الجمعة، 15 مارس 2013

أخونة البريد المصري !!...


الأخونة ، مصطلح جديد، يقصد به استحواذ وهيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مفاصل الدولة، فمنذ أن تولي الرئيس محمد مرسي حكم البلاد بداية شهر يوليو عام 2012 والحديث لا ينقطع عن أخونة الدولة، بالحق والباطل، فمع شغل أي وظيفة قيادية بالدولة، تجد تحرك الآلة الإعلامية لهثاً بالبحث والتنقيب عن جذور عائلة من تولي هذه الوظيفة.

أذاً الأخـونة أصبحت  الآن يتم توصيفها إعلاميـاً على أنها جريمة تستوجب معها العقـاب والاستبعاد من شغل الوظائف القيادية بالدولة، ريثما كانت تفعـل أجهـزة مباحث أمن الدولة في عهد مبارك المخلـوع من الوقـوف حجـر عثر أمـام شباب الإخوان في شغل  حتى الوظائف الحكومية العاديـة، بينما كانت تلك المعارضة المستأنسة ترتطمي في أحضان لجنـة السياسات تنتظر منها فتات الطعـام.

هذا ما أشارت إليه بعض الصحف المعارضة للرئيس محمد مرسي أبان الإعلان عن ترشيح الدكتور/ أشرف جمال الدين عبد الرحمن، نائب وزير الاستثمار لتولي منصب رئيس مجلس الإدارة الهيئة القومية للبريد (صحيفة الدستور، صحيفة التحرير بتاريخ 10/3/2013) حيث أشارت إلى وجود مصادر تردد بأن جمال الدين ينتمي إلى حزب الحرية والعدالة، وأن ثمة مخاوف من استغلال الهيئة لأغراض سياسية !!..  

تلك الاتهامات المعلبة، والتشكيك المستمر، يأتي بسبب عدم وجود معايير حقيقية لشغل تلك الوظائف القيادية بالدولة، فمعايير اختيار الخبرات والكفاءات اختفت منذ سنوات، فكان اختيار القيادات والوزراء أمر يحكمه الفساد بالدرجة الأولي، والمصالح والمنافع المتبادلة بالدرجة الثانية، ثم أجهزة رقابية هشة تعمل من خلال قوانين فاسدة جميعها تقضي بأنه إذا سرق القوي تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد !!..  

وسواء كان المرشح لرئاسة مجلس إدارة البريد المصري من الإخـوان أو غيـرهم، فالأمر بالنسبة له لن يكـون سهـلاً أو هينــاً في ظـــل أخـوان الشياطين الذين يحكمـون قبضـتهم على إدارة البريد المصري، فالفساد في البريد المصري، في تصـوري يفـوق فساد قـوم عــاد وثمـود، ولن يجـدي معهم أساليب نبيا الله صـالح وهـود...  

ورغم الاستبشار بقدوم الدكتـور/ أشرف جمال الدين، لرئاسة مجلس إدارة البريد المصري، إلا أن ثمة قلـق حقيـقي راودني بإعـادة استنساخ الفساد من جديـد بأماكن جديـدة، وبثوب جديـد، ولا أدري أن كانت تلك أخـونة أم شيطنة، فالخبر المنشور في بعض الصحف بإعـادة تعيين الدكتور/ أشرف زكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد السابق، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحـة الجـوية، جعلني على يقين أنه لا يوجد ما يدعـونه من أخـونة الدولة، فالدولة مازالت في قبضة مبارك ونجـله وسياساته، ومفاصـل الدولة مازالت تحكم بإخـوان الشياطين..

أما البريد المصري فمازال تحت وطأة الاحتلال، ولن يطرد المحتلين بزعيم أو رئيس بمفرده، سيطرد هؤلاء المحتلين بنضال وكفاح أهله وتكاتف موظفيه.
   
وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: