الجمعة، 14 نوفمبر 2014

اللامعقول في البريد المصري!!...



المعقول اسم مفعول من عقل، وهو كل ما يمكن تصوره أو إدراكه وتصديق أمره، أما اللامعقول فهو كل ما لا يقبله العقل أو تصوره أو إدراكه وتصديق أمره، ومن العجب أنه عندما تتحدث عن اللامعقـول يتشوق الجميع للاستماع لإكمال القصة ربما تصـل بنا لأمـر معقـول قـد نصدقـه !!..

وهذا اللامعقول أصبح الآن يتداول في المجتمع المصري كأمر واقع وكأنه حقائق ثابتة لا تستطيع حتى التفكير فيه أو مناقشة مضمونه أو معقوليته، فتغيب العقل وجره إلى اللامعقول أصبح من متطلبات الدولة المصرية، خاصة في مؤسسة عريقة مثل البريد المصري، وشهرتها في دقة حساباتها وتعقيدات إجراءات أعمالها المالية والإدارية المتشابكة...

فبعد الإعلان عن تحقيق فوائض مالية كبيرة خلال الأعوام الثلاثة قبيل ثورة يناير 2011 تكشف حالها المزور بغرض صرف مكافآت غير مستحقة لأعضاء مجلس الإدارة، بحجة لامعقولة في كشفها ببدء تطبيق معايير المحاسبة المصرية من أول يوليو 2010، فتحولت تلك الفوائض إلى خسائر، هكذا قالوا !!.. 

ومن ثم أتبعها لامعقول آخر، وهو تحقيق خسائر متتالية خلال الأعوام المالية 2010/2011، 2011/2012، 2012/2013 بمبالغ بلغت على التوالي 2ر716 ثم 7ر856 وأخيراً 3ر436 مليون جنية !!..

وكما أسلفنا بأن الحديث عن اللامعقول يتشوق إليه الجميع للاستماع لإكمال القصة، فكان ما أظهرته قائمة المركز المالي في 30/6/2014 بصافي خسائر بلغ نحو 97ر89 مليون جنيه، ثم ما لبث عن الإعلان عن تحقيق فائض مالي بنحو 150 مليون جنيه، على خلاف ما أظهرته قائمة المركز المالي المشار إليها والمعتمدة من رئيس قطاع الشئون المالية ورئيس مجلس إدارة الهيئة، وزيادة في اللامعقول تم الإعلان مؤخراً عن ارتفاع هذا الفائض لنحو 216 مليون جنيه !!..

اللامعقول لم يستكمل بعد، والقصة ستكون أكثر أثارة  في البريد المصري وكما بدأت بلا معقولية تحول الفائض إلى خسارة مع بدء تطبيق معايير المحاسبة المصرية، ثم تحول الخسارة إلى فائض، ستزداد تشوقاً بقدوم رئيس مجلس إدارة جديد ومطالبته في استكمال مسيرة النجاح في تحقيق فائض يفوق ما تم الإعلان عن تحقيقه في العام المالي 20013/2014، والعاقل فقط هو من يستطيع أن يميز من المعقول واللامعقول !!.. 

وللحديث بقية أن شاء الله... 

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

سبحان الله مكاسب تبقى خساير بعدها خساير تبقى مكاسب....يبقى انت اكيد فى مصر