الخميس، 22 أغسطس 2013

البريديون بعد الانقلاب !!..


هذا ليس استسلاماً أو تسليماً بما وقـع من انقـلاب عسكري على السلطة والرئيس المنتخب، بل نظـرة مستقبلية افتراضـية، رغم غضـاضة ومـرارة هذا الواقـع...

تحقق الانقلاب افتراضاً، وعدل الدستور، واستبعد من استبعد، وقرب من قرب، وتسلطت النخبة الليبرالية الانقلابية بآلتها العسكرية والإعلامية الغاشمة، أياً كانت نتائج الانقلاب، وخارطة المستقبل، وفرض الأمر الواقع بالقوة داخلياً وتسويقه خارجياً، فهل كل ذلك سيحقق أهداف ثورة 25 يناير؟!..

وهل بعد الانقـلاب ستنعم مصر بالحرية والكرامة الإنسانية، وستحل الديمقراطية ومبـادئ حقـوق الإنسان، ويسود العـدل والمساواة، وسيتحرر العبيد والسجـناء، كنت أتمني، وأن كان أول القصـيدة كما نري كفـراً، فكل ما نشاهده ونسمعه من وسائل الإعـلام يدل على نتـائج كارثية، فاقـت الضررين، وأنتجت مصـيراً مجهـولاً مظـللا بالخـراب والدمـار، فرائحـة المـوت والكراهـية تفوح من جثـث الشهداء، التي ستلاحـق قاتلـيها بالثـأر والبغضاء. فمع الانقلاب انتهكت حرمات المساجد والكنائس، انتهكت كرامة الإنسان وضاعت معه كل القيم ومبادئ الأخلاق. 

والبريديون مثلهم كبقية أبناء هذا الوطن، على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم، وانتشارهم المميز في كافة المحافظات والقرى، كان لديهم أحلام وتطلعات كغيرهم بالحرية والكرامة الإنسانية، آمال كبيرة في حياة أفضل لهم ولأبنائهم وأحفادهم، أماني يرونها حقيقة واقعة، لا بالوعود والكلمات المعسولة الكاذبة، والتي ما أن دارت عجلة الزمن حتى عادت بهم لسيرتها الأولي من فساد واستبداد، فالخدعة كانت كبيرة، فلم يروا مسئولاً واحداً تم محاسبته، أو بلاغاً تم التحقيق فيه، أو قضية حكم فيها، رغم ما تم من نهب أموالهم وأموال هيئتهم علناً ودون مؤاربة.      

البريديون كغيرهم من أبناء هذا الوطن، شاهدوا فساداً عظيماً وظلماً اجتماعياً جانحاً قبل ثورة 25 يناير وبعدها، ومازال، والآن يطل علينا الفساد برأسه في ثوبه الانقلابي الجديد، مع قوته الغاشمة، وحلقات الرعب والتخويف والاضطهاد، وتكميم الأفواه والاتهامات المعلبة، وعصراً جديداً من الضلال والاستخفاف.

البريديون كغيرهم من أبناء هذا الوطن، سواء كانوا ضد الانقلاب أو معه، سوف يدركون لاحقاً   أن ثورتهم الحقيقية قد سرقت منهم، وسرق معها كرامتهم وإنسانيتهم، حين وقف فريقاً منهم يشاهد البعض الآخر من أبناء وطنهم يقتل لمجرد الدفاع عن حق الجميع في العيش الكريم، فالجميع سوف يدرك لاحقاً حين يسخر منه ومن مطالبه المشروعة في العدل والمساواة والحرية، وحين يعي أن النظام المستبد الفاسد قد أسقط الشعب، رغم أن الشعب قد خرج وهتف مراراً مطالباً بإسقاط النظام!!..  
 

ليست هناك تعليقات: