الاثنين، 23 نوفمبر 2009

صديقي البريدي !!..

.
صديقي البريدي، جزائري الجنسية، كل ما يربطني به رسائل إلكترونية واتصالات هاتفية، فهو يعيش خارج حدود وطنه، وأنا كذلك، لم نتقابل حتى يومنا هذا... صديقي الجزائري يعمل في الحقل البريدي منذ زمن مثلي، مهتم بقضايا البريد وتاريخه وبكل ما يحيط به من هموم ومشاكل، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالإدارات البريدية العربية وتطور عملها وتنمية مهارات العاملين فيها، وتقدمها التقني وتعاونها البناء.

هذه الصداقة - إن أجازها لي في التعبير- أجدها في كلماته الرقيقة عبر رسائله الإلكترونية واهتمامه بما أكتبه بتلك المدونة المتواضعة، والتي تعني بالبريد وتاريخه وقضاياه، أجدها في حديثه عبر الهاتف كلما سنحت له أو لي الفرصة للاتصال المباشر عبر الهاتف... صداقة جعلتني أتخيل ملامحه العربية، رسمات وجهه، بشاشته، مشاعره الصادقة من كلماته المهذبة وعباراته المتناسقة وحديثه الدافئ، وتشجيعه المتواصل باهتمامه باخباري وكتاباتي.

وسبب الحديث عن تلك الصداقة المصرية الجزائرية البريدية، هو ما وقع من أحداث خلال وعقب مباراتي كرة القدم التي جمعت مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 والتي أقيمت يومي 14، 18/11/2009، وأنتهت بصعود الفريق الجزائري ليمثل العرب في تلك التصفيات، والمزمع إقامتها في جنوب إفريقيا العام القادم... هذه الأحداث التي نأسف لها ونتبرئ منها لها دلالاتها العميقة وما ندعيه من عروبة تجمعنا وإسلام يضمنا، إدعاءات يشحنها بعض الجهال والمنتفعين والمتأمرين، إدعاءات جعلتنا لانعرف حتى نتفق على ما بيننا من خلاف لترميمه... ولك أن تتخيل حجم الهوة السحيقة بين ما كنا عليه في الماضي وما نحن فيه الآن من خيبة أمل وضعف وشعوبية تمقتها وحدة الدين واللغة والمصير...

هذه الهوة التي جعلت من مصر تتخبط بين نعرات جوفاء كفراً بالعروبة والإسلام، وما جنته من كونها الشقيقة الكبري وما خاضته من حروب نيابة عن العرب والمسلمين في وجه الاستعمار والصهيونية... والتي جعلت من الجزائر بلد المليون ونصف مليون شهيد في حالة إخاء وتناغم مع المستعمر الفرنسي وكأن دماء هؤلاء الشهداء قد جف... سرعان ما تحولنا إلى مصر الفرعونية، والجزائر الفرانكوفونية، لاعبون مصريون أبناء الفراعنة، مقابل لاعبون جزائريون يتحدثون اللغة الفرنسية ولا يتكلمون اللغة العربية... عصبية وقبلية وشعوبية أودت بأمم فأصبحت حضارات مفقودة !!.

هذ الهوة جعلتني أحزن أكثر مما أنا فيه من حزن، على بلدينا من تخلف وتأخر وفقر يصيب كبد المصريين والجزائريين معاً... أحزن على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كما حزنت على الرئيس هواري بومدين، أحزن على الأستاذ الأمام محمد عبده كما حزنت على الأمام عبد الحميد باديس، أحزن على الشيخ محمد الغزالي، كما حزنت على الشيخ مالك بن نبي... هذا الحزن تضاعف عندما أردت إلقاء نظرة على موقع مؤسسة البريد الجزائري http://www.poste.dz/ والذي وجدته باللغة الفرنسية فقط، شأنه في ذلك شأن البريد المغربي http://www.bam.net.ma/ والبريد التونسي http://www.poste.tn/ ، وكأن تلك الإدارات تتنصل من كل ما هو عربي أو يتصل بالعروبة...

رحم الله هؤلاء الزعماء والعلماء، ورحم الله العروبة والإسلام، ونسأل الله أن نظل أنا وصديقي البريدي أصدقاء ما حيينا حتى وإن لم نلتقي !!..

وللحديث بقية إن شاء الله ...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: