الأحد، 5 يناير 2014

طوابع بريد قدمـاء المصريين !!..



يشكل طابع البريد خطاباً إيحائياً متضمناً في الغالب دلالات أيديولوجية وثقافية، فمن يتصفح ألبومات طوابع البريد المصري، يجدها زاخرة بعشرات الصور لملوك وفراعنة الحضارة المصرية القديمة، كنوع من التمجيد بتلك الحضارة، وتخليداً  لذكري الأجداد الفراعنة، وأحياناً تسوق بغرض الترويج السياحي لجذب المزيد من زائري تلك الآثار القديمة.

وهذا الفخر والتمجيد لتلـك الحضـارة نابـع من أيديـولوجيةً الإيمان بتلـك الدولة المركـزية القـوية، ذات الفرعون الأعظم، وحاشيته من قـوة باطشة (هامـان) ورجال أعمال (قـارون) ومعاونيهم من كهنوت(رجـال الدين) وسحرة (رجـال الإعـلام).

وعلى مر التاريخ ومنذ نشأة تلك الحضارة على ضفاف نهر النيل العظيم، ومصر لا تعرف إلا هذا الفرعون، مرة آلهاً، ومرة حاكماً مستبداً وطاغية، ومرة حاكماً منتخباً بالغش والتزوير، وشيعته العفنة من المتسلقين والمنتفعين وأصحاب المصالح، حتى نعتـنا بعض الجاهلـون الجـدد بأننا شعب غير مؤهل للديمقراطية، وبمزيد من غرس تلك الأفكار عبر وسائل الإعلام والتضليل تدريجياً وإيحائياً، ومزيد من الرعب والقتل والتدمير، وافتعال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية حتى نرضي ونخضع للأمر الواقع، واقـع جنة هذا الحاكم المستبد الراعي لشئون البلاد والعباد، وشيعته التي لا تعرف إلا من أين تأكل الكتف!!..

نحن الآن على مشارف يوم كيـوم الزينة الذي نصر الله فيه نبي الله موسي عليه السلام، ذلك اليـوم الفصل، الذي سجد فيه سحرة فرعون لرب العالمين، بعـدما تبـين لهم أن ما جـاء به موسي ليس بسحر كسحرهم ولا تضـليل كتضـليلهم.

هذا اليوم وأن تأخر كثيراً، وبشائره قد لاحت في الأفق القريب، رغم انتكاسة يوم زينة 25 يناير 2011 وما أعقبه، بتقصير المؤمنين بالخلاص من هذا الفرعون الطاغية بعد سبعة آلاف سنة، وبإصرار هؤلاء السحرة وعنادهم ومهارتهم في الالتفاف لاستمرار هذه الدولة المركزية الباغية من أجل مصالحهم وأنانيتهم الفردية، فاليوم قادم لا محالة عاجلاً أم آجلاً .. " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ".

ويومئـذ ستخـلد طـوابع بريدنا المصري بصـور الشهداء والمصابين، لا بصور هؤلاء الحكـام الطواغيت الذين استعبدوا شعبهم وقتلـوا أبنـائه واستحـيوا نسائه عبر السنين، وستكون لمن خلفنا آية كآية فرعون...  
         
وللحديث بقية أن شاء الله...
Ashraf_mojahed63@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: