الخميس، 4 ديسمبر 2014

البريد المصري المغلوب !!...



منذ 30 يونـيه 2013 وكلمة "المُتغلِّب" تتردد كثيراً خاصة من الجماعـات السلفية، فالبعض يري وجـوب طاعـة الحاكم المُتغلِّب، والبعض الآخـر يري العكس بوجوب مقاومته وخلعه، وفريق ثالث يري وجوب طاعته بشروط لم تتحقـق في واقعـنا المعاصر، وبعيـداً عن الاختــلاف الفقـهي والفكـري، فأن وجــود هذا المُتغلِّب القابـع في السلطة غصباً يستوجب بالمنطق والضرورة وجـود تلك الفئة المغلوبة على أمرها بالقوة والقهر والاستبداد...    

ويبدو أن البريد المصري منذ نشأته كالوطن الأم مغلوب دائماً على أمره، ويرفع شعاراً واحداً "يا بخت من بات مغلوب ولا بات غالب" فدائماً ما نجده مهزوماً مدحوراً، مغلوباً على أمره، تتهافت عليه تلك الفئة المُتغلِّبة لنهب أمواله وهدر طاقاته واستنزاف ثرواته وهضم حقوق العاملين فيه، وتيسير دفته دائماً للوراء، فلا رؤية مستقبلية ولا آمال منظورة...

فالبريد المصري دائماً مغلوب على أمره، في استجلاب العشرات ممن يزعمون أنهم من ذوي الخبرات الخاصة، ضارباً عرض الحائط بالقانون رقم (5) لسنة 1991 وتنبيهات النيابة الإدارية، دون إظهار لحقيقة تلك الخبرات، فرئيس قطاع المطابع فشل في إدارتها ورحل، ورئيس قطاع التفتيش أعتذر بعد فترة وجيزة وهرب، ورئيس قطاع مكتب رئيس مجلس الإدارة تم خلعه، ورئيس قطاع التجزئة المالية وبعد سلسلة من الفساد والقضايا تم نقله كرئيس لقطاع التسويق، وهكذا، فالكثير منهم تم جلبه للعمل بالهيئة بقوة وجبروت هذا المُتغلِّب، ومازال حتى يومنا هذا يجلب المزيد!!..   

وأيضاً فهو مغلوب على أمره في تلك التعاقدات المشبوه سواء مع هيئة الأبنية التعليمية التي تتولي تجديد ونمذجه المكاتب البريدية بإضعاف أضعاف ما تستحق من أموال، أو مع شركة الرعايا الصحية للعاملين التي تستنزف أمواله دون تقديم الخدمات الصحية المناسبة للعاملين، أو لتلك الشركات التي باعت الهوى للهيئة بحجة ميكنة المكاتب البريدية وتطوير أعمالها وهكذا، فالكثير من تلك التعاقدات المشبوه تمت بقوة وجبروت هذا المُتغلِّب، ومازال حتى يومنا هذا يتم منها المزيد!!..

المغلوب دائماً مهزوم مكسور لا يستطيع دفـع ظلمه وقهـره إلا بإرادة وعزيمة وصبر وبذل كل طـاقاته لرفع ظلم هذا الجبار المُتغلِّب، ثم الدعــاء وطلب العــون من الله العـلي القدير، كما فعل نبي الله نوح عليه السلام، حيث لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعـوهم حتى جاء النصر "فَـدَعَـا رَبَّـهُ أَنِّي مَغْـلُوبٌ فَانتَصِر"، اللهم أنصر كل مغلوب!!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: