السبت، 8 فبراير 2014

مطابع البريد المصري !!..



تعد مطابع البريد الأولي من نوعها في الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، إذ تعود نشأتها إلى عام 1959 وتم افتتاحها رسمياً عام 1961، وكانت مركزاً رئيسياً لطباعة معظم الطوابع البريدية الملونة لكافة البلدان العربية، وحجر الزاوية في طباعة كافة النماذج واستمارات معظم الوزارات والهيئات  الحكومية في مصر.

مطابع البريد المصري، نموذج صارخ من نماذج سوء الإدارة في مصر، إذ لديها من الإمكانيات والقدرات التي تؤهلها لمنافسة المطابع العالمية، وجني المزيد من الأرباح والعوائد المالية سنوياً، ومع ذلك فإن خسائرها المتلاحقة والمتتالية، يثير العجب والغضب، مع حجم تلك الإمكانيات وما تم ضخه من أموال مؤخراً كاستثمارات بلغت نحو 42 مليون جنية خلال عام 2008 لتطوير ماكينتها وإدخال أنظمة طباعة رقمية حديثة لتكفل لها الاستمرار في المنافسة في المجال.

ومع الوعود البراقة والصخب الإعـلامي من بعض القيادات السابقة، بالتوقع بتحقيق مزيد من الأرباح، ارتفعت  خسائرها المتلاحـقة عـاماً بعد عـام، حيث بلغـت تلـك الخسائر خـلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ما يقدر بنحـو 61ر1 ، 71ر4 ، 39ر8 مليـون جنية على التوالي، دون سبب معلوم!!..  

الأمر المثير للدهشة، هي حالة اللامبالاة وتبادل الاتهامات الدائمة فيما بين الإدارة والعاملين، فبينما تخفي الإدارة تقاعسها وسوء إدارتها بإنفاقها الغير مبرر على شركات خدمية للنظافة وغيرها، أو بطباعة مجلة البريد بمطابع الأهرام، أو بالإخفاق في المنافسة في سوق مفتوح، بإلقاء اللوم على  العاملين وتمردهم الدائم، بينما نجد امتعاضاً دائماً من العاملين والشكوى من هضم حقوقهم والتنكيل بالبعض منهم دون مبرر...

مطابع البريد المصري يجب أن تعــود لما كانـت علـيه، رائـدة وقـادرة على منافسة نظـائرها من المطابع الأقل شأناً محلياً ودولياً، وتلك مسئولية الإدارة والعاملين معاً، وإلا فأين ذهبت تلك الملايين، وما هي نتائج ما زعموا أنه  تطوير!!..

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: