الأربعاء، 16 يناير 2013

مفارقات البريد المصري !!..


من المفارقـات العجيبة للبريد المصري هذه الأيـام، هذا التناقض في تلـك الدعـوات للاعتصام والتظاهر، فبينما نجد البعض يطالـب بضرورة الاعتصـام والتظـاهر من أجــل القضـاء على الفساد المستشري داخـله، واسترجـاع بعض حقوق العاملين المنهـوبة من إدارة الدولة العميقة التي مازالت تحكم وتتحكم في مصير أكثر من خمسة وخمسون ألف عامل، لا ذنب لهم ولا جريـرة إلا العمل تحت ظروف سيئة، وإدارة غير مستقرة، وصراعات شخصـية لا مبرر لها، نجـد عـدم مبالاة من البعض الآخر.  


المفارقة ليست في ضبابية الرؤية لدي البعض، بل فيما نشرته بعض الصحف عن مؤسسة بريد الجزائر، فبينما احتفل البريد المصري بيوم البريد في الثاني من يناير بوقفة احتجاجية هزيلة، والحزن يعتصر القلوب بصرف شهر كمنحة من أساسي الراتب، هب العاملون بمؤسسة بريد الجزائر في نفس اليوم على قلب رجل واحد من أجل الدفاع عن مؤسستهم التي تعاني عجزاً مالياً رهيباً بسبب عشوائية القرارات التي يتخذها المدير العام، والتي بلغ مجملها نحو 89ر7 مليار دينار جزائري، وهي ديون متراكمة ومستحقة لعدة جهات، لدرجة وصلت إلى توقف خدمات وستر يونيون لتحويل الأموال من وإلي الخارج على مستوي مكاتب بريد الجزائر كافة، بسبب قطع شركة اتصالات الجزائر خدمات الانترنت لتراكم مديونية البريد التي بلغت أكثر من سبعة ملايين دينار.


البريد الجزائري يشابه البريد المصري في خدماته، حيث يقوم بصرف معاشات التقاعد لأكثر من خمسة ملايين جزائري، بالإضافة لخدمات تحويل الأموال، والتوفير وغيرها من الخدمـات البريدية التقليدية، وأكثرها تشابهاً في اعتقادي، فيما يعلنه قيادات الإضراب من صحة فرضية العجز المالي، حيث يرجعون مسئولية هذا العجز إلى ما يتم منحه لكبار المديرين من منح فصلية وسنوية، بينما يتحمل العاملون العمل أيام السبت والعطلات والفترات المسائية دون مقابل.

بعد اعتصام استمر ثلاثة عشر يوماُ تعهد وزير الاتصالات الجزائري موسي بن حمادي التزامه باتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجـل تحقيق كل المطالب الاجتماعية والمهنية للعاملين بالبريد والبالغ عددهم 25 ألفاً... بينما في البريد المصري رغم الخسائر المالية للعام الثاني على التوالي، وما يلاقيه من محاولات تهميش لدوره الاقتصادي والاجتماعي، قـام الوزير السابق المهندس هاني محمود، وقبل رحيله بأيام، بتجديد الثقة في مجلس الإدارة لمدة ستة أشهر إضافية، دون الالتفات للمطالب المتكررة لجموع العاملين بضرورة إيجـاد حلـول جذرية لتحسين أوضاعهم المزرية، والكشف عن الفساد الذي أنهك كيـان البريد المصري بخسائر متتـالية وقيـادات عاجـزة عن دفـع عجلة تقـدمه للأمـام.


لا أدري أين قامت الثورة !!.. في مصر أم الجزائر ؟!.. وكأن كتب عليـنا نحن المصريون تقـدم الجزائر الشقيق الدائم علينا سواء في كرة القدم وكذلك في التظاهر والاعتصام، ونيـل المطالب والحقـوق، ولا عـزاء للمتقاعسين...
وما نيل المطالب بالتمني*** ولكن تؤخذ الدنيا غلابَ


وللحديث بقية أن شاء الله...




ليست هناك تعليقات: