الخميس، 24 يناير 2013

ثورتنا البريدية !!..

 
25 ينايــر كانـت ثورتنـا، ثورة شعب انتفـض على الظـلم والاستبـداد، على الرشـوة والفسـاد، على الذل والهـوان، انتفـض من أجــل حـريته وكرامته، انتفض من أجل مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفــاده...

عامان ومازالنا نتعارك ونتصارع محدثين تلك الفوضى التي وعدنا بها الرئيس المخلوع، فلا حرية جاءت ولا كرامة، وأنوار الأمل تختفي يوماً بعد يوم، والآمال الكبيرة أصبحت في عيون البعض صغيرة، وكأن الحلم الوردي أصبح كابوساً مفزعاً ... ثورتنا بعد عامين في مهب الريح تتلاطم الأمواج، بين الانتهازيين والمنافقين، بين الإسلاميين والليبراليين، بين من ينظر للمستقبل، ومن يريد إعادة عجلة التاريخ، وكيف لا ؟!.. والمصالح الشخصية طغت، والذاتية والأنانية علت فوق كل قيمة وخلق.

هذا حـال الأوطان، وحـال البريد المصري بالتبعية، كحـال معظم الهيئات والمؤسسات الحكومية :
- أوضاع فاسدة منظمة ومستقرة..
- تعاقب رؤساء مجالس الإدارة بالاستقالة والإقالة..
- ترقيات تشوبها المصالح والشكوك وعدم تطبيق القوانين..
- الاستمرار في تعاقدات وتوريدات لمشروعات فاشلة..
- مظاهرات واعتصامات متقطعة من بعض العاملين..
- استمرار قيادات النظام السابق، رغم ما يتكشف من فساد..
- اللف والدوران لإحكام السيطرة والتغطية على الفساد..
- تتابع السطو على بعض المكاتب البريدية وسيارات نقل الأموال..
- التراخي في أنجاز العمل وغض الطرف عن محاسبة المقصرين..
- الحساب الختامي يظهر عجزاً ماليا للعام الثاني على التوالي..
- تحقيقات وبلاغات وقضايا لم تظهر نتائجها بعد..
- جهات رقابية وقضائية تعزف الخلفية الموسيقية لتلك المسرحية..

هذا حـال البريـد المصري بعـد عامين من التطاحـن والتصـارع، وكأن هذا اليـوم المبـارك الذي سقـط فيه الشهداء ليذيـب جلــيد الفساد والاستبـداد، أعيـد بمكـر الليـل والنهـار بعـد عامين من جــديد ليتجـمد ويتصـلب، ويشـتد عـــوده ليطــل عليــنا برأس أفعى سـامة تنشر سمومـها وأحقـادها على هذا الجسد الهش الذي أنهكـه الفقـر والجهـل والمرض.

هذه ثورتنا المصرية بعد عامين، والتي ما قامت إلا بعد انسداد أفق التغيير من خلال مؤسسات الدولة، نتائجها حتى الآن صفر، أمـا ثورتنا البريدية فنتائجها دون خجل أو مواربة ثلاث أصفار، صفر للنقابة المستقلة أو المحتلة بالقانون، وصفر للعاملين الصامتين على هذا الهوان، وصفر لصاحب تلك المدونة !!.. وسلوتـنا في تلـك الآية الكريمة "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا".

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: