الثلاثاء، 12 فبراير 2013

إيرادات البريد المصري !!..


تتنوع إيرادات البريد المصري تنوعاً فريداً، يختلف عن أقرانه من الهيئات الخدمية الحكومية الأخرى، فبينما نجد كافة تلك الهيئات تحصل إيراداتها من نشاطها المعتاد مقابل ما تقدمه من خدمات، كهيئة السكك الحديدية وهيئة التأمين الصحي وغيرها، نجد تنوع إيرادات البريد المصري من خلال ثلاث أنشطة مجتمعة، وهي إيرادات الخدمات البريدية، وإيرادات مطابع البريد، وإيرادات عوائد استثمار أموال مودعي صندوق التوفير.

ورغم هذا التنوع وعظم تلك الأنشطة الثلاثة، خاصة الثالث منهم، والإمكانات الهائلة سواء المالية منها والبشرية، إلا أن البريد المصري يعاني نزيفاً حاداً من الخسائر المتتالية دون منطق يقبله العقل السليم، فبعد الخسائر المالية التي حققها البريد المصري في العام المالي السابق 2010/2011 بمبلغ 904ر240ر716 جنيه ارتفعت تلك الخسائر لتصل في العام المالي 2011/2012 بمبلغ 651ر714ر856 جنيه.

فإيرادات النشاط البريدي الناجم عن الخدمات البريدية الكثيرة التي تقدم من خلال المكاتب البريدية لجمهور العملاء من خدمة مراسلات وطرود وصرف معاشات وحوالات وغيرها، بلغت بالحساب الختامي للعام المالي 2011/2012 مبلغ 169ر451ر054ر1 جنيه مقارنة بمبلغ 698ر589ر930 بالعام المالي 2010/2011، لا تكفي لسداد بند الأجور والمرتبات للعاملين الذي بلغ بالعام المالي الحالي 2011/2012 مبلغ 568ر524ر412ر1 جنيه.

وثاني تلك الأنشطة، مطابع البريد التي تعد من أقدم وأكبر المطابع في الشرق الأوسط، والتي تم تحديثها خـلال الأعـوام الثلاثة الماضية بعشرات الملايين من الجنيهات، حققت إيراداً هزيلاً في العام المالي الحالي 2011/2012 بلغ 456ر607ر6 جنيه، مقارنة بما حققته بالعام المالي السابق 2010/2011 بمبلغ 149ر588ر32 جنيه.

أما ثالث تلك الإيرادات وأكثرها أهمية، فهي إيرادات استثمارات أموال مودعي صندوق التوفير والتي بلغت بالحساب الختامي 2011/2012 مبلغ 841ر999ر516ر111 جنيه، ما تم إيداعه ببنك الاستثمار القومي مبلغ 830ر609ر851ر78 جنيه والباقي يتم استثماره في شركات ومحافظ مالية وودائع بنكية وسندات خزانه وغيرها بما قيمته 011ر390ر665ر32 جنيه محققاً عائد قدره 506ر602ر867ر1 جنيه بنسبة 7ر5% ، مما يعني تحمل البريد المصري الفارق المقدر بنسبة 3ر3% لسداد فوائد إيداعات عملاء الصندوق البالغة 9% سنوياً، بالإضافة لتحمل كافة التكاليف الإدارية المترتبة على عملية إدارة تلك الأموال.

باختصار شديد... إذا كان لدينا شبكة مكاتب بريدية يقترب عددها لنحو أربعة آلاف مكتب مكتظة بالعملاء، وتقدم خدمات كثيرة ومتنوعة، ومطابع هي الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط، وإيداعات بمليارات الجنيهات بصندوق التوفير، ثم يواصل البريد المصري خسائره للعام التالي على التوالي، ويتم تجديد الثقة في مجلس إدارته... إذاً أنت أكيد في مصر !!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: