الجمعة، 21 نوفمبر 2014

البريد المصري المنكوب !!...



"أنه لا فائـدة تُرجـى من أي جهدٍ ثقافي يُبـذل في هذا الوطن المنكوب المسمّى مصر..." بتلـك الكلمات المحبطة كانت نهاية تدوينه الدكتور والروائي المعروف/ يوسف زيـدان، بصفحته على شبكة التواصـل الاجتماعي، على أثر خـلاف بينه وبين الدكتور إسماعيل سراج الدين، مديـر مكتبة الإسكندرية، بعـدما أصـدر السيد المهندس/ رئيس مجـلس الوزراء قـراراً بتعـين الأخـير مستشاراً ثقافيـاً لرئاسة مجـلس الوزراء!!.. 

كلمات تعبر بصدق عن واقع مؤسسات الدولة وهيئاتها الاقتصادية والثقافية، فنظام ما قبل ثورة 25 يناير مازال يمسك بتلابيب الدولة العميقة، فالدكتور/ إسماعيل سراج الدين تم إحالته للنيابة في نحو 107 قضية، أشهرها بالتأكيد الحساب الشخصي باسم السيدة/ سوزان مبارك والذي كان مصب لجمع أموال التبرعات لمكتبة الإسكندرية، وتم التصالح في بعضها ومازال البعض يتداول بين النيابة والقضاء!!..

الآن فقط شعر البعض أن هذا الوطن منكوب، فبعد الممثل خالد أبو النجا وتصريحاته الجرئية، والكاتب وحيد حامد وانتقاده الحاد، فالدكتور يوسف زيدان وإحباطه، وهم جميعاً من أبناء نظام مبارك تربوا فيه وتعايشوا مع فساده وقيمه الزائفة، فكانوا على غرار "وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ"... 

وعلى غــرار الوطن المنكـوب، كان البريد المصري المنكـوب، فعشرات القضـايا والتحقيـقات ومليـارات من الجنيـهات نهبـت وسرقت منه علـناً وتحت سمع وبصر كافـة الأجهـزة الرقـابية، فما وجــدنا إلا هؤلاء السارقين يخرجـون لنا ألسنـتهم، ويعتـلون من جـديد أرفـع المناصب في الدولة، فبعد تلـك النكبـات والسرقات والتعاقـدات المشبوه، والأمـوال المهدرة مازال هؤلاء وأتباعهم في البريد المصري يمسكون بدفـته ويقـودون مسيرته الفاشلة !!.. 

أكثر من خمسة عشر قضية قدمتها منفرداً للنائب العام ونيابة الأموال العامة والنيابة الإدارية خلال السنوات الثلاثة الماضية، بحجم مخالفات مالية تقدر بالملايين، بل بالمليارات من الجنيهات، ومازال التحقيقات مستمرة، فمازال الوطن منكوب!!..  

فالوطن أصبح منكوباً برأي الدكتور يوسف زيدان، وبالتبعية فالبريد المصري أكثر نكبتاًً، وسيظل الوطن والبريد المصري بالتبعية كذلك طالما كانت تلك الوجوه من نظام مبارك وأتباعه هي من تقود المشهد !!..  

وللحديث بقية أن شاء الله...

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

اللامعقول في البريد المصري!!...



المعقول اسم مفعول من عقل، وهو كل ما يمكن تصوره أو إدراكه وتصديق أمره، أما اللامعقول فهو كل ما لا يقبله العقل أو تصوره أو إدراكه وتصديق أمره، ومن العجب أنه عندما تتحدث عن اللامعقـول يتشوق الجميع للاستماع لإكمال القصة ربما تصـل بنا لأمـر معقـول قـد نصدقـه !!..

وهذا اللامعقول أصبح الآن يتداول في المجتمع المصري كأمر واقع وكأنه حقائق ثابتة لا تستطيع حتى التفكير فيه أو مناقشة مضمونه أو معقوليته، فتغيب العقل وجره إلى اللامعقول أصبح من متطلبات الدولة المصرية، خاصة في مؤسسة عريقة مثل البريد المصري، وشهرتها في دقة حساباتها وتعقيدات إجراءات أعمالها المالية والإدارية المتشابكة...

فبعد الإعلان عن تحقيق فوائض مالية كبيرة خلال الأعوام الثلاثة قبيل ثورة يناير 2011 تكشف حالها المزور بغرض صرف مكافآت غير مستحقة لأعضاء مجلس الإدارة، بحجة لامعقولة في كشفها ببدء تطبيق معايير المحاسبة المصرية من أول يوليو 2010، فتحولت تلك الفوائض إلى خسائر، هكذا قالوا !!.. 

ومن ثم أتبعها لامعقول آخر، وهو تحقيق خسائر متتالية خلال الأعوام المالية 2010/2011، 2011/2012، 2012/2013 بمبالغ بلغت على التوالي 2ر716 ثم 7ر856 وأخيراً 3ر436 مليون جنية !!..

وكما أسلفنا بأن الحديث عن اللامعقول يتشوق إليه الجميع للاستماع لإكمال القصة، فكان ما أظهرته قائمة المركز المالي في 30/6/2014 بصافي خسائر بلغ نحو 97ر89 مليون جنيه، ثم ما لبث عن الإعلان عن تحقيق فائض مالي بنحو 150 مليون جنيه، على خلاف ما أظهرته قائمة المركز المالي المشار إليها والمعتمدة من رئيس قطاع الشئون المالية ورئيس مجلس إدارة الهيئة، وزيادة في اللامعقول تم الإعلان مؤخراً عن ارتفاع هذا الفائض لنحو 216 مليون جنيه !!..

اللامعقول لم يستكمل بعد، والقصة ستكون أكثر أثارة  في البريد المصري وكما بدأت بلا معقولية تحول الفائض إلى خسارة مع بدء تطبيق معايير المحاسبة المصرية، ثم تحول الخسارة إلى فائض، ستزداد تشوقاً بقدوم رئيس مجلس إدارة جديد ومطالبته في استكمال مسيرة النجاح في تحقيق فائض يفوق ما تم الإعلان عن تحقيقه في العام المالي 20013/2014، والعاقل فقط هو من يستطيع أن يميز من المعقول واللامعقول !!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله... 

السبت، 8 نوفمبر 2014

حكاية الأرنب والبريـد المصري!!...



يحكي أن أرنباً مغروراً يعيش في الغابة، كان يفتخر دائماً بأنه الأسرع ولا أحد يستطيع أن يتغلب عليه في القفز والجري، وفي يوم من الأيام شاهد سلحفاة مسكينة تمشي ببطء شديد وراح يستهزأ بها ويقول لها أنك مسكينة بطيئة، فقالت له السلحفاة: ما رأيك أن نتسابق أنا وأنت وسوف نرى من سيفوز؟!..  

وبدأ بالفعل السباق، والأرنب يقول في غرور لن تغلبني هذه البطيئة، ونظر خلفه فوجد بينه وبينها مسافة بعيدة، فتوقف للاستراحة فغلبه النعاس، ثم ذهب في ثبات النوم العميق، ولكن السلحفاة البطيئة تابعـت المشي بإصرار وعزيمة ولم تتوقف حتى وصلـت لخـط النهاية وفازت بالسباق، حينها فقط نهض الأرانب من نومه وتفـاجأ بالخسارة!!..

حكاية رغم طفولتها وبساطتها، ولكنها تتكرر يوميا، فدائماً نحن المصريون ما صدقنا أنفسنا أننا الأسرع والأحسن والأفضل، فنحن نعيش في أم الدنيا، وجندنا خير أجناد الأرض، وأصحاب حضارة قديمة ممتدة، ويشهد علي ذلك الأهرامات وأبو الهول، وتاريخنا مكتظ بالأمجاد والفتوحات والانتصارات، والواقع أننا نغط  في نوم وثبات عميق!!..

وسبب سرد تلك الحكاية، ما نشرته مجلة الاتحاد البريدي العالمي بعددها الثاني لعام 2014، عن محاولات متكررة للبريد الألماني DHL من إطلاق طائرة بدون طيار تحمل علبة أدوية صغيرة كتقنية حديثة قد تستخدم قريباً لتحل محل العاملين البريديين في التوزيع!!..

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه عملية توزيع البريد والرزم الصغيرة بتلك الطائرات من الناحية القانونية والفنية وبعض العقبات المالية، إلا أن مجرد التفكير والمحاولات المتكررة في إيجاد وسائل أسرع لنقل وتوزيع المواد البريدية، جعل من حكاية الأرنب والسلحفاة أمراً ذا مغزي!!..

فمازال البريد المصري يغط في نومه العميق والثبات المقيت، يقارن أيهما أفضل في الاستخدام، القطارات البطيئة أم السيارات ومشاكلها المرورية وحوادثها المتكررة، يتتبع توزيع الرسائل آلياً أم يتركها لضمير وأخلاقيات الموزعين، يعالج المرتد منها أو يلقي باللوم على سوء تخطيط المنازل وعشوائية العناوين!!..

حكاية الأرنب والبريد المصري متشابهة بدرجة كبيرة إلا في أمر واحد، أن الأول يتم طبخه وأكله مع الملوخية "ملوخية بالأرانب"، والثاني تم نهشه دون طبخ !!..  
  
وللحديث بقية أن شاء الله...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

السبت، 1 نوفمبر 2014

رئيس جديد للبريد المصري!!..



مع تكرار الإعـلان بيـن الحين والآخر عن قـدوم رئيس جديد لمجلس إدارة البريد المصري، أتذكر بعض الأمثال الشعبية التي كانت دائمـاً ما ترددها أمي - رحمة الله عليها - في مناسبات عدة، أهمها المثل القائل "قالوا الجمل طلع النخلة، قلنا آدي الجمل وآدي النخلة !!.." ومثل آخر "قالوا أبو فصاده بيعجن الزبدة برجليه، قالوا كان بان على عراقيبه !!.." وغيرها من الأمثال الشعبية في ذات السياق..

فالرئيس الجديد، مع كامل الاحترام والتقدير لشخصه، سيكون الرئيس السابع لتلك المؤسسة العريقة في أقل من أربعة سنوات بعد ثورة يناير 2011، حيث الرؤساء الستة السابقين - دائماً كان أو مؤقتاً- لم يستطع أحد منهم أن يصعد النخلة لجني ثمارها أو أن يظهر لنا نتاج ما عجنه من الزبدة !!..  

فالبريد المصري منذ ثورة يناير 2011 وهو يسير بالدفع الذاتي وبطريقة تشغيل تلقائية، ولا أحد يعرف تحديداً أن كان يستطيع بكل طاقته المالية والبشرية وبرئيسه الجديد أن يصعد نخلة أو حتى يعجن ما لديه من زبد!!.. مثله في ذلك كباقي مؤسسات الدولة التي يشوبها الارتبـاك والتخبـط وعـدم وضـوح التخطيط والرؤية المستقبلية !!..

فالرئيس الجديد القادم سيكون في الغالب مثل الجمل المقيد الأرجل، لا يستطيع أن يعود للخلف بضعة مترات محاولاً القفز لصعود النخلة، أو مثل أبو فصاده لا يستطيع رفع قدميه من طين الحقول وتنظيفها لعجن تلك الزبدة!!.. سيكون مقيد القرارات كسابقيه، استمراراً لمسلسل الفساد الطويل الذي شاب أعمال البريد المصري منذ أكثر من عقد من الزمن ومع قدوم رجال الحزب الوطني ولجنة السياسات، فأمواله نهبت، أما في استثمارات نافقة، أو شركات خاسرة أو تعاقدات فاسدة!!.. فالتغطية على ما سبق وعدم المساس بما تم نهبه هو الأساس الأول عند الاختيار لتولي المنصب!!..

ورغم حالة التفاؤل والاستبشار بكل رئيس جديد قادم، سواء كان السابع بعد ثورة يناير 2011 أو الثامن الذي يليه، فالعاملون في البريد المصري يحلمون بقليل من رطب النخل أو حتى قطعة كيك بالزبد!!.. والأحلام قد تتحقق بقدوم الرئيس السابع أو الثامن أو التاسع، وقد تكون أضغاث أوهام ونكتفي بقطعة من الخبز!!..
  
وللحديث بقية أن شاء الله...