الخميس، 20 فبراير 2014

البريد المصري الفاشل !!..




الدولة الفاشلة، مصطلح يتداول الآن بشدة لوصف الدولة المصرية، بمناسبة تراجعها ودخولها في منطقة التحذير طبقاً لمؤشر مؤسسة فورين بوليسي الأمريكية FOREIGN POLICY ، حيث جاءت في الترتيب 34 من بين 60 دولة بتقرير عام 2013 مقارنة بالمرتبة 45 في عام 2011، حيث توصف الدولة بالفشل حين تعجز حكومتها عن القيام بمسئولياتها، كفقدان السيطرة الفعلية على أراضيها أو عدم القدرة على تقديم قدر معقول من الخدمات العامة، وغياب القانون وانتشار الفساد وغيرها من المعايير السياسية والاقتصادية المطبقة دولياً...  

يكاد قلب المرء يتقطع حين يوصف بالفشل، فما بالك أن توصف بلادك بأنها دولة فاشلة، وهي التي كانت في طليعة الأمم، ومنارة للحضارات قديماً وحديثاً... هكذا فعل اللصوص الفاسدين بمقدراتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها، ومازال، فهؤلاء الفاشلون يحبون ويسعون أن نظل في هذا الفشل...

وهؤلاء أيضاً يريدون للبريد المصري الفشل، تلك المؤسسة العريقة التي يراد لها التخبط والضياع، يراد لها الانتكاس والتراجع رغم ما تمتلكه من مقومات بشرية ومالية ضخمة تؤهلها لأن تكون في طليعة المؤسسات الناجحة الرابحة...

فالخدمات البريدية المتنوعة التي تقدم عبر نحو أربعة آلاف مكتب بريد منتشرة في جميع إنحاء الجمهورية ومتلاصقة بخدماتها اليومية لجمهور غفير من المتعاملين، ترتفع خسائرها عاماً بعد عام بحجة واهية بأنها تقدم خدمات اجتماعية تتناسب مع دخول أفراد المجتمع، ليست هدفها الربح، بخلاف الواقع، فارتفعت خسائر تلك الخدمات خلال الأعوام الثلاثة الماضية على التوالي من 63ر156 مليون جنية إلي 01ر293 مليون جنية ثم 37ر386 مليون جنية دون مبرر!!..

أما مطابع البريد، فلها أيضاً نصيباً من هذا الفشل المروع رغم ما يضخ فيها من استثمارات، حيث لا تستطيع منافسة مطبعة صغيرة تعمل بآلات قديمة، فارتفعت خسائرها خلال الأعوام الثلاثة الماضية على التوالي من 61ر1 مليون جنية إلى 71ر4 مليون جنية ثم 40ر8 مليون جنية دون مبرر أيضاَ !!..

أما أموال صندوق التوفير والتي يتم استثمار جزء منها في شركات خاسرة وأوراق مالية هابطة، ورغم البيانات الكاذبة التي تنشر عنها بأنها خفضت من خسائرها خلال الأعوام الثلاثة الماضية من 00ر557 مليون جنية إلى 99ر558 مليون جنية ثم 85ر41 مليون جنية، حيث يتم التلاعب في تقييم أصول تلك الاستثمارات عاماً بعد عام في غياب تام للأجهزة الرقابية!!...   

الفشل يحيط بالبريد المصري، بسبب تلك الإدارات المتعاقبة الفاشلة، والتي تتعمد عن قصد إفشال تلك المؤسسة العريقة عاماً بعد عام، رغم ما يتقاضونه من مزايا مالية وعينية، ومكانة مجتمعية بسبب الانتماء لتلك المؤسسة العريقة، ويدفع ثمنه العاملون البسطاء.

البريد المصري فاشل، وسوف يفشل في ظل تلك القيادات والسياسات الفاشلة، والتي تتمسك بمواقعها وتتشبث بمقاعدها متهمة الآخرين وكل من يريد الإصلاح بالجهل وعدم المعرفة...

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: