السبت، 1 فبراير 2014

قـافلة البريد المصري !!...




"القافـلة تسـير والكـلاب تنبح" مثل عربي قديم، دائماً ما يطلقه أصحاب السلطة والمناصب التنفيذية في مواجهة الناقدين الحاقدين أعداء النجاح والتفوق، حتى أصبح الآن شعاراً لكل سلطة حاكمة مستبدة، ومن ورائها بالقطع كافة المؤسسات والهيئات التابعة لها.

فالسادة أكابر القوم، أصحاب القافلة وما تحمله من خيرات وثروات، يسيرون تلك القافلة بطريقتهم على اختلاف قائدها، غير عابئة بأنين العامة ونباح الدهماء، حتى ولو كانت تلك القافلة تسير على خطي الضياع والهلاك، فهم كلاب تنبح لا تأثير لهم إلا إزعاج الآذان، حتى أصبحنا قسمين سادة أكابر وكلاب تنبح!!..  

هذا الشعار ومن ثم التقسيم، صار عرفاً وقانوناً ملزماً في البريد المصري، وترعاه الدولة كذلك في كافة شئونها، فبينما تقوم تلك القيادات البريدية المتسلطة بالمضي قدماً في مخططها وإستراتيجيتها من أجل مصالحها ومصالح فئات أخري خفية، لاستنزاف أمواله وأموال مودعي صندوق توفير البريد، لا تعبأ إلا بالتذكير الدائم بأنها لا يضرها نباح هؤلاء الكلاب.

هذه الفرقـة والاستئثار بخـيرات وثـروات القـافلة، سيدفـع بالتأكيد إلى نتائج حتمـية ما أشار إليه "كـارل ماركس" بكتـابه "رأس المـال" بما عرف بالصراع الديالكتيكي أو صراع الطبقـات الاجتماعية، والتي غالــباً ما انبثـق عن هذا الصراع ثورات الشعوب المستعبدة ضـد حكـامها الطغـاة.  

إشكالية البريد المصري كإشكالية الوطن الأم، في هؤلاء الفاسدين المهرولين دائماً للالتحـاق بركب القافلة بالحـق والباطل، بالطـبل والزمـر، وأحيـاناً بالغنـاء والرقـص، فالتقسيم والفرز الآن أصبح عنوان تلك المرحـلة الصعبة، وأما أن تكون ضمن القافـلة أو خلفـها تنتظر بقايـا موائـدها، أو تظـل بعيـداً تنبح حتى تنقطع حبالك الصوتية!!..

أصحاب القافلة صموا آذانهم، فهم لا يدركون أنه مهما أوتوا من قوة وبطش وعتاد وسلطة ونفوذ، فأن قافلتهم تسير الآن بهزال المريض ومسكنات العليل، من كثرة ما نهب منها قطاع الطرق واللصوص، وتخبط قائدتها وبطانتهم الفاسدة من أصحاب المصالح والمنافقين، كما أن هؤلاء الكلاب أصبح الآن لهم أسناناً قاسية وشكيمة عض اللحم وأكله!!..

قافلة البريد المصري، كقافلة الوطن، لن تستطيع تكملة السير دون عدالة وإنصاف، دون اصطفاف وتوحد، فالتخوين والإقصاء سيقضي علينا جميعاً، فلا قافلة تسير ولا كلاب تنبح!!..   

وللحديث بقية أن شاء الله... 

ليست هناك تعليقات: