السبت، 25 مايو 2013

شركات البريـد المصري !!..


في إحدى البرامج التلفزيونية الساخرة، استنكر ضيف البرنامج بسخرية قائلاً: مش مصر ده أمي!!.. طيب هو اللي يسرق أمه تقولوا عليه حرامي!!.. هذا كان منطق بعض قيادات البريد المصري السابقين، في المحاورة والالتفاف حول القوانين من أجل هدف واحد، إلا وهو نهب أموال البريد المصري وأموال مودعي صندوق توفير البريد، وقد كان!!..

فطبقاً لنص المادة الخامسة عشر من القانون رقم 19 لسنة 1982 بإنشاء الهيئة القومية للبريد، والتي تسمح للهيئة بإنشاء شركات مساهمة بمفردها أو مع شركاء آخرين، كان المنفذ من أجل تحقيق هذا الهدف الوحيد، وهو تسريب أموال البريد المصري وأموال مودعي صندوق التوفير من خلال تلك الشركات بغية سرقتها والاستيلاء عليها بشكل قانوني مبتكر.

وبعيـداً عن سخف تصنيف تلـك الشركات بالحساب الختامي للبريد المصري من شركـات تابعـة وشركـات شقيـقة وشركـات أخـرى، فأن مدارهـا جميـعـا لا يخـرج عن سخف وابتـذال مقـولة ضيف البرنامج الساخر بأن سرقة أمـوالها لا يعـد إلا عبـثاً بحافظـة تلك الأم المسكينة، ربنا يحفظها...

هذه الشركات والتي تم نهب أموال بعضها بالكامل مثل الشركة المصرية لتطوير خدمات الفواتير (جيرونيل)، والشريك الهولندي شاهد، أو تم اختفائها تماماً مثل شركة البريد للتجزئة، أو التي لم يتبقي من رأسمالها إلا اسماً يسجل بالحساب الختامي للهيئة مثل الشركة المصرية لخدمات التوقيع الإلكتروني (إيجبت تراست)، فكانت جميعاً بحق نموذجاً لحافظة الأم الخاوية!!..

ورغم فضائح تلك الشركات وانهيار مراكزها المالية بخسارتها المتتالية وما يتم صرفه من أجور وحوافز وبدلات خيالية سواء للعاملين بها أو بعض العاملين بالبريد المصري، إلا أن موقف مجلس إدارة البريد المصري كان دائماً ما يوصي باستمرار تلك الشركات، رغم أنها لم تقدم للهيئة أي قيمة مضافة، وتتحمل الهيئة أعباء خسائرها.

السخرية لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزتها بإثبات رأسمال بعض تلك الشركات دون غيرها بالحساب الختامي سنوياً بمبالغ ثابتة، كشركة البريد للاستثمار وشركة البريد للتوزيع وشركة البريد للنظم، رغم الإشارة بالإيضاحات المتممة للحساب الختامي دائماً بأنه يتم تقييم الاستثمارات في الشركات التابعة والشقيقة بالتكلفة التاريخية، وفي حالة حدوث انخفاض دائم في قيمتها السوقية أو القيمة المحسوبة عن قيمتها الدفترية - طبقاً للدراسات التي تتم في هذا الشأن- يتم تعديل القيمة الدفترية بقيمة خسائر الاضمحلال...

هذه السخرية والاضمحلال سوف ننشره تباعاً بالتفاصيل، كل شركة على حده، حفاظاً على حافظة الأم المسكينة..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الخميس، 16 مايو 2013

حائط البريد المصري !!..


قد يتوهم البعض أن حائط البريد المصري كحائط البراق أو ما يسمونه اليهود الحائط المبكي، الذي يتعبدون أمامه ويضعوا بشقوق جدرانه رسائلهم وكتبهم التي تحمل أمانيهم وأحلامهم راجينً من الله أن يحققها لهم، بل هو ذلك الحائط الصلب الذي تشاهده وتتحسسه على الفور حين تقترب من ذلك المبني العريق الكائن بميدان العتبة.

هذا الحائط شديد الصلابة والبأس، يصعب اختراقه أو حتى خدشه، وكأنه صمم خصيصاً للمعارضين وأصحاب المظالم، حين تضيق بهم الدنيا، فيضربون رؤوسهم، فتهشم أو تنكسر دون أن يسمع لشكواهم وأنانيهم أحد.

مع مرور الزمن، ورغم صلابة هذا الحائط وتماسكه عبر السنين، إلا أنه أصبح غير مناسب لتهشيم وتكسير العقول، فكان هذا الاختراع العبقري الجديد، وإلا وهو هذا الحائط الإلكتروني، الذي يستقبل عشرات بل مئات الرسائل اليومية من العاملين للتعبير عن غضبهم وشكواهم مما يرونه من فساد وآثره وحقوق تضيع وتستباح، فلا تجد إلا ردوداً مبرمجة نمطية لتهدئ الخواطر وأحلام الحلول الوردية اليانعة التي يتبسم عندها الغافلون.

تطور تكنولوجي رائع، في فن التعامل مع أجيال الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، لامتصاص غضب شباب هذا الجيل الواعد الصاعد، بالحديث عن التواصل والتفاعل والمعلوماتية، دون مزيد من إراقة الدماء على أسوار هذا الحائط العتيد الذي تهشمت عليه رؤوس أجيال من الجيل القديم، دون جدوى، ودون أن يسمع لشكواهم وأنانيهم أحد.

إذاً تحول الحائط الخرساني الصلب الكاسر للرؤوس المحبطة، إلى حائط إلكتروني مرن للعقول البائسة المتطلعة إلى آفاق التغيير لمستقبل أفضل، هذا التطور خدعني كما خدع العشرات من العاملين بالبريد المصري، حينما أعلن عن إنشاء صفحة خاصة للتواصل مع السيد الدكتور/ رئيس مجلس الإدارة الجديد، وقد تورم رأسي مراراً وتكراراً في السابق من هذا الحائط اللعين الصلب من كثرة التجارب معه دون أن يخدش، فقررت أن أقوم بالتجربة بالانتقال إلى الحائط الإلكتروني، فما كان إلا أن تورهم عقلي، وتوقف الدماء في عروقي بدلاً من سيله على الجدران..

ومع كل الأسف والحزن والسنوات الضائعة وكأننا نحارب طواحين الهواء، فالقيادات في البريد المصري على مدار العقدين الماضيين تقوم بكافة الأعمال لتيسير أعماله، بالالتفاف واللف والدوران، دون التفكير، مجرد التفكير في الإصلاح الحقيقي الذي يرفع من شأن هذا المرفق العريق، ومن شأن العاملين فيه...

شخصياُ سوف أعــود لضرب الحائـط الخرساني برأسي من جـديد، فخـروج بعض الدمــاء أفضـل بكثير من هذا الحائط الإلكتروني اللعين الذي يسبب ارتفـاع ضغـط الدم وغليـان العقــل وانسـداد شرايين القلـب.

وللحديث بقية أن شاء الله ...

الاثنين، 13 مايو 2013

البريد المصري سيد قراره !!..


في السابق القريب، عندما كنا نسمع المقولة الشهيرة للدكتور/ فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، وهو أستاذ في القانون، برفضه تنفيذ الأحكام القضائية التي كانت تصدر بشأن صحة عضوية نواب المجلس "أن المجلس سيد قراره" فلا نسمع أزيزاً لشيوخنا الإجـلاء من أعضاء السلطة القضائية، فكانوا حينها صم الآذان، مغمضي العينين، يرجون البقاء في مناصبهم القضائية مدى الحياة بدلاً من التقاعد عند سن السبعين، فكان بحق سيد قراره!!..

أما الآن وبعد ثورة 25 يناير أصبح الكل والحمد لله سيد قراره، فانتقلت تلك العدوى لباقي مؤسسات الدولة، بل أصبح من يدعي بالباطل أنه سيدنا السيد، ومن تلك المؤسسات بالتأكيد البريد المصري، بقانونه رقم 19 لسنة 1982، الذي يفسره البعض على أنه قانون يجب ويلغي قوانين الدولة المصرية بأسرها!!.. ولما لا ونصوصه تمنح سلطات واسعة لمجلس إدارته، فهو السلطة المهيمنة على شئونه وتصريف أعماله دون التقيد باللوائح والنظم الحكومية...

هذا المعني هو ما يحاول البعض إيصاله لكل رئيس مجلس إدارة يتولي مسئولية إدارة البريد المصري، بأنه هو وحده سيد قراره، أو سيدنا السيد، وبإقناعه أن البريد المصري هيئة اقتصادية مستقلة تغرد خارج سرب الدولة وقوانينها الجامدة المقيدة لإدارة هذا المرفق العريق، فيتوهم أنه بالفعل سيد قراره، فيبدأ في إصدار القرارات الإدارية واحد تلو الآخر، ثم تزداد الأمور تعقيداً بتحصينها وعدم العدول عنها حتى لو كانت خاطئة ومتناقضة مع قوانين الدولة.

ولكني لا أفهم، إذا كان البريد المصري سيد قراره، كما يدعي البعض، فلماذا ترتبط بنود موازنته المالية مع موازنة الدولة، وهم يخالفونها، وجدوى تكليف مراقبي حسابات وزارة المالية بمراقبة بنود الصرف والتحصيل، ومراجعة الجهاز المركزي للمحاسبات لقوائمه المالية سنوياً، ولماذا يطبق على العاملين فيه قوانين ضرائب الدخل والتأمين الصحي والتأمين الاجتماعي وغيرها من قوانين الدولة التي تسري على كافة هيئات ومؤسسات الدولة !!..

كما أن ترتيب ووصف هيكل وظائفه التنظيمية تخضع لرقابة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وإلا فلما تعجز الهيئة حتى الآن عن الإعلان عن الوظائف القيادية داخل وخارج الهيكل التنظيمي طبقاً للقانون رقم 5 لسنة 1991، وتلتمس وتتوسل موافقة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة منذ عدة سنوات لاستكمال الشكل القانوني لشغل تلك الوظائف.

تناقـض وتحـايل وتبريـر للكيـل بمكيـالين، وهضـم حقــوق البعـض على حساب البعض الآخـر، يعززه ويقـويه غيـاب الأجهزة الرقابيـة للدولة، وإعجـاب البعض ليكـون وحـده سيد قـراره، دون النظر لعواقب تلك القرارات ومخالفتها الصريحة لقوانين الدولة المصرية، وتوصيات وتنبيـهات الجهـات الرقابية والقضائية، والأمثلة كثيرة ومتعـددة ويصعب سردها... ولكنها البطـانة الخبيثة وأصحاب المصالح ورفـاق السوء الذين زينـوا من قبـل لفرعون سوء عمله، فلم يقـل حينـها أنا سيد قراره، بل قال متبجـحاً أنا ربـكم الأعلى.

والله من وراء القصد ، وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 10 مايو 2013

التغيير في البريد المصري !!..


تعاقب الأحداث في مسار البريد المصري خلال العامين الماضيين، هل أحدث تغييراً حقيقياً بمنظومته المعقدة والمركبة؟!.. سؤال أجابته قد تبدو للبعض أكثر تعقيداً وتركيباً من منظومة البريد المصري ذاتها بكل ما فيها من تداخلات وتشابك سياسي واجتماعي، ذلك لأن غياب مفهوم التغيير من أجل التطوير كانت غائبة، ولم تكن ذات معني حقيقي وواضح لطبيعة وهدف هذا التغيير.

فالتغيير يعني الانتقال بأي تجمع بشري أو مؤسسة إلى الأمام من خلال بناء قدرتها على الأداء بفعالية، هذا المفهوم غاب في وسط ما لاقــاه هذا المرفق العريق في السابق من تهميش وإهمال متعمد ونظرة متدنية لعامليه ومكاتبه ومهامه الصعبة التي ظهرت أهميتها بصورة واضحة في السنوات الأخيرة.

ومن الواضح أن ثمة حركة تغيير تمت بالفعل في معظم المنشآت والهيئات الحكومية المصرية خلال السنوات السابقة، اختلفت درجتها حسب قربها من صناع القرار، فبعض تلك المؤسسات أصابها الجمود والتحجر من كثرة مشاكلها الإدارية وصعوبة هيكلتها كمرفق السكة الحديد على سبيل المثال، رغم ما يضخ فيه من أموال سنوياً بحجة التطوير والتجديد، وكذلك البريد المصري الذي شهد تغييراً شكلياً في تجديد مكاتبه البريدية وتغيير لونها ومحتوياتها أو بالإنفاق ببذخ على مكاتب وسيارات وأهـواء قيـاداته، فكان هذا التغيير يصب في نهاية المطاف في جيوب ومحافظ البعض منهم من جراء تعاقدات فاشلة وضخ أمواله بتوجهات سياسية وحزبية، بغية التهام فوائضه المالية، والاستفادة من تراكم أموال مودعي صندوق التوفير..

وفي خلال العاميين الماضيين صاحب التغيير في البريد المصري تخبط وارتباك، ولم يكن إلا ترقيعاً وابتذال من أجل استمرار تلك السياسات الفاشلة التي أعادته من جديد مرفقاً خاسراً رغم ما يملكه من إمكانات مالية وبشرية ضخمة، في ظل غياب واستحسان بعض الأجهزة الرقابية، التي بات واضحاً للجميع أنها أكثر فساداً من الهيئات والمؤسسات الحكومية التي تخضع لرقابتها الإدارية أو المالية.

فهذا التغيير لم يكن إلا ديكوراً زائفاً بتغيير رؤساء مجالس الإدارة أو بعض القيادات، وترحيل بعض المستشارين والإبقاء على البعض الآخر، ودخول آخرين، كنوع من أنواع تبادل الأدوار لتلك المسرحية الهابطة التي نتعايش معها منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 سواء بالبريد المصري وكذلك ببعض الهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى، ولا عجب أن نري بعض قيادات البريد المصري السابقين يتبؤون الآن مراكز قيادية بمؤسسات الدولة أو العودة مرة أخري لمواقعهم بالبريد المصري!!..

فالتغيير حدث ولا نستطيع إنكاره، ولكنه يبدو أنه كان تغييراً ممنهجاً لمزيد من استمرار هذا الاستبداد والفساد، وتعمد أهدار الموارد المالية والبشرية، ليس للبريد المصري وحده، بل لمؤسسات وهيئات تلك الدولة المريضة، التي مازالت تبحث عن طبيب يصف لها العلاج المناسب.

هذا هو التغيير الذكي - من وجه نظرهم- الذي حقق كل الأهداف بطلقة واحدة، باحتواء آثار الثورة وغضب العاملين ومطالبهم المتزايد، وخروج آمن لبعض اللصوص وسارقي المال العام، ثم تبادل للأدوار لبعض القيادات السابقين، وإعادتهم لمراكزهم القيادية، مع مزيد من وعود بالإصلاح الزائف بالحديث عن الخطط الإستراتيجية والتنمية المستقبلية، وكلمات طيبة وأحلام وردية !!.. فأصحاب مشروع التغيير الذكي يراهنون على إحباط ويأس العاملين، بالاستمرار في مناصبهم وتأدية أدوارهم المرسومة بذكـاء وحنكة التعامل بخفض الرؤوس كلما اشتدت وعلت الأمواج !!..

وإذا ما كانت أرادة التغيير الحقيقي غائبة، أو مازالت ليس لديها القدرة على اقتلاع جذور وخبائث تشابكت واشتدت أوتادها، فأن كل ما يحدث الآن ومستقبلاً لا يخرج عن كونه ترقيعاً للثوب، سوف يزيد من فجاجته وقبح منظره !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

السبت، 4 مايو 2013

حديقة حيوان البريد المصري !!..


الأسـد ، الأرنـب ، الثعلـب ، النعـامة ، الزرافـة ، السلحفـاة ، الدب ، الفيل ، القرد وغيرها ، كلها أسماء رمزية لحيوانات تضمنتها قصة لطيفة سجلها أحد العاملين بالبريد المصري منذ أيام على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، كنوع من أنواع الأدب الساخر، وددت أيضاً أن تسجل بمدونتي مع بعض التغيير في أسماء أبطالها، ذلك لشدة ما ورد بتلك القصة الساخرة من تشابه لواقع البريد المصري خلال السنوات الماضية.

فيحكي أنه كان هناك أرنب مجتهدة يتجه صباح كل يوم إلى عمله بنشاط وهمة وسعادة، فينتج وينجز الكثير من مهام عمله، ولما رآه الأسد يعمل بكفاءة متناهية دون إشراف؛ قال لنفسه: إذا كان الأرنب يعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليه أحد، فكيف سيكون إنتاجه لو عينت له مشرفاً ؟!..

وهكذا قام بتوظيف الثعلب مشرفاً على أداء الأرنب، فكان أول قراراته وضع نظام للحضور والانصراف، وتوظيف النعامة سكرتيرة خاصة لمكتبه لكتابة وطباعة التقارير، وزرافة لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية.

ابتهج الأسد كثيراً بتقارير الثعلب وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليلية لمؤشرات الأداء لعرضها في اجتماع مجلس إدارة الحديقة، فاشترى الثعلب جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر، وعيَّن السلحفاة مسئولة عن قسم نظم المعلومات.

ضـاق الأرنب المجتـهد ذرعـاً من كثرة الجـوانب الإداريـة في النظـام الجديـد والاجتمـاعات التي كانت تضـيع الوقـت والجهد، وعندما شعر الأسد بوجـود مشكلة في الأداء، قـرر تغيير آلية العمل في الحديقة، فقـام بتعيين الدب لخبرته في التطوير الإداري، فكان أول قراراته شراء أثاث جديد وتكييف ومراوح من أجل راحة الموظفين، كما عين له مجموعة من القردة كنواب ومساعدين لمساعدته في وضع الخطط الإستراتيجية لتطوير الأداء وإعداد الميزانية.

وبعد أن راجع الأسد تكاليف التشغيل، وجد أن من الضروري تقليص النفقات للحد من الخسائر المتلاحقة، فقرر تعييّن الفيل مستشاراً مالياً، وبعد أن درس الفيل الوضع المالي لمدة ثلاثة شهور رفع تقريره إلى الأسد بتوصية بأن الحديقة تعاني من العمالة الزائدة، فقرر الأسد حينها فصل الأرنب لقصور أدائه وضعف إنتاجيته وتذمره من النظام الجديد!!...

يا معـالي الأسد الرابـض في البريـد المصري نرجـوك ونتوسـل إليك أن تنقـذ  الأرنب !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

الأربعاء، 1 مايو 2013

البئر المعطلة في البريد المصري !!..


كلـما دعيـت لاجتمـاع في مبني البريـد المصـري بالقـرية الذكيـة، أتذكـر على الفـور قـول الله تعـالي "فَكـَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنـَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَـاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَ بِئْرٍ مُعَطَّـلَةٍ وَقَصـْرٍ مَشِيد"، فالبنـاء فيه فخــامة وعظمة كالقصـور، يبهر المارة والزائرين، ويحلم بها العاملون البسطاء لزيارته، فتكلفة هذا المبني التي تجـاوزت الخمسون مليون جنيه، بخـلاف نحـو 7ر1 مليون جنيه تدفـع سنوياً كصيـانة ونظـافة وحراسة، تجعـله بالفعل قصر مشيد.

ونجد بجانب هذا القصر المشيد، بئر معطلة، فالبريد المصري، وامتلاكه لكافة مقومات النجاح والتفوق من طاقات بشرية وأموال طائلة، وفروع منتشرة في أرجاء الجمهورية، فهو كتلك البئر المعطلة، سواء كان عن قصد أو دون قصد، المهم أنه مثل هذا البئر المعطلة.


"وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ" عبارة موجزة رائعة، تشير إلى خلل وتناقض ما في تلك المنظومة، فتري هذا البئر المعطلة، والتي هي سبب الحياة، بري الأرض والرعي وارتواء الناس وغيرها، بجوار هذا القصر المشيد، بقاطنيه الذين كانوا سبباً في تعطيل مصدر الحياة، تناقض وخلل لا تستقيم معه الحياة، خاصة في البريد المصري، بما لديه من مقومات هائلة للنجاح والتقدم.  

هذا البئر المعطلة في البريد المصري، لم يكن لينضب ويشح ماءه لولا هؤلاء الذين فرطوا وأسرفوا في استهلاك واستنزاف خيراته لأغراض شخصية وسياسية بالسعي وراء أمجاد وأحلام تقلد المناصب الوزارية، وضخ أمواله بسفه في استثمارات فاشلة، ودعايات كاذبة، ومنتديات ومهرجانات وحفلات ماجنة، ومكاتب وسيارات فارهة ، دون أن يرحموا بكاء وعويل خمسة وخمسون ألف عامل بالبريد المصري يحلمون ببعض قطرات من ماء هذا البئر المعطلة.

والآن والبئر معطلة والعاملون عطشا ، يطالب أصحاب القصر المشيد العاملون بمزيد من العمل والإنتاج، وإصلاح ما أفسدوه من قبل، دون مسألة أو محاسبة، بحجة عفا الله عما سلف، وعلينا النظر للمستقبل، وغيرها من العبارات الخادعة الماكرة، التي تصل بالأمر أن يظل أصحاب القصر في القصر وأصحاب البئر المعطلة بجواره ظمأ دون قطرة ماء.

سنة الله في عبــاده لن تتغـير ولن تتـبدل، ولذلـك جــاء ذكـر تلـك القرية الهالكة الظالمة في الآية الكريمة قبل تلك العبارة الرائعـة  الموجزة "بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيد"... فلا إنتاج ولا تقدم إلا باجتثاث هؤلاء المفسدين المجرمين، وأتباعهم ومعاونيهم، فالجراح لن تتعافي إلا بتنظيف ما فيها من وسخات وقيح ودماء فاسدة، حينها سينهمر الماء وستكون أنهار وقصور..

وللحديث بقية أن شاء الله...