السبت، 21 سبتمبر 2013

نقابتـنا البريـدية !!..


لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية العمل النقابي في الدفاع عن حقوق العاملين والمنتسبين إليه، فالتاريخ يشهد أن بدايات إنشاء تلك النقابات كانت لأسباب تتعلق بالأساس لمواجهة تعسف وظلم أصحاب رؤوس الأموال، فالدفاع عن حقوق العمال كان الدافع الأساسي في إنشاء تلك النقابات، ثم ما لبثت أن لعبت دوراً لاحقاً في تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية لأعضائها.

أما نقابتنا البريدية، فقد نفذ رصيدها، وأصبحت تلعب دور المحلل والمبشر لقرارات وتوجهات الإدارة أياً كانت منذ إنشائها عام 1964 وحتى الآن، فهي في العادة تغض الطرف عما يحدث لأعضائها من نوازل وأزمات، سواء داخل المنشأة أو خارجها، بالإضافة إلى ضآلة خدماتها الاجتماعية والإنسانية والتي لا يتمتع بها إلا نفر قليل من المقربين والأصدقاء.

الشواهد كثيرة ومتعددة، وظهرت بوضوح في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وما أتبعها من انفلات أمني، أدي إلى اعتداءات متكررة على المكاتب البريدية وسيارات نقل الأموال، ووقوع ضحايا وإصابات عديدة لبعض العاملين بالبريد المصري، كان آخرها مقتل وكيل مكتب بريد محلة الأمير التابع لمركز رشيد بطلق ناري داخل مكتبه بتاريخ 22/7/2013 ومقتل سائق وإصابة آخرين بمكتب بريد طما بتاريخ 16/9/2013، وغيرها من الحوادث يصعب سردها، دون قيام نقابتنا البريدية بتقديم الدعم والمساندة المالية والاجتماعية اللازمة لأسر هؤلاء الزملاء الذين ظلوا يؤدون واجبهم لآخر نفس في ظل تلك الظروف الصعبة.

ناهيك عما نشاهده عن غض الطرف كذلك لوقائع أخري لبعض الزملاء، ممن تعرضوا لقضايا سياسية في الأحداث الأخير، حيث تم حبس أحد الزملاء بالبدرشين 15 يوماً على ذمة التحقيق بتهمة القتل والشروع في القتل في أحداث النهضة، وحبس وكيل مكتب بمنطقة بريد السويس بتهمة انتمائه لجماعة الإخوان والتحريض على العنف، دون قيام نقابتنا البريدية بالمساندة اللازمة والدعم الكافي لأسرهم وذويهم.

نقابتنا البريدية لا صوت لها ولا صورة إلا في الحفلات والاجتماعات وصرف بدلات حضور اللجان، فنقابتنا لا تدافع عن العاملين في وقت الأزمات، ولا تقدم خدمات اجتماعية وثقافية، نقابتنا فريدة ومتميزة في تفهمها للعمل النقابي، فهي نقابة ضد أعضائها !!..  

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: