الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

نكسة البريد المصري !!...


النكسة كلمة فضفاضة مخففة تعبر بلطف وخجل عن وقع الهزيمة والانكسار، وإذا بحثت في جذورها وأسبابها تاريخياً قديماً وحديثاً، تجدها تحدث مع وجود دكتاتور وحاكم مستبد، بدءاً من فرعون الذي أستخف بشعبه وتطاول على ربه حين قال" أنا ربكم الأعلى" فمات غرقاً، حتى هتلر وموسوليني وهزيمتهما النكراء، وما أكثر نكسات الزمن الحديث...

اعتقادي أن السبب الأساسي في حدوث تلك النكسة، أياً كان مكانها وزمانها، هي غلبة تلك الفئة الطفيلية من أصحاب المصالح ذات الجوقة والصخب الإعلامي في مدح وتمجيد الزعيم أو الرئيس، باختلاف مستوي قيادته سواء لشعب أو مؤسسة، فتأخذه العظمة والعزة فيما يتخذ من قرارات، فيصير فرعوناً جديداً، برؤيته الذي يظن أنها صائبة دائماً ولا يأتيها الباطل، "ما آريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" وتكررها عبر التاريخ مرات ومرات أكبر نكسة للإنسان ذاته، خاصة في بلادنا الذي إفاضات في ثقافة الهزيمة والانكسار، وما نكسة هزيمة حرب يونيو 67 ببعيد.. 

أما نكسة البريد المصري، فهي نكسة حقيقة لا خيال فيها، وهي اعتقاد بعض قيادات ما بعد ثورة 25 يناير أن القيادات السابقة من أرباب لجنة سياسات الحزب الوطني هم رواد نهضة البريد المصري، رغم ما أظهرته تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات من قضايا فساد ونهب أمواله وأموال مودعي صندوق التوفير، والمخاطرة بتلك الأموال بالمساهمة في شركات خاسرة وأوراق مالية بالية، وضخ ملايين الجنيهات في شراكة مع بعض السماسرة ورجال الأعمال لخدمة أغراض حزبية وسياسية، ومصالح شخصية بغرض الارتقاء لمناصب وزارية بالدولة.

أضف إلى ذلك حجم الأموال التي أنفقت كدعايات وفي منتديات وسفريات ومؤتمرات وحفلات وإعلانات مرئية ومكتوبة وتعاقدات مفضوحة مع شركات خدمية يشوبها المصالح الشخصية والحزبية، فكانت تلك النهضة الزائفة المضللة التي سرعان ما تكشفت بتزوير فاضح للحسابات الختامية والقوائم المالية للهيئة لعدة سنوات، فأضحت خاسرة عدة مليارات من الجنيهات بسبب تلك النهضة الزائفة !!..

نكسة البريد المصري بدأت مقدماتها، وبالمقدمات يمكن التنبؤ بالنتائج، فمن يظن أن السير على خطي رجال مبارك وأعضاء حزبه واتخاذ خطاهم نبراساً لنهضة، لن يجني إلا نكسة، سيدفع ثمنها العاملون في البريد المصري وحدهم، كما دفعها شعب بكامله وحده منذ نكسة هزيمة يونيو 67.

وللحديث بقية أن شاء الله ...

ليست هناك تعليقات: