السبت، 9 يوليو 2016

حمير البريد المصري !!..


بصدق ... أصبحت الآن من المتعاطفين بشكل كبير مع الحمير، فبعـد كل تلـك الخدمــات التي يؤديـها للإنسان، وتحمـله وصبره الدائم وبنعـته بالغبـاء والقبـح، يذبـح ويقــدم لحمه مع وجبـاتنا اليومية، وكأننـا نقـول له في بجـاحة منقـطعة النظير، آخـرة الغـز علقـة ، بل وذبحـة !!..

وكونها استراحت بعد ذبحها، من عناء ما تلاقيه من مشقة واستهزاء وتوبيخ ونعته بالغباء والقبح، على عكس الحقيقة التي لا نجدها في الأدبيات العربية المليئة بالسخف واللامعقول، وخلافاً لما أثبته العلم بما تتمتع به تلك الحمير من ذكاء وإخلاص وتحمل لظلم الإنسان وغـدره، فلا حرج من تنبيه الفصائل الشبيه التي تيسير على نهج تلك الحمير التعيسة !!..

فعالمنا الآن مع الأسف، اكتظ  بتلك الفصائل، الأشد غباءً وقبحاً واضمحلالاً للعقل والحيلة ، فأنواع جديدة من البشر ظهرت قابلة للذبح ليس مرة واحدة ، بل مرات ، تذبح وتسلخ جلودها، ويتكرر مأساتها مرة تلو الأخري وتعذب في حياتها ومعاشاها ، فأضحت وظيفتها الأساسية حمل الأسفار فحسب، بل وحمل الطين والسبخ، ومن يحمل منهم العنب فهو من الأخيار المميز بين أقرانه، كحمار العنب يحمله ولا يستطيع تذوقه !!..  

فصائل كثيرة من البشر، كل ما تتمناه الآن في حياتها أن يمر اليوم بسلام دون مشاكل أو أزمات أو منغصات، خاصة الزملاء الأعـزاء الذين يعملون في مكاتب البريد المصري، مع خالص تقديري واحترامي لأشخاصهم ممن عرفت وممن لم أعرف ، فأن حالهم ضاق بما أصف لواقعهم المرير ومعيشتهم الضنك !!..

أما عن بقية الحمير المميزة، أصحاب الياقات البيضاء، وأربطة العنق الحمراء، فلا يغرنك تلك الأناقة والوسامة، وحظائرهم المكيفة، وما يتناولونه من برسيم طازج وماء عذب، ففي نهاية الأمر هم أيضاً ممن يحملون الأسفار وأحياناً حقائب خاوية !!..

فالقطيع الغالب ممن يعملون في البريد المصري وظيفتهم الآن لا تختلف كثيراً عن وظيفة الحمير، التي لا تعرف ما تحمله ولا يحق لها مجرد معرفة أو السؤال مثلا عن :  
- تفاصيل الحساب الختامي للهيئة وقوائمها المالية، وتدقيق ما يرد فيها من أرقام، خاصة بعدما افتضح أمر تزويرها لعـدة سنوات...
- رواتب ومكافآت المستشارين والمتعاقدين من خارج الهيئة ، ومدي خبراتهم الفذة وما يقدمونه من قيمة مضافة لأعمال الهيئة...
- حجم استثمارات الهيئة ومسار نجاحها أو فشلها وما يتم سنوياً من إعادة تقييم لتلك الاستثمارات وتدني عوائدها المستمر ...
- الشركات المملوكة للهيئة والشركات التابعة والشقيقة، وحقيقة أنشطتها وخسائرها المتكررة وجدوى استمرارها ...
- تفاصيل اختيارات القيادات والوظائف الإشرافية وطرق شغلها، واللائحة التي تضمن حسن اختيار الكفاءات الحقيقية من بين العاملين...  
- حقيقة تلك المشاريع الفاشلة والتعاقدات المشبوهة مع بعض الشركات، والتي تتم دون تقييم أو حساب القائمين عليها...
- لوائح الهيئة وقوانينها المطروحة ومن يقوم بطبخها وسلقها لتلجيم وهضم حقوق العاملين...

وأشـياء كثيرة يصـعب سردها في واقـع البريد المصري المـر، وكــأن فكـرة استحمـار العامليـن أصبحت أمـراً واقعـــاً ، فالمطلـوب منـك الآن باختصـار أن تصبـح حمــاراً، تعمـل وتجتـهد وتبـذل قصارى جهـدك، تحمـل أسفاراً وطينـاً وسبخـاً، تنتظر فقـط ما يرمـي إليـك من برسيم، كـلا على قدر هيكـلته، حتى يأتي دورك للذبح، ولا عزاء للحمير!!..  

 وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: