، الذين لا يريدون من رئاستهم الواعدة الجديدة إلا الحـق والعـدل والمسـاواة وقـول الله تعالي "وَأَنِ احْكـُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّـبِعْ أَهْـوَاءَهُمْ وَاحْـذَرْهُمْ أَنْ يَفْتـِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنـزَلَ اللَّهُ إِلَيـْكَ... "

وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 13 أبريل 2013

حـدوته البريـد المصري !!..


لم استطع خلال هذا الأسبوع عن التوقف في التفكير في ذكريات أبله فضيلة، وبرنامجها المميز "غنوه وحدوته"، فجاء الدور الآن لسرد حدوته البريد المصري بعد غنوته السابقة، فتلك حدوته  لطالما تكررت  رغم آلمها ومرارتها وعذاباتها، إلا أنه يجب أن تحكي على مسمع ومشهد من الجميع، فحدوته البريد المصري، لا مثيل لها رغم انتشارها وتواتر روايتها.

فذات يوم وأنا أعمل مفتش مجموعة بالإدارة العامة لمنطقة بريد شرق القاهرة، ذهبت للمرور على أحد المكاتب البريدية النائية بالمنطقة، فإذا أجد العاملين داخل المكتب يرفعون أرجلهم بعيدا عما طفح من مياه المجاري، ومع ذلك يواجهون كم هائل من جمهور المتعاملين بالمكتب، دون كلل أو تبرم، ورئيسهم الطاعن في السن، يكاد يختنق من زحام الجمهور وما ينبعث من روائح كريهة بالمكتب، ومع ذلك قدم كل العون في إنجاز مهمتي التفتيشية، وانتقلت في نفس اليوم لمكتب آخر، فوجدته ليس به مجال للتهوية إلا بوابته الرئيسة والتي تمتلئ بالعشرات من الجمهور، والعاملون بالمكتب لا يستنشقون إلا الغبار والتراب، وكأنهم في عذاب أليم.

هذه للأسف حدوته البريد المصري، فمنذ توسع أعمال البريد المصري لتشمل أعمالاً مالية بالدرجة الأولي من توفير وحوالات مالية وصرف معاشات وحسابات جارية وغيرها، واضمحلال الأعمال البريدية التقليدية والعاملون بتلك المكاتب البريدية يزاولون أعمالاً مماثلة تماماً لأعمال البنوك، بينما لا مقارنة بين العاملون بالبنوك حتى الحكومية منها والعاملون في البريد المصري، لا من حيث الرواتب أو المزايا أو تهيئة ظروف العمل، ولا حتى في المعاملة الإنسانية.

فالفرق بين هؤلاء السعداء وهؤلاء البؤساء، أمر وحيد لا يمكن إنكاره، إلا وهو حسن الإدارة بالبنوك، فالإدارات العليا بالبنوك تحرص على إدارة رأس المال بطريقة صحيحة تحقق أرباحاً، تمكنهم من رفع مستوي العاملين لديها مالياً وأدبياً وفنياً، إما الإدارة العليا بالبريد المصري، فتعمل وكأنها تدير أموال يتامى، لا صحاب لها ولا وريث، فالأموال تضخ في استثمارات فاشلة، وشركات خاسرة، وأوراق مالية بالية، وسيارات فارهة بالإيجار التمويلي، ومع ذلك يحصلون هؤلاء القادة على مزايا نقدية وعينية تفوق مزايا ما يحصل عليه قيادات البنوك.

لطالما يوجـه قيـادات البريد المصري نداءات للعاملين بزيـادة الإنتـاج، والحـرص على معامـلة الجمهور، وعـدم الاعتصـام والتظـاهر، وفي المقـابل هؤلاء البؤسـاء يواجهـون ظروف عمل صعبة، وطوفـان من جمهـور المتعاملين يوميـا، ومزايـا نقـدية وعينية ضئيلة، بينـما المناصب والحوافـز والبدلات والمكافـآت تمنح للمقربين والمطبلين وأصحـاب المصالح، لدرجـة وصل إلى التسابق والتناحر فيما بينهم على تقاسم الغنائم، دون إحساس أو ضمير.  

حدوته قد تكون اقتربت من نهايتها، وسيرويها القاصي والداني، سواء في برنامج أبله فضيلة أو غيره، وسيعلمها جيداً قيادات البريد المصري، فلا عمل إلا مقابل آجر مجزئ، وظروف عمل مناسبة، فالعاملون بالبريد المصري ليسوا أقل من العاملين بالبنوك، وكفي سرقة ونهب وسيارات بالإيجار التمويلي ....
  

السبت، 6 أبريل 2013

غنـوه البريـد المصري !!..


أعتقد أنه كل من هو في عمري يعرف جيداً البرنامج الإذاعي الشهير غنوه وحدوته، فكلنا ونحن في سن الطفولة كنا نتلهف صباحاً على سماع الإذاعية اللامعة، أبله فضيلة، بصوتها الرخيم الجذاب وبحكايتها المثلية الشيقة، ذكريات لا يمكن أن تمحي من ذاكرة هذا الجيل...

تلـك غنـوه، بينما غنـوه البريد المصري، فيبدو أنها غنوه سجلت على اسطوانة مشروخة، يعـاد لحنها وكلمـاتها بطريقة آلية، فهي غنوه باهتة، تجعلنا نضـع أصابعــنا في آذانـنا من غلظة كلمـاتها التي تصم الآذان، ذلك ما أطـربنـا به السيد المهندس/ عاطـف حلمي ، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال حفل تسليم رئاسة البريد المصري للدكتور/ أشرف جمال الدين، حيث قال: أننا جميعاً ضد الفساد أو التجاوزات بكافة أنواعها، مشيراً إلى أن ما لديـه أي ملفـات فساد يتقـدم بها إلى الجهـات المسئولة للتحقيـق فيـها، ومن قبـله غنـاها المهندس/ هاني محمود، بدعــوة كافة العاملين بالبريد المصري، ولمن يمتلك منهم أوراق أو مستندات أو وثائق تلـوح منها رائحة الفساد أن يتقـدم بها للنيابة، ومن قبله رددها المهندس/ محمد سالم عبد القادر، والمهندس / ماجد عثمان، وعلى النغمة ذاتها رددها رؤساء مجالس إدارة البريد المصري المتعاقبين، بدءاً من المهندس/ هاني محمود، ثم الدكتور/ طارق السعدني، ثم الأستاذ/ مسعد عبد الغني، وأخيـراً المهندس/ أيمن صـادق، فهي غنـوه باهتة بكل ما تعنـيه الكلمة، غنـوه كل المسئولين عن البريد المصري بعد ثورة 25 يناير.

وكأن معالي السيد الوزير استهجن غلطتنا في البريد المصري من عدم الاستعانة بالفنانة إلهام شاهين، لتقديم بلاغات للجهات القضائية، فأراد أن يفتح لنا طريقاً للخلاص من منظومة الفساد المتراكمة والمعقدة في البريد المصري، بأن يعيد على مسامعنا غنوه الوزراء السابقين.

الإشارة بالتأكيد وصلت لجموع العاملين بالبريد المصري، ونحن ننتظر منكم معالي الوزير، وسعادة رئيس البريد الجديد، أن تكونا هامة وقدوة ومثل في محاربة الفساد، أن تكونا نبراساً لجموع العاملين بالبريد المصري، بتقديم ما لديكم من ملفات ومخالفات وتقارير رقابية وما أكثرها للجهات القضائية للتحقيق، ومحاسبة كبار الفاسدين، فأصحاب البريد المصري بسطاء، نهشت أموالهم، وسرقت أرازقهم، وضيعت أحلامهم بمكر من الليل، وخبث بالنهار، "فكبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون".

ومازالت على يقين أن غنوه أبله فضيلة أفضل وأرق وأشجن من غنوه البريد المصري !!..