الأربعاء، 1 مايو 2013

البئر المعطلة في البريد المصري !!..


كلـما دعيـت لاجتمـاع في مبني البريـد المصـري بالقـرية الذكيـة، أتذكـر على الفـور قـول الله تعـالي "فَكـَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنـَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَـاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَ بِئْرٍ مُعَطَّـلَةٍ وَقَصـْرٍ مَشِيد"، فالبنـاء فيه فخــامة وعظمة كالقصـور، يبهر المارة والزائرين، ويحلم بها العاملون البسطاء لزيارته، فتكلفة هذا المبني التي تجـاوزت الخمسون مليون جنيه، بخـلاف نحـو 7ر1 مليون جنيه تدفـع سنوياً كصيـانة ونظـافة وحراسة، تجعـله بالفعل قصر مشيد.

ونجد بجانب هذا القصر المشيد، بئر معطلة، فالبريد المصري، وامتلاكه لكافة مقومات النجاح والتفوق من طاقات بشرية وأموال طائلة، وفروع منتشرة في أرجاء الجمهورية، فهو كتلك البئر المعطلة، سواء كان عن قصد أو دون قصد، المهم أنه مثل هذا البئر المعطلة.


"وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ" عبارة موجزة رائعة، تشير إلى خلل وتناقض ما في تلك المنظومة، فتري هذا البئر المعطلة، والتي هي سبب الحياة، بري الأرض والرعي وارتواء الناس وغيرها، بجوار هذا القصر المشيد، بقاطنيه الذين كانوا سبباً في تعطيل مصدر الحياة، تناقض وخلل لا تستقيم معه الحياة، خاصة في البريد المصري، بما لديه من مقومات هائلة للنجاح والتقدم.  

هذا البئر المعطلة في البريد المصري، لم يكن لينضب ويشح ماءه لولا هؤلاء الذين فرطوا وأسرفوا في استهلاك واستنزاف خيراته لأغراض شخصية وسياسية بالسعي وراء أمجاد وأحلام تقلد المناصب الوزارية، وضخ أمواله بسفه في استثمارات فاشلة، ودعايات كاذبة، ومنتديات ومهرجانات وحفلات ماجنة، ومكاتب وسيارات فارهة ، دون أن يرحموا بكاء وعويل خمسة وخمسون ألف عامل بالبريد المصري يحلمون ببعض قطرات من ماء هذا البئر المعطلة.

والآن والبئر معطلة والعاملون عطشا ، يطالب أصحاب القصر المشيد العاملون بمزيد من العمل والإنتاج، وإصلاح ما أفسدوه من قبل، دون مسألة أو محاسبة، بحجة عفا الله عما سلف، وعلينا النظر للمستقبل، وغيرها من العبارات الخادعة الماكرة، التي تصل بالأمر أن يظل أصحاب القصر في القصر وأصحاب البئر المعطلة بجواره ظمأ دون قطرة ماء.

سنة الله في عبــاده لن تتغـير ولن تتـبدل، ولذلـك جــاء ذكـر تلـك القرية الهالكة الظالمة في الآية الكريمة قبل تلك العبارة الرائعـة  الموجزة "بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيد"... فلا إنتاج ولا تقدم إلا باجتثاث هؤلاء المفسدين المجرمين، وأتباعهم ومعاونيهم، فالجراح لن تتعافي إلا بتنظيف ما فيها من وسخات وقيح ودماء فاسدة، حينها سينهمر الماء وستكون أنهار وقصور..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: