الخميس، 3 أبريل 2014

سجناء البريد المصري !!..



واقعة القبض على بعض الزملاء العاملين بمنطقة بريد الإسكندرية لقيامهم بالتظاهر والاعتصام من أجل المطالبة بتحسين أحوالهم المعيشية، لم تكن الأولي من نوعها، ولن تكون الأخيرة، فالحل الأمني والبوليسي هو في العادة سبيل دولة القهر والاستبداد...

من قبل وخـلال شهر مايو 2009 تم القبض على أحد الزملاء بمنطقة بريد الإسماعيلية، تحت زعم تحريضه على الإضراب وتهديده الاقتصاد القومي، وتم حبسه 15 يوماً على ذمة القضية رقم 1804 لسنة 2009 إداري قسم أول الإسماعيلية، وذلك بعد قيام مدير المنطقة بتحرير محضر ضده بالواقعة، وهو ما تم تكراره بالنسبة لبعض الزملاء بمنطقة بريد الإسكندرية منذ أيام، حيث تم تحرير محاضر ضدهم من قبل إدارة الهيئة...

التشابه بين الواقعتين له دلالات غابت عن الكثير منا، خاصة المؤيدين والمهللين لما حدث في 30 يونيو، حيث عودة الحلول الأمنية والبوليسية لقهر وإخضاع المطالبين بحقوقهم المشروعة، سواء في البريد أو غيره من مؤسسات الدولة، والتي بالتأكيد من ضمنها محاربة الفساد والكشف عنه، وليس كما يصورها بعض الفاسدين بالجشع وعدم الشبع أو بالمؤامرات الخارجية!!..

تلك الدلالات لها شواهد ومعالم كثيرة غابت عن الأذهان أو غيبت، بقصد الاستمرار في منظومة الدولة العميقة ومؤسساتها الفاسدة الأكثر عمقاً، خاصة البريد المصري، والذي يقبع على خزائن وإيداعات مودعي صندوق التوفير، والتي تربو على نحو أكثر من 125 مليار جنيه، يضخ الجزء الأكبر منها ببنك الاستثمار القومي، الذي يلعب دور المحلل لاستنزاف تلك الأموال بمساهماته الفاشلة بشركات القطاع العام، بينما الجزء الآخر يضخ في استثمارات خاسرة، تحت زعم قرارات الاستثمار السيادية، ويتحمل أعبائها في النهاية العاملون البسطاء!!..   

التوجيه بالسجن أو الاعتقال لبعض الزملاء بالبريد المصري أدار وجهة المتظاهرين والمعتصمين من المطالبة بحقوقهم المشروعة لحماية أموال هيئتهم العريقة من النهب والسلب المستمر، وبرواتب وحوافز تتلاءم مع ما يبذلونه من جهد وعرق في العمل، إلى مناشدة المسئولين بإخراج زملائهم من السجن!!..

والحقيقة التي لا مراء فيها أن سجناء البريد المصري ليسوا هؤلاء الخمسة الذين تم القبض عليهم والإفراج عنهم لاحقاً على ذمة القضية، بل هؤلاء الجبناء الذين شاركوا الإدارة العليا في الالتفاف لهضم حقوق العاملين، وكذلك هؤلاء الصامتون الجبناء الذين صمتوا لسنوات عن حقوقهم المهدرة والمسلوبة، فأصبحوا معاً عبيداً سجناء، لا كرامة لهم ولا وزن!!..  
وبكره تشوفوا البريد المصري!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

هناك تعليقان (2):

كريم الاسكندرانى يقول...

لم أر مظلوما تواطأ الناس على هضمه وزهدوا فى انصافه...كالحقيقه.
الشيخ محمد الغزالى

Unknown يقول...

العبيد هم الذين يهربون من الحرية فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد اَخر, لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة.. حاسة الذل.. لابد لهم من إروائها, فإذا لم يستعبدهم أحد أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد وتراموا على الأعتاب يتمسحون بها ولاينتظرون حتى الإشارة من إصبع السيد ليخروا له ساجدين
Sayyid Qutb