الجمعة، 7 يونيو 2013

شركة البريد للنظـم !!..


شركة البريد للنظـم، تعـد ثالث وآخـر عنقـود الشركات التابعة للبريد المصري، فالشركة التي تأسست وفقـاً لإحكام قانون الشركات المساهمة وشركات التوصية بالأسهم رقم 159 لسنة 1981 برأسمال مدفــوع قـدره 6 مليون جنيه، ويساهم فيها البريد المصري بنسبة 1% وشركة البريد للاستثمار التابعة للبريد المصري بنسبة 89%، بينما ثمة غموض عن الشريك الثالث المساهم بنسبة 10% الباقية، لم تكن إلا استكمالاً للديكور التكنولوجي للبريد المصري.

فالشركة أنشئت كغيرها من الشركات التابعة دون هدف محـدد، في ظـل وجـود وتنامي عدة قطـاعات متخصصة بالهيئة في مجـال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبما يتضمنه من عناصر فنية تقترب من الأربعمـائة مهندس وفني وموظف، يفترض قيـامهم بتلبـية كافــة احتياجــات الهيئة من النواحـي التكنـولوجـية المطلـوبة.

غير أنه من الملاحـظ خـلال السنوات الأخيرة، والاتجاه الجارف دون وعي للبريد المصري نحو التكنولوجيا ونظم المعلومات، والذي لم يسفر في نهاية المطاف إلا عن تعاقدات فاشلة مع عدة شركات مثل: SAP و IBM وAHCC وغيرها، وعدم الارتقاء لتفعيل منظومة الاتحاد البريدي العالمي بأنظمته التطبيقية المختلفة كبقية البلدان الأعضاء في الاتحاد مثل: IPS و IFS ، فكانت النتيجة الطبيعية هي إهدار عشرات الملايين من الجنيهات وضياع الوقت والجهد والمال في رواتب وحوافز وبدلات وتدريب، وخضوع الهيئة لأوامر وتحكمات تلك الشركات بعقود صيانة ودعم فني وتشغيل، خضوع العبد للسيد.

فهذا الفشل التكنولوجي الهائل ليس إدعـاء، بل ما يقـرره بكل وضـوح تقاريـر الجهـاز المركـزي للمحاسبات سنوياً، من خـلال أمثلة عديدة أذكـر منها: عـدم استطاعة قطـاع التوفير ضبـط رأس مـال المـودعين أولا بأول وبتأخير عامين عن موعـد إقفـال الحساب الختـامي للهيئة، مما يجعـله يحتسب الفوائد المحلية على رأس مال المودعين بطريقة تقديرية، أو ما تم دفعه بما قيمته 81 مليون جنيه للتعاقد مع شركة SAP خلال الفترة من 2008 وحتى 30/6/2012 ولم يتم الاستفادة من هذا التعاقد في ميكنة أعمال الهيئة حتى انتهاء فترة الضمان.

وشركة البريد للنظم كغيرها من الشركات التابعة، لم تتحمل أية أعباء تمويلية منذ إنشائها سواء عن رأس المال المدفوع من البريد المصري أو شركة البريد للاستثمار، أو عن استغلالها لنحو 33% من مبني الهيئة بالقرية الذكية منذ إنشائها دون مقابل، بالإضافة إلى ما تتحمله من رواتب وبدلات ومصاريف إدارية أخري، وأنها لم تقدم أي قيمة مضافة لأعمال الهيئة منذ إنشائها.

والآن ثمة مجلس إدارة جديد للشركة، ويبدو أنه مع خطواته الأولي يجد صعوبات بالغة في ترميم وإصلاح ما خلفه جنرالات التكنولوجيا من تعاقدات ومتاهات المناقصات والممارسات التي جعلت من البريد المصري أضحوكة لصبية بعض الشركات العاملة في المجال.

وللحديث بقية أن شاء الله، عن جيرونيل شقيقة البريد المصري.

ليست هناك تعليقات: