الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

رواد وعلماء بطوابع البريد المصري...


ظهور رواد وعلماء التنوير في مصر لم يكن إلا امتداداً طبيعياً لرواد وعلماء التنوير في أوروبا، فخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر ظهرت بأوروبا حركة ثقافية تاريخية دعت إلى التنوير، قامت بالأساس علي العقلانية كوسيلة لتأسيس شرعية الأخلاق والمعرفة بدلا من شرعية الدين، أسفرت تدريجياً بظهور الأفكار المتعلقة بتطبيق العلمانية والليبرالية... تلك الأفكار ساهمت بشكل كبير في إحداث ثورات مجتمعية وحركات تحريرية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كالثورة الفرنسية والثورة الأمريكية، وظهور مفكرين وفلاسفة وعلماء في الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والاقتصاد والسياسة، ساعدت تلك الدول على النهضة والاستقرار السياسي والاجتماعي ومكنتها من بناء جيوش قوية فرضت إرادتها الإستعمارية ونشر ثقافتها وعلومها المعرفية، وأصبحت جاذبة لكثير من المقلدين والطامحين في سائر إنحاء العالم بغية اللحاق بركب تلك الحضارة.
.
ولم يكن محمد علي باشا، والي مصر ومؤسس مصر الحديثة بعيداً عن تلك الأفكار، ومكنه حلمه وطموحه السياسي والعسكري لإنشاء إمبراطورية مصرية على ضفاف النيل من محاولات نقل هذا التنوير الأوروبي وأفكاره وعلومه وتقدمه التقني والعسكري، حيث تم ذلك بالفعل بمساعدة من بعض العلماء الفرنسيين الذين جاءوا إلى مصر مع الحملة الفرنسية عام 1798، فقام بإرسال البعثات العلمية والعسكرية وطلبة الطب والهندسة والاقتصاد والترجمة وغيرها من العلوم بغية اللحاق بالركب الأوروبي وتأسيس تلك الامبراطورية، إلا أن تلك البعثات كما أنها عادت محملة بالمعرفة والعلوم التطبيقية فأنها تشبعت كذلك بالفنون والثقافة الغربية ونزاعاتها الفكرية الكارهة للدين وتقاليده وقيوده... فصار لدينا رواد وعلماء أصحاب فكر مستنير أسسوا لحركة نهضة علمية وثقافية ممتزجة بروح الفلسفة والثقافة الغربية.
.
- رفاعة الطهطاوي / 1801 – 1873 ...
ولد رفاعة الطهطاوي بمدينة طهطا التابعة لمحافظة سوهاج، لقي عنايه فائقة من أبيه فحفظ القرآن، ووجد من عائلته التي كانت تزخر بالعلماء والشيوخ اهتماماً فحفظ على أيديهم المتون وتعلم الفقه والنحو، حتى التحق بالأزهر عام 1817 فاستكمل دراسته في الحديث والفقه والتفسير وغيرها... أختير كإمام وواعظ لبعثة الطلاب الأربعين الذين أرسلهم محمد علي باشا على متن السفينة الحربية الفرنسية لاترويت لدراسة العلوم الحديثة بفرنسا عام 1826، إلا أنه أجتهد ودرس اللغة الفرنسية، واجتاز امتحان الترجمة، وألف كتاباً نال شهرة واسعة "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"... عاد لمصر عام 1832 مفعماً بالأمل منكباً على العمل فاشتغل بالترجمة وتطـوير المناهج الدراسية، فأنشـأ مدرسة الترجمة التي صــارت مدرسة الألسـن، وعين مديــرا لها، وأنشــا أقساماً متخصصة للترجمة للعلـوم المختـلفة من رياضـيات وطبيـعة واقتصاد، كما أنشـأ مدرسة المحاسبة لدراسـة الاقتصـاد، ومدرسة الإدارة لدراسـة العلـوم السياسية، واستـصدر قــراراً بتدريس العــلوم والمعــارف باللغـة العـربية... يعد رائد النهضة التعليمية في مصر الحديثة، فهو أول من أنشأ متحفاً للآثار، وأول من أصدر صحيفة اخبارية، وصاحب مشروع حضاري لإحياء التراث الإسلامي وطبع الكتب التراثية، فجمع بين الأصالة والمعاصرة، ففي الوقت الذي ترجم فيه متون الفلسفة والقانون والتاريخ الغربي ونصوص العلم الأوروبي المتقدم، نراه يجمع الآثار المصرية القديمة ومخطوطاتها ويستصدر أمراً لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع، توفي عام 1873 ودفن بالقاهرة.
.
- علي مبارك / 1823 – 1893 ...
ولد علي مبارك في قرية برنبال الجديدة بمركز دكرنس التابعة لمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، التحق بالمدرسة الجهادية ثم المدرسة التجهيزية وهو في الثانية عشر من عمره، ولتفوقه تم اختياره للالتحاق بمدرسة المهندسخانة، حيث أمضي بها خمس سنوات تمكن فيها من دراسة الهندسة والطبيعة والكيمياء والجيولوجيا والميكانيكا والفلك والمساحة، تخرج منها عام 1844، ونظراً لتفوقه ونبوغه تم اختياره للسفر في بعثة دراسية إلى فرنسا برفقة أنجال محمد علي باشا ومجموعة من الطلبة النابغين، واستطاع بجده ومثابرته من تعلم اللغة الفرنسية، ثم التحق بالجيش الفرنسي للتدريب على الهندسة الحربية... عاد إلى مصر ليعمل بالتدريس بمدرسة المدفعية، ثم تم تكليفه بمشروع تنظيم ديوان المدارس، ومع تولي الخديوي إسماعيل مقاليد الحكم عام 1863 عين علي مبارك مشرفاً على القناطر الخيرية، وبالإشرف على بعض المشاريع المعمارية لإعادة تخطيط وتنظيم مدينة القاهرة، فأنشأ فيها الميادين وأقام العديد من المباني الحكومية، وأمد كافة أحياءها بالمياه وأضاءها بالغاز. أختير ناظراً للمعارف ثم ناظراً للأشغال ثم تولي نظارة عموم الأوقاف... كان مشروعه الذي عرف بلائحة رجب أول المشاريع الفكرية التي ظهرت عام 1868، والتي تحددت أهدافه بنشر الكتاتيب وزيادة عدد المدارس الابتدائية، كما أهتم علي مبارك بالمعلم، فأنشأ مدرسة دار العلوم لتخريج أساتذة اللغة العربية والآداب، كما قام بتأسيس دار الكتب المصرية عام 1870، وأصدر مجلة روضة المدارس على نفقة وزارة المعارف لإحياء الآداب العربية ونشر المعارف الحديثة، كما أهتم بالتعليم الفني فأنشأ المدراس الفنية كمدرسة التلغراف ومدرسة المساحة ... يعد رائد محو الأمية في مصر ومؤسس التعليم الهندسي والفني، توفي بالقاهرة عام 1893.
.
- محمد عبده / 1849 – 1905 ...
ولد محمد عبده بقرية محلة نصر بمركز شبراخيت التابعة لمحافظة البحيرة، تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن بمنزل والده ولما يتجاوز العاشرة من عمره، ثم التحق بالأزهرعام 1866، فأخذ عن كبار شيوخه دروس الدين على أصوله حتى نال العالمية وأصبح مدرساً فيه، وفي مدرسة دار العلوم... بدأ حياته الفكرية عام 1876 بالكتابة في الأهرام، ثم تولي الإشراف على جريدة الوقائع المصرية، وإزاء معارضته الشديدة لسياسة الخديوي توفيق نفي إلى بيروت، فدعاه جمال الدين الأفغاني إلى باريس وأسسا معاً جمعية العروة الوثقي، ثم جريدة العروة الوثقي باللغتين العربية والفرنسية عام 1844 والتي كان لها صدي كبير في العالم الإسلامي كأول صحيفة عربية تصدر في أوروبا... عاد إلى مصر وظل يدرس في الأزهر مواد التفسير والبلاغة بأسلوب وبفكر جديد منادياً بضرورة إصلاح التعليم الديني والارتكاز على العقل في الاجتهاد للخروج من بعض النصوص إلى تعميم الفائدة المزدوجة من التراث، ونقد طريقة تدريس العلوم الدينية بالأزهر وشيوخه نقداً لاذعاً، ودعا إلى تطوير التعليم بالأزهر بإدخال علوم الأدب والفلسفة والاجتماع والجغرافيا، إلا أن أقلاماً توجهت إليه بالاتهامات والكيل له بأنه يريد الغض من علوم الدين... يعتبر رائد حركة التجديد الديني ورفض التقليد بكل صوره، كما نادي بإصلاح المحاكم الشرعية، وتجديد الفقه الإسلامي، تم تعيينه كأول مفتياً للديارالمصرية عام 1899 بعد أن كان هذا المنصب من ضمن مهام شيخ الأزهر، فتاويه المتعلقة بالأعمال المالية والأسرة مازالت محل نقاش وجدل حتى يومنا هذا، توفي بالإسكندرية عام 1905 بعد معاناة من مرض السرطان، ودفن بالقاهرة.
.
- قاسم أمين / 1865 – 1908 ...
ولد قاسم أمين ببلدة طره بصعيد مصر، انتقل مع أسرته إلى الإسكندرية حيث تلقي تعليمه الابتدائي بمدرسة رأس التين، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة وحصل على الثانوية العامة، ثم التحق بمدرسة الحقوق التي حصل منها على الليسانس عام 1881، فعمل بالمحاماه ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة مونبلييه، وأنهي دراسته بها بعد أربعة سنوات بتفوق عام 1885، تعمقت صلاته بجمال الدين الأفغاني حين كان منفياً بباريس وبالأمام محمد عبده، وكان من مؤيديه في ضرورة الإصلاح الديني... عاد من باريس محملاً بأفكار الثورة الفرنسية وما أرسته من مبادئ حرية الرأي والتعبير، وما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، رأي أن الكثير من العادات الشائعة والموروثة لم يكن لها أساس في الدين الإسلامي، وكتب مقالات عديدة بجريدة المؤيد واصفاً العلل الاجتماعية في مصر، ونادي بتحرير وتعليم المرأة المسلمة، فكان يري أن تربية المرأة وتعليمها هي أساس نهضة الأجيال القادمة، وذاع صيته بعد نشره كتاب "تحرير المرأة" عام 1899 بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وأحمد لطفي السيد، وتلقي بالمقــابل هجــوماً كبـيراً فاتهم بالدعــوة للانحــلال والسـفور، عمل قاضــياً وكاتــباً وأدبيـاً، واشتهر بدفـاعه عن الحريـة الاجتماعية وبدعــوته لتحقيق المساواة بين الرجـل والمرأة... يعد رائد حركة تحرير المرأة في مصر، توفي في القاهرة عام 1908.
.
- طلعت حرب / 1867 – 1941 ...
ولد طلعت حرب بحي الجمالية في رحاب مسجد الحسين بالقاهرة، حفظ القرآن في طفولته ثم التحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية، ثم بمدرسة الحقوق الخديوية، وحصل على شهادتها عام 1889، بدأ حياته العملية مترجماً بالقسم القضائي بالدائرة السنية التي كانت تدير الأملاك الخديوية وتدرج حتى أصبح مديرا لقلم القضايا، وفي عام 1905 انتقل ليعمل مدير لشركة كوم إمبو، وأسندت له إدارة الشركة العقارية المصرية التي حول أسهمها بالكامل للمصريين... أستغل انعقاد المؤتمر المصري الأول وعرض على أعيان البلاد وكبرائها فكرة إنشاء بنك مصر، وقرر المؤتمر بالاجماع وجوب إنشاء بنك مصري برؤوس أموال مصرية خالصة، واختيار طلعت حرب للسفر إلى أوروبا لدراسة فكرة إنشاء البنك وعمل الدراسات الكافية عن المصارف الوطنية وأسلوب عملها في البلدان الأوروبية، وبالفعل نجح في إنشاء البنك عام 1920 بعد الإعلان عن الاكتتاب العام لإسهمه، وتم الاحتفال بتأسيسه في دار الأوبرا السلطانية في 7 مايو 1920... حيث ساهم البنك في إنشاء العديد من الشركات المصرية الوطنية أهمها شركة مصر للغزل والنسيج وشركة مصر للطيران ومصر للتأمين وشركة بيع المصنوعات واستديو مصر وغيرها... يعد رائد النهضة الاقتصادية في مصر، توفي بالقاهرة عام 1941.
.
- على إبراهيم / 1880 – 1947 ..
ولد الدكتورعلي إبراهيم بالإسكندرية، كان والده فلاحاً من إحدي قري مطويس، أما أمه فهي البطلة الحقيقية في مسيرته، حيث طلقها زوجها فاضطرت إلى السفر إلى الإسكندرية حيث وضعته، وشجعته للالتحاق بمدرسة رأس التين الابتدائية، فظهر نبوغه وتفوقه وأصبح موضع إعجاب مدرسيه، فأراد الأب أن يضمه لحضانته، فرفضت الأم وهربته إلى القاهرة بعد أن منحته كل ما لديها من نقود وبمساعدة أسرة السمالوطي، التي تولته بالرعاية حتى التحق بالقسم الداخلي بالمدرسة الخديوية ليستكمل دراسته الثانوية وينال منها شهادة البكالوريا متفوقاً ويلتحق بمدرسة الطب بالقصر العيني عام 1897... أظهر نبوغاً واضحاً أثناء دراسته وأقبل على قراءة المجلات والدوريات الطبية المتخصصة، تخرج من مدرسة الطب عام 1901 والتحق بمصلحة الصحة، التي أظهر فيها نبوغاً فائقاً بإجراء العديد من العمليات الجراحية كاستئصال الكلي، وتفتيت حصوات المثانة، إلي أن ذاع صيته وانطلقت شهرته فاستعان به في إجراء جراحة للسلطان حسين كامل من مرض عضال بعد عجز الأطباء الأجانب عن علاجه، فأنعم عليه بلقب جراح استشاري الحضرة العلية السلطانية... أختيرعميداً لكلية الطب عام 1929 كأول مصري يتقلد هذا المنصب، ثم وزيراً للصحة في وزارة حسن صبري باشا عام 1940، وتعددت إنجازاته على الطب في مصر والعالم العربي، فأسس نقابة الأطباء والجمعية الطبية المصرية وأسهم في تأسيس جامعة الإسكندرية ومستشفي الجمعية الخيرية الإسلامية وجمعيات عديدة لتنمية الريف، وأصدر المجلة الطبية المصرية، وفتح المجال لدراسة الفتيات للطب... يعد رائد النهضة الطبية الحديثة في مصر، توفي بالقاهرة عام 1947.
.
- نبوية موسي / 1886 – 1951 ..
ولدت نبوية موسي بكفر الحكما بندر الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، توفي والدها الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش المصري بالسودان قبل مولدها بشهرين، فنشات يتيمة، ثم عاشت مع شقيقها بالقاهرة، الذي أصبح وكيلا للنيابة بالفيوم، أصرت والدتها على إلحاقها بالقسم الداخلي للمدرسة السنية الابتدائية الذي لم يكن مقبولا أو مستساغاً إجتماعياً وقتئذا، حيث أظهرت نبوغاً وتفوقاً بحفظ القصائد الشعرية وتعلمها لمبادئ اللغة الإنجليزية، فاستكملت تعليمها بقسم المعلمات السنية عام 1906، وعينت مدرسة بمدرسة عباس الأبتدائية للبنات بالقاهرة، ثم تقدمت للحصول على شهادة البكالوريا في أول سابقة من نوعها في مصر ونجحت في الامتحان وحصلت علي الشهادة عام 1907، صاحب ذلك ضجة كبري وشهرة واسعة مكنتها من كتابة عدة مقالات بالصحف تناولت فيها قضايا تعليمية واجتماعية وأدبية وألفت كتاباً مدرسياً بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، ثم تولت نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم كأول ناظرة مدرسة ابتدائية، وتنقلت بين إدارة عدد من مدارس البنات، وتعرضت لاتهامات قاسية من موظفي وزارة المعارف لم تكن لها أساس من الصحة وانتهي الأمر بفصلها، بيد أن القضاء أنصفها وأعاد لها اعتبارها، إنشئت مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم الفتاة، وشاركت في كثير من المؤتمرات التربوية التي عقدت خلال النصف الأول من القرن العشرين... تعد رائدة تعليم المرأة في مصر، توفيت في القاهرة عام 1951.
.
- سليم حسن 1893 – 1961 ...
ولد سليم حسن بقرية ميت ناجي بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية، توفي والده وهو صغير فقامت أمه برعايته وأصرت علي تعليمه، وبعد أن أتم دراسته الابتدائية والثانوية التحق بمدرسة المعلمين الخديوية، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحق بالمدرسة لتفوقه في علم التاريخ وتخرج منها عام 1912، حاول عدة مرات العمل بالمتحف المصري ولكنه فشل بسبب سيطرة الأجانب، حتى حانت الفرصة حين أصر أحمد شفيق باشا وزير الأشغال عام 1921 عند تعيين أمينين فرنسيين بالمتحف المصري بتعيين مصريين مساعدين لهما، حيث مكنه العمل بالمتحف بالسفر إلى باريس عام 1922 لحضور حفل مرور مائة عام على فك شامبليون لرموز اللغة الهيروغليفية، حيث تمكن من زيارة عدة متاحف أوروبية، ثم قام بنشر عدة مقالات عن الآثار المصرية المسروقة والمعروضة بالمتاحف الأوروبية... تم إرساله في بعثة علمية لدراسة الآثار في فرنسا حيث التحق بقسم الدراسات العليا بجامعة السوربون وحصل على دبلوم اللغات الشرقية والمصرية القديمة ودبلوم في الديانة المصرية القديمة، ثم عاد للقاهرة فانتدب للتدريس علم الآثار بكلية الآداب بجامعة القاهرة بالإضافة إلى عمله بالمتحف المصري، وفي عام 1929 بدأ سليم حسن في أعمال التنقيب عن الآثار لحساب جامعة القاهرة لتكون المرة الأولي التي تقوم فيها هيئة علمية مصرية منظمة بأعمال التنقيب بعد أن كانت حكراً للبعثات الأجنبية، ومع استمرار أعمال التنقيب والذي اسفر عن اكتشاف نحو مائتين مقبرة ومئات القطع الآثرية، تم تعينه مديراً لمصلحة الاثار المصرية ليكون أول مصري يتولي مسئولية آثار البلاد، وتركها عام 1940 بسبب بعض مضايقات الملك فاروق له لإصراره على إعادة بعض القطع الآثرية التي كانت بحوزة والده الملك فؤاد، استعانت به الحكومة المصرية بخبراته عام 1954 للاشراف على إنقاذ آثار النوبة... يعد رائد علم الآثار في مصر وأول من ألف موسوعة باللغة العربية عن تاريخ مصر الفرعونية، توفي بالقاهرة عام 1961.
.
- كامل كيلاني / 1897 – 1959 ...
ولد كامل كيلاني بحي القلعة بالقاهرة القديمة، حفظ القرآن بالكتاب، ثم التحق بالتعليم الابتدائي والثانوي وحصل على شهادة البكالوريا، ظهر نبوغه بحفظه لمئات القصائد لصفوة الشعراء العرب، ثم التحق بالجامعة المصرية عام 1917، وعزم على دراسة الأدب العربي والإنجليزي، فحصل على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزية، كما التحق أثناء دراسته بالجامعة إلى مدرسة دانتي لدراسة الأدب الإيطالي... فور تخرجه عين مدرساً للغة الإنجليزية والترجمة بالمدرسة التحضيرية، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الثانوية بدمنهور، وفي عام 1922 عين مترجماً بوزارة الأوقاف واستقر فيها لأكثر من اثنين وثلاثون عاماً، وعمل أيضاً في مجال الصحافة والأدب وقام بتحرير مجلة الرجاء، ثم أصبح سكرتيراً لمجمع الأدب العربي عام 1922 ... انصب اهتمامه إلى فن أدب الأطفال ودأب على إنشاء أول مكتبة للأطفال، وكان يري أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون باللغة الفصحي، فأصدر قصته الأولي للأطفال "السندباد البحري" ثم أتبعها بفيض من مؤلفاته في أدب الأطفال، كان حريصاً على الجانب الأخلاقي، وتهذيب سلوك الأطفال بصورة غير مباشرة دون الظهور بمظهر وعظي أو خطابي، هو أول من خاطب الأطفال عبر الأذاعة المصرية، وأول مؤسس لمكتبة الطفل، وألف وترجم 250 قصة للأطفال منها مصباح علاء الدين وربنسون كروز وحي بن يقظان ونوادر جحا وغيرها، كما له أعمال أدبية في مجالات أخري كأدب الرحلات وفي تاريخ الإسلامي .. ترجمت قصصه إلى اللغات الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية... يعد رائد أدب الأطفال في مصر، توفي في القاهرة عام 1959.
.
- علي مصطفي مشرفة / 1898 – 1950 ...
ولد علي مصطفي مشرفة في مدينة دمياط، تلقي تعليمه الأولي علي يد والده الذي كان من أثرياء دمياط ومن المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفعاني ومحمد عبده في فهم الإسلام ومحاربة البدع والخرافات، ثم التحق بمدرسة أحمد الكتبي، إلا أن وفاة والده أجبر أسرته على الرحيل إلى القاهرة والسكن بشقة متواضعة بحي عابدين، فالتحق بمدرسة السعيدية الثانوية، وأظهر تفوقاً ونبوغاً فحصل على البكالوريا عام 1914 وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله ولم يبلغ من العمر ستة عشر عاماً، فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولي فاختارته وزارة المعارف للذهاب في بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها، فالتحق بجامعة توتنجهام الإنجليزية فحصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات، واستكمل دراسته للعلوم في جامعة لندن حتى حصل على الدكتوراه في العلوم وهي أعلي درجة علمية في بريطانيا... عاد إلى مصر عام 1924 وعين أستاذاً للرياضيات بمدرسة المعلمين العليا، ثم للرياضة التطبيقية بكلية العلوم عام 1926 ومنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره، وانتخب عميداً لكلية العلوم عام 1936، فكان أول مصري يتقلد هذا المنصب، وصف بأنه واحد من أعظم علماء الفيزياء في العالم، قام بتأسيس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية، والمجمع المصري للثقافة العلمية، تقدر أبحاثه ومؤلفاته في الرياضيات وفي في نظريات الكم والذرة، والإشعاع والميكانيكا علامة بارزة في تطور العلوم الطبيعية... يعد رائد البحث العلمي التطبيقي في مصر، توفي في القاهرة عام 1950 أثر أزمة قلبية.
.
وللحديث بقية أن شاء الله ...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

ألِف يقول...

هل لديك فكرة عن الطابع التذكاري الذي كان أُصدِر احتفاء بحصول محمد البرادعي على جائزة نوبل و عليه صورته ثم سُحِبَ من التداول بعد بروزه كمعارض لنظام مبارك في آخر أيامه؟