الاثنين، 5 أغسطس 2013

تخبــط البريـد المصري !!..


من الأشــياء الرائــعة التي تمـيز الشعب المصري وقـت الشـدة هي القــدرة على الإبتكـار والإبـداع، خاصة إذا كانت المحنة كبيرة وعظيمة، هذا الإبــداع قد يكـون بالكلمـة أو بالغنـاء أو بالرسم، يعبر فيه المصري عن صدق أوجــاعه وعذابــاته وطموحــاته المستقبلية للخــروج من تلــك المحنة.

أذكر هنا الثنائي الرائع الشاعر أحمد فؤاد نجم ورفيق دربه الشيخ إمام، وهم يغنيان بعض الأشعار والأغاني عقب نكسة يونيو 1967، ومنها كلمات تلك الأغنية. 
الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا
يا محلا رجعة ظباطنا من خط النار
يا أهل مصر المحمية بالحرامية
الفول كتير والطعمية والبر عمار
والعيشة معدن وأهي ماشيه آخر أشيا
مادام جنابه والحاشيه بكروش وكتار
أيه يعني شعب في ليل ذله ضايع كله
دا كفاية بس أما تقول له إحنا الثوار
كفاية أسيادنا البعدا عايشين سعدا
بفضل ناس تملا المعدة وتقول إشعار
أشعار تمجد وتماين حتى الخاين
وان شاء الله يخربها مداين عبد الجبار

فالتخبط وقت النكسة كان عنوان هذه المرحلة الصعبة، وما واجه الجيش المصري من هزيمة ساحقة، ذلك لأنه ظـل سنوات عديدة قبلها مشغولاً بالحيـاة المدنية والصراع السياسي، تاركــاً مهامه الأساسية في الدفــاع والحافظ علي سلامة الوطن وأراضيه، وهو ما نـراه الآن تتكرر مشاهده من جديد، وكأننا لم نعي الدرس أو نفقه تجـرع حكمة الهزيمة السابقة.

وكما أن الآن ثمة تخبط عـام، سواء في المشهد السياسي أو الاقتصادي، نجد تخبطاً في  أداء الحكومة الجديدة، فجميع قراراتها يشوبها الارتجال وعدم الانضباط، وتفعل نفس ما كان أعضائها ينتقده في الحكومة السابقة، وكل ما تسعي إليه هو تغير شكلي للمناصب والوظائف القيادية بالدولة لتلبية رغبات بعض الطامعين وأصحاب المصالح، ومحو ما تزعمه زوراً بأخونة الدولة!!..

وبالتأكيد هذا التخبط واكبه البريد المصري، فأضحي جلياً للجميع، في إصدار القرارات وسحبها، والنكوص على التعهدات والوعود، واستمرار وتشبث قياداته الفاشلة التي ألحقت به خسائر متتالية وهائلة خـلال الأعـوام السابقة، فلائحة الحوافز الجديدة التي انتظرها العاملون شهوراً، تم إصدارها ثم جمدت، والإعلان عن عدم صرف مكافأة عيد الفطر المبارك، ثم الموافقة عليه، وإلغاء المكافآت الشهرية وتقنين بدل السهر، تم إعادتهما بشكل أكبر وأكثر قيمة لبعض المقربين والمنتفعين، وحتى اصطفاف العاملين للصلاة وقت الظهيرة في العمل، وارتداء بعض العاملات للحجاب، تغير وقته وموضعه وغيرها ، دليلاً دامغاً على ما نحن فيه من تخبط!!..
والحمد لله خبطنا تحت بطاطنا...
يا محلا رجعة قيادتنا من حفلة إفطار ...

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: