السبت، 18 يناير 2014

ثـورات البريد العربي !!..




منذ أيـام أحتفل الشعب التونسي الشقيق بمرور ثلاث سنوات على ثورته، والتي أطلق عليها ثورة الياسمين، والتي كانت الشرارة الأولي لثورات الربيع العربي، وأيام قليلة وتأتي الذكري الثالثة للثورة المصرية، ويليها ذكري ثورات اليمن وليبيا وسوريا.

ثلاث سنوات على قيام تلك الثورات، والإخفاقات والتعثر والعودة للخلف هي سماتها وعنوان حراكها الثوري، باستثناء تونس الشقيق، والتي مازالت تبحث عن حلولاً ديمقراطية حضارية بفضل نخبها السياسية الواعية، أما مصر فلها من الخصوصية والتاريخ العريق الضارب في جذور حضارتها في إبداعات الدولة المركزية صانعة الفرعون، بمعاونيه المقربين، هامان وقارون وكهنة، أما باقي البلدان فقد عرفت العنف والاقتتال المسلح طريقاً لشق الصفوف وإعادة مؤامرات الاستعمار داخلياً وخارجياً بغرض التقسيم ونهب الثروات والعودة بتلك البلدان للقرون الوسطي، كما حدث ويحدث في العراق والسودان ولبنان.

أمر يثير الاهتمام في تلك الموجات الثورية التي اجتاحت تلك البلدان العربية دون غيرها، والتي ذاق أهلها لسنوات عديدة مرارة الظلم الاجتماعي وغياب العدالة وانتهاك القانون، بخلاف البلدان الخليجية، التي يتمتع أهلها بشئ من الرفاهية والعيش الاستهلاكي المريح، فلا حاجة للقيام بثورة، ولا وقت لديهم إلا للمفاضلة بين أنواع السيارات والهواتف والعطور الأوروبية الفاخرة.

ثورات الربيع العربي هذه، بالتأكيد أصابت البريد العربي بالوهن بالتبعية، فالكيانات البريدية ما هي إلا تجسيداً مصغراً للواقع العربي المرير من تنازع وشقاق، نجده فيما يجمعهم بما يعرف باللجنة العربية الدائمة للبريد، والتي لا يتمخض عن اجتماعاتها السنوية إلا عن اللقاءات والابتسامات وشرب الشاي بالنعناع .

ثورات البريد العربي، ذهبت جميعها على حصان، ورجعت على بطة!!.. خاصة البريد المصري، الذي مازال العاملون فيه يحلمون بالعدالة والحرية والعيش الكريم، فهم  يتوسلون تطبيق الحد الأدنى للأجـور، ويتسولون حقوقهم المشروعة، ويستصرخون من أوضاعهم المعيشية الصعبة، والتي لا ترقي لحد الكفاف، ويواجهون فساداً منظماً ونهباً لثروات هيئتهم علناً وسراً، في حماية منظومة فساد شيطانية عميقة، لا يعرف من أين تبدأ وتنتهي حلقاتها...

يبدو أن ثورات البريد العربي كانت أضغاث أحلام، خطفها الفاسدون والمرجفون وأصحاب المصالح بعيداً عن أهدافها، فلا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية، ولا حتى كرامة إنسانية، ثورات ذهبت على حصان ورجعت على بطة!!..    

وللحديث بقية أن شاء الله... 

ليست هناك تعليقات: