السبت، 6 أبريل 2013

غنـوه البريـد المصري !!..


أعتقد أنه كل من هو في عمري يعرف جيداً البرنامج الإذاعي الشهير غنوه وحدوته، فكلنا ونحن في سن الطفولة كنا نتلهف صباحاً على سماع الإذاعية اللامعة، أبله فضيلة، بصوتها الرخيم الجذاب وبحكايتها المثلية الشيقة، ذكريات لا يمكن أن تمحي من ذاكرة هذا الجيل...

تلـك غنـوه، بينما غنـوه البريد المصري، فيبدو أنها غنوه سجلت على اسطوانة مشروخة، يعـاد لحنها وكلمـاتها بطريقة آلية، فهي غنوه باهتة، تجعلنا نضـع أصابعــنا في آذانـنا من غلظة كلمـاتها التي تصم الآذان، ذلك ما أطـربنـا به السيد المهندس/ عاطـف حلمي ، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال حفل تسليم رئاسة البريد المصري للدكتور/ أشرف جمال الدين، حيث قال: أننا جميعاً ضد الفساد أو التجاوزات بكافة أنواعها، مشيراً إلى أن ما لديـه أي ملفـات فساد يتقـدم بها إلى الجهـات المسئولة للتحقيـق فيـها، ومن قبـله غنـاها المهندس/ هاني محمود، بدعــوة كافة العاملين بالبريد المصري، ولمن يمتلك منهم أوراق أو مستندات أو وثائق تلـوح منها رائحة الفساد أن يتقـدم بها للنيابة، ومن قبله رددها المهندس/ محمد سالم عبد القادر، والمهندس / ماجد عثمان، وعلى النغمة ذاتها رددها رؤساء مجالس إدارة البريد المصري المتعاقبين، بدءاً من المهندس/ هاني محمود، ثم الدكتور/ طارق السعدني، ثم الأستاذ/ مسعد عبد الغني، وأخيـراً المهندس/ أيمن صـادق، فهي غنـوه باهتة بكل ما تعنـيه الكلمة، غنـوه كل المسئولين عن البريد المصري بعد ثورة 25 يناير.

وكأن معالي السيد الوزير استهجن غلطتنا في البريد المصري من عدم الاستعانة بالفنانة إلهام شاهين، لتقديم بلاغات للجهات القضائية، فأراد أن يفتح لنا طريقاً للخلاص من منظومة الفساد المتراكمة والمعقدة في البريد المصري، بأن يعيد على مسامعنا غنوه الوزراء السابقين.

الإشارة بالتأكيد وصلت لجموع العاملين بالبريد المصري، ونحن ننتظر منكم معالي الوزير، وسعادة رئيس البريد الجديد، أن تكونا هامة وقدوة ومثل في محاربة الفساد، أن تكونا نبراساً لجموع العاملين بالبريد المصري، بتقديم ما لديكم من ملفات ومخالفات وتقارير رقابية وما أكثرها للجهات القضائية للتحقيق، ومحاسبة كبار الفاسدين، فأصحاب البريد المصري بسطاء، نهشت أموالهم، وسرقت أرازقهم، وضيعت أحلامهم بمكر من الليل، وخبث بالنهار، "فكبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون".

ومازالت على يقين أن غنوه أبله فضيلة أفضل وأرق وأشجن من غنوه البريد المصري !!..


ليست هناك تعليقات: