الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

البريد المصري في اليوم السابع!!..


" اليــوم السـابع " صحيفة إخبارية إلكترونية يومية، تصدر عن الشركة المصرية للصحافة والنشر والإعلان، حققت نجاح غير مسبوق خلال فترة وجيزة من صدورها... ورغم عدم تقبلي لبعض الأخبار والمقالات التي ترد بها، والتي عادة ما تحوي نوعاً من الإثارة، كأخبار الجرائم، وتطاحن بعض المسلمين والأقباط بزواجهم وتحولهم الديني، وكذلك لتجاهلها عمداً عن بعض الأخبار الهامة كأخبار الشأن الداخلي من انتخابات وتزوير والانبطاح المجتمعي، إلا أنها أصبحت دون إدراك افتتاحية ما أتصفحه يومياً على شبكة الانترنت، ربما لتتابع أخبارها على مدار اليوم أو الإثارة التي تحدثها بأخبارها ومقالات بعض كتابها...
.
وبعيداً عن التوجهات الصحفية أو السياسية لتلك الصحيفة، أو الخوض في إيديولوجيتها ونهجها الفكري، وما تثيره أحياناً من تخبط في بعض الرموز الإسلامية، وصل مداه ما كانت تستعد له من نشر رواية ذات افتتاحيات تسئ للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وتراجعها السريع عن ذلك... وبعيداً أيضاً عن سياستها التحريرية وأفكار كتابها وحريتهم الإبداعية والثقافية، أجد نفسي غير مكتوف عن سؤالاً هاماً في عالم ومهنة الصحافة، إلا وهو مصدر تمويلها؟!.. فمن أين تمول تلك الصحيفة الأخبارية وموقعها لا يبث إعلاناً واحداً، ويعمل بها كتيبة من الصحفيين والمحررين والإعلاميين ؟!..
.
من العنوان تجد الإجابة!!.. فالبريد المصري أتصوره رافداً من روافد هذا التمويل، فالاهتمام البالغ والمتزايد لأخبار البريد المصري على موقع اليوم السابع يبعث على الحيرة والفضول، فالازدواجية في نشر أخباره، والتكرار الغير مبرر بسبب وبدون سبب، وضحالة بعض تلك الأخبار يرسخ مفهوم الصحافة الإعلانية لا الصحافة الإعلامية!!.. أربعون خبراً تم نشرها عن البريد المصري خلال أربعة أشهر، من أول إبريل حتى نهاية يوليو 2010، وكأن البريد المصري أصبح بؤرة الأحداث، ومرتكز قضايا الوطن والمواطن... فالتكرار والتناقض في تصريحات مسئوليه والاستنساخ من بعض الصحف ووكالات الأنباء أصبح النمط المتكرر والمنتظم للصحيفة...
.
أمثلة عدة أسوقها للدلالة على تكرار نشر مضمون نفس الخبر وبعنوان وبتاريخ مختلف:
- بتاريخ 1/4/2010 "موسي يوقع إصدار طابع بريد يوم اليتيم العربي"، وبتاريخ 20/4/2010 "إصدار طابع بريد تذكاري بمناسبة يوم اليتيم".
- بتاريخ 21/4/2010 "زكي يشارك في أعمال مؤتمر البريد العالمي بسويسرا"، وبتاريخ 22/4/2010 "زكي يعرض تجربة مصر في تطوير خدمات البريد بسويسرا".
- بتاريخ 14/4/2010 "كروت إلكترونية لـ 3 ملايين من أصحاب المعاشات لصرفها من البريد"، وبتاريخ 23/7/2010 "البريد بصدد الاتفاق مع المالية لصرف المعاشات إلكترونياً".
- بتاريخ 28/4/2010 "الملتقي الثاني للبريد المصري يكرم بهاء طاهر"، وبتاريخ 26/5/2010 "إفتتاح الملتقي الإبداعي الثاني للبريد الأحد المقبل".
.
وأمثلة أخري لضحالة ما يتم نشره من أخبار معتادة ولا قيمة لها:
- بتاريخ 15/4/2010 "نشوب حريقين بمكتب بريد ومصنع أخشاب بأسيوط".
- بتاريخ 20/4/2010 "اختيار الموظف المثالي بالهيئة القومية للبريد".
- بتاريخ 5/5/2010 "البريد يعلن أسماء الفائزين بعمرة مولد النبي".
- بتاريخ 12/5/2010 "تعيين اثنين من أقارب جندي دارفور في البريد".
- بتاريخ 20/6/2010 "سيارة نظافة تابعة للمحافظة تحطم مكتب بريد السويس".
.
وأمثلة ثالثة عن تضارب البيانات والأرقام بتصريحات المسئولين بالبريد المصري:
- بتاريخ 19/4/2010 "افتتاح 3 مكاتب بريد جديدة، المطار والحلمية والزهور"... تصريح لرئيسة قطاع التسويق أن البريد يستهدف الوصول باعداد المكاتب على مستوي الجمهورية إلى 10 آلاف مكتب بريد حتى عام 2012... وهو أمر غير معقول حيث يتطلب الأمر إنشاء ستة آلاف مكتب بريد في غضون سنتين وأربعة أشهر بمعدل سبعة مكاتب يومياً تقريباً !!..
- بتاريخ 19/6/2010 "82 مليارا قيمة المدخرات في دفاتر التوفير"... بينما بتاريخ 30/3/2010 وتحت عنوان "خلال عام 2008/2009 تقلص مكاتب البريد وتراجع صناديق التوفير" تم إظهار النشرة السنوية لإحصاءات خدمات البريد الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بتقلص قيمة المبالغ المودعة بصناديق التوفير، حيث بلغت 40.4 مليار جنيه عام 2008/2009 مقابل 40.8 مليار جنيه عام 2007/2008، بنسبة انخفاض قدرها 1% ... فكيف تضاعفت تلك المبالغ خلال عام واحد؟!..
.
تلك أمثلة لنحو أربعون خبراً للدلالة على أن إدارة تحرير الصحيفة برئاستها الحالية وبفكر صحفي رأسمالي، وبقدر من المساعدة الشريفة أن يحقق روافد عده لتمويل صحيفته وتنمية مواردها المالية خلال فترة وجيزة من الصدور، ولكنه عجز أن يأيتنا بإخراج أكثر نضجاً لتكون أخباراً صحفية ذات صبغة إعلامية وليست أخباراً إعلانية !!..
.
وللحديث بقية إن شاء الله ...

ليست هناك تعليقات: