الأحد، 11 أغسطس 2013

بريديـون ضد الانقـلاب !!..


نعـم ضد الانقـلاب العسكري، وضد أي مسلك غير ديمقـراطي استبدادي، يعيـد البلاد من جـديد لسنوات عجـاف من التخلـف والفساد والاستبداد...

ولكن لماذا نحن ضد الانقلاب؟!..
الإجابة نراها بأم أعيينا بالبلدان المجاورة التي تتابعت عليها الانقلابات العسكرية على اختلاف مواقعها وأحداثها كتركيا وباكستان والجزائر والسودان، وما أصابها من تخلف وفساد ونزاعات لسنوات عدة، وتهافت الدول الاستعمارية عليها لإخضاعها ونهب ثرواتها، على خلاف البلدان الأوروبية الناهضة التي انتهجت شعوبها نهج الديمقراطية المتحضرة، فما عرفنا يوماً عن مؤسساتها العسكرية القوية إلا احترام الديمقراطية وإرادة شعوبها، وما آلت إليه مصرنا العزيزة خلال ستون عاماً من الحكم العسكري المستتر في عباءة مدنية ببعيد عن هذا المشهد المقارن.

سنوات عديدة نحلم بالحرية والديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة الذي يكفل الرقابة ومحاسبة المسئولين، سنوات تبخرت تحت قبضة حفنة من المستفيدين وأصحاب المصالح من قيادات الجيش والشرطة والقضاة ورجال الأعمال الفاسدين في مواجهة إرادة شعبية جارفة حرمت كثيرا من حريتها وكرامتها تحت دعاوي باطلة باتهامها بالجهل وعدم القدرة على تحمل أعباء الديمقراطية وتداول السلطة، فهؤلاء لا يرون إلا أنفسهم أسياداً وحكاماً.

أما البريديون فمثلهم مثل الملايين من البسطاء المستعبدين في وطنهم، بالتلاعب في أرزاقهم وأحلامهم بإهدار جهدهم وأموال هيئتهم تحت مسميات التطوير والتحديث، منذ أن احتلت هيئتهم بالعشرات من قيادات المؤسسة العسكرية المتقاعدين ليتقلدوا شئونه، فكان منهم الرؤساء والنواب ورؤساء القطاعات حتى أضحت مؤسسة عاجزة مالياً مفرغة من الخبرات والقيادات الماهرة، وتتجرع الآن نتائجه أفئدة وقلوب عامليه دون حول لهم ولا قوة.

البريديون ضد الانقلاب، لأنهم على مدار سنوات عدة، ورغم افتضاح فساد تلك القيادات والاجتراء علناً على سرقة ونهب أموال البريد المصري وأموال مودعي صندوق التوفير لم نجد من يمنعهم أو يحاسبهم أو يحقق معهم، ولما لا،  وهم تحت غطاء ومظلة قوانين فاسدة هشة وأجهزة رقابية وقضائية تحتفل كل يوم بمهرجان البراءة للجميع، بل نجد تلك القيادات الفاسدة ومنذ ثورة 25 يناير مازالت متشبثة بمقاعدها تتبادل أدوارها بين هيئة وأخري، دون خجل أو استحياء وكأنها تعيد تحصين مواقعها واستعادة قوتها وهيبتها انتظاراً لمشهد ما بعد الانقلاب.

نعم البريديون ضد الانقلاب ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: