الخميس، 18 أبريل 2013

حوافز تميز البريد المصري !!..


من المؤكد أن لائحة حوافز تميز البريد المصري ما هي إلا قنبلة زمنية مفخخة، سوف تنفجر سواء تم تعديلها الآن أو تركها بوضعها الرث الحالي، ذلك لأنها بنيت في الأساس على مصالح شخصية واجتهادات ذاتية لبعض قيادات الهيئة السابقين وأتباعهم من القيادات الحالية في محاباة وتثبيت أوضاع سياسية تخدم مصالحهم بالدرجة الأولي، انتهت نظرياً بقيام ثورة 25 يناير.

تلك القنبلة المفخـخة يتم شحنها وتجهيزها كلـما قـدم إلى البريد المصري رئيساً جديـداً يتوسم فيه العاملون إنقـاذ ما يمكن إنقـاذه مما أفسده النظام السابق، وهذا الرئيس الجديد عليه أن يختـار أما مسايرة ما هو كائن باستمرار انتفاع أصحاب المصالح والأقارب والمتسلقين في الحصول على أكبر فائدة وتميز، أو مواجهة جموع العاملين الذين يتطلـعون إلى يوم الخلاص من هؤلاء القوم الذين أفسدوا الحـرث والنسل.

هذا تحديداً ما واجهه المهندس/ هاني محمود، حين تولي رئاسة البريد المصري قبل ثورة 25 يناير بأيام معدودة، حين اضـطر بعد مواجهة العاملين الغاضبين بسبب الفساد وخاصة فساد تلك اللائحـة، برفع نسبة الحافز 10% لكـافة العاملين وإلغـاء التقييم، ودون تعديل لهيكلها، ثم استقال، بسبب ما واجهه من ضغوط، وتابعه الدكتور/ طارق السعدني، حين أصدر القرار الإداري رقم 1445/1 بتاريخ 28/7/2011، تعديلاً للائحة حافز التميز الصادرة بالقرار الإداري رقم 1226 بتاريخ 1/7/2007، فما لبث أن تواصـلت مظاهـرات وإضـرابات العـاملين بالعـديـد من المكـاتب البريـدية، بسبب إعـادة تقيـيم الحـافز، حتى استقـال أيضـاً تاركـاً الوضـع إلى ما كان عليه في السـابق.

القنبلة الآن أكثر من كونها مفخخة، ويحاول البعض من قيادات الهيئة الإسراع في تفجيرها، بإعادة التقييم، والذي يعد سبباً رئيساً في إثارة العاملين، ذلك أن معظم من بيدهم هذا التقييم تم ترقيتهم أما بالغش أو التدليس أو الرشوة ودون معايير لكفاءة أو أقدميه، سوى كفاءة السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر وتوصيل الأولاد للمدارس وقد تصل لغسيل الملابس في البيوت...

هذا الكلام قد يصيب البعض من الزملاء بالاستياء والغضب، ولكن عليهم أن يبحثوا أولاً كيف تم ترقيتهم؟!.. وكثير منهم يعرف جيداً كيف ترقي لدرجة رئيس قطاع أو مدير عام وهو لا يستحق راتبه الأساسي، ناهيك عما يتقاضاه من حوافز وبدلات ولجان ومزايا عينية أخري، وإلا فلما وصل الحال لتتابع خسائر الهيئة للعام الثالث على التوالي، لو كان لديهم الكفاءة المطلوبة للتميز.   

القنبلة سوف تنفجر عاجلاً أم آجـلاً، ذلك سواء بتعديل اللائحة أو عدم تعديلها بسبب ما فيها من ظلم وإهدار لحقوق العاملين الكادحين بالمكاتب البريدية وخطوط التوزيع وغيرهم، وتميز البعض الآخر دون عمل أو إنجاز حقيقي، أو شغل وظائف وهمية لا قيمة لها، وترفض الإدارة العليا بإصرار وبشدة المساس بتلك الوظائف، رغم تنبيهات النيابة الإدارية وتوصياتها بتصويب تلك القرارات ونقض الوعد أكثر من مرة بتقييم تلك الوظائف وتصويبها.

كل ما أخشاه أن نعـيد الكـره مرة أخـري بتجربة الدكتـور/ طـارق السعدني، وخلـفه الأستاذ/ مسعد عبد الغني، في حلـقة مفرغة من اللـف والدوران إلى المجـهول، مجهـول سيدفع ثمنه حتماً العاملون بالبريد المصري وحدهم، الذين لا يريدون من رئاستهم الواعدة الجديدة إلا الحـق والعـدل والمسـاواة وقـول الله تعالي "وَأَنِ احْكـُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّـبِعْ أَهْـوَاءَهُمْ وَاحْـذَرْهُمْ أَنْ يَفْتـِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنـزَلَ اللَّهُ إِلَيـْكَ... "

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: