الاثنين، 29 يوليو 2013

النخبة في البريـد المصري !!...


النخبة كلمة تعبر عن مجموعة صغيرة منتقاه من الطبقة العليا للمجتمع، وعادة ما تكون تلك النخبة قـادة الرأي والفكر فيه، ومن لهم تأثير في تشكيل اتجاهات الرأي العام للمجتمع، وتختلف تلك النخب في حدودها ونطاق عملها، فمنها النخبة السياسية أو الاجتماعية أو المالية.

والنخبة الحاكمة في مصر تبلور شكلها خـلال العقـود الثلاثة الماضية من خلال مجموعات متجانسة مترابطة تجمعها مصالح مشتركة ومنافع متوازنة، فالنخبة السياسية جذبت إليها مجموعات من النخب المساعدة من القضاة والجيش والشرطة وبعض الإعلاميين والصحفيين، بالإضافة إلى مجموعات أخري من الاقتصاديين ورجال الأعمال والسماسرة، فخلقت واقعاً لمفهوم الحكم والإدارة دون إرادة شعبية، غصباً للسلطة بعيداً عن آراء وانين هؤلاء الرعـاة والدهماء من الطبقات الفقيرة والمتوسطة من المجتمع.

هذه النخبة العليا الحاكمة التي أصبحت صاحبة الحل والعقد، سواء باستخدام القوة الغاشمة أو بالإعلام المضلل، أو التلبيس القانوني، أيقنت خلال الفترات الأخيرة ضرورة خلق نخب مجتمعية أقل تساعدها على فرض سيطرتها وقهر تلك الطبقات الفقيرة لاستمرار تماسكها وقدرتها على الإدارة بشكل يمنع تسرب الغضب والتبرم بين هؤلاء الرعاة والدهماء، فأوجدت تلك النخب الأقل في المستوي والتي انتشرت بكافة الهيئات والمصالح الحكومية والنوادي والنقابات العمالية والمهنية، نخب أقل درجة خاضعة وتابعة للنخبة العليا الحاكمة، تخطب ودها وتأكل من فتات موائدها، وتعيش على سطوتها وقوتها الباطشة.

ومنها بالتأكيد نخبة البريد المصري، التي جاءت بالتعيين والتزييف، فجاءت بالتكليف تارة وبالغش والتدليس تارة أخري، نخبة متسلقة تعمل فقط للتهليل والتطبيل لمن عينها أو كلفها بالإدارة، نخبة أفسدت هذا المرفق العريق ليصبح خاسراً عاماً تلو العام، رغم ما يتمتع به من إمكانيات مالية وبشرية هائلة، ودون النظر لرفع كفاءة إدارته واستغلال تلك الموارد في دفع عجلة الاقتصاد القومي وخدمة مجتمعه.

نخبة البريد المصري كالنخبة العليا الحاكمة كل ما يعنيها الآن هو التشبث بكل قوة لإعادة عجلة التاريخ للوراء لتثبيت الأمر الواقع، بهدف جني المزيد من الحوافز والبدلات والمزايا المالية والعينية، دون اعتبار لجموع العاملين البسطاء، ومستقبلهم داخل تلك المؤسسة العريقة.

الأمر الآن أصبح أكثر وضوحاً، فالنخبة العليا الحاكمة تريد أن تظل غاصبة للسلطة، متقلدة  مناصب الدولة العليا، رغم فشلها السابق، وسوء إدارتها وإهدارها لموارد الدولة ونهبها، وغلق منافذ الأمل أمام جموع المصريين في التقدم والرقي، تماماً كما تفعل نخبة البريد المصري الغاصبة للمناصب القيادية، رغم فشلها وسوء إدارتها وإهدارها لأمواله وموارده الهائلة، ذلك لمجرد أنها النخبة !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: