السبت، 13 يوليو 2013

تمرد في البريد المصري !!..


ما يتـم تنـاقله الآن عـبر شبـكة التواصـل الاجتمــاعي "الفيسبوك" بشأن قيــام بعض العاملين بالبريد المصري بالتوقيـع على استمارة تمرد للمطــالبة بعزل الدكتور/ أشرف جمال الدين، رئيس مجلس الإدارة الحـالي يثير القلـق والريبة في ذات الوقت !!..

ذلك أن ما قامت به حركة تمرد خـلال الأسابيع الماضية من جمع توقيعات بعض المواطنين لعزل الرئيس المنتخب ديمقراطياً تعد سابقة خطيرة، سوف يشهد التاريخ أنها بفعلتها تلك استدعت بدعة شيطانية سوف يكتوي بنارها مبتدعوها ومروجوها، حيث أنها أعطت مشروعية بالباطل بتمرد الولد على والده والزوجة على زوجها والطالب على معلمه والمرؤوس على رئيسه، لمجرد اختلاف الرؤى، وبإغفال أدبيات الحوار والتقاليد وقواعد الديمقراطية المتعارف عليها.

هذه البدعة الميكافيلية الشيطانية والتي تبرر للوصول إلى غايتها في رفع شعار التغيير والارتقاء للأفضل انتهجت وسيلة خاطئة في النهج الذي تعرفه الأمم الديمقراطية المتحضرة، فإعادتنا دون أن ندري للمربع الأول، بل أدخلتنا في نفق مظلم وطريق لا نهاية له من الجدل والاختلاف.

وعلى الرغم من الأخطــاء العديـدة والملاحظـات على إدارة الرئيس المنتخب خــلال العــام المنصرم، إلا أنه لا يمكن إنكــار حــالة التربـص ومسلك المعارضين من أجــل تعجـيزه والوقيعة به، تماماً حــال ما نلاحظـه الآن على مستوي البريد المصري، ورئيسه المعين منذ أربعة شهور فقط، والاعتقـاد أنه لم يقـدم جديد ويسير على نفس سابقيه من رؤساء.

أعتقد أن فكـرة التمرد تلـك، فكـرة خـائبة ماجـنة، ما كانت لتعبر المشهد مرحـلياً ببعض النجــاح لولا مساندة ومساعدة أذناب النظـام السابق القابع خلـف الستار منتظراً لحظة الانقضـاض على الجمـيع، وتدخل المؤسسة العسكرية بصـورة أعــادت للأذهــان عصــور الانقلابات العسكرية، تماماً حــال ما يروج له الآن بالبريد المصري بالباطـل بأن رئيسه تم تعيـنه من قبــل الإخــوان، بغية إعــادة مشهده الفاسد إلى ما قبــل ثورة 25 يناير.

وللحـق، ونحن في ظــل غيــاب قواعـد منظمة للعمل الديمقراطي، ودعــاوي تثبـيت مشروعية الفوضـى والصـوت العالي والإعــلام المأجــور، أذكر فقط بقـول الله تعـالي "وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْـلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنـُواْ وَيَتَّخـِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"... ومن تتمرد عليه اليوم، سيأتي غداً من يتمرد عليك!!..

 وللحديث بقية أن شاء الله...



ليست هناك تعليقات: