الأربعاء، 2 يناير 2013

يــوم البريـد المصري !!...


في مثل هذا اليوم، الثاني من يناير عام 1865 تمت صفقة شراء شركة البوستة الأوروبية صاحبة امتياز نقل إرساليات البريد في القطر المصري، لصالح الحكومة المصرية، حيث شعر الخديوي إسماعيل بأهمية تلك الشركة، وعز عليه أن يستأثر فرد بمشروع مثمر كبير كهذا، فأمر بابتياع الشركة من صاحبها "جيا كومو موتسي" في أقرب فرصة وبأي ثمن، وتكريماً لشخصه واعترافاً بخدماته، عرضت عليه الحكومة وظيفة المدير العام لمصلحة البريد، وأنعمت عليه برتبه البكوية، فقبل حباً في المشروع الذي تعهده وأنماه، ثم تقديراً من أعوانه ومرءوسيه، وبذلك أصبح "موتسي بك" أول مدير لمصلحة البريد.

منذ ذلـك اليوم ويحتفل البريد المصري بهذا اليوم، فكان عيداً للبريد والبريديين من كل عام، احتفالاً بملكية الحكومة المصرية لهذا المرفق، وتقديراً لأهميته في دفع عجلة الاقتصاد المصري... مائة وثمانية وأربعون سنة مرت، وكأن البريد المصري ينعي الآن مقامه وأهميته، بعدما وقع في براثن حفنة من المنتفعين والمتسلقين وأصحاب المصالح على مدار العشر سنوات السابقة، فكان ما كان من فساد واستبداد وخسائر بلغت خلال العام المالي 2011/2012 نحو 7ر856 مليون جنية.

وكأن المتنبي يشعر بما في صدور العاملين بالبريد المصري بقوله: 
عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يا عيدُ      بِـما مَـضى أَم بِـأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

فأضحينا يوم البريد المصري بجملة من المغالطات والتسويف واللف والدوران من قبل الإدارة الحالية، والتي ما انفكت تخـادع جموع العاملين بالآمال الزائفة والوعود الحالمة، خداع يتـلوه خداع، لكسب مزيد من الوقت، بينما الفساد ينخر في هذا الجسد المريض، باستمرار التجديد لبعض المستشارين للتغطية على ما اقترفوا من فساد، وبمشاريع فاشلة لا وزن لها ولا قيمة إلا انتفاع مورديها، وحسابات متهالكة مضللة عن الموقف المالي الحقيقي، فكان عيداً متشحاً بالسواد والغبار.

العيد الحقـيقي للبريد المصري، يوم يتزحـزح هـؤلاء عن مناصبهم، يـوم ينفـك البريد المصري من قيـود وبراثن هذا الفساد، يوم تسطع الشمس من جـديد على قبة مبـناه العـريق، يوم يعـود لأبنـائه المخلصين المجتهدين.

هذا هو يوم العيد أمـا الثاني من يناير فهو ذكـري لتخـليد مكـانة وأهمـية البريد المصري لدي حاكمها، ذكري للوفـاء لهذا الرجـل ورفـاقه الذين أسسوا البريد المصري بالجهد والعمل وبالتضحية، وكل ذكري وأنتم بخير....

وللحديث بقية أن شاء الله...

هناك تعليق واحد:

Hanan Mahmoud يقول...

بإذن الله فرجه قريب يااشرف
لاداعي لليأس يا أخي
ماضاقت الا وفرجت
اللهم طهر بلادنا من الفساد والمفسدين
اللهم انصر الحق علي الباطل واجعل كلمة الاسلام هي العليا