الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

سفينة البريد المصري !!..



سفينة البريد المصري أصبحـت بلا ربـان أو قـائد، بعد أن فقـدت بوصلتـها واضطـربت دفتـها وتعالـت عليها الأمـواج ولاطمـتها العواصـف والأعاصير، ومصيرها الآن بيـد الله وحـده، أما النجـاة وأما الغـرق الممـيت!!..

فالسفينة منذ اكتشاف عيبوها وثقوبها وهشاشة هيكلها بعد ثورة 25 يناير وهي تبحر دون مرسي أو ميناء معلوم، تبحر في دوامة من التخبط والتفكك، تتجاذبها الأمواج ويتخطفها القراصنة واللصوص!!..

فالأخبار الأخيرة الواردة باستقالة رئيس مجلس إدارتها بعد انتهاء العام المالي 2013/2014 ومن قبله نائبه لشئون الاستثمار يثير الكثير من علامات الاستفهام والدهشة بالقفز المتوالي من تلك السفينة التي اتسعت ثقوبها وترهلت جوانبها وأشرفت على الغرق والضياع، فقفز ربانها وقائدها وبعض أعضاء طاقمها منها ينذر بكارثة أنه لا نجاة لأحد!!..

وبعيداً عن تفاصيل وتحليل أسباب اهتزاز تلك السفينة واختلال دفتها خـلال العقد الماضي، وما آلت إليه من إهمال متعـمد لوظيفتها الأساسية من تأدية الخدمـات البريدية بأنواعها والتوجـه لأداء الخدمـات الماليـة، حيث واجهـها فشل بعـد فشل، ولأسباب معلـومة للجمـيع وتفحـص الآن وتحقــق من قبـل جهـات رقابيـة عـدة، حيث سنوات من الفساد المتراكم والمتفاقم والمتواري من إدارة إلى إدارة ومن رئيس إلى رئيس، خاصة فيما يتعلـق بكيفية إدارة أموال مودعي صندوق التوفير وضخـها في شركات فاشلة واستثمارات هابطة جعـلتها الآن في مهب الريح!!.. 

سفينة البريد المصري كسفينة الوطن، لن تكون سفينة نوح الناجية إلا بإلقاء الفاسدين السارقين أصحاب المصالح من على متنها، فالنجاة مرهون بالإخلاص وطهارة اليد والعمل الصالح وتعاون جميع من على متنها، هكذا وصلت سفينة نوح لبر الأمان، وكل سفينة على مر العصور "وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: