الأربعاء، 18 أغسطس 2010

صحافتنا والبريد المصري !!..


الصحف والمجلات لم تكن في يوم من الأيام بالنسبة لي مجرد أوراق أتصفحها، ومعرفة ما بها من أخبار، بل كانت ومازالت مادة أرشيفية أحتفظ بها، أقوم بتبويبها، وتنظيمها وإعادة ربط وصياغة ما يرد بها من أخبار وتحليلات... هذه الهواية أو المهارة وأن وفرت لي بعض فرص العمل ببعض المؤسسات الإعلامية والصحفية داخل وخارج مصر خلال العشرين عاما الماضية، إلا أنها أصبحت ذات تأثير في تكويني الشخصي، الباحثة دائماً عن الأخبار وربطها زمنياً ببعضها البعض، والتحقق من مصادرها واتجاهات أقلامها، وخاصة مع توافرها الآن إلكترونياً...
.
هذه الهواية أو المهارة جعلتني أتابع عن كثب كل ما يكتب أو ينشر بحكم إنتمائي للبريد المصري عن البريد، خاصة ما ينشر عن البريد المصري، وتطوره المضطرد خلال العشر سنوات السابقة، والاهتمام البالغ من بعض الصحف بنشر أخباره ومتابعة نشاطه ونشاط قياداته، بعد أن كان نسياً منسيا... فخلال عقدين من الزمن، الثمانيات والتسعينات لم ينشر عن البريد المصري إلا نوادر من الأخبار المرتبطة بحوادث إرهابية بوجود مفرقعات داخل أحد الطرود أو نقد لاذع عن التزاحم والتشابك على مكاتب البريد، أو بعض الطرائف التي تحط من قدر هذا المرفق والاستهانة بما يقدمه من خدمات مالية ومجتمعية، هذه الحدة في النقد ارتفعت بصورة غير مسبوقة بعد توجة البريد المصري نحو رفع سعر المطبوعات الدورية أوائل التسعينات، مما حذا بالمسئولين عن البريد بالتراجع عن تلك الزيادة، رغم تحمله لتكاليف شحن تلك المطبوعات لبعض البلدان العربية والأجنبية تصل لأكثر من عشر أضعاف ما تحصل عليه من هذه المؤسسات الصحفية... هذه الصورة تغيرت بالكلية حين تسلم الدكتور علي المصيلحي رئاسة مجلس إدارة البريد المصري عام 2002 والذي صاحبه اهتمام إعلامي وصحفي غير مسبوق بنشاط وإنجازات وتطور البريد المصري، أعتمد في البداية على صحيفتي الأهرام والمصري اليوم، ثم سرعان ما تحول إلى صحيفة الجمهورية وموقع اليوم السابع...
.
وعوامل هذا التحول يعرفها بالقطع عناصر محدودة بالبريد المصري وبتلك المؤسسات الصحفية، غير أن المتابع لأخبار البريد المصري عبر تلك الصحف يمكنه أن يلتقط بعض تلك العوامل، فإنسحاب صحيفة المصري اليوم من المشهد أصبح واضحاً بنشر تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن نهب أموال هيئة البريد بتاريخ 24/2/2009 ومتابعة نشاط المظاهرات التي قام بها بعض العاملين بمحافظة كفر الشيخ والفيوم خلال شهر مايو 2009 بما لا يتفق مع السياسة الإعلامية للبريد المصري... بينما جاء دخول صحيفة الجمهورية للساحة بعد تكتيك هجومي متتالي ومتكرر ومرتب من أعلي قيادة بدار التحرير، أتبعه تهدئة، ثم موالاة وامتداح لدور البريد المصري، وحوارات ولقاءات متعددة مع المهندس علاء فهمي، ومتابعة أنشطة و إعلانات، صاحبه توزيع إصدارات دار التحرير وكتاب الجمهورية على معظم المديرين بالهيئة، ليبلـغ ذروة هذا التعاون بتوقيع برتوكول تعـاون لدعـم الخدمـات الثقافيـة والإبداعيـة ورعايـة الموهـوبين وإقامـة المسابقات في الشعر والقصة والرواية (صحيفة الجمهورية 18/5/2010)... بينما إنسحبت صحيفة الأهرام تدريجياً دون سبب معروف، رغم الإطراء والمديح الذي نراه بمقال الدكتورعبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، عن البريد المصري بتاريخ 7/9/2009 ، إلا أنه على ما يبدو جاء بعد فوات الآوان، وتغلغل صحيفة الجمهورية في أحشاء البريد المصري... أما حالة موقع اليوم السابع فنموذج فريد، يصعب فهمه من هذا الكم والاهتمام الهائل بأخبار ونشاط البريد المصري!!..
.
أضف إلى ذلك محاولات حثيثة من بعض الصحف في التهافت علي أخبار البريد المصري، سواء سلباً أو إيجاباً... فصحيفة الدستور حريصة على نشر سلبيات وما يقع تحت يديها من مخالفات وتقارير مثيرة عن البريد المصري أو قياداته، بينما روزاليوسف ترصد أنشطة الهيئة بطريقة منتظمة وتساير مدرسة دار التحرير، بينما صحيفة الشروق لم تنزلق بعد بتلك الساحة!!..
.
البريد المصري أصبح مثار اهتمام غير مسبوق من الصحف المصرية، دون غيره من الهيئات والمؤسسات الحكومية الأخري!!.. ولرصد كل هذه التفاعلات يتطلب الأمر صفحات وصفحات من تلك المدونة، سنحاول إيجاز ما يمكن إيجازه، وإيضاح ما يجب إيضاحه...
.
وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: