الأربعاء، 26 فبراير 2014

أزمة البريد المصري !!..



الأزمة الراهنة بين العاملين وقيادات البريد المصري، ودعوة  البعض منهم للإضراب والاعتصام للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، بالإضافة إلى مطالب أخرى تتعلق بأسلوب إدارة مرفقهم وحقوقهم المهدرة فيه منذ سنوات، والتي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ قيام ثورة 25 يناير، يظهر بوضوح وجلاء عمق الأزمة واستفحال أمرها يوماً بعد يوم...

فالأزمة التي يصورها البعض على أنها مطالب فئوية أو مؤامرة من بعض أصحاب المصالح، أو استغلالاً للظرف الراهن في البلاد لتحقيق مطالب جشعة، يعيد إلى الأذهان نظرية القلة الحاقدة المندسة التي لطالما رددها نظام مبارك وحزبه الفاسد، وذلك منذ اندلاع مظاهرات العاملين بالبريد عام 2009، والتي توالت خلال السنوات الماضية للمطالبة بإزاحة تلك الطبقة الفاسدة التي عجزت عن إدارة استثمارات الهيئة المالية فأهدرت مليارات الجنيهات خلال السنوات السابقة، فجعلته ملاذاً آمناً لبعض المنتفعين وساقطي قيد البورصة، عاجزاً عن تحقيق طموحات وآمال العاملين فيه...  

سنوات عديدة، وهذا المرفق العريق الذي يمتلك كل مقومات النجـاح من موارد مالـية وبشرية هائلة، وهو يخضع لمجموعات متتالية من الفاسدين وسارقي المال العام، فهو مؤسسة محتلة بكل معاني الكلمة، احتـلال المستعمر الغاصـب لحقـوق القائمين عليه والعاملين فيه، وعن قصد تتعمد تلك الإدارات المتعاقبة إخفـاء معـالم جـرم سابقيها، في ظـل غيـاب تـام للمؤسسات الرقابـية بالدولة، التي تعكـف على كتـابة تقاريـر ورقية لا قيمة لها إلا عند الباعة الجائلون!!..

هذه الأزمة وهذا الصراع سيظل محتدماً، ليس فقط بالبريد المصري، ولكن بمعظم مؤسسات الدولة التي يخضع العاملون فيها لنفس النمط والأسلوب في هذا التعامل الطبقي الغير إنساني الذي ولد كثيراً من الاحتقان والتطاحن لمجرد سعيهم وراء آمال تحقيق العدالة الاجتماعية الغائبة، والتي كانت شعاراً لثورة يوليو 1952 لم يتحقق، وتآكل عبر سنوات من جشع المارقين الفاسدين، حتى عادت شعاراً لثورة 25 يناير 2011.

مطالبنا بالبريد المصري عادلة، وحقوق العاملين فيه سوف تنتزع انتزاعاً ، وهذا الصراع سوف يزداد ويحتدم، وسينتصر فيه الحق على الباطل، طالما كان فينا شرفاء وأمناء يعشقون مرفقهم  وأوطانهم!!..    

وللحديث بقية أن شاء الله...

ليست هناك تعليقات: