السبت، 6 أغسطس 2016

فوضى البريد المصري !!..


الفوضى تعني الاختلال في أداء الوظائف الموكلة إلى أصحابها، يقال قوم فوضي علي من ليس لهم رئيس، كل منهم يتصرف في ما للآخر دون تمييز ... والكلمة ذاع صيتها بعدما أطلقها الرئيس المخلوع حسني مبارك أبان ثورة 25 يناير 2011 واعداً الشعب المصري بفوضى عارمة إذا ما أسقطوه !!.. 

هكذا طبيعة جميع المستبدين منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، سواء كان رئيس دولة أو مؤسسة، فأما الرضوخ والانحناء للظلم والقهر والاستبداد، وأما الوعد بتلك الفوضى العارمة التي تأكل الأخضر واليابس، وغالباً ما يدفع ثمنها الضعفاء والمقهورين...

وتلك الفوضى أصبح لها أسس ونظريات علمية تدرس، وما الفوضى الخلاقة التي وعدتنا بها الشابة السمراء كوندليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة ببعيد، ونري واقعها حولنا في العراق واليمن وسوريا وليبيا وقريباً في بلدان أخري مؤهلة وعلي وشك الانفجار والفوضى العارمة...

الملاحـظ أن تلـك الفوضى أو التهـديد بها لا تحــدث إلا في المجتمعات والمؤسسات التي تعـاني من نقـص العدالة والحـق في العيش المشترك، فالبلـدان الأوربية بعد فوضي الحرب العالمية الأولي والثانية استقرت، وتفهم حكامها غبــاء الاستبداد وخطـورة عـدم العدالة الاجتماعية والعيش المشترك، أما نحن فالغبــاء الاستبدادي من طبائعـنا الموروثة منذ الفراعنة الأوائل الذين أبدعــوا في الاستبداد حتى هلكـوا وهلـك من معهم من جنود ظالمين...

المقدمة السابقة كانت ضرورية ، ليس لإيضاح معني الفوضى وأسباب اندلاعها، بل لإيضاح غباء هؤلاء المستبدين ، فالمنصب والكرسي يجعلهم يرون من يطالب بحقوقه أو يعارض أوامرهم فوضوي يريد إغراق مركبهم المتهالك، فالمستبد لا يشعر بحقوق الآخرين أو مطالبهم المشروعة في العدالة والعيش المشترك...

وفي مصر الفوضى حدثت بالفعل منذ زمن، حدثت منذ أن نحـو القانون والعــدالة جانبــاً، وأصبحت الرشوة والواسطة وتوريث المناصب أمــراً واقعــاً وعاديـاً، فأصبح كل رئيس سواء في وزارة أو مؤسسة آله من دون الله، يفعل ما يريد بمرؤوسيه دون رقابة أو محاسبة من الجهات الرقابية أو القضائية التي أصابهما أيضاً حمي الفوضى !!..

فلا تتعجبوا أيها الزملاء البريديين من تصريحات رئيسكم الأخيرة باتهام بعضكم بالفوضويين أتباع 25 يناير،  فهو يسير بخطي سريعة على ضرب كل المستبدين، فالوقت وقت الاستبداد، وقت الشدة والابتلاء، وقت الهامات المنكسرة، والمشي جنب الحيط، والنهاية محتومة ولا مفر منها، ومزبلة التاريخ مازال بها متسع، والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون !!.. 

 وللحديث بقية أن شاء الله...


ليست هناك تعليقات: