الجمعة، 14 فبراير 2014

في البريد المصري 2+2=5 !!..



( 2 + 2 =  5 ) !!.. هو عنوان فيلم إيراني قصير، يتداول الآن بكثرة عبر شبكات التواصل  الاجتماعي، للتعبير عن كيفية صناعة الديكتاتوريات، وتنشئة الأجيال الصاعدة على تصديق اللامعقول من الفرضيات البديهية.

تدور فكرة الفيلم من خلال فصل دراسي، بدخول المعلم، ثم يطلب من الطلاب عدم الجلوس قبل سماع كلمة مدير المدرسة التي تطالبهم بالانصياع التام للمعلم، والانقياد له دون اعتراض، فيبدأ المعلم في تلقين الطلاب بتلك العملية الحسابية البسيطة (2+2=5)، فيعترض أحد الطلاب قائلاً (2+2=4) مشيراً بأصابعه، فيثور المعلم ويعنفه، ويستمر الطالب في الاعتراض، الأمر الذي جعل المعلم يحضر له مجموعة من أمن المدرسة، بينما في المشهد الآخر يلومه زملائه على إغضاب المعلم، وأنه سيتسبب لهم في المتاعب، ثم يعاود المعلم محاولة إجبار الطالب على كتابة العملية الحسابية على السبورة كما يري، فيقوم الطالب بإثبات العملية على صحة (2+2=4)، ويصر على موقفه، فيقتله أمن المدرسة برصاصات افتراضية، وتغطي الدماء السبورة، ويعاود المعلم تلقين الطلاب (2+2=5) مرات ومرات للتأكيد، بينما ينتهي الفيلم بتصوير طالب آخر لم يستطع تصديق اللامعقول فيكتب في كراسته (2+2=5) ثم يشطبها ليعيد كتباتها على صحة (2+2=4)، أشارة إلى أمل استمرار مقاومة الاستبداد، الذي هو دائماً ضد اللامعقول...

الفيلم نموذج حقيقي لما يحدث الآن في مصر، تلقين اللامعقول، فالثورة أصبحت مؤامرة، والانقلاب أصبح ثورة، والحرية أصبحت فوضي، والكرامة أصبحت نكته، واعتقال الأطفال والفتيات الصغار أصبحت رجولة، بل أجزم أن في مصر الآن من يقول أن (2+2= 7) حباً في السلطة ونفاقاً وتسلقاً لحصد مزيد من الغنائم، بمسايرة اللامعقول!!..   

والبريد المصري كذلـك في مرحـلة اللامعقـول، فالفساد والخسائر المتلاحـقة سنة بعد سنة، تسجل بالحسـابات الختـامية أرباحـاً، والاستثمارات الخاسرة الفاشلة أصبـحت هـدفاً وفخـراً، والقانـون أصبح كقانون الطرب، يعـزف مع الطبالين والراقصين فقط، وحقـوق العاملين أصبحـت بلطجة، والصواب أصـبح خطـأ، فالبريد المصري لا يعـرف الآن إلا (2+2= 5)، ويجـب تصديقه والتطبـيل له، وإذا اعترضـت جعلنها (2+2= 9)!!.. وستمسح دمائك كدماء الطالب الذي أراد فقـط مناقشة اللامعقـول!!..  

الفيلم وأن كان قصيراً، ولكنه نموذج للثورة ضد اللامعقول، ومع كل ما هو بديهي وفطري، خاصة ما نراه في البريد المصري، مع شيوع الفراغ الهستيري، والعقول المغيبة ذهنياً، وأصحاب الضمائر الحرة التي تحرق دمائها يومياً غضباً رفضاً لكل ما هو لامعقول!!.. رابط الفيلم للمشاهدة:

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: