الجمعة، 2 أغسطس 2013

كحك البريـد المصري !!...


يوليـو: رمضان
أغسطس: العيـد
سبتمبر: المدارس
أكتوبر: العيد الكبير
هل ممكن صرف شهر لكل مناسبة؟ مستحيل.. اعتقد المدارس ومصاريفها أهم من الكحك؟
هكذا كان تعليق الدكتور/ أشرف جمال الدين، رئيس مجلس إدارة البريد المصري، على صفحته عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وذلك حول ما أشيع عن صرف مكافأة للعاملين بالبريد بمناسبة عيد الفطر المبارك.

والكلمات تعبر بصدق عن حالة انفصال الإدارة العليا عن جموع العاملين البسطاء بالبريد المصري، فاختزال الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لهؤلاء البسطاء لاستكمال فرحة العيد في الكحك أمر نأسف له، ذلك لأن هؤلاء البسطاء لا يعرفون بدلات السهر والمكافآت الدورية وغيرها، فأصبحت تلك المناسبات كابوساً يؤرقهم ويزيد من حزنهم وعذابهم بدلاً من الفرحة والإقبال على الحياة.

وكحك العيد وأن كان عادة مصرية فريدة من نوعها أبتدعها الفراعنة القدماء، وتناقلتها الأسرة المصرية جيل بعد جيل، ويأتي ذكره بكتب التاريخ الإسلامي بالأخص في العهد الطولوني والأسرة الفاطمية، حيث يعد مظهر من مظاهر تجمع الأسر والعائلات المصرية ابتهاجاً بقدوم العيد، غير أنه علي ما يبدو ستتوقف تلك العادة بالنسبة للعاملين بالبريد بسبب المدارس ومصاريفها!!..

ورغم أنني لست ممن يحبون كحك العيد ومشتقاته، والتزامي بنظــام غذائي صــارم للحفــاظ على الصحة العامة، إلا أنني أحزنني هذا الانفصــال عن جمـوع العاملين، وعدم الاهتمام بسد متطلباتهم واحتياجاتهم الضرورية، وإدخــال السرور على قلوبهم وعلى قلوب أسرهم وأولادهم، ويكفي ما نحن فيه من غم وحزن بسبب تلك الأحداث الجــارية في بلادنا، ونبأ قيــام حكومة الإنقـاذ الجديدة التي لطالما وعدتـنا بالتمر والعسل، بتخفيض العلاوة السنوية من 15% إلى 10%، والارتفاع الجنوني لأسعار كـافة السلع بالأسواق.

قد أتفهم محاولات الإدارة العليا بالهيئة تخفيض الإنفاق وترشيده، لإظهار الموقف المالي للهيئة بصورة أفضل، ولكني لا يمكن أن أتفهم تلك المحاولات أن تكون تجاه جموع العاملين البسطاء فقط، وغض الطرف عن مليارات الجنيهات والتي سرقت في شركات خاسرة، واستثمارات فاشلة وتعــاقدات وتوريــدات مشبوهة، وحوافــز ومكــافآت ورواتب دفـعت للعشرات دون وجه حق أو قيمة مضافة، وكانت سبباً مباشراً لما آلــت إليه الهيئة من خسائر سنوية متتالية، لا ذنب لهؤلاء العاملين ليتحـملوا أوزارها.

عيدكم مبارك ، بدون كحك ، وما ارتفعت قامة بحق وأخفضها المولي الكريم.

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: