الجمعة، 8 مارس 2013

موتي البريد المصري !!..


الآن استطيع القول وبكل اعتـزاز وفخـر أن موتـي البريـد المصري أصبح لهم هيبة وكرامة كموتي بقية مؤسسات وهيئات الدولة الأخرى، خاصة المحظوظين منهم من العاملين بمبني مراكـز الحـركة البريـدية بميـدان رمسيس، حيث تفضـل السيد المهندس/ رئيس مجلس الإدارة بتاريخ 26/2/2013 بالموافقة على شراء سيارتين جديدتين لزوم نقـل الموتـى من العاملين بالمركـز.

وكما هو معروف أن إكرام الميت سرعة دفنه، ومن ثم، فتلك السيارات ستساعد بالتأكيد على تنفيذ المهمة بالسرعة المطلوبة، إلا أن الاطمئنان الذي وقع في قلبي نتيجة لاهتمام الإدارة العليا لهذا الأمر، انخفض تدريجياً حين ذهب خيالي بعيداً إلى نوعية وماركة تلك السيارتين، هل ستكون من الطراز الفخم، كسيارات المرسيدس، والتويوتا، أم ستكون سيارات شعبية من طراز السوزوكي والهونداي ؟!.. وكيف تكون وسيلة الشراء بالأمر المباشر أم بالإيجار التمويلي ؟!..

وتلاحـق على ذهني أسئلة كثيرة أخري، فهل سيتم نقل الميت إذا كان موظفاً عاديـاً في نفس السيارة التي سيتم فيها نقـل الميت بدرجـة مديـر عـام أو رئيس قطـاع؟!.. وهل سيكون ثمة تمييز بين من حصـل على درجـة مديـر عـام أو رئيس قطاع طبقـاً لقانون 5 لسنة 1991 وغيره ممن كلف بالوظيفة مباشرة أو بإعلان داخلي ومسابقة كده وكده؟!.. وهل سيتساوي من كانت وظيفته ضمن الهيكل التنظيمي أم من خارجه؟!.. وما هو موقف من ترقي لدرجة كبير، هل سيتم التعامل معه على أنه كبير في الدنيا أم سيقال له أنها درجة شرفية لا قيمة لها حتى عند الموت؟!.. وما مصير باقي العاملين بالمناطق البريدية إذا لا قدر الله وافتهم المنية؟!.. 

الحق أنني كنت أفكر كثيراً في الموت وحقيقته الأبدية التي لا مفر منها، أما الآن فأنا أفكر في تلك السيارة التي سوف تحملني إلى المثوى الأخير، مرسيدس أم تويوتا، سوداء أم بيضاء، بها تكييف أو بدون، ذات دفع رباعي أو خلفي، الجير عادي أم أتوماتيك، على كل حال أنا على يقين أن الإدارة العليا بالبريد المصري لن تألوا جهدا في توفير كل سبل الراحة للموتى من العاملين، خاصة من هم على نهجي وسيرتي.

أمر آخر أزاحته الإدارة العليا عن كاهل هؤلاء الموتى، بأنها ألغت السلفة ذات الحد الأقصى 10000 جنيه، بسبب تكدس الطلبات بإدارة الإعانات بالإدارة العامة لرعاية العاملين منذ أكتوبر 2012، وعدم وجود موارد مالية كافية، فاستبدلتها بما قيمته 5000 فقط، وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من العاملين، ومن ثم لن تكون ثمة مديونية كبيرة للعامل إذا وافته المنية أثناء سداد أقساط السلفة، كنوع من التيسير ورفع الحرج عنه وعن أهله وورثته.

على كـل الأحــوال، لابـد من الشـكر والامتـنان للسـيد المهـندس/ رئيس مجـلس الإدارة على هذه الصـدقة الطيـبة، ونذكـره فقـط أن الحي أبقي من الميت !!..
  
وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: