السبت، 21 فبراير 2009

البريد الذكي GPS ..



مصطلحات كثيرة ظهـرت في عالمـنا البريــدي، اقتباســاً من ابتكــارات تكنولــوجية ظهــرت حـديثــاً، فالقنـابل الذكيـة، علي سبــيل المثـــال تعتـمد على نظـــام يعـرف بالنظـام العالـمي لتحـديــد إحداثـيـــات المواقــع The Global Positioning System والتي ظهرت على استحياء أواخر الحرب الأمريكية على فيتنام، ثم انتشرت في بادي الأمر كمشروع عسكري أمريكي ضمن ما يعرف بمبادرة الدفاع الاستراتيجي أبان عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، وذاع صيتها أثناء الحرب الأمريكية على ما يسمونه بالإرهاب في كل من أفغانستان والعراق، فالجيش الأمريكي أستعمل تلك القنابل بشكل كبير ومكثف في قصف المدن والقرى الأفغانية والعراقية للتمييز بين المدنيين والعسكريين، على حد زعمهم، فهي قنابل ذكية!!… ثم ما لبثت أن انتشرت في العديد من التطبيقات ذات الطبيعة المدنية.
.
هذه التقنية الحديثة والتي يتم من خلالها تحديد الأهداف على سطح الكرة الأرضية بتحديد إحداثيات خطوط الطول والعرض بواسطة الأقمار الصناعية، وذلك عبر التكامل بين وحدات الإرسال والاستقبال بهذه الأقمار ومثيلاتها على الأرض وبمعاونة الخرائط الإلكترونية التي يتم تغذية وحدات الأقمار الصناعية بها خلال المرسل الأرضي … نجدها قد شاع استخدامها مدنياً، فمدينة شيكاغو الأمريكية تستخدمها لضبط شبكة مواصلاتها الداخلية في تعقب الحافلات للتأكد من سيرها وفق المواعيد المحددة، وكذلك تستخدمها شرطة المدينة لمتابعة الدوريات الأمنية، كما أن شركة كاديلاك الشهيرة بصناعة السيارات بدأت في دمج تقنية GPS لإنتاج سيارة ذكية تقلل بصورة كبيرة من حوادث الطرق من خلال إطلاع السائق مسبقاً بالطريق الأقل ازدحاما والأيسر في وصوله لهدفه النهائي، وتبعتها في ذلك شركات عملاقة كشركة نيسان اليابانية وشركة بيونج لصناعة الطائرت.
.
والبريد كذلك أصبح الآن ذكياً بفضل هذه التقنية الحديثة، فضمن مشروع ضخم سوف يبدأ تنفيذه في الولايات المتحدة الأمريكية مطلع العام القادم 2009 سيتمتع المواطن الأمريكي بمزايا بريدية في فرز واستلام البريد عبر شرائح إلكترونية موحدة قياسياً تثبت بالصناديق البريدية والتي سيكون من السهل بواسطة هذه التقنية تحديد مواقعها إلكترونياً… كما أن البريد السعودي قد بدأ بالفعل خطوات متعاقبة في هذا المجال بطرحه برنامج المحدد السعودي للمعلومات الجغرافية الذي يعتمد بالأساس على تكنولوجيا GPS إلى جانب تكنولوجيا CM الذي يمكن المستخدم من الوصول إلى المكان المستهدف بمجرد البحث وتحديد مكانه بالضبط من خلال الشريحة المثبتة على جهازه المحمول أو على الكمبيوتر الشخصي.
.
وهنــاك تقنــية أخــري تطـــورت بريديــاً بشـكل كبـير خــلال السنـوات القليلة الماضــية وتستـخـدمها العــديـد من البلــدان مثـل: أسبــانـيا وألمــانيــا والبـرازيــل، وتجـربهـا حـاليــاً بنجاح دول الخلـيج العربي وهي التعــرف بواســطة التـــرددات الراديــــوية Radio Frequency Identification Device وتتم بوضع رقائق إلكترونية صغيرة تحل محل طابع البريد، تحتوي على عنوان الراسل والمرسل إليه وأية معلومات إضافية كالوزن ونوع الإرسال (مستعجل أو جوي)… ويتولى جهاز الكمبيوتر قراءة تلك المعلومات بواسطة التعرف على الهوية لاسلكياً بموجات الراديو، وتوزيع الرسائل والطرود على خطوط إلكترونية متحركة تقود إلى محل تجميع الرسائل الموجهة إلى المرسل إليه، وهذا يعني أن البريد لن يحتاج إلى موظفين لفرزه، ولن تكون هناك حاجة إلى تجميعه في مخازن كبيرة، بل ويمكن قيادته إلكترونيا إلى السيارة أو القطار أو الطائرة التي ستحمله.
.
وليس هناك أدني شك في أن أستخدام تلك التقنيات الحديثة سوف يتنامي ويجتاح عالمنا البريدي، ويحدث ثورة تكنولوجيا به خلال السنوات القليلة القادمة، ولا عزاء للأغبياء !!..
.
وللحديث بقية …
ashraf_mojahed63@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: