السبت، 12 أكتوبر 2013

خـوارج البريد المصري!!.


استدعاء لفظ ومدلول كلمة الخوارج في تلك الأيام يدعـو للخـزي والعـار، خاصة مع حالة الإقصــاء والتشرذم الحالي في المجتمع المصري، وتكـرار اللفـظ وإسقاط مدلـوله من بعض شيوخ السلطة على مواطنين مصريين يزيد من هذا الخـزي والحـزن.

فالخوارج هم الفرقة التي نفضـت بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بعد موقعة الصفين، حين قبـل بمبـدأ التحكيم بينه وبين معاوية رضي الله عنه، بعد أن رفـع موالـيه المصحف على أسنة السيوف، ولذلك كانت تلك التسمية، وقد قبـلوا بتلك التسمية لأنهم فسروه خروجـاً طلبـاً للحـق والعـدل ومحاربة لأئمة الجـور والفسق، وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله، فكان خروجهم أشبه بالثورة والانتفاضة المستمرة التي استمرت نحو أكثر من قرن من الزمن ضد كل من يرونه حاكماً ظالماً مستبداً.

وعلى الرغم من قلة المراجع والروايات التاريخية التي تناولت مواقف تلك الفرقة، وتعمد إظهار الجانب السيئة في مذهبهم واعتقادهم عبر تشويه قاسي بسبب مواقفهم في مواجهة الحكام منذ الخروج الأول لهم، ثم مواجهتهم المستمرة لخلفاء بني أمية وبني العباس بالقوة وانتهاج مبدأ وجوب الثورة المسلحة على أئمة الجـور والفسق، ورغم خطأ عقيدتهم وأفكارهم ومخالفته لسماحة الإسلام ونهجه، نتعجب من استدعاء اللفظ ومدلوله في تلك الأيام الصعبة!!.          

فالآن كل من يخالف أو حتى يمتعض أو يبدي رأياً أو فكراً مخالفاً يوضع في سلة هؤلاء الأوباش الخوارج، فأما أن تكون من الدواخل وتعيش في كنف وفيض من ديباج المعز وذهبه، أو من الأوباش الخوارج فلا تجد إلا نصل المعز وسيفه!!..

هكذا الحال الآن في البريد المصري، إذا كنت تتسأل عن معايير شغل الوظائف القيادية، ومدي توافقها مع الهيكل التنظيمي المعتمد، ومع القانون والشفافية والعدل في الاختيار، أو تدعو لتصحيح وضعية ما تم ترقيتهم بالزور والواسطة والرشوة، بما يحقق العدل والمساواة لكافة العاملين، فأنت من المشاغبين مثيري المشاكل... وإذا كنت تنادي بضرورة الإفصاح عن القوائم المالية للبريد المصري والشركات التابعة والشقيقة، والملايين التي تضخ في تلك الشركات الخاسرة والاستثمارات الفاشلة التي أدت لخسائر فادحة ومتتالية عبر عدة سنوات سابقة، فأنت من الحاقدين الأوباش... أما إذا كنت لديك مدونة متواضعة تسطر فيها فضائح ما يحاك بهذا المرفق العريق من هدر أمواله وأموال مودعي صندوق التوفير، وتقدم بلاغات مؤيدة بالمستندات للنيابة العامة ونيابة الأموال العامة العليا، من أجل منع استمرار تلك المهازل، فأنت من الخوارج المارقين!!..
      
كل ما ينقص البريد المصري الآن، هو شيخ بعمامة يفتي لإجراء ما يلزم حيال هؤلاء الأوباش الخوارج، شيخ يمكن استدعائه من سوق الجمعة!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله... 
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: